سمسم

سمسم @smsm_1

عضوة نشيطة

-تعال نؤمن-آداب تلاوة القرآن الكريــم

ملتقى الإيمان

آداب تلاوة القرآن الكريــم


يؤمن المسلم بقدسية كلام الله تعالى، وشرفه وأفضليته على سائر الكلام، وأن القرآن الكريم كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، من قال به صدق، ومن حكم به عدل ، وأن أهله هم أهل الله وخاصته، والمتمسكون به ناجون فائزون، والمعرضون عنه هلكى خاسرون.

ويزيد في إيمان المسلم بعظمة كتاب الله جل جلاله وقدسيته وشرفه ما ورد في فضله عن المنزل عليه، والموحى به إليه صفوة الخلق سيدنا محمد بن عبد الله ورسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، في مثل قوله: " إقرأوا القران فإنه يجيء يوم القيامة شفيعاً لصاحبه " رواه مسلم وقوله " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " رواه البخاري وقوله صلى الله عليه وسلم " أهل القرآن أهل الله وخاصته " النسائي وابن ماجه والحاكم باسناد حسن وقوله: " إن القلوب تصدأ كما يصدا الحديد ، فقيل يا رسول الله وما جلاؤها ؟ فقال: تلاوة القرآن ، وذكر الموت " البيهقي في الشعب ياسناد ضعيف . وقد جاء مرة إلى الرسول عليه الصلاة والسلام أحد خصومه الألداء يقول يا محمد، إقرأ علي القرآن، فيقرأ عليه الصلاة والسلام :"

( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ) الآية ولم يفرغ الرسول عليه الصلاة والسلام من تلاوتها حتى يطالب الخصم الألد بإعادتها مدهوشاً بجلال لفظها ، وقدسية معانيها مأخوذاً ببيانها، مجذوباً بقوة تأثيرها، ولم يلبث أن رفع عقيرته بتسجيل اعترافه، وتقرير شهادته بقدسية كلام الله تعالى وعظمته، إذ قال بالحرف الواحد: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمورق وإن أعلاه لمثمر، وما يقول هذا بشر! ابن جرير الطبري والخصم هو الوليد بن المغيرة كما رواه البيهقي باسناد جيد .

ولهذا كان المسلم زيادة على أنه يحل حلاله ويحرم حرامه ، ويلتزم بآدابه والتخلق بأخلاقه،

فإنه يلتزم عند تلاوته بالآداب التالية:


1- أن يقرأه على أكمل الحالات، من طهارة ، واستقبال القبلة، وجلوس في أدب ووقار.

2- أن يرتله ولا يسرع في تلاوته، فلا يقرؤه في أقل من ثلاث ليال، لقوله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن في أقل من ثلاث ليال لم يفقهه " رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي وأمر الرسول عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن يختم القرآن في كل سبع متفق عليه ، كما كان عبد الله بن مسعود وعثمان بن عفان وزيد بن ثابت رضي الله عنهم يختمونه في كل أسبوع مرة.

3- أن يلتزم الخشوع عند تلاوته، وأن يظهر الحزن وأن يبكي أو يتباكى إن لم يستطع البكاء ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " اتلوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا " ابن ماجه بإسناد جيد .

4- أن يحسن صوته به لقوله صلى الله عليه وسلم : " زينوا القرآن بأصواتكم " أحمد وابن ماجه والنسائي والحاكم وصححه وفي قوله : " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " متفق عليه وقوله : " ما أذن الله لشيء ما أذن لِنبي يتغنى بالقرآن " متفق عليه .

5- أن يُسِر تلاوته إن خشي على نفسه رياء أو سمعة أو كان يشوش به على مُصل لما ورد عن عنه صلى الله عليه وسلم : " الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة " ومن المعلوم أن الصدقة تستحب سِرِيَتُها إلا أن يكون في الجهر فائدة مقصودة كحمل الناس على فعلها مثلاً ، وتلاوة القرآن كذلك.

6- أن يتلوه بتدبر وتفكر مع تعظيم له واستحضار القلب وتفهم لمعانيه وأسراره.

7- أن لا يكون عند تلاوته من الغافلين عنه المخالفين له، إذ انه قد يتسبب في لعن نفسه بنفسه ؟ لأنه إن قرأ (ألا لعنة الله على الكاذبين ) أو ( ألا لعنة الله على الظالمين ) وكان كاذباً أو ظالماً فإنه يكون لاعناً لنفسه

8- يجتهد في أن يتصف بصفات أهله الذين هم أهل الله وخاصته وأن يتسم بسماتهم كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لقارىء القرآن أن يُعرَف بليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبورعه إذ الناس يخلطون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وبحزنه إذ الناس يفرحون .

وقال محمد بن كعب: كنا نعرف قارىء القرآن بصفرة لونه ، يشير إلى سهره وطول تهجده .
وقال وهيب بن الورد: قيل لرجل ألا تنام ؟ قال إن عجائب القرآن أطرنَ نومي.
وأنشد ذون النون قوله

مَنَعَ القرآنُ بوعـده ووعيده -------- مُقَلَ العيون بِلَيلهَا لا تَهجَعُ
فهموا عن الملك العظيم كلامه-------- فهماً تذل له الرقاب وتخضع
0
552

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️