بسم الله الحي الذي لا يموت من بيده مفاتيح كل شيء وهو على كل شيء قدير والصلاة والسلام على سيد البشر أجمعين محمد بن عبدا لله خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
قست قلوبنا وران عليها كثرة معاصينا وعلت عليها الغفلة ونحن في صراع بين حب الدنيا وما فيها من زخرف وملذات وبين طلب الآخرة وما فيها من جنة وخيرات
وليس لنا في خضم هذا الصراع المرير إلا شريعة ربنا عز وجل و إتباع سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم إذ قال أكثروا من ذكر هادم اللذات
وفي هذا الموضوع تخيلت أن الموت قصر كبير لا بد لكل مخلوق من أن يدخله فهو بوابه بين الدنيا والآخرة وكما قال احد الصالحين الموت سهم أطلق في اتجاهك و المسافة التي يقطعها هذا السهم حتى يصيبك هي عمرك .
ولهذا القصر أبواب يؤدي كل منها إلي الباب الذي يليه حتى نصل بالنهاية إلى جسد بلا روح وجثة بلا حراك ويبقى بعد ذلك رحمة ربنا الواحد القهار
فهيا بنا نستطلع هذه الأبواب قبل أن يحين دورنا في دخولها متى ما شاء ربنا لنرى بعض ما فيها من العبر
باب تمني الموت :
جاء ملك الموت لسيدنا إبراهيم عليه وعلى رسولنا الصلاة والسلام وهو خليل الرحمن ليقبض روحه فقال أبونا إبراهيم : هل رأيت خليلا يقبض روح خليله ؟
فعرج ملك الموت إلى ربه فقال له الله عز وجل : قل له : هل رأيت خليلا يكره لقاء خليله ؟ فقال له إبراهيم : اقبض روحي الساعة
باب المؤمن يموت بعرق الجبين :
عن سلمان الفارسي قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
( ارقبوا الميت عند موته ثلاثا : إن رشح جبينه وذرفت عيناه وانتشر منخراه فهي رحمة من الله نزلت به وان غط غطيط المخنوق وخمد لونه وأزبد شدقاه فهو عذاب من الله حل به )
وفي حديث لابن مسعود قال : ( موت المؤمن بعرق الجبين إنما هو تبقى عليه بقية من ذنوب فيجازف بها عند الموت ) أي يشدد عليه عند الموت لتمحى عنه
وقد تظهر على المؤمن العلامات الثلاثة أو إحداها
اللهم ثبتنا عند خروج الروح
باب سكرات الموت :
لما صارت روح سيدنا موسى عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والتسليم الى ربه سأله الله : ( يا موسى كيف وجدت الموت ؟) قال: وجدت نفسي كالعصفور يقلى على النار لا يموت فيستريح ولا ينجو فيطير أو كشاة تسلخ وهي حية
ويقول ملك الموت عندما يقبض روح نفسه في نهاية الدنيا ( وعزتك وجلالك لو علمت من سكرة الموت ما أعلم ما قبضت نفس مؤمن )
وللحديث بقية إن شاء الله
كفته @kfth
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
"toty"
•
جزاك الله خير على الموعظة
الصفحة الأخيرة