
عندما بدأت أجراس إنذارات الحريق تدق كنا في طريقنا للمغادرة ولم أشهد في البداية إرتباك شديد فالجميع كان متماسك وكنا نشاهد رجال الإطفاء والإنقاذ وهم يصعدون إلى الطوابق العليا وحاولنا تشجيعهم ...

كنا نحتاج للتوقف من وقت لأخر لإلتقاط أنفاسنا .... واسوأ ما في الأمر هو مناظر الأشخاص الذين أصيبوا بحروق.... كانوا رجال الإنقاذ يحملونهم من الطوابق الأخيرة ونفسح لهم الطريق لإخراجهم من المبنى بشكل سريع .... وأفضل مافي الأمر أن الإضاءة لم تنقطع فتمكنا من رؤية المكان والتوجه إلى السلالم ....

الدخان بدأ يملأ المكان فكما نحاول تغطية أعيننا وأنفنا ولو بملابسنا حتى لا نختنق .... ولم أدرك حقيقة الأمر إلا عندما قابلت أحد الأشخاص ، كان في الطابق رقم 81 وأخبرني أن هناك حريق هائل في ذلك الطابق نجا منه بأعجوبة ..... ثم دق النداء الآلي الخاص بموظف آخر وأخبرنا أن زوجته تبلغه أن الطائرات اخترقت أبراج التجارة ومبنى البنتاجون...
عندما وصلنا إلى الطابق رقم 35 كانت مجموعة كبيرة جداً من رجال الإطفاء تأخذ طريقها للوصول إلى الأعلى ولا أعتقد أنني من الممكن أن أنسى طوال حياتي شجاعتهم وعزيمتهم التي دفعتهم للإقدام على هذا العمل ... فلازلت أذكر النظرة الواثقة التي شاهدتها في أعينهم ... وفي الطوابق الأخيرة كانت السلالم مليئة بالمياه فيبدو فلم نتمكن من الهبوط وتوجهنا إلى السلالم الكهربائية ... وهنا كان رجال الطواريء بأنتظارنا لإعطائنا التوجيهات نحو المخارج.

كنا نسبح في بعض الطوابق في المياه ووصلت إخيراً إلى الطابق الأرضي بعد 50 دقيقة عندما شاهدت رجل يسقط من النافذة وسمعت أحد رجال الإنقاذ يصرخ لا تنظر إلى الأعلى اركض بعيداً....المكان كان ملىء بالدماء والزجاج والأحذية ....
في الخارج كان الجميع يترقب والرعب والبكاء يخيم على الأجواء ... سمعت أحد الأشخاص يقول أن أي موظف كان في الطابق رقم 60 فما فوق لايوجد أمل في نجاته فتوقفت وطمأنته بأنني كنت في الطابق رقم 71 وأن الأمل كبير بنجاة أشخاص آخرين ....
لم يكن هناك مجال للشعور بأي شيء .... لم أشعر بصعوبة الموقف إلا عندما وصلت إلى المنزل والتقيت بأسرتي عندها تخيلت كم هو الأمر صعب على أسر الأشخاص الذين لم يتمكنوا من النجاة.
عربيات - التلفزيون البريطاني
اذا لم تظهر الصور تجدها في هذا الموقع
http://www.arabiyat.com/mynews/index.php?option=news&task=viewarticle&sid=51