السلام عليكم ورحمة الله
فتش أوراق زوجــتـــك ..!!
غابت عنه لبعض شأنها، ووجد نفسه وحيدا في غرفة نومها، وهجمت عليه سانحة من الفضول، لِمَ لا أتصفح هذا الدفتر الملقي عرضاً بجانب السرير؟
تصفح فوجد رسوماً ضاحكة، وأخرى حزينة، وفهم شيئا وتحير في أشياء، وجد شعراً جميلاً، وغزلاً، وشوقاً إلى اللقاء! ترى هو المعني بذلك أم سواه؟
هل تُخفي في قلبها رجلاً آخر؟
هل جحدت عني شيئاً من تاريخ ما قبل التاريخ؟ هل ثَمَ تجارب أو مغامرات؟ هل جسدها معي وخيالها مع حبيب آخر؟
تذكر أبيات الشناوي:
لا تَكذبي، إني رأيتكما معا
ودعي البكاء فقد مللتُ الأدمعا
ما أقبح الدمعَ السخينَ إذا جرى
من عين كاذبةٍ فأنكر وادعى
إني رأيتُكما..
إني سمعتُكما..
عيناك في عينيه..
كفاك في كفيه..
ويداك ضارعتان ترتجفان من شوق إليه..
كوني كما قد شئت لكن لن تكوني
فلقد صنعتك من هواي ومن جنوني
ولقد برئت من الهوى ومن الجنونِ!
قام إلى هذه الأدراج ففتحها واحداً بعد الآخر، وأقبل على القصاصات والأوراق يقرؤها بِنَهَم، يبحث عن مشاعر مكتوبة، وأسرار مدفونة، وكنز قد يكون ثميناً، أو يكون أصبع ديناميت يفجّر هذه العلاقة المقدسة! وجد قصّة رمزية رائعة الوصف، محكمة السبك، لو نشرت لحفزت أقلام النقاد والأدباء على التناول والتحليل، وقف عندها طويلاً يبدو أن المرأة غير منسجمة في علاقتها معي!
ها هي تتحدث عن الحزن والأسى، ها هي الدموع تبلل الورق، مشاعر مكتومة، وألم ممض.. هاه.. إذن كل جهدي ذهب أدراج الرياح، وما ثَمّ تقدير ولا عرفان للتضحيات التي أقدمها!
يظن بعض الأزواج أن سلطانهم على الزوجة مطلق، وأنهم مسؤولون عن تفصيلات فكرها وقلبها وحياتها، ولا يفهمون في شأن العلاقة الزوجية إلا مبدأ واحداً، وهو مبدأ «القوامة».
والقوامة حق قرره القرآن الكريم (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا) .
والنص لا يعني المسؤولية المطلقة، فالقرآن الكريم ذاته حمّل المرأة مسؤوليتها المباشرة في أعظم الأمور، مسؤولية التكليف والديانة (أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).
وهي مسؤولة عن صلاتها, وصومها, وطهارتها, وسائر أعمالها، وذمتها مستقلة مالياً، فهي تملك وتبيع, وتشتري وتتصدق، دون إذنه حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم لصحابياته: « تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ »! كما في البخاري ومسلم.
قل عن نفسك.. ماذا تخفى عن زوجتك؟ هل أنت كتاب مفتوح؟ هل فكرت؟ أو حاولت؟ أو غامرت؟ أو سافرت؟ أو.. أو.. الخ؟!
أليس الأصل في العلاقة هو «التكافؤ»؟
حتى إن من تمام التكافؤ أن لغة القرآن الكريم -وهي لغة العرب -سمّت الرجل زوجاً, وسمت المرأة زوجاً أيضاً, فهما زوجان. وهذا أقوى من لغة التأنيث التي جاء فيها قول الشاعر:
وإن الذي يسعى ليأخذ زوجتي...
كساع إلى أسد الشرى يستثيرها
فلماذا تبدو فضولياً مصراً على البحث عن أوراق منثورة هنا وهناك؟
أليس للبيوت أسرار؟ أم ترى أنه لا سرّ عنك؟
لطالما أخفت أمهات المؤمنين عن سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -ما تجري به طبيعة الحياة، حتى قال لإحداهن يوماًَ, وقد سألها فأخفت:
« لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ». كما في صحيح مسلم وغيره.
علاقة الزوجية ليست فوقية مطلقة، ولها مثل الذي عليها بالمعروف، واسمح يسمح لك، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا، ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في عقر داره.
كُفّ بعد اليوم عن التلصص، وتوقف عن تقليب الأوراق، وتعامل مع شريكك على أساس الثقة والاحترام وحسن الظن، وخذ ما ظهر، ودع ما خفي، وإليك النصيحة الواقية من فتن الحياة الزوجية على لسان محمد صلى الله عليه وسلم « إِنَّكَ إِنِ اتَّبَعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ » رواه أبو داود وابن حبان. والله أعلم.
^
*مما راق لي بقلم الشيخ سلمان العودة*
جزاهـ الله خير .. وأقوول زياادة على كلامه مثل ماللمرأة خصوصية للرجل ايضاً ... لاتفتشين اغراض زوجك
كثير مانقرأ المشاكل الكثيرة المترتبة على تفتيش الزوجة لأغرااض زوجهاا سواء جهاز الكمبيوتر أو الجوال ..وبعد كذا تجي تشتكي حصلت صور أرقام...الخ
(وش أسوي؟!!)
تذكري (ولا تجسسوا ) لاتنبشين وارتااحي .. ولاتسعين لدمار بيتك وأسرتك وقبل كذا صحتك
الله عزوجل من اسماءهـ الحسنى الستار وللأسف فينا من يهتك ستر مسلم بنبش ممتلكاته الخاصة والعبث بها ..وبالتالي نشرها في أوساط النساء سواء الأهل أو الصديقاات أو حتى المنتديات
دعوا الخلق للخالق
وتعاملي مع ماهو ظاهر لك وحاصل أمام عينك واتركي خفايا الأمور لمن يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدورسبحانه
هالكلام مو خااص للزوجات أو الأزواج فقط لانقيس عليه الأولاد والأخوات والإخواان ..الخ
لنكن مع المرااقبة والنصيحة والتوجيه تفادياً لوقوع الخطأ .. ولنبتعد عن التجسس ولنملك من أدب الحوار وطرق التعامل مايؤهلنا لتخطي المشاكل والعقبات في حال حدوثهاا
واخيراا... فتشي اغرااض زوجك بس اذا حصلتي شئ مايرضيك لاتلومين الانفسك وانعمي بحياة كلهاا شك وغيرة وقلق نفسي
قال تعالى:
( لا تسألوا عن أشياء إن تُبدَ لكم تسؤكم )
*******
داااامت حياااتكم برعااية من المولى وتوفيق وسعادة
اختكم المحبة /لورنت
:26:
لورنت @lornt
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ام طــــلال
•
ليت خطك اوضح شوى :26:
راااائعه بصراحه وتعليق العوده اروع
وياريت تغيرين الخط او تكبرينه شوي علشان اللي نظرهم ضعيف
وياريت تغيرين الخط او تكبرينه شوي علشان اللي نظرهم ضعيف
الصفحة الأخيرة