شام

شام @sham_1

مستشاره بعالم حواء -

تعالين نتعلم سويا كيف نضرب أطفالنا ...!!!

ملتقى الأحبة المغتربات

معا نتعلم كيف نضرب أطفالنا





د. محمد مهدي**





كرسي العقاب بدلا من الضرب





تعتبر عبارة "لا تقلق سوف أربيه" هي الرد التلقائي الأول الذي تجده على لسان الكثيرين من الآباء حين تصلهم شكوى من أبنائهم، وعليك حينها أن تفهم بالضرورة أنه سوف يضربه!، وكثيرة هي العبارات التي نستخدمها في حديثنا اليومي تجعل من العقاب مرادفا للتربية، فماذا يعني هذا؟.
ببساطة حدثت عدة اختزالات؛ فقد اختزلت التربية في العقاب واختزال العقاب في الضرب؛ فهل هذا هو الحال أم أن عملية التربية تعني شيئا آخر؟.









التأديب.. معناه واتجاهاته





يعرف التأديب على أنه تدخل من الكبار (الوالدين، الإخوة الأكبر، المدرسين، المرشدين الدينين،... إلخ) لتعديل سلوك الطفل. واتجاهات المربين متباينة نحو عملية التأديب، منها:
التساهل: حيث يميل المربي إلى أن ينشأ الطفل في مناخ حر تماما يفعل ما يريد بشكل تلقائي، ويتعلم من الحياة نفسها دون تدخل مباشر من الكبار. وغالبا ما يكون ذلك رد فعل لتربية قاسية عانى منها المربي؛ لذلك فهو يفعل عكسها، والمشكلة في هذا النوع من التربية أن الطفل ينشأ وليس لديه إحساس بالحدود والضوابط والالتزامات، فيعاني كثيرا حين يكبر.
الضبط الصارم: وهو عكس الأسلوب السابق؛ حيث تكون هنا القواعد واضحة وشديدة، وعلى الطفل أن يلتزم بها طول الوقت. وعيب هذه الطريقة أنها تلغي تلقائية الطفل وحرية تفكيره.
التقلب: وهنا ترتبط الأساليب التربوية بالحالة المزاجية للمربي (أو المربية)؛ فمثلا إذا كان الأب في حالة سرور وسعادة فإنه يتعامل بلطف وحنان مع تصرفات الطفل... أما إذا كان متوترا أو حزينا فإنه ربما يصفع الطفل على وجهه بشدة على سلوك كان يضحك له في وقت آخر. وهذا النوع أخطر من سابقيه؛ لأنه يدع الطفل في حيرة شديدة ويهز الثوابت لديه.
التربية المتوازنة: وهي التي تعطي فرصة لتلقائية الطفل، وفي ذات الوقت تزوده بمعرفة اتباع الضوابط الاجتماعية، وتعطيه الحرية وتعلمه احترام حرية الآخرين واحتياجاتهم، وتهتم باحتياجاته الجسمية والنفسية والاجتماعية والروحية في ذات الوقت.






قواعد التربية المتوازنة





والتربية المتوازنة هي التربية الصحية، ولها قواعدها الأساسية، وهي:
الثبات والاتساق: يشجع فيها المربي على الصدق والأمانة مثلا في كل الأوقات وفي كل المواقف، وفي نفس الوقت يلتزم هو نفسه بهما كسلوك، فلا تناقضات ولا تقلبات.



الفهم: يجب أن يفهم الطفل بشكل بسيط لماذا يرفض أبوه أن يأخذه معه إلى العمل، وأن تفهم الطفلة لماذا لا تشتري لها أمها هذه اللعبة الآن.
الانتقال التدريجي من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع: علينا أن ندرك أن الطفل يعيش على مبدأ اللذة "أريد ما أحبه الآن بصرف النظر عن أى شيء"، والكبار يعيشون على مبدأ الواقع (غالبا)، وعملية التأديب هنا تأخذ الطفل من مبدأ اللذة إلى مبدأ الواقع بالتدريج وبصبر جميل، أي إنه يتوجب على المربي أن يجعل رحلة الطفل من عالمه الخاص إلى عالم الكبار رحلة ممتعة.
القبول بالبطء الحتمي لعملية التغيير: فمن سنن الكون أن السلوك الإنساني يحتاج لوقت حتى يتغير أو ينضج؛ ولذلك يصبح الاستعجال نوعا من التعسف والخروج على الفطرة.
حب الطفل للمربي: حب الطفل للمربي يجعل النظام القيمي للأخير جزءا من تكوين الطفل، ويسهل الانتقال من مرحلة لمرحلة أخرى على طريق النمو والنضج النفسي بشكل هادئ وآمن؛ فالطفل لا يعرف النفاق؛ لذلك فهو لن يطيع إلا من أحبه.
القبول بمرحلية النمو: فلكل مرحلة خصائصها التي يجب أن يعيشها الطفل أو المراهق، وعلى المربي أن يتقبل هذه المراحل ويواكبها، ولا يعمد لأن يجعل السلوك نمطا ثابتا في كل المراحل.






دور العقاب التربوي






العقاب هو إلحاق أذى نفسي أو بدني بالطفل جزاء على سلوك معين قام به. وهو أمر صحي ومعتبر إذا كان توظيفه في عملية التربية مقتصرا وملتزما بحجمه الصحيح وبمواصفات استخدامه التربوية.
والعقاب هو أحد وسائل التربية وليس أهمها أو كلها؛ بل ربما يكون أضعفها، فقد قسم علماء التربية الوسائل التربوية حسب أهميتها كالتالي: القـــدوة، والثــواب، والعقــاب.
أي إن العقاب يأتي في مؤخرة الوسائل التربوية، ومع هذا نجد أن المربين غالبا ما يبدءون به ويبالغون في التركيز عليه؛ ربما لأنه يحقق نتائج سريعة يرغبونها. فإذا أراد الأب من ابنه أن يذاكر وتكاسل الابن عن ذلك؛ فقد يلجأ الأب لضرب الابن حتى يجلس على المكتب وينظر في الكتاب، وهنا يظن الأب أنه استراح وانتصر؛ لأنه حقق ما يراه صحيحا لابنه... ولكن في الحقيقة إن التغير الذي حدث للابن نتيجة العقاب هو تغير شكلي وسطحي؛ فالطفل لا يذاكر في الواقع وإنما جلس ينظر في الكتاب لتفادي غضب الأب، والنتيجة هي كراهية الابن للمذاكرة وللدراسة عموما.


على الرغم من ارتباط العقاب بالضرب واختزاله فيه، فإن للعقاب مفهوما واسعا يشمل أشياء كثيرة يمكن أن نجملها في النوعين التاليين:

1- العقاب النفسي: كنظرة اللوم والعتاب أو نظرة الاعتراض من الوالدين، أو الانتقاد أو التوبيخ أو الحرمان من أشياء يحبها الطفل، أو حبسه في غرفة... إلخ.

2- العقاب البدني: ويشمل الضرب أو أي نوع من أنواع الإيذاء البدني.







قواعد العقاب




وللعقاب مجموعة من القواعد الصحية التي يجب الالتزام بها واتباعها إذا اضطررنا له في أثناء عملية التربية؛ حتى يستفيد الطفل منه ويكون معينا له على التعلم من بعض أخطائه وتعديل سلوكه:





- يجب أن يعرف الطفل الأشياء التي تستوجب العقاب مسبقا، بمعنى أن تكون هناك قواعد واضحة في البيت أو المدرسة لما هو صحيح وما هو خطأ.


- أن يتم تحذير الطفل بأن تجاوزه للقواعد المعروفة والمعلنة سوف يعرضه للعقاب.


- أن يكون العقاب إصلاحيا لا انتقاميا، أي ليس بسبب الحالة المزاجية المضطربة للأم أو الأب.

- أن يكون في مصلحة الطفل لا في مصلحة المربي صاحب السلطة؛ فبعض الأمهات يضربن أطفالهن لأنهن يشعرن بالراحة بعد ذلك؛ فقد نفَّسن عن مشاعر غضب لديهن.

- أن يكون العقاب متدرجا ومتناسبا مع شخصية الطفل؛ فالطفل الذي تردعه النظرة يجب ألا نوبخه، والطفل الذي ينصلح بالتوبيخ يجب ألا نضربه... وهكذا.
أن يكون العقاب متناسبا مع الخطأ الواقع.


-أن تكون له نهاية، فمثلا نقرر حرمان الطفل من المصروف لمدة 3 أيام يأخذ بعدها المصروف.

- أن يشعر الطفل أن العقاب وقع عليه بسبب سلوك سيئ فعله وليس لأنه هو نفسه سيىء، بمعنى أن العقاب ليس موجها إلى شخصه ولا انتقاما منه، وإنما بسبب فعله الخاطىء الذي جر عليه العقاب.


وأخيرا: نعود ونؤكد على أن العقاب ليس مرادفا للتربية، وإنما هو أحد وسائلها وليس أهمها، فلا معنى أن تختزل التربية في العقاب ويحتزل العقاب في الضرب.
28
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شام
شام
موقع إسلام أون لاين ....


السؤال :

لدي 4 أولاد (ثلاث بنات وصبي) أكبرهم الولد وعمره 8 سنوات، أعاني كثير من تصرفاته التي تضايقني، وأشعر أحيانا بالفشل فهو عنيد، دوما يريد فعل ما يبغيه، عجول لا يوجد عنده صبر، يغار كثيرا من أخته التي تصغره بسنة مع أنني والله لا أفرق بالمعاملة بينهم، هي هادئة عكسه، أتجنب مدحها أمامه، أحيانا يضربها.
مشكلة ثانية وهي الأساس أن المعلمات في المدرسة يشتكين منه أيضا، فهو لا يسمع الكلام وأحيانا لا يقبل أن يكمل واجبه في الصف،ويعمل حركات لكي يضحك الأولاد عليه أو يقوم بعمل حركات لجذب الانتباه له.. كل يوم معلمته تتصل بنا.
اتبعنا معه أساليب عدة تكلمنا معه أنا ووالده، عاقبناه كثيرا ويعدنا أنه سوف يهدأ، ويهدأ يوما وبعدها ينسى. علما أنه كان ممتازا في دروسه ولكن هذا الفصل بدأ ينحف مستواه لأنه لا ينتبه للمعلمة ودوما في مشاكل. ويوجد نقطه مهمة (أنه إذا المعلمة أو أنا رفضنا ما يريد يغضب ويفرغ كل غضبه عمن حوله) من التلاميذ أو أخواته.
احترت كثيرا معه وأحبه كثيرا ولا أريده أن يبقى هكذا أتمنى منكم المساعدة: يوجد لديه بعض النقاط ربما تفيدكم. هو في الصف الثالث في مدرسة عربية إسلامية. وأحمد الله حيث نحن نعيش بأمريكا وآخذه لأماكن كثيرة للترفيه (يلعب مع في كرة قدم إسلامي أيضا أنا ألعب معهم كثير واجعل نفسي طفله مثلهم زوج مشغول دوما). بعض الأحيان يعمل المستحيل لقضاء وقته معهم هذا ما لديه الآن. أرجو منكم الإفادة وهل يحتاج ابني لطبيب أو ماذا أفعل وكيف أتصرف؟. ولكم جزيل الشكر والعرفان وجزاكم الله خيرا لما تقدمونه لنا.






---------------------------------------------------------------


الجواب :


سلام الله عليك ورحمته وبركاته، يسعدني أن أتلقى رسالتك وأن أرد عليها، داعية الله أن تجدي برسالتي ما يعينك على السير في الدرب التربوي الصحيح والذي أرجو أن يكون سهلا يسيرا.
ولنبدأ بتحديد النقاط التي تعانين منها مع ابنك:
1. يصر دائما على تنفيذ رغباته وإذا لم تنفذ له فإنه يسلك سلوكا عنيفا مع من حوله

2. لا يقوم بأداء واجباته وقد انخفض مستواه الدراسي عن ذي قبل
3. يغار كثيرا من أخته الأصغر منه
4. يقوم بعمل حركات للفت الانتباه إليه بالمدرسة
5. عجول لا يتحلى بالصبر

سيدتي وددت لو اتضحت بعض الأمور كي تكون الإجابات شافية وافية فلم يتضح برسالتك على سبيل المثال: منذ متى وأنتم تقيمون في أمريكا؟ هل قبل أو بعد ميلاد آدم وباقي أخواته؟ وهل كنت في حالة جيدة (نفسيا وصحيا) عند حملك فيه؟ وهل كانت ولادته متعسرة أم سهلة؟ على كل حال سأحاول الرد وفقا للبيانات وما ورد برسالتك إلى حين المتابعة معنا مرة أخرى.
سيدتي إن كل ما يعاني منه ابنك وما تشكين منه سببه أمران أساسيان، هما: الغيرة وشعوره بأنه طفل غير مرغوب فيه هذا هو السبب الأول، أما السبب الثاني فشعوره بعدم قدرتكم وعجزكم عن التصرف معه خاصة حينما يخطئ وهذا ما يؤدي به إلى العناد والاستفزاز والإصرار على تنفيذ رغباته.
ولنبدأ في علاج الجزء الأول الغيرة وشعوره بأنه طفل غير مرغوب فيه.
إن هذا الشعور وحده كفيل بأن يجعله عنيفا عدوانيا، رغم محاولاتك -المشكورة والمأجورة عليها إن شاء الله- ألا تميزي بينه وبين أخته.

لا بد أن تعلمي -سيدتي- أن شعور الغيرة شعور طبيعي، لكن كيف نتعامل معه حتى لا يتفاقم أو ينحو منحى غير سوي؟
إليك بعض الاقتراحات:



1. عليك غض الطرف عن سلبيات ابنك وركزي فقط على إيجابياته وحتى إذا قام ببعض المخالفات أو المضايقات لأخته فاحرصي على التظاهر بعدم رؤيتك لهذا واتركي ابنتك تتعامل مع الموقف بل اتركي المكان، وبهذا تكونين حققت أكثر من فائدة؛ الفائدة الأولى هي أن تتعلم ابنتك أن تدافع عن نفسها دون تدخل من أحد، والثانية أن يشعر ابنك أنك لا تحابين أو تفضلين أخته عليه.


2. عليك اكتشاف بعض قدرات ابنك مثل ميله وقدرته على الرسم مثلا أو الأعمال اليدوية أو المكانيكية أو الزراعية.. والصبية في هذه المرحلة العمرية يحبون النجارة واستخدام أدواتها فلم لا تشجعينه على ممارستها لينشغل بما يفيد ويترك إيذاء الآخرين؟ إلى جانب أن ممارسته هذه الأنشطة تساهم في تنمية قدراته المتعددة (هناك العديد من الموضوعات طرحت على هذه الصفحة لاكتشاف قدرات طفلك والأنشطة التي تنميها فأرجو الاطلاع عليها) مع تثبيت وقتا معينا للعب فيه يوميا مع مشاركتك لهم في بعض الأيام كما تفعلين.



3. عليك إخبار والده عن إنجازه لبعض الأنشطة السابقة وتحدثي عنه بفخر ولا يعني هذا أن نركز على هذا الطفل دون غيره من الأبناء؛ فلابد أن تفعلي ذلك مع أبنائك جميعا، ويكون على مرأى ومسمع من ابنك حتى يعرف أن كل أولادك سواء في المعاملة والمحبة، وأود أن أحييك على ما تفعلينه مع أطفالك وتعاملك معهم كأنك طفلة بينهم، لكن شرط أن تصبحي أماً في اللحظة التي يحتاجون فيها إلى ضبط سلوكياتهم ومراعاة الآخرين أثناء اللعب.



4. عليك أن تظهري مدى حبك لطفلك (ولجميع أبنائك) ويسمعون منك أنك تشكرين الله على أنه أنعم عليك بهم.


5. أشعريه بأنه مسئول معك في تربية وحماية أخواته.


6. على والده -في الأوقات القليلة التي يجلس فيها معكم- أن يلاعبه ويداعبه هو وأخواته ويعلمه كيف يتصرف مع الفتيات (القوارير) وكيف يحافظ عليهن ويلاطفهن أسوة بما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع النساء والفتيات، ولا يعلمه ذلك بالكلام فقط بل بالفعل من خلال تصرفاته معك ومع بناته (لمزيد من الاستفادة في موضوع الغيرة يمكنك الاطلاع على العديد منها طرح على هذه الصفحة).

أما بالنسبة للسبب الثاني وهو شعور الطفل بعجزكم وعدم قدرتكم على التعامل معه و ضبط سلوكياته ومن ثم فهو يتفنن في كيفية إزعاجكم واستفزازكم (فهذا السلوك ستقل حدته إذا اتبعتم النقاط السابقة) ولكنه أيضا يحتاج منك ومن والده: الحزم والثبات والثقة والهدوء في التعامل معه، ولا يلمح فيكما قلة الحيلة والإحساس بالفشل (على حد تعبيرك برسالتك) ولا أعني بذلك اللجوء للضرب والعقاب، فحينما سئل د/جينوت متى يعاقب الطفل الذي يسيء التصرف والسلوك؟

أجاب: إن الطفل لا بد أن يخبر (أي يتعلم من الخبرة) عاقبة سلوكه السيئ وليس عن طريق العقاب فهو يشعر بأن العلاقة القائمة على الاهتمام لا يكون فيها مكان للعقاب.
وحينما سئل مرة أخرى: افترض أن الطفل استمر في عدم طاعته لك ألا ينبغي أن يعاقب حينئذ؟ قال د/جينوت: المشكلة في العقاب أنه لا يأتي بالهدف المرجو منه فهو يشتت الفكر ويصيب الطفل بالحيرة فبدلا من أن يشعر الطفل بالأسف ويفكر فيما فعله ليصلحه يصبح مشغولا بالانتقام ومضايقة الآخرين.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن:

إذن ما البديل؟

تقترح كل من أديل فابر وإيلين مازليش في كتابهما: HOW TO TALK SO KIDS WILL LISTEN
أن هناك بدائل للعقاب تتلخص في هذه النقاط:

1. أظهري تعاونك مع ابنك ليتخلص من سلوكه الخطأ
2. عرفي ابنك عواقب تصرفاته
3. أخبريه بتوقعاتك بدلا من توبيخه
4. أعطه اختيارات
5. عبري عن غضبك لسلوكه الخطأ
6. وأخيرا اتخذي موقفا
والآن كيف نطبق هذه البدائل على سلوكيات ابنك




أولا: أظهري تعاونك مع ابنك ليتخلص من سلوكه الخطأ:



فمثلا إذا أساء الرد على أخته أو حتى تطاول عليها وكنت حاضرة في الموقف ولم تستطيعي التظاهر بعدم رؤيتك له، فعليك حينئذ أن تقولي بثبات وهدوء وثقة وحزم: ربما تكون غاضبا أو حتى متضايقا من أختك لكن هناك طرق متعددة لكي تخبرها عن ضيقك منها.

ثانيا: عرفي ابنك عواقب تصرفاته:

عندما تشكو معلمته من محاولته إضحاك الأطفال الآخرين للفت الانتباه إليه، فيمكنك أن تتحدثي معه في هذا الأمر قائلة: أعرف تماما أنك تحب أصحابك وتود لو تضحكون وتمرحون معا ولكن هل تظن أن المكان المناسب هو داخل غرفة الدراسة؟ وانتظري حتى يرد، فإذا لم يفعل فأكملي حديثك بقولك: إذا ظللت على هذا النهج وهذه الطريقة في إضحاك زملائك دون أن تهتم بدروسك بل وتشغلهم هم أيضا فماذا ستكون النتيجة؟ واستمعي لما سيقول أو حتى دعيه يفكر فيما قلته له ليستنتج بنفسه العاقبة لهذه التصرفات، بهذه الطريقة وهذا الأسلوب ندع الطفل يفكر بنفسه في سلوكياته ويفكر كيف يصححها بنفسه.

ثالثا أخبريه بتوقعاتك بدلا من توبيخه:



حينما يرفض إطاعة أمر من أوامرك (التي يجب أن تكون نادرة وفي أضيق الحدود حتى تكون أدعى للتنفيذ) أو يعاند ويصر على رأيه في رفضه إعادة لعبة من لعب أخته التي أخذها عنوة مثلا أو رفض جمع لعبه بعد الانتهاء من اللعب أو رفض الذهاب للنوم في موعد نومه.. الخ يمكنك قول: أنا أتوقع منك أن تعيد اللعبة لأختك، أو أتوقع منك أن... (وتذكري ما تتوقعينه منه بحسب كل موقف) بشكل حازم، إلى جانب عدم إلحاحك بالأمر فإذا لم ينفذ ما طلبت فلا تعيدي عليه الطلب أكثر من مرة فإن ذلك يجرئه ويغريه بعدم الطاعة.

بالطبع ستقولين إنه لن يستمع لمثل هذه الجمل وسوف يستمر في عناده، هل تدرين لم -سيدتي-؟ لأنك تدمجين أساليب صحيحة في تعاملك مع آدم وأساليب أخرى خطأ مثل أساليب التهديد والعقاب والتحذير... الخ الأمر الذي يشعر ابنك بأنك مذبذبة حائرة في طريقة التعامل معه، فيجعله أكثر جرأة واستفزازا كما سبق أن أشرت، هذا إلى جانب أن آدم سيظل يختبر فيك قدرتك على الصبر والثبات والهدوء، فعليك أن تدربي نفسك على الأساليب البديلة للعقاب مع تخليك عن الأساليب الأخرى الخطأ وهذا يأتي بالتدريج وبملاحظة نفسك وملاحظة ردود فعلك مع ابنك.



رابعا أعطه اختيارات:




إذا لم يرغب في المذاكرة فور عودته من المدرسة مثلا فأعطه اختيارين بقولك
:
إما أن تبدأ مذاكرة الآن أو تبدأ بعد الغداء فإذا رفض الاختيارين فيمكنك حينئذ القول بحزم إنك أعطيته بديلين فقط وليس هناك ثالث، واتركيه وانصرفي لإعداد المائدة، فإذا ترك عمل الواجبات تماما فعليك الاتصال بمعلمته بالمدرسة وإخبارها بعدم اهتمامه بالواجب وعليها أن تعاقبه بما يتراءى لها (فيما عدا الضرب طبعا والإهانة) على ألا يعرف ابنك هذا الاتصال بالطبع.




خامسا عبري عن غضبك لسلوكه الخطأ بحزم:




حينما يتصرف بشكل عدواني مع أخواته لأنك رفضت طلبا من طلباته مثلا، فعليك حينئذ أن تذهبي إليه وتجلسي في مستواه وتنظري في عينيه مباشرة وتقولي بصوت حازم: "يزعجني جدا ويغضبني أن تتصرف بهذه الطريقة وعليك ألا تفعل ذلك مرة أخرى" واتركيه دون أن تنتظري رد فعله.



سادسا وأخيرا اتخذي موقفا



وهذا البديل هو الخطوة الفعلية ليعرف ابنك عاقبة تصرفاته فحينما يضايق الآخرين مثلا فعليك حينئذ الكف عن اللعب معه في الوقت الذي سيمارس فيه الأنشطة وعندما يطلب منك أن تشاركيه فعليك أن تعلميه درسا بقولك:

لا تتوقع أن يظل الناس يتعاملون معك بنفس اللطف حينما تضايقهم.

إن هذه الأساليب يمكن أن يكون بعضها أكثر فاعلية من البعض الآخر؛ ولذا حاولي أن تتعرفي على أكثرها فاعلية مع ابنك ولكن في نفس الوقت نَوِعي بينها.
وأخيرا يجب أن تشركي والدهم في كل ما سبق لأن الوالد له تأثير قوي على الصبية بالذات، فهم (أي الآباء) قدوة بالنسبة لصبيانهم، كما لا بد أن تتدربي أنت وزوجك على استخدام الأساليب السابقة وهذا يحتاج منكما إلى صبر شديد واستعانة بالله.
كما عليك أن تتحدثي مع معلماته بالمدرسة كي يتفهمن الموقف، وتخبريهن بأنك تودين لو يتعاونّ معك باستخدام البدائل المناسبة مما سبق، إلى جانب لفت نظرهن إلى عدم الشكوى من سلوكيات الطفل على مرأى ومسمع منه.



وأخيرا أدعو الله أن يعينك على طاعته في أبنائك ويهيئ لك من أمرك رشدا، ونحن على موعد معك لاستقبال متابعتك إن شاء الله، فإلى لقاء قريب.
شام
شام
مجموعة مقالات قرأتها فأفادتني وأعجبتني فأحببت ان أشرككن أخواتي بقراءتها ....

نفعنا الله بها .



أي قائد ستقدم للأمة غدا ؟؟
فتاة سورية
فتاة سورية
موضوع جدا جدا رائع ومهم ان شاء الله لي رجعة لحتى اقراه على مهلي


شكرا لك اختي
بدّورة الحلوة
المقال جميل...


ولكني رغم اني لم أجرب الأمومة بعد...


لاأتصور اني سأستخدم العنف او العقاب بأي شكل من اشكاله في معاملة طفلي...

الضرب اهانة مههههههههما حاولنا تخفيف وتلطيف الحديث عنه ...


كلنا جربنا الضرب واحنا اطفال....من فينا فاده الضرب؟؟؟من فينا من لاتحمل آلام من طفولتها بسبب الضرب؟؟؟

من فينا نفع فيه الضرب وخلاه يمشي عدل وبالعكس...

من فينا عومل معاملة حسنة وانحرف بسببها؟؟؟


عني ارى ان الحزم والوضوح والحب والصبر في التربية هو افضل الأساليب...

طبعا الوقت مبكر للحديث عني لأني مازلت لم اجرب الامومة والمسؤولية بعد...

لكن لاحظت في تجاربي مع ولاد خواتي انهم مع تغيير اسلوب التوجيه ينعدل سلوكهم بالتدريج

يعني لاتطلبين م نطفلك انه يقلع عن تصرف سيء سواه في ساعته...لااطلاقا..


اليوم ضرب اخته وبكره بيضربها بعد يومين من التوجيه راح يخف راح يخف الييييين يقلع...

بهالطريقة اصلا تتثبت السلوكيات الحميدة وتتحول لعادة بدلا من ان تكون مجرد ردة فعل لعقاب ....
mamazozo
mamazozo
بارك الله بك اختى موضوع في غايه الاهميه ومستوى النصائح مفيد وراقي
لم اكمل القراءه ولي عوده