تغسل دماغه من حيث لا تدري
حين توبخ طفلك بشكل دائم فأنت تقوم بعملية منظمة (وممنهجة) لتحطيم شخصيته وهز ثقته بنفسه.. فتكرار كلمات مثبطة مثل "ياغبي" أو "ياجبان" تعني قيامك بعمليتين خطيرتين (الأولى) نزع ثقته بنفسه (والثانية) إعادة بنائها على أساس الغباء والجبن ...
والمشكلة تكمن في عملية "التكرار" التي سرعان ما يتبناها الصغار قبل الكبار فتدخل في صميم شخصياتهم.. وفي المقابل ترفع كلمات التشجيع والتأييد معنويات الانسان وتبني شخصيته على أساس الثقة والاعتزاز بالنفس !
وكان عالم النفس الكندي إيون كاميرون أول من اكتشف (في الستينيات) دور "التكرار" في بناء الشخصية والتصرفات العفوية.. فخلال بحثه عن طريقة لعلاج انفصام الشخصية أكتشف أن تكرار جملاً وأوامر واضحة (من خلال تسجيل يوضع على الرأس) كفيل بغسل دماغ الانسان وتوجيهه نحو فعل معين.. فقد كان يضع المريض في حالة نعاس لأيام - وربما لأسابيع - ويردد عليه جمل مثل "أنا واثق من نفسي" أو "لن أعود للمخدرات" أو "لا أخشى المرتفعات" فيستيقظ وقد وجد في نفسه تغيرا ملحوظا.. كما اكتشف ان إلقاء أوامر واضحة - في عقل الانسان الباطن - يكفل تنفيذها لاحقا حين تتوفر الظروف المواتية.. فقد ألقى مثلا على مجموعة من المتطوعين جملة "التقط أي ورقة تراها على الأرض" لأربعة أيام متتالية.. وفي اليوم الخامس أخذهم في جولة على شوارع مونتريال فلم يستطع أي منهم مقاومة التقاط أي ورقة تصادفهم في الشارع !!
... وقد لفتت تجاربه هذه انتباه المخابرات الأمريكية فعملت على تمويله والاستفادة من دراساته.. وهكذا أجرى كاميرون آلاف التجارب التي قصد منها غسل أدمغة الناس والإيحاء لهم بتنفيذ أوامر معينة. ورغم انسحاب المخابرات الأمريكية لاحقا من هذه التجارب (حين بدأ بعض المتطوعين برفع قضايا على الدكتور كاميرون) إلا أنها بدأت تجاربها الخاصة لتجنيد العملاء وغسل أدمغتهم لتنفيذ أوامر معينة..
واليوم هناك اعتقاد قوي بان مجرمين مثل جيمس راي (قاتل مارتين كنغ) ولي ازوالد (قاتل الرئيس كيندي) وبشارة سرحان (قاتل روبرت كيندي) وكاندي جونز (العميلة المبرمجة) مجرد روبوتات قامت بتنفيذ أوامر جهات عليا.. فبشارة سرحان مثلا (وهو فلسطيني من مواليد القدس) بدا ناعساً طوال ثلاثة أيام بعد الحادث. كما وجدت في أوراقه جمل تفيد بضرورة قتل روبرت كيندي قبل الخامس من يونيو 1968(وهو التاريخ الذي يوافق الذكرى الأولى لحرب 1967التي غزت فيها إسرائيل مصر وسوريا والأردن).. أما كاندي جونز فمجرد فتاة أمريكية عملت خلال الحرب الباردة كآلة "مبرمجة" تحت إشراف طبيب تابع للمخابرات (تعرفه فقط باسم الدكتور جونسون).. وقد هدم جونسون شخصيتها الأصلية وبنى لها شخصيتين لا تعرف كل منهما الأخرى - الشخصية الأولى جاسوسة ذكية تدعى أرلين ، والثانية مواطنة عادية تدعى كاندي ... وكانت شخصية أرلين - الجاسوسة - لا تظهر إلا في حال استدعاها جونسون تحت التنويم المغناطيسي أو حين تغادر البلاد في مهمة لصالح المخابرات الأمريكية !!
... وهذه الشخصيات المشوهة تثبت قوة الإيحاءات والإملاءات المتكررة على عقلية وشخصية الإنسان..
وقد لاتكون (أنت) بخبرة وتخصص الدكتورين جونسون وكاميرون ولكنك حين تكرر على مسامع ابنك - لعشرين عاما متصلة - أوصافاً مثبطة فأخشى أنك تغسل دماغه وتشوه شخصيته من حيث لا تدري!.
منقول: للكاتب
فهد عامر الأحمدي
نعم أحبكم @naam_ahbkm
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شاااكرة مروركم
بارك الله فيكم
ولاننسى 00000000
أنه بكلمة واحدة يمكن تحطيم إنسان
وبكلمة ممكن نيني إنسان عظيم
فلا نستهون بالكلمة الطيبة ولنضعها في موضعها الصحيح
بارك الله فيكم
ولاننسى 00000000
أنه بكلمة واحدة يمكن تحطيم إنسان
وبكلمة ممكن نيني إنسان عظيم
فلا نستهون بالكلمة الطيبة ولنضعها في موضعها الصحيح
شيم***
•
][§][-~المتغـلية ~-][§][ :موضوع رائع الله يجزيك خير ياقمر :26: .. .موضوع رائع الله يجزيك خير ياقمر :26: .. .
بارك الله فيك اختي
مضوع جدا رائع ومفيد
سبحان الله
بيدنا نشد من عزائم ابنائنا وبيدنا نهدمها بكلمات منا
ربي يقدرنا ونأدي رسالتنا بامانه
مضوع جدا رائع ومفيد
سبحان الله
بيدنا نشد من عزائم ابنائنا وبيدنا نهدمها بكلمات منا
ربي يقدرنا ونأدي رسالتنا بامانه
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خير