تعرفي على شخصيتك اضافة الى طريقة تغييرها من الجانب السلبي الى الايجابي

ملتقى الإيمان












صديقتك .. إلى أين تسير بك في منحى التغيير؟
كثيراًما نسمع .. قولي من تجالسين أقل لك من أنتي،
وفي المعنى نفسه ..
انظري من يختارك ويفضل الجلوس معك،
واسألي نفسك لماذا اختارتك؟!
وستعرفين من خلال الإجابة من أنتي ..
وماذا تؤثر بك صديقتك،
يقول الشاعر:
أذا جاريت في خلق ذميم فأنت ومن تجاريه سوءاً
هذا البيت من أبيات الشعر التي لا تغيب عن بالي فقد أثرت فيني كثيراً
فلابد من الأهتمام بإختيار الصديق الذي يعينك على طاعة الله ,
فقد قال الشافعي -رحمه الله-
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها
صديق صدوق صادق الوعد منصفاً
فكثيراً ما يكون لنا مبادئ نؤمن بها، ونسير عليها في غالب حياتنا،
ولكن هذه المبادئ تتعرض أحياناً لهزة كبيرة،
إذ كانت صديقتك المقرّبة تخالفك فيها،
خاصة إن قدمت لك الأمر على شكل نصيحة مخلصة بأنها تريد أن تصبحي مثله أو تسيري على خطاها ..
فهل أنتي ممن يهتم بانتقاء صديقاتك ؟
وهل تعتبرين أن صديقاتك لهم الأثر الكبير في توجيه سلوكك ؟
وهل تملكين القدرة على ترك صديقتك إذا كانت تقف عائقاً بينك وبين التغيير الإيجابي؟

إن أعظمَ ما يعين المسلم على تحقيق التقوى والاستقامة على نهج
الحق والهدى ، هومصاحبةُ الأخيار، ومصافاةُ الأبرار،
والبعدُ عن قرناء السوء ومخالطة الأشرار ،
لأن الإنسان بطبعه وحكم بشريته يتأثر بصفيه وجليسه ،
ويكتسب من أخلاق قرينه وخليله ،
والمرءُ إنما توزن أخلاقه وتُعرف شمائله بإخوانه وأصفيائه ،,

كما قال عليه الصلاة والسلام :
(الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )
.

ورضي الله عن ابن مسعود يوم قال :
" ما من شيء أدلُ على شيء ؛ من الصاحب على الصاحب"

ومن كلام بعض أهل الحكمة
" يُظَنُ بالمرء ما يظن بقرينه ".

فلا غروَ حينئذٍ أن يُعنى الإسلام بشأن الصحبةِ والمجالسة أيما عناية،
ويوليها بالغ الرعاية ،
حيث وجه رسول الهدى كلَ فرد من أفراد الأمة إلى العنايةِ باختيار الجلساء الصالحين
،واصطفاء الرفقاء المتقين ،
فقال عليه الصلاة والسلام:
( لا تصاحب إلا مؤمنًا ، ولا يأكل طعامَك إلا تقي)
.

كما ضرب للأمةِ مثلَ الجليس الصالحِ والجليس السوء
بشيء محسوسٍ وظاهر ،
كلٌ يدرك أثره وعاقبتَه ، ومقدارَ نفعه أو ضرره :
فقد أخرج الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
أن النبي قال :
( إنما مثلُ الجليسِ الصالح والجليسِ السوء
كحامل المسك ونافخ الكير، فحاملُ المسك إماأن يحذيك،
وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة،
ونافخُ الكير إما أن يحرق ثيابك،
وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة ) .
لذا .. فإن من الحزم والرشاد ، ورجاحةِ العقل وحصافةِ الرأي ،
ألا يُجالسَ المرء إلا من يرى في مجالسته ومؤاخاتِه النفعَ له في أمر دينه ودنياه .
وإن خيرَ الأصحاب لصاحبه ، وأنفعَ الجلساءِ على جليسه من كان ذا بِرٍّ وتُقى ، ومروءةٍ ونُهى ، ومكارمَ أخلاق ، ومحاسنَ آداب ،
وجميلِ عوائد ، مع صفاءِ سريرة ، ونفسٍ أبية ،وهمّةٍ عالية ،
وتكمل صفاته ويَجل قدره حين يكونُ من أهل العلم والأدب ،
والفقه والحكمة ، إذْ هذه صفات الكُمّل من الأنام الذين يأنس بهم الجليس ،
ويسعد بهم الصديق ؛ لإخلاصهم في المودة ،
وإعانتهم على النائبة ، وأمْنِ جانبهم من كل غائلة ،
فمن وُفق لصحبة من كانت هذه صفات وأخلاقه ، وتلك شمائله وآدابه،
فذلك عُنوان سعادته ، وأمارةُ توفيقه ، فليستمسك بغرزه ،
وليعضّ عليه بالنواجذ ، وليْرع له حق الصحبة بالوفاء والصدق معه ،
وتوقيره وإجلاله ،
ومؤانسته حال سروره ، ومواساته حال مصيبته ،
وإعانته عند ضائقته ، والتغاضي عن هفواته ، والتغافلِ عن زلاته
، إذ السلامةُ من ذلك أمر متعذر في طبع البشر ،
وحسبُ المرء فضلاً أن تعد مثالبه ومعائبه .
===================
وإن شرَ الأصحاب على صاحبه ، وأسوأهَم أثرًا على جليسه ،
من ضعُفت ديانته وساءت أخلاقه ،
وخبُثت سريرته ، ولم تُحمد سيرته ،
من لا همّ له إلا في تحقيقِ مآربه وأهوائه ،
ونيلِ شهواته ورغباته ،
وإنْ كان على حساب دينه ومروءته ،
ولربما بلغ الحالُ في بعض هؤلاء ألا يقيمَ للدين وزنًا ،
ولا للمروءة اعتبارًا ، ولا يرى للصداقةِ حقًا ،
فمؤاخاةُ هذا وأمثالِه ضرب من العناء ، وسبيل من سبل الشقاء ؛
لِما قد يجلبه على صاحبه وجليسه من شرٍ وبلاء بصده عن ذكر الله وطاعته ،
وتثبيطه عن مكارم الأخلاق ومقتضياتِ المروءة ،
وتعويدِه على بذاءة اللسان والفحش في الكلام ،
وحمله على ارتكاب أنواعِ من الفسق والفجور
والأخذِ به في سبيل اللهو واللعب ،
وضياعِ الأوقات فيما يضر ولا ينفع من أنواع الملهياتِ والمغريات
، وتبذيرِ الأموال في صنوف من المحرمات .
ولتتأملي أختي الكريمة في حال من ابتلوا بالفواحش والمنكرات ،
وما هم عليه من سوءِ الحال في أنفسهم وأهليهم ،
وما كان لهم من أسوأِ الأثرعلى من يخالطهم ويصافيهم ،
فمن شقاء المرء أن يُجالس أمثال هؤلاء الذين ليس في صحبتهم سِوى الحسرة والندامة ؛
لأنهم ربما أفسدوا عليك دينك وأخلاقك ، حتى تخسري دنياك وآخرتك ،
وذلك هو الخسران المبين ، والغبنُ الفاحش :
قال تعالى
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي
لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً}

((أضــرار جليس الســوء )))

جليس السوء مضرة على صاحبه من كل وجه
وشؤم عليه في الدنيا والآخرة ومن أضراره :

1ـ من أضرار جليس السوء انه قد يشكك في معتقداتك الصحيحة ويصرفك عنها 0

2ـ أن جليس السوء يدعو جليسه إلى مماثلته في الوقوع في المحرمات والمنكرات 0

3ـ أن المرء بطبيعته يتأثر بعادات جليسه وأخلاقه وأعماله قال صلى الله عليه وسلم :
( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )
" رواه أبو داود " ،
وقد قيل " إياك ومجالسة الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه وأنت لا تدري " 0

4ـ أن رؤيته تذكر بالمعصية سواء كانت ظاهرة عليه أو خفية وكنت تعرف ذلك منه فتخطر المعصية في بال المرء بعد أن كان غافلا أو متشاغلا عنها 0

5ـ أنه يصلك بأناس سيئين يضرك الارتباط بهم وقد يكونون اشد انحرافا وفسادا 0

6ـ أنه يخفي عنك عيوبك ويسترها عنك ويحسن لك خطاياك ويخفف وقع المعصية في قلبك ويهون عليك التقصير في الطاعة 0

7ـ أنك تحرم بسببه من مجالسة الصالحين وأهل الخير لانهماكك معه في الشهوات والملذات ويحذرك من مجالستهم فيفوتك من الخير والصلاح بقدر بعدك عنهم 0

8ـ أن الذي يجالس أهل السوء يقارن أفعاله السيئة بأفعالهم فيستقل سيئاته بجنب سيئاتهم
فيكون ذلك سببا في زيادة طغيانه وانحرافه وتقصيره في الأعمال الصالحة وعلى الأقل
يصاب بالعجب بما هو عليه والعجب مرض مهلك ، جليس السوء مضرة على صاحبه
من كل وجه وشؤم عليه في الدنيا والآخرة ومن أضراره 0

9ـ أن صحبته ومؤاخاته عرضة للزوال عند وجود أدنى خلاف أو تغيير مصلحة بل
وتحصل البغضاء بدون ذلك قال عبدالله بن المعتز ـ رحمه الله ـ
" إخوان السوء ينصرفون عند النكبة ويقبلون مع النعمة " 0
قال أبو الحسن التهامي ـ رحمه الله :
شيئان ينقشعان أول وهلة ***** ظل الشباب وخلة الأشـرار
وقال ابن حبان ـ رحمه الله ـ " العاقل لا يصاحب الأشرار لان صحبة السوء قطعة من
النار تعقب الضغائن لا يستقيم وده ولا يفي بعهده 0

10ـ أن مجالس أهل السوء لا تخلو من ا لمحرمات والمعاصي كالغيبة والنميمة والكذب
واللعن ونحو ذلك فربما يوافقهم جليسهم فيما هم فيه أو ينكر عليهم لكن لا يفارق مجلسهم فيقع في الإثم 0

11ـ أنها لو دامت مودتهم في الدنيا فإنها سرعان ما تنقشع في الدار الآخرة وتنقلب إلى
عداوة وبغضاء قال تعالى : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) 0

12ـ أن غالب مجالس أهل الفسق لا يذكر الله فيها فتكون حسرة وندامة على أصحابها يوم القيامة 0

13ـ أن في مجالستهم تضييعا للوقت الذي سيحاسب العبد على التفريط فيه يوم القيامة 0

14ـ انك به تعرف ويساء بك الظن من اجل صحبتك له 0

وختاما قال الشيخ عبدالرحمن السعدي ـ رحمه الله ـ "
وبالجملة فمصاحبة الأشرار مضرة من جميع الوجوه على من صاحبهم
وشر على من خالطهم فكم هلك بسببهم أقوام وكم أقادوا أصحابهم إلى المهالك
من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون " ،
وقال أبو الأسود الدؤلي ـ رحمه الله ـ " ما خلق الله خلقا اضر من الصاحب السوء " 0

فعلى العاقل الناصح لنفسه الذي يريد لها النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة أن يتجنب
مخالطة هؤلاء ويفر منهم غاية الفرار ولا يتهاون في ذلك

17
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام مصعب السلفي
نفسى البس الننقاب
جزاكى الله خيرا يارب اصرف عنا اصدقاء السوء ااااااااااااامين
أم سلطان؟
أم سلطان؟
زهـــ الربيع ـــور
جزاك الله خيرا