آثار التعبد بأسماء الله وصفاته
بقلم : محمد بن عبد الله الزغيبي
اعلم أن التعبد بالأسماء والصفات الحسنى درجات ومراتب وأنواع كما سبق ،
وكلما زاد علم العبد بالله (جل وعلا) ارتفع في درجة التعبد ، وأكمل الناس عبودية هو
المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي يطلع عليها البشر ، فلا تحجبه عبودية اسم
عن آخر ، كمن يحجبه التعبد باسمه (القدير) عن التعبد باسمه (الحليم) (الرحيم) ، أو
يحجبه عبودية اسم (المعطي) عن عبودية اسم (المانع) ،
أو عبودية اسم (الرحيم) و (العفو) و (الغفور) عن اسمه (المنتقم) ،
أو التعبد بأسماء التودد والبر واللطف والإحسان عن أسماء العدل والجبروت والعظمة والكبرياء ..
ونحو ذلك . وهو (سبحانه) يحب موجب أسمائه وصفاته ، فهو عليم ويحب كل عليم ، جواد يحب كل جواد ، عفو يحب العفو وأهله ، حيي يحب الحياء وأهله ، شكور يحب الشاكرين ، صبور يحب الصابرين ، حليم يحب أهل الحلم ، وإذا كان (سبحانه) يحب المتصفين بأثر صفاته فهو معهم بحسب نصيبهم من هذا الاتصاف ، وهو ما يسمى بالمعية الخاصة .
إن معرفة معاني الأسماء والصفات يحقق آثاراً ظاهرة لمن تعبّد لله بها ، ومن هذه الآثار :
1- الأنس بالله ولمّ شعث القلب :
(وذلك إنما هو أثر تجلي الأسماء والصفات الحسنى على قلب العبد ، فترتفع حجب الغفلة والشك والإعراض ، ويتم استيلاء سلطان المعرفة على القلب وقد استولى على العبد نور الإيمان بالأسماء والصفات ومعرفتها ، ودوام ذكرها ، والنظر إلى الواحد الفرد ، الأول فليس قبله شيء ، الآخر الذي ليس بعده شيء ، الظاهر الذي ليس فوقه شيء ، الباطن الذي ليس دونه شيء ،....
(وإذا بلغ العبد في مقام المعرفة إلى حدٍّ كأنه يكاد يطالع ما اتصف به الرب (سبحانه) من صفات الكمال ونعوت الإجلال ، وأحست روحه بالقرب الخاص ، حتى يشاهد رفع الحجاب بين روحه وقلبه وبين ربه ،فصار يعبده كأنه يراه)
2- تعظيم الله (سبحانه وتعالى) :
فمن شاهد الصفة فلا بد أن يشاهد متعلقاتها ، فإن النظر في متعلقاتها يكسب التعظيم للمتصف بها . فمن شاهد صفة الكلام مثلاً زادته تعظيماً لله (تعالى) ولا بد ، إذ لو أن البحر يمده من بعده سبعة أبحر ، وأشجار العالم كلها أقلام يُكتب بها كلام الرب (جل جلاله) لفنيت البحار ونفدت الأقلام .
3- إدراك مقتضيات الصفات طريق لإثباتها :
فوجود هذا الكون المدبر المحكم الواسع يتطلب ربّاً مالكاً حكيماً عليماً .
4- إدراك أسرار الشريعة وحقيقة الأحكام الشرعية :
فمن كانت له معرفة بأسماء الله وصفاته ، واستقرار آثارها في الخلق والأمر ، رأى الخلق والأمر ينتظمان بها أتم انتظام ، ورأى سريان آثارها فيها ، وعلم بحسب معرفته ما يليق بكماله وجلاله أن يفعله ، وما لا يليق ، فاستدل بأسمائه على ما يفعله وما لا يفعله ، فإنه لا يفعل خلاف موجب حمده وحكمته .
5- الطمأنينة :
والطمأنينة إلى أسماء الرب وصفاته نوعان : أحدهما : طمأنينة إلى
الإيمان بها وإثباتها واعتقادها ،
وطمأنينة إلى ما تقتضيه وتوجبه من آثار العبودية ، فمثلاً : التعبد باسم (القدير) يوجب الطمأنينة إلى القَدَر وإثباته ، ويقتضي الطمأنينة إلى مواضع الأقدار التي لا قدرة له على دفعها ، فيسلِّم لها ، ويرضى بها ، ولا يسخط ، ولا يشكو ، ولا يضطرب إيمانه ، فلا يأسى على ما فاته ، ولا يفرح بما آتاه الله ؛ لأن المصيبة فيه مقدرة قبل أن تصل إليه وقبل أن يُخلق . فهذه طمأنينة إلى أحكام الصفات وموجباتها وآثارها في العالم ، وهي قدر زائد على الطمأنينة بمجرد العلم بها واعتقادها
.

ألف معنى @alf_maan
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

المحبه للوفاء
•
الله يجزاك الجنه من غير حساب اللهم آمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيراً حبيبتي في الله
وبارك الله فيكِ
وجعله الله في ميزان حسناتك
جزاكِ الله خيراً حبيبتي في الله
وبارك الله فيكِ
وجعله الله في ميزان حسناتك


جزاك الله خير غاليتي **ألف معنى**
ولا حرمك الله أجر ما نشرتيه.....
"وفقك الله أينما كنت"
ولا حرمك الله أجر ما نشرتيه.....
"وفقك الله أينما كنت"

ألف معنى
•
مرحبا بمرورك غاليتي..المحبة للوفاء
رفع الله قدرك واسكنك الفردوس على دعواتك
الطيبة ياطيبة
**************************
حبيبتي ...مروج الذهب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله الفردوس
ووفقك ورعاك
************************
حبيبتي ...موضة ...اسعدك الباري وسلمك
وزادك كذلك فضل وهدى
شاكرة مرورك الكريم
رفع الله قدرك واسكنك الفردوس على دعواتك
الطيبة ياطيبة
**************************
حبيبتي ...مروج الذهب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله الفردوس
ووفقك ورعاك
************************
حبيبتي ...موضة ...اسعدك الباري وسلمك
وزادك كذلك فضل وهدى
شاكرة مرورك الكريم
الصفحة الأخيرة