تعريف الغيبة وذكر أنواعها وأسبابها وحكمها ومتى تجوز وما هي كفارتها

الملتقى العام

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:


فأقدم للقاريء الكريم هذه الرسالة التي تتحدث عن داء خبيث يحصد الحسنات ويجلب السيئات ويضيع الأوقات، ألا وهو داء الغيبة التي ساعد على تفشيه في المجتمع قلة الوازع الديني وتيسر أسباب المعيشة وكثرة أوقات الفراغ، كما أن لسهولة الاتصالات الهاتفية سهمٌ في ذلك.


ادعو الله العلي القدير أن تكون هذه الرسالة ـ وإن صغر حجمها ـ باباً للخير والتوبة تُعلم الجاهل وتُذكر الغافل وتنبه العاصي.


جعل الله أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.


تمهيد


اعلمي أختي الكريمه أن من حفظ لسانه قل خطأه وكان أملك لزمام أمره وأجدر ألا يقع في محذور. وقد ضمن له النبي صلى الله عليه وسلم الجنة في قوله:
«من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة
»(1) وما بين اللحيين وهو اللسان، وما بين الرجلين هو الفرج.


قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ:


اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرتْ فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة والسلامة لا يعدلها شيء.


فمن استقام لسانه استقامت جوارحه، ومن عصى لسانه وخاض في أعراض الناس عصت جوارحه وانتهكت حرمات الله، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا وإن إعوججت إعوججنا»(1).


قال النووي ـ رحمه الله ـ: معنى «تكفر اللسان» أي تُذل وتخضع.


وقال الألباني ـ رحمه الله ـ: أو هو كناية عن تنزيل الأعضاء اللسان منزلة الكافر بالنعم.


أختي الكريمه:


إن اللسان من نعم الله العظيمة، ولطائف صنعه الغريبة، فإنه صغير جرْمه، عظيم طاعته وجُرمه، إذ لا يستبين الكفر والإيمان إلا بشهادة اللسان، وهما غاية الطاعة والعصيان. واللسان رحب الميدان ليس له مرد، ولا لمجاله منتهى وحدّ، له في الخير مجال رحب، وله في الشر ذيل سحب، فمن أطلق عذبة اللسان وأهمله مرخي العنان، سلك به الشيطان في كل ميدان، وساقه إلى شفا جرف هار إلى أن يضطره إلى البوار، ولا يكب الناس في شر اللسان إلا من قيَّده بلجام الشرع، فلا يُطلقه إلا فيما يَنفعه في الدنيا والآخرة.


تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان


قال الله ـ تعالى ـ:
(وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) الحجرات: من الآية12. وقال ـ تعالى ـ: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)
الإسراء:36.


وقال ـ تعالى ـ:
(مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)
قّ:18.


وعن أبي موسى ـ رضي الله عنه ـ قال: قلت يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال:
«من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده» (4).


وقال صلى الله عليه وسلم:

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» (1).


وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبيَّن فيها يزلُّ بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب» (2).


وفي رواية: «... وإنَّ الرجل ليتكلَّم بالكلمة من سَخَط الله ما كان يظنُّ أن تبلغَ ما بلغت يَكتبُ الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه»
(3).


وعن عقبة بن عامر ـ رضي الله عنه ـ قال: قلتُ يا رسول الله ما النجاةُ؟ قال:
«أمْسك عليك لِسانك، وليَسعْكَ بيتُك وابكِ على خطيئتك»
(4).


وفي حديث معاذ بن جبل عندما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم برأس الأمر وعموده وذروة سنامه.. ثم قال صلى الله عليه وسلم:
«ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: «كُفَّ عليك هذا» قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثَكلتْك أمُّك، وهل يكبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟
»(1).


ولننظر إلى عقاب المغتاب في الدنيا والآخرة.


قال صلى الله عليه وسلم:
«يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخُلِ الإيمانُ قلبُهُ، لا تغتابوا المسلمين، ولا تَّتبعوا عوارتِهم، فإنهُ من تتبعَ عورة أخيه المسلم تتبعَ الله عورتَه ومن تتبع الله عورته، يفضَحه ولو في جوف بيته»
(2).


وعن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنهما ـ قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتفعتْ ريحٌ منتنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تدرون ما هذه الريحُ؟ هذه ريحُ الذين يغتابونَ المؤمنينَ»(3).


وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفارٌ من نُحاس يخمشون وجوهَهُم وصدُورَهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناسِ ويقعون في أعراضهم» (1).


والغيبة ـ أختي المسلمه ـ محرمة بالإجماع.


قال الإمام القرطبي: الإجماع على أنها من الكبائر وأنه يجب التوبة منها إلى الله.


تعريف الغيبة


حدُّ الغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه لو بلغه، سواء ذكرته بنقص في بدنه أو نسبه أو في خُلُقه أو في فِعله أو في قوله أو في دينه، حتى في ثوبه وداره ودابته.


أما البدن:
فكذكرك العمش، والحول، والقرع، والقصر، والطول، والسواد، والصفرة، وجميع ما يتصور أن يُوصف به مما يكرهه كيفما كان.


أما النسب:
فبأن تقول: أبوه نبطي، أو هندي، أو فاسق، أو خسيس، أو إسكاف، أو زبَّال، أو شيء مما يكرهه كيفما كان.


أما الخلق:
فبأن تقول: هو سيء الخلق، بخيل، متكبر، مُراء، شديد الغضب، جبان، عاجز، ضعيف القلب، متهور، وما يجري مجراه.


وأما في أفعاله المتعلقة بالدين:
فكقولك: هو سارق، أو كذاب، أو شارب خَمر، أو خَائن، أو ظاَلم، أو متهاون بالصلاة، أو الزكاة، أو لا يحسن الركوع أو السجود، أو لا يتحرز من النجاسات، أو ليس باراً بوالديه، أو لا يضع الزكاة موضعها، أو لا يحسن قسمها، أو لا يحرس صومه عن الرفث والغيبة والتعرض لأعراض الناس.


أما في فعله المتعلق بالدنيا:
فكقولك: إنه قليل الأدب، متهاون بالناس، أو لا يرى لأحد على نفسه حقاً، أو يرى لنفسه الحق على الناس، أو أنه كثير الكلام، نئوم ينام في غير وقت النوم، ويجلس في غير موضعه.


وأما ثوبه: فكقولك:
إنه واسع الكم، طويل الذيل، وسخ الثياب.


وقد عرَّف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الغيبة حين قال:
«أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «ذكرك أخاك بما يكره». قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته» (1).


الغيبة لا تقتصر على اللسان


أختي.. إعلمي أن الذكر باللسان إنما حُرِّم لأن فيه تفهيم الغير نقصان أخيك وتعريفه بما يكرهه، فالتعريض به كالتصريح، والفعل فيه كالقول، والإشارة والإيماء والغمز والهمز والكتابة والحركة، وكل ما يُفهم المقصَود فهو داخل في الغيبة وهو حرام.


عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: دخلت علينا امرأة، فلمَّا أومأت بيدي أنها قصيرة، فقال ـ عليه السلام ـ: «اغتبتيها
» (1).


ومن ذلك أيضاً: المحاكاة، يمشي متعارجاً، أو كما يمشي، فهو غيبة بل هو أشد من الغيبة لأنه أعظم في التصوير والتفهيم، ولما رأى رسول الله عائشة حاكت امرأة قال:
«ما يسرني أني حاكيتُ إنساناً ولي كذا وكذا» (1) وكذلك الغيبة بالكتابة، فإن
القلم أحد اللسانين.


وكل هذا ـ أختي ـ وإن كان صادقاً فيما يقول فهو مغتاب عَاص لربه وآكل لحم أخيه.


وإن كان كاذباً فقد جمع بين الغيبة والكذب. قال معاذ ابن جبل: ذُكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما أعجزه! فقال صلى الله عليه
وسلم:
«اغتبتمُ أخاكُم» قالوا يا رسول الله: قلنا ما فيه. قال: «إن قُلتم ما فيه، اغتبتُموه، وإن قُلتُم ما ليس فيه فقد بهتُّمُوه» (2).


قال الحسن: ذكر الغير ثلاثة: الغيبة والبهتان والإفك، وكلٌ في كتاب الله ـ عز وجل ـ:


فالغيبة: أن تقول ما فيه.


والبهتان: أن تقول ما ليس فيه.


والإفك: أن تقول ما بلغك.


في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:
«كلُّ المسلم عَلَى المسلم حرامٌ، دَمهُ ومَالُهُ وعرضُهُ»
(1) والغيبة تتناول العرض، وقد جمع الله بينه وبين المال والدم.


أنواع الغيبة


تتنوع الغيبة في أشكال شتى، وقوالب مختلفة، وأخبث أنواع الغيبة غيبة من يجمع بين فاحشتين: الغيبة والرياء. وذلك مثل أن يُذكر عنده إنسان، فيقول: الحمد لله الذي لم يبتلينا بالدخول على السلطان والتبذل في طلب الحطام.


أو يقول: نعوذ بالله من قلة الحياء، نسأل الله أن يعصمنا منها... وإنما قصده أن يُفهم عَيب الغائب فيذكره بصيغة الدعاء.


وكذلك قد يقدح في مدح من يُريد غيبته فيقول: ما أحسن أحوال فلان، ما كان يقصر في العبادات، ولكن قد اعتراه فتور، وابتلي بما يبتلى به كلنا وهو قلة الصبر، فيذكر نفسه ومقصوده أن يذم غيره في ضمن ذلك ويمدح نفسه بالتشبه بالصالحين بأن يذم نفسه فيكون مغتاباً أو مرائياً ومزكياً نفسه فيجمع بين ثلاث فواحش، وهو بجهله يظن أنه من الصالحين المتعففين عن الغيبة.


ومن أشكال الغيبة: أن يذكر عَيب إنسان فلا ينتبه له بعض الحاضرين، فيقول: سبحان الله ما أعجب هذا!! حتى يُصغى إليه ويُعلم ما يقول.


أو يقول: ساءني ما جرى على صديقنا من الاستخفاف به، نسأل الله أن يروح عنه، فيكون كاذباً في دعوى الإغتمام وفي إظهار الدعاء له، بل لو قصد الدعاء لأخفاه في خلوته.


الأسباب الباعثة على الغيبة


من الأسباب الباعثة على الغيبة:


1 ـ قلة الخوف من الله
والوقوع في محارمه، فإن من استشعر عظمة الله ـ تعالى ـ وأنه مُطَّلع على أفعاله وأقواله تجنب ما يسخط الله ويغضبه.


2 ـ تشفي الغيظ..
بأن يجري من إنسان في حق آخر سبب يوجب غيظه فكلما هاج غضبه تشفى بغيبة صاحبه.


3 ـ موافقة الأقران،
ومجاملة الرفقاء، ومساعدتهم، فإنهم إذا كانوا يتفكهون في الأعراض رأى هذا أنه إذا أنكر عليهم أو قطع كلامهم استثقلوه ونفروا منه، فيساعدهم ويجاريهم ويرى أن ذلك من حُسن المعاشرة.


4 ـ إرادة رفع نفسه بتنقيص غيره،
فيقول: فلان جاهل وفهمه ركيك، ونحو ذلك، غرضه أن يثبت في ضمن ذلك فضْل نفسه، ويريهم أنه أعلم منه.


5 ـ الحسد..
فإن ثناء على شخص وحبهم له وإكرامهم يدفع المغتاب إلى القدح فيه ليقصد زوال ذلك.


6 ـ اللعب والهزل..
فيذكر غيره بما يضحك الناس به على سبيل المحاكاة حتى أن بعض الناس يكون كسبه من هذا.


7 ـ إرادة التصنع والمباهاة
والمعرفة بالأحوال..


وهناك أسباب أخرى غير هذه..


بيان ما يُباح من الغيبة


تُباح الغيبة لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهي ستة أسباب:


الأول:
التظلم فيجوز للمظلوم أن يتظلم عند السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية، فيقول: ظلمني فلان بكذا.


الثاني:
الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب، فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر: فلان يعمل كذا فازجره، ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر، فإن لم يقصد ذلك كان حراماً.


الثالث:
الاستفتاء، فيقول للمفتي: ظلمني أبي أو أخي أو فلان بكذا، فهل له ذلك؟ وما طريقي في الخلاص منه، وتحصيل حقي، وهذا جائز ولكن الأحوط والأفضل أن يقول: ما تقول في رجل أو شخص أو زوج كان من أمره كذا وكذا.


الرابع:
تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم وذلك من عدة وجوه منها: جرح المجروحين من الرواة والشهود وذلك جائز بإجماع المسلمين بل واجب لما فيه من إظهار المصلحة.


ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان أو مشاركته أو معاملته، ويجب على المُشاورَ أن لا يخفي حاله، بل يذكر المساويء التي فيه بنية النصيحة.


الخامس:
أن يكون مُجاهراً بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يُجاهر به، ويحرم ذكره بغيره من العيوب إلا أن يكون لجواز سبب آخر.


السادس:
التعريف فإذا كان الإنسان معروفاً بلقب كالأعمش والأعرج والأصم جاز تعريفهم بذلك، ويحرم إطلاقه على جهة التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك لكان أولى.


كفارة الغيبة


الغيبة محرمة بإجماع العلماء وهي من الكبائر، وتنازع العلماء في كفارة المغتاب ولكنهم اتفقوا جميعاً على توبته كخطوة أولى.


والتوبة شروطها ثلاثة:


1 ـ الإقلاع عن المعصية.


2 ـ أن يندم على فعلها.


3 ـ العزم على أن لايعود.


والتوبة من الغيبة تزيد شرطاً رابعاً لأن المغتاب جنى جنايتين.


أحدهما:
على حق الله تعالى إذ فعل ما نهاه عنه فكفارته التوبة والندم.


الثانية:
على محارم المخلوق.


فإن كانت الغيبة قد بلغت الرجل جاء إليه واستحله، وأظهر له الندم على فعله. وإن كانت الغيبة لم تبلغ الرجل جعل مكان استحلاله الاستغفار له، لئلا يخبره بما لا يعلمه، فيوغر صدره.


دُرر من أقوال السلف


ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـرحمه الله ـ:


من العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنى، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرم، وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، وكم نرى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي ما يقول..


ـ قال وهب:
نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم يوماً، فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أن أتصدق بدرهم، فمن حبُّ الدراهم تركت الغيبة.


ـ قال سفيان بن الحصين:
كنت جالساً عند إياس بن معاوية، فمرَّ رجل، فنلت منه، فقال: اسكت، ثم قال لي سفيان: هل غزوت مع الروم؟ قلت: لا، قال: غزوت الترك؟ قلت: لا، قال: سلم منك الروم، وسلم منك الترك، ولم يسلم منك أخوك المسلم، قال: فما عُدت إلى ذلك بعد.


ـ قال يحيى بن معاذ:
ليكن حظ المؤمن منك ثلاثاً: إن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تُفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه.


ـ اغتاب رجل عند معروف الكرخي فقال له: اذكر القطن إذا وضع على عينيك.


ـ دُعي إبراهيم بن أدهم إلى طعام، فلمَّا جلس، قالوا: إن فلاناً لم يجيء، فقال رجل منهم: إن فلاناً رجل ثقيل، فقال إبراهيم: إنما فعل هذا بي بطني، حيث شهدت طعاماً اغتبت فيه مسلماً، فخرج ولم يأكل.


ـ قيل للربيع بن خثيم: ما نراك تعيب أحداً؟ فقال:لست عن نفسي راضياً، فأتفرغ لذم الناس.


ـ قيل للحسن ـ رضي الله عنه ـ:
إن فلاناً اغتابك، فأهدى إليه طبقاً من الرطب، فأتاه الرجل وقال له: اغتبتك فأهديت إليَّ؟ فقال الحسن: أهديتَ إليَّ حسناتك فأردتُ أن أُكافئك.


ـ قال ابن المبارك: لو كنت مغتاباً أحداً لأغتبت والديّ لأنهما أحق بحسناتي.


ـ كتب أشهب بن عبدالعزيز: إلى رجل كان يقع فيه: أما بعد.. فإنه لم يمنعني أن أكتب إليك أن تتزايد مما أنت فيه إلا كراهية أن أعينك على معصية الله، واعلم أني ارتع في حسناتك كما ترعى الشاة الخضر، والسلام.


أختي الحبيبه:


يشاركك المغتاب في حسناته


ويعطيك أجري صومه وصلاته


ويحمل وزراً عنك ضن بحمله


عن النجب من أبنائه وبناته


ـ قال أبو بكر بن عبد الرحمن:
لا يُلهينك الناس عن ذات نفسك، فإن الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقطع نهارك بكيت وكيت، فإنه محفوظ عليك ما قلت.


ـ قال الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ:
أدركت بهذه البلدة ـ يعني المدينة ـ أقواماً ليس لهم عيوب فعابوا الناس فصارت لهم عيوب، وأدركت بهذه البلدة أقواماً كانت لهم عيوب، فسكتوا عن عيوب الناس فُنسيت عيوبهم.


ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ:


إن بعض الناس لا تراه إلا منتقداً داءً، ينسى حسنات الطوائف والأجناس ويذكر مثالبهم، فهو مثل الذباب يترك موضع البرء والسلامة، ويقع على الجرح والأذى، وهذا من رداءة النفوس وفساد المزاج.


بيان العلاج من الغيبة


ذُكر عن عيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ أنه قال لأصحابه: أرأيتم لو أتيتم على رجل نائم، قد كشف الريح عن بعض عورته، كنتم تسترون عليه؟ قالوا: نعم، قال: بل كنتم تكشفون البقية، قالوا: سبحان الله!! كيف نكشف البقية؟ قال: أليس يُذكر عندكم الرجل فتذكرونه بأسوأ ما فيه، فأنتم تكشفون بقية الثوب عن عورته.


ولكي يقلع المغتاب عن الغيبة وهي داء مذموم وعمل محرم.. نذكر هذه النقاط التي يجب أن يتذكرها في كل حركة من حركات لسانه:


1 ـ أن المغتاب مُتعرض لسخط الله ومقته وعقابه.


2 ـ أن حسناته تنقل إلى من اغتابه، وإن لم يَكن له حسنات نُقل إليه من سيئات خصمه، فمن تذكر ذلك لم يطلق لسانه بغيبة.


3 ـ لا ينبغي للمغتاب أن يتفكر في عيوب نفسه، ويشتغل بإصلاحها، ويستحي أن يعيب وهو مُعاب.


4 ـ إن لم يكن عيب المغتاب في ذات نفسه فليحمد الله ويشكره، ولا يلوثن نفسه بأعظم العيوب.


5 ـ أن يتذكر وهو يغتاب أنه كمن يأكل لحم أخيه المسلم.


6 ـ لابد من إسكات المغتاب وعدم تركه يقول ما بدا له، فيجب الرد عن المسلم في غيبته.


7 ـ تذكر الآيات والأحاديث الواردة في الغيبة وحَبس اللسان عنها.


قال صلى الله عليه وسلم: «اتدرون من المفلسُ؟» قالوا: المفلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: «إن المفلس من أُمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا، وأكَل مال هذا، وسفك دم هذا وضرب وهذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فَنيتْ حسناتُه قبل أن يُقضَي ما عليه أُخذ من خطاياهم فَطُرِحَت عليه ثم يُطرح في النار» (1).


فضل من حفظ غيبة أخيه المسلم


إن من حق المسلم على أخيه المسلم أن يرد غيبته إذا اغتابه أحد أمامه، وأن يقي عرضه من المثالب، ويحوطه من ورائه، وهذا من الحقوق الواجبة التي إن فرط فيها أصابته العقوبة إن عاجلاً أو آجلاً، وليس هذا الفعل ـ الدفاع عن أخيك في غيبته ـ ليس من نوافل الأفعال من أجل ذلك جاءت الأدلة صحيحة صريحة في فضل من يقوم بهذا الواجب. فقد ورد عن أسماء بنت يزيد ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ ذبَّ عَنْ عِرض أخيه بالمغيَبة كان حقاً على الله أن يُعتقه من النار» (1).


وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من ردَّ عن عرض أخيه ردّ الله عن وجهه النار يوم القيامة» (2).


فالمستمع ـ أخي ـ لا يخرج من الإثم إلا أن ينكر بلسانه أو بقلبه إن خاف، وإن قدر على القيام أو قطع الكلام بكلام آخر فلم يفعل لزمه، وإن قال بلسانه اسكت وهو مشته لذلك بقلبه فذلك نفاق، ولا يخرجه من الإثم ما لم يكرهه بقلبه، ولن يكفي في ذلك أن يشير باليد أي اسكت، أو يشير بحاجبه وجبينه، فإن ذلك استحقار للمذكور بل ينبغي أن يعظم ذلك فيذب عنه صريحاً. وقال صلى الله عليه وسلم: «من أُذلَّ عنده مؤمن وهو يَقدر أن ينصره فلم ينصره أذلَّه الله ـ عزَّ وجلَّ ـ على رؤوس الخلائق»(1).


فلا تدع ـ أخي ـ المغتاب يلوث المجالس، ويأكل في الأعراض.. بل ذُبَّ عن أعراض المسلمين.. فربما كنت يوماً غائباً ونهش هذا المغتاب في لحمك، فلا تجد لك من يحمي عرضك بين المغتابين.
من بريدي للفائده
101
6K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

$$شيهانة الخير$$
صدقتي
الغيبة أمرها عظيم
ومين يقدر يسلم منها
الله يتوب علينا ويعفو عنا
الامــيــرة01
الامــيــرة01
أسال من جلت قدرته
وعلا شأنه
وعمت رحمته
وعم فضله
وتوافرت نعمه
أن لا يرد لك دعوة
ولا يحرمكن فضله
وان يغدق عليك رزقه
ولا يحرمك من كرمه
وينزل في كل أمر لك بركته
ولا يستثنيك من رحمته ويجعلك من

(إن لله تعالي أهلين من الناس هم أهل القرآن أهل الله وخاصته )

ومن ( بلغوا عني ولو آية ) حديث صحيح في البخاري
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا وإياك
الإخلاص في القول والعمل وأن يرزقنا الفردوس الأعلي



ms-n3o0omh
ms-n3o0omh

هل تريد أن تحقق أمنيه؟ أو شي شبه مستحيل؟ أو أي شي ببالك لطلب نجاح . . توبه . . مال . . زواج . . ولد صالح . .تفريج هم . .شفآء من أي دآء_فقط
(((
أستغفر )))
أرجووووووووووووك أقرأ هذه القصص القصيره عن فضل الإستغفار

*
يقول الداعيه خالد السلطان عن هذا الموقف مع أحد المستغفرين

في ليلة من ليالي التشريق أيام الحج وبالقرب من البيت العتيق ألقيت كلمة عن الإستغفار وفضله وأثره مع الأدله، وما أن أنتهيت حتى طلب مني احد منهم الحديث معي على إنفراد، فبدأ بسرد قصته مع الإستغفار.
فقال ابو يوسف: أنا تزوجت ولكن زوجتي تأخرت بالإنجاب، فقمت ببذل الأسباب، وماسمعت عن طبيب إلا زرته ثم سافرت للخارج فرجعت للكويت وكلي رجاء بالله.
فقلت: الله يرزقك الذريه الصالحه عليك بالدعاء.
فقال ابويوسف: آمين لكن بعد ماخلصت القصه، وفي يوم من الأيام وأنا أستمع لإذاعة القرآن السعوديه سمعت من يقرأ (فقلت أستغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا)
فشرح الشيخ الآيه أن الإستغفار طريق لإنجاب الأطفال، فعلقت الكلمات في بالي، فلما رجعت للبيت قلت لزوجتي ماسمعت، وعزمنا على أخذ العلاج (الإستغفار) ليلا ونهارا وسرا وعلانيه تدري ياشيخ ماذا حصل ؟!!
زوجتي حملت بنفس الشهر الذي أستغفرنا به وجاء يوسف والحمدلله.
فقلت: ماشاءالله صدق وهو خير الصادقين، والله لايخلف الميعاد، ومن أصدق من الله قيلا.
فقال ابو يوسف: ياشيخ للآن لم تنته القصه، فلما أنتهت زوجتي من النفاس قلت لها أستغفري ثانيه فاستغفرنا، فحملت بنفس الشهر وجاء الثاني، ولما أنتهت من نفاسها قلت استغفري نبي ثالث، فاستغفرنا فجاء الثالث، فلما أنتهت من النفاس قالت: وقف يابو يوسف عن الإستغفار بنية الأولاد حتى يكبروا اولادنا بعدها نستغفر. وبعد ماكبر الأولاد قليلا قلت لزوجتي: عندنا ثلاثة أولاد ونرجو من الله أن يرزقنا بنت حلوه استغفري وانت ترجين بنت.. فسكت ابو يوسف.
فقلت: الله رزقك البنت؟!
قال ابويوسف: أبشرك أنا اليوم جئت الحج وزوجتي في النفاس مع بنتها الجديده.

*
وهذه قصة فتاه مع الإستغفار

كنت وأنا أدرس بالتحفيظ أشوف حرمه كبيرة في السن ومعها بنت صغيره تهبل، وكنت دائما أطالع البنت وأحاول أضحك معاها لأنها عاجبتني، شافتني الأم كذا وبدت تسلم علي، وقالت: أنت متزوجه؟ قلت: لا لأن وقتها ماتزوجت قالت: تدرين شسالفة هالبنت؟ انا ماأنجب بسهوله لازم علاج و ماعندي غير بنت وولدين وكلهم بالمدارس، وكنت ابغى طفل قبل اوقف، ولجأت للإستغفار كثيرا لمدة 3 شهور وحسيت اني أتوحم وحللت طلعت حامل! بالبنت الي معي وقالت: أذا تبين تتزوجين أستغفري كثير، وفعلا طبقت الإستغفار وماقعدت شهر إلا أنا مخطوبه من شاب ملتزم وهو زوجي الآن، وأنا مبسوطه مو مقصر معي ولا مع بنتي.

*
وهذه قصه يحكيها صاحبها يقول: أقسم بالله الذي لا إله إلا هو أن هذه القصه حقيقيه. أنني رجل فقير أشتغلت في عدة أعمال ولكن لم أوفق، ثم قدر الله وسجنت في قضيه وكنت بالسجن جلست 3شهور لزمت الإستغفار، بشكل قوي بحيث أستغفر باليوم آلاف المرات، وعلى الرغم من أن قضيتي تستلزم السجن سنين ولكن الله فرج عني بعد87يوما فقط من سجني، ثم رزقني بعد خروجي 60ألف من أحد المحسنين، حيث علم بسوء احوالي الماديه، فاستدعاني من نفسه واعطاني 30ألف وبعدها بفتره أعطاني مثلها، وقد أشتد ذهولي ممارأيت من عواقب الإستغفار، وقد صدق حبيبنا حينما قال: من لزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)

*
وهذه قصة فتاه تقول: كنت قبل ملازمة الإستغفار بدون عدد وأنا ماشيه وجالسه وأذا وجدت أدنى فرصه استغفرت وهكذا، وكنت أتمنى أصل للشيخ (يوسف المطلق) معبر الرؤى وأنا اسمع عنه منذ صغري،
لكن لم يتيسر لي أن أتصل به منذ ذلك الوقت إلى ماقبل تجربتي مع الإستغفار، وذات يوم وأنا في الجامعه يوم ألاربعاء كانت عندنا محاضرتين الأولى والثانيه فراغ فجلست المحاضره الأولى بالقاعه أذاكر، وعندما بدأت المحاضره الثانيه تذكرت أن طالبات المستوى الثامن عندهم اليوم تطبيق وبيروحون للمدارس، والعجيب أني كنت معهم ولكني أعتذرت الفصل الذي قبله، فقلت في نفسي سأذهب إلى قاعتهم لأنها أهدى وخاليه من الطالبات، فذهبت وجلست أذاكر وفجأه.! دخلت علي طالبه وسألتني أنت مستوى ثامن؟ قلت: لا أنا مستوى سابع ومستوى ثامن راحوا تطبيق
قالت: تعرفين أحد منهم؟
قلت: كلهم أعرفهم لأني درست معهم ست مستويات.
قالت: ممكن رقم وحده منهم لان في وحده منتسبه تبي تأخذ مذكراتهم.
قلت: لازم أستأذن منها، فردت ولكن الطالبه ثقه انها زوجة الشيخ يوسف المطلق الثانيه، فانبهرت لحظتها وتوقفت برهه، فأستغربت البنت فقطعت استغرابها، زوجة الشيخ يوسف معبر الرؤى؟! قالت: نعم وأنا أبنته.
قلت: سبحان الله ساقكم الآن بعد هذه السنين، فزاد استغراب البنت! فسألتها عن والدها وقد كان مريضا أصيب بجلطه وسافر للعلاج بالخارج، فطمأنتني أنه بخير وتم لها ماأرادت. وقالت لي أنا تحت أمرك في أي رؤيا تريدين تعبيرها، وأنا في مستوى كذا متى ماكانت عندك رؤيا مري علي وأعطيني إياها.

*
تقول إحدى الأخوات: كنت أتمنى أن أتزوج مجاهد في سبيل الله، وكنت أدعو الله أن يرزقني الزوج الصالح، وأستمريت بالدعاء 4 سنوات ولم يتحقق، وبعد أن سمعت عن فضل الإستغفار أصبحت مع الدعاء أستغفر كثيرا بهذه الصيغه (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه) وبقية الإستغفار (أستغفر الله وأتوب إليه) وبعد 6 أشهر من ملازمة الإستغفار تحقق حلمي، وتقدم لي شاب فيه كل المواصفات التي أريدها، وسبق له الجهاد ودكتور بالحديث وغير متزوج ومن نفس القبيله التي تمنيت، بالرغم من انه بدوله وأنا بأخرى.

{
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ}‏‏

م ن ق و ل للفائده وربي يحقق أمنياتكم إن شاءالله.
**وردة لاتذبل**
جزاك الله خير
صحتين وعافية
صحتين وعافية
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
جزاكم الله خير