
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
مشاهد

- تعلق قلبها بأمر دنيا ،فتصدع لمفارقته
ومضت أيامها في شَرَك الهم والبكاء كمداً وحسره .
- حرمت الحمل سحراً وظلماً ، فسهرت الليالي للدمع ذارفة ،
وقضت الأيام باحثة عن عقدة مدفونة وفاعل مجهول .
- صوتها في المنزل مجلجل ، أمي أمي لاأطيقها ،نوم بالساعات ، وتقضي الليل على المسلسلات ، لابر ولا طاعات ولم كل ذاك ؟
لأنها بالمرض الروحي أصيبت !!
ـ ادخلت نفسها في دوامة من التساؤلات أبالسحر أنا مصابه ،
لا لا قد تكون عين ، ولربما هو عاشق جهلناه منذا يبدد حيرتي ؟
يوم هنا ويوم هناك وتباً لمن ادعى سلامتي .
- شرور مستطيره فتلك بنظرها ترمقني ،وتيك أشعر بالضيق لرؤيتها لربما هي ساحرة أو حاسدة عينها صائبة ، سأبقى في منزلي حبيسة ، لاصلة ولازيارة بل السلامة السلامة
ترى ماذا تفتقد هذه وتلك ؟
إنها سلوكيات متعدده تنبؤ عن اندثار الأمن النفسي وتلاشيه
في زحمة التكالب على الدنيا والبعد عن المسلك القويم
فماهو الأمن النفسي ؟
هو أن تكون النفس آمنة مطمئنة عند وقوع البلاء أو توقعه ، فلا يظهر عليها قلق معيب أو جزع مشين ،
ولا اضطراب في الأحوال ، أو ترك للأعمال ، أو التهويل من شأن المصائب ،
أو التعظيم لمخططات الأعداء تعظيماً يفضي إلى اليأس والهوان ، والإحباط والانزواء .
تتمثل أهمية الأمن النفسي فيمايلي :
1 ) الثبات .
2 ) البعد عن مرضي اليأس والإحباط .
3 ) إكتمال الشخصية الإسلامية .
4 ) الثقة الكاملة بمعية الله ونصره .
وليس الأمن النفسي بالمطلب الهين فبواعث القلق والخوف والضيق
ودواعي التردد والارتياب والشك تصاحب الإنسان منذ أن يولد وحتى يواريه التراب.
لذا فقاعدة الإسلام التي يقوم عليها كل بنائه هي حماية الإنسان
من الخوف والفزع والاضطراب وكل ما يحد حريته وإنسانيته
والحرص على حقوقه المشروعة في الأمن والسكينة والطمأنينة
فكيف يحقق الإسلام للمسلمين الأمن والسكينة والطمأنينة.؟
1- إن الله سبحانه وتعالى بحكمته وفضله قد جعل الرضا والفرح والسرور والنشاط والأنس في طاعته وامتثال أوامره، قال سبحانه وتعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً {النحل:97}. " فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى " {طـه:123}.
2- جعل سبحانه الأمن قرين الإيمان والبعد عن الشرك والمعاصي، فقال سبحانه: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ {الأنعام:82}.
فمن حصل الإيمان وترك الشرك والمعاصي حصل له الأمن التام والهداية الكاملة،
ومن حصل الإيمان وترك الشرك ولكنه يفعل المعاصي فقد حصل له أصل الأمن والهداية دون تمامهما،
وله من الضلال والخوف والقلق بقدر ما اكتسب من المعاصي،
يقول السعدي ـ رحمه الله:
فإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بظلم مطلقا ـ لا بشرك ولا بمعاص ـ حصل لهم الأمن التام والهداية التامة، وإن كانوا لم يلبسوا إيمانهم بالشرك وحده، ولكنهم يعملون السئيات، حصل لهم أصل الهداية وأصل الأمن، وإن لم يحصل لهم كمالها. انتهى.
3- أخبر سبحانه أن القلوب تطمئن بذكره، فقال " أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ "
4-
من استقام على أمر ربه وأصابه شيء من الضيق أو القلق فليصبر عليه :
فالصبر يحقق الأمن النفسي
كما قال تعالى :
( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) .
الصبر طريق النصر
كما وعد الله تعالى بقوله :
( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا) .
والصبر يهون من كيد الكافرين
،
كما قال تعالى :
(وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) .
جعل الله الصبر أحد شروط النصر الخمسة
،
كما قال تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) .

5-
الدعاء :
والمطلوب أن يتعلق المؤمن بالدعاء في أحوال الرخاء حتى يستجيب الله له في الشدائد ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : "من سره أن يُستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء".
ومن الأدعية التي تحقق الأمن النفسي ،
- " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، إنه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له بها "

5-
الأمن النفسي في ظلال كتاب الله
:
- ، المؤمن يشعر على الدوام بأن الله عز وجل معه في كل لحظة،
فهو يتمسك بكتاب الله لاجئاً إليه فهو خير مرشد ،
ومهما قابله من مشاكل وواجهه من محن فإن كتاب الله وكلماته المشرقة
بأنوار الهدى كفيلة بأن تزيل ما في نفسه من وساوس ،
وما في جسده من آلالام وأوجاع ، ويتبدل خوفه إلى أمن وسلام،
وشقاؤه إلى سعادة وهناء كما يتبدل الظلام الذي كان يراه إلى نور يشرق على النفس ،
ويشرح الصدر ، ويبهج الوجدان . .
- المؤمن يعلم أن رزقه بيد الله وأنه سبحانه وتعالى قد قسم الأرزاق بين الناس وقدَّرها ،
كما أنه لا يخاف الموت بل إنه حقيقة واقعة لا مفر منها ، كما أنه لا يخاف مصائب الدهر ويؤمن إيماناً قوياً بأن الله يبتليه دائماً في الخير والشر، يعلم أنه لا يمكن أن يصيبه شر أو أذى إلا بمشيئة الله تعالى


إن كتاب الله يحقق للإنسان السعادة لأنه يسير في طريقه لا يخشى شيئاً إلا الله ،
صابراً حامداً شاكراً ذاكراً لله على الدوام ، شاعراً بنعمة الله عليه . .
يحس بآثار حنانه ودلائل حبه...
فكل هذا يبث في نفسه طاقة روحية هائلة تصقله وتهذبه وتقومه وتجعله يشعر بالسعادة والهناء ،
وبأنه قويٌ بالله . . . سعيدٌ بحب الله ،
فينعم الله عز وجل عليه بالنور والحنان، ويفيض عليه بالأمن والأمان ،
فيمنحه السكينة النفسية والطمأنينة القلبية.

نحن أحبتي أمام حالة مد من الاضطراب في السلوك والارتباك الفكري الذي سببه انحسار
تطبيق كل ماذكر أعلاه ، وقد ورد في بداية موضوعنا سلوكيات تثبت ذلك فكوني مصدر بناء وتوجيه باختيار إحدى تلك السلوكيات واستبدالها بسلوكيات صحيحة ينبغي أن تصدر من شخصية مسلمة يميزها الأمن النفسي .
شاركينا ولاتترددي فأنت مصدر إنجاز

منقول
المصدر:منتديات الشيخ عبدالله الخليفه