تعالي نتأمل في هذه الآية!

ملتقى الإيمان

قال تعالى: (ولا تمدن عينيك إلى مامتعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) .
إن القرآن مليء بالعظات والعبر، وإن مما يعد من إعجازه البليغ دقة اللفظ المعبر عن المعنى، وحسن نظمه.
فتأمل في قوله تعالى: (زهرة الحياة الدنيا) فلماذا عبر بالزهرة بالذات؟ الزهرة تبدو نضرة يانعة عندما تتفتح ثم أيام وسرعان ما تذبل، وكذلك الدنيا سرعان ما تزول وتكون كأحلام نائم.
قرأت مرة في أحد الكتب يشبه الدنيا بالاستراحات التي تكون في طريق المسافر فهل يفكر في تأثيثها وينشغل بها عند اجتيازه لها أو لبثه فيها فترة قصيرة للراحة؟!!
إن هذا التشبيه موافق لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال: "مالي وللدنيا، إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال في ظل شجرة ثم قام وتركها".
يالها من مدة قصيرة؟ فلماذا إذن نزخرف البيوت ونكثر الفرش والمتاع كما لو كنا سنعمر طويلاً في هذه الدنيا؟
دخل عمر بن الخطاب على أبي عبيدة بن الجراح فوجد متاع بيته قليلاً فقال له: ألا تتخذ متاعاً؟ فقال أبو عبيدة: هذا يبلغنا المقيل. فبكى عمر رضي الله عنه.
فعلاً.. إن القليل من الأثاث والمتاع واللباس يكفي، والمتأمل يجد أن هذا أيسر حتى في التنظيف والترتيب وغيره، وأقل تعقيداً للحياة.
فلماذا لا نسعى في عمارة الآخرة التي هي خير وأبقى، ونترك الانغماس في أوحال هذه الفانية.
وهنا إشارة لطيفة:
قال سيد قطب في كتابه في ظلال القرآن بعد تفسيره لهذه الآية: (وما هي دعوة للزهد في طيبات الحياة ولكنها دعوة إلى الاعتزاز بالقيم الأصيلة الباقية وبالصلة بالله والرضى به، فلا تتهاوى النفوس أمام زينة الثراء ولا تفقد اعتزازها بالقيم العليا وتبقى دائماً تحس حرية الاستعلاء على الزخارف الباطلة التي تبهر الأنظار). .
0
500

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️