purple_rose

purple_rose @purple_rose

محررة فضية

~ / تفاؤل في الأسوأ (1) /~

الملتقى العام

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


(1)
هي حالة سيئة بالتأكيد تعيشها الأمة .. حالة مزرية.. هي حالة تبعث على اليأس وفقدان الأمل .. هي حالة ربما المتأمل فيها لا يرى بريق أمل ظاهر ولو بعيد ..
التفاؤل في الأسوأ هي مقارنة تاريخية بين واقع عاشته الأمة في فترات من عمرها في القرون السالفة، وبين واقع نعيشه ربما يراه البعض الأسوأ في تاريخها ..
لنتأمل !! هل مضى على الأمة بمثل ما نرى .. من أنظمة حكم استبدادية فاشية .. بعض أنظمة قضاء ظالمة .. كثير من الأجهزة الإعلامية مزورة .. جيوش مسيَّسة تناضل لأشخاص ولا تضحي لمبادئ .. حكام ربما لا تتجاوز أراضيهم بعض مئات من الكيلو مترات .. وزراء سوء يزينون لأسيادهم كل قبيح .. علماء سوء يحللون لسلاطينهم كل محرَّم .. شعوب يملأها الخوف والجبن .. حالة من التفكك الاجتماعي .. انحلال أخلاقي ظاهر .. أجهزة شرطية لا همَّ لها إلا ملاحقة الصالحين .. تعاون استخباراتي واضح مع أعداء الأمة من النصارى والصهاينة ضد إخوانهم في الدين والوطن .. وغير ذلك الكثير ؟!!
بالتأكيد هذه الحالة السيئة مدعاة للإحباط، خاصة إذا تأملتَ في طريق الخلاص !! غير أن تلك النظرة المحبطة سرعان -ولو بعد حين- ستتغير -ولو قليلًا- إلى حالة من الأمل -ربما القريب- لتغيير ذلك الواقع إلى الأفضل -إن شاء الله.
لننظر إلى واقع الأمة السياسي والاجتماعي قبيل الحروب الصليبية وأثنائها وكذلك قبيل غزوات المغول أو التتار على العالم الإسلامي !!


(2)


الحروب الصليبية:



شهد العالم الإسلامي منذ القرن الرابع الهجري إلى السادس الهجري مراحل ضعف وغياب لدور الخلافة الإسلامية، لقد كان الوضع مزريا للغاية في مناطق آسيا الصغرى والشام وفلسطين وفي مناطق العراق وفارس وفي مصر وبلاد الحجاز والهند، وكانت القوة المسيطرة في تلك الفترة هم الشيعة سواء البويهيين في دار الخلافة ببغداد أو القرامطة في بلاد الحجاز أو العبيديون (الفاطميون) في مصر وشمال إفريقية والشام والحجاز، حتى عندما أفل نجم البويهيين ظهرت قوة السلاجقة السنَّة، لكن سرعان من دخلوا في طور الضعف والفرقة، مما مهَّد للحملات الصليبية.
أما المكان الوحيد الذي كان يشهد قوة إسلامية في ذلك الزمن، فكان بلاد المغرب العربي وغرب إفريقيا والأندلس؛ حيث كانت دولة المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين الذي هزم الصليبيين هزيمة ساحقة في معركة الزلاقة سنة (479هـ/ 1086م. وهذه الدولة الكبيرة -على قوتها- لم تكن تستطيع أن تساعد بلاد المشرق في حروبهم ضد الحملات الصليبية، لا لبُعد المسافة فقط ولكن لانشغالهم الشديد في حرب الصليبيين شمال الأندلس، والوثنيين في غرب إفريقيا ووسطها.
كانت هذه نظرة عامة على بلاد العالم الإسلامي في أواخر القرن الخامس الهجري / أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، وهو الوضع الذي مهَّد لدخول الصليبيين إلى معاقلنا، وليس دخول الصليبيين راجعًا إلى قوتهم، ولكنه يرجع في الأساس لضعفنا، وفرقة صفِّنا، وتشتت قوتنا، وبُعدنا عن ديننا.
لن نخوض كثيرا في واقع الأمة المؤلم في تلك الفترة، فما يعنينا هنا أن نبيِّن حالة الضعف والتفكك التي عاشتها الأمة وقت أزمتها وما نعيشه الآن، لنزرع بريق أمل في نفوس قضى عليها اليأس ..
فها هي الجيوش الصليبية تتحرك تجاه آسيا الصغرى مرورا بالإمبراطورية البيزنطية وتتوجه صوب مدينة نيقية عاصمة السلاجقة (بالقرب من القسطنطينية) وتسقط في أيديهم في 491هـ / يونيو 1097م، ثم تسقط قونية وهرقلة في نفس العام، استمر الزحف الصليبي نحو بلاد الشام، إذ كانت جيوشهم كالجراد المنتشر، وقد بلغوا قرابة مليون إنسان، منهم ثلاثمائة ألف مقاتل وسبعمائة ألف امرأة وطفل جاءوا ليستوطنوا لا ليحاربوا قومًا ثم يعودوا.
فاحتلوا الرها وأقاموا أول إماراتهم بها، ثم تحركوا صوب أنطاكية المقدسة وبعد حصارها تسقط في 491هـ/ يونيو 1098م، وأباحوها أياماً للسلب والنهب والقتل والاغتصاب، وكشرت الصليبية عن أنيابها، وتحول جند المسيح إلى قتلة وسفاكي دماء ومغتصبين، وتبعها سقوط معرَّة النعمان (من أعمال حلب)، وقد ارتكبوا فيهما مذابح عظيمة، تخيّل !! قتلوا فيهما أكثر من مائة ألف مسلم.
وبعد تأسيس إمارة أنطاكية، بالتحديد في يوم 13 من يناير 1099م (492هـ) تحرَّكت الجيوش الصليبية ناحية الهدف الرئيسي التي خرجت من أجله وهو احتلال بيت المقدس.
واللافت للنظر هنا هو تلك المساعدات الأمنية والاستخباراتية التي قدمها الأرمن النصارى لإخوانهم في الدين من الصليبيين الغربيين، فكانوا أدلِّاء لهم على كل خفية من بلاد المسلمين، وصاروا كالأعوان والمرشدين لهم، فلا تحدثني هنا عن حب الوطن والانتماء للتراب !! لقد كانوا خونة غادرون .. !!!


بعد ذلك تأمل معي جيدًا !! تخرج الجيوش الصليبية من معرة النعمان وتتحرك جنوبا على الساحل، عندئذ أسرع الحُكَّام والأهالي في هذه المدن بتقديم الهدايا الثمينة والمؤن، بل والأدِلَّة للجيش الصليبي بُغْيَة الحصول على رضاه، وتجنُّب وحشيته، وكانت أخبار مذبحتي أنطاكية ومعرَّة النعمان قد وصلت إلى كل مكانٍ، ففعلت فعلها في إرهاب الشعوب حتى تفقد كلَّ أمل في المقاومة، كما فعل أميرا حمص وشيزر، وليس ذلك فحسب، بل وصل الأمر لحد الخيانة العظمى، فها هم العيبديون الرافضة، يرسلون المفاوضات مع الصليبيين لإقرارهم على الشام في مقابل إقرار الصليبيين لهم على فلسطين، وأرسلوا بالأموال الغزيرة والهدايا الثمينة لكل قائد من قوَّاد الحملة الصليبية.
لقد بلغ من عمالة الفاطميين أو بالأحرى الباطنيين العبيديين الروافض- أن استعانوا بالصليبيين للقضاء على السلاجقة الأتراك، وفي الوقت الذي كان الصليبيون في طريقهم إلى القدس، وكانت مدن الشام تتساقط تحت أقدامهم، كان الفاطميون والسلاجقة يتناوبون التنازع على المدينة المقدسة متجاهلين خطر الجيش النصراني، ولم يحرك قائد الفاطميين ساكناً إلا عندما جاء الخبر بحصار الصليبيين للقدس.
إنه تاريخ طويل من الخيانة والعمالة والطعن في ظُهُورِ المسلمين السُّنَّة، وها نحن نراه واضحًا مكرَّرا في سوريا والعراق ومن قبل في أفغانستان !!
ولكن الأخطر من ذلك، تخيل معي جيدًا لترى حالة الأمة السوء !! عندما خرج الجيش الصليبي من أنطاكية صوب بيت المقدس كان تعداده ما يقارب ثمانين ألف مقاتل فقط، ومع ذلك تمكَّن الصليبيون من اختراق سوريا ولبنان وفلسطين، دون أدنى مقاومة تذكر، بل تفاعل وتعاون من ولاة تلك الإمارات المسلمة، ففي ذي الحجة 502هـ/1109م سقطت طرابلس وكون الصليبيون بها إمارتهم الثالثة، وفي 16 آيار/مايو 1099م غادر الصليبيون طرابلس وتابعوا تقدمهم جنوباً فاجتازوا البترون وجبيل ثم وصلوا إلى بيروت فصيدا ثم صور، والمسلمون في كل ذلك يتجنَّبونهم بالهدايا والأموال لكيلا يتعرضوا للإيذاء، ثم اخترقوا لبنان إلى فلسطين، وعبروا نهر الكلب، وهو الحدُّ الفاصل آنذاك بين أملاك السلاجقة وأملاك الدولة العبيدية، فمرُّوا بعكا فقام أميرها العبيديّ بتمويلهم بالطعام والمؤن، ووعد بالدخول في طاعتهم بعد سقوط بيت المقدس ! ثم مرَّ الصليبيون بقَيْسَارِيَة ثم أُرْسُوف ثم غيَّروا طريق الساحل، وشقُّوا البلاد شرقًا إلى الداخل صوب بيت المقدس، واحتلُّوا في طريقهم الرَّمْلَة، وهي مدينة صغيرة، ولكنها تسيطر على الطريق الواصل من بيت المقدس إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، فسيطر عليها الصليبيون ليؤمِّنوا طريقهم بعد ذلك إلى البحر؛ حفاظًا على إمدادات السفن والأساطيل الأوربية، وفي هذه المدينة (الرملة) توقَّف الصليبيون ليعقدوا اجتماعًا مهمًّا لتحديد خطوات الغزو، وكان ذلك في (492هـ) أوائل يونيو 1099م.


إنَّ هذا كله لا يعطينا فقط انطباعًا عن طبيعة حكام المسلمين، بل تعطينا انطباعًا أوسع وأشمل عن طبيعة ذلك الزمن بأسره، فهؤلاء هم الحكام في منطقة الشام يوم غزو الجيوش الصليبية. وليست المشكلة في الحكام فقط، فهؤلاء الزعماء لا يقاتلون بمفردهم في الحروب، إنما يقاتلون بجيوش، ومن وراء الجيوش شعوب، ولا شك أن هذه الجيوش التي لا تعرف لها قضية، وهذه الشعوب التافهة المغيَّبة تستحق ما يحدث لها من نكبات وأزمات.
لقد عانَ المسلمون من بُعْدٍ عن الدين، وغياب للحميَّة الإسلاميَّة، وافتقاد للنخوة المستندة إلى عقيدة قويَّة صحيحة. وعانوا كذلك من فُرقة مؤلمة، وتشتُّت فاضح، حتى صارت كل مدينة إمارة مستقلة، ودويلة منفصلة، بل ومتصارعة مع جيرانها المسلمين.


(3)
سقوط بيت القدس:


غادر الصليبيون الرملة في 492هـ / 6 من يونيو 1099م، ووصلوا حول أسوار بيت المقدس في 492هـ/ 7 من يونيو 1099م، وبلغ عدد القوات الصليبية التي وصلت إلى أسوار القدس وتمركزت حولها وبدأت بمحاصرتها نحو أربعين ألفاً من مختلف الأعمار ذكوراً وإناثاً، وكان عدد الرجال المقاتلين منهم نحو عشرين ألفاً.
ومرَّت الأيام الصعبة، والعالم الإسلامي يُشاهِد الجريمة في صمت، ومرَّ شهر كامل والمدينة محاصَرة، واستطاع الصليبيون فتح أبواب المدينة من الداخل، ومن ثَمَّ تدفَّق الصليبيون بغزارة داخل المدينة المقدسة!! وكان ذلك في يوم الجمعة 22 من شعبان سنة 492هـ الموافق 15 من يوليو سنة 1099م، وهو من الأيام المحزنة التي لا تُنْسَى في تاريخ الأُمَّة.
انطلق الصليبيون الهمج ليستبيحوا المدينة المستسلمة، يقول ابن خلدون في تاريخه: "استباح الفرنجة بيت المقدس، وأقاموا في المدينة أسبوعًا ينهبون ويدمرون، وأُحصِي القتلى بالمساجد فقط من الأئمة والعلماء والعبّاد والزهاد المجاورين فكانوا سبعين ألفًا أو يزيدون... وهؤلاء هم كل سكان المدينة تقريبًا، فقد صُفِّيَتْ تمامًا، ولم ينجُ منها إلا الحامية العسكريَّة العبيديَّة! والجدير بالذكر أن القتل في هذا اليوم لم يكن خاصًّا بالمسلمين فقط، بل عانى منه اليهود أيضًا، فلقد جمع الصليبيون اليهودَ في الكَنِيسِ ثم أحرقوه عليهم ! بل ارتكب الصليبيون حرب إبادة عرقية واسعة في بيت المقدس، حتى بلغت الدماء إلى ركبتي الفارس على جواده !!!








وكان قد لجأ إلى سطح المسجد الأقصى مئات من المسلمين، أعطاهم قائد الجند الصليبي تانكرد الأمان وأعطاهم رايته ضماناً لهم، إلا أنهم، في اليوم التالي، ذبحوا جميعاً، ذبح النعاج، على أيدي جنود صليبيين دخلوا الحرم الشريف وقتلوهم جميعاً بلا استثناء لولد أو شيخ أو امرأة، غير عابئين بالأمان الذي أُعطي لهم.


ووصف شاهد عيان أفرنجي المذبحة التي أحدثها الصليبيون بالقدس بقوله: شاهدنا أشياء عجيبة إذ قطعت رؤوس عدد كبير من المسلمين، وقتل غيرهم رمياً بالسهام أو أرغموا على أن يلقوا بأنفسهم من فوق الأبراج .. وكنا نرى في الشوارع أكوام الرؤوس والأيدي والأقدام.


ويروي غيره من المعاصرين تفاصيل أدق من هذه وأوفى؛ يقولون إن النساء كن يقتلن طعناً بالسيوف والحراب، والأطفال الرضع يختطفون بأرجلهم من أثداء أمهاتهم، ويقذف بهم من فوق الأسوار، أو تهشم رؤوسهم بدقها بالعمد.
ويا ويح قلبي إخوتي وأنا أقرأ كلام مؤرخ مصري كبير عن حال الحكام بل حال المسلمين، وذلك بعد وصول الخبر إلى كل بقاع العالم الإسلامي، وكأنه اليوم يصف حالنا وقد جاءت الأخبار إلينا عن مأساة لنا في فلسطين أو العراق أو أفغانستان أو بورما أو إفريقيا الوسطى أو الصومال ومن قبل الشيشان والبوسنة والهرسك وفيتنام إلخ، كيف كان حالنا عند وقع تلك المآسي على قلوبنا ؟!
نعم كان رد فعلهم كرد فعلنا ! موجة كئيبة من الحزن والكمد، ولكنه -للأسف- كان حزنًا سلبيًّا، بل كان حزنًا مُقعِدًا شلَّ المسلمين عن الحركة، فلم نسمع عن حركة جيش لتحرير الأقصى والقدس وفلسطين، يقول ابن تغري بردي: "ولما تمّت هذه الحادثة (مذبحة بيت المقدس) خرج المستنفرون من دمشق مع قاضيها زين الدين أبى سعد الهروىّ، فوصلوا بغداد وحضروا في الديوان وقطَّعوا شعورهم واستغاثوا وبكوا، وقام القاضي في الديوان وأورد كلاما أبكى الحاضرين، وندب من الديوان من يمضى إلى العسكر السلطانىِّ ويعرّفهم بهذه المصيبة؛ فوقع التقاعد لأمر يريده الله، فقال القاضى الهروىِّ، وقيل: هي لأبى المظفَّر الأبيوردىِّ:
مزجنا دماءً بالدموع السواجم

فلم يبق منا عرضة للمراجم
وشر سلاح المرء دمع يفيضه

إذا الحرب شُبَّت نارها بالصوارم
فإِيهـا بني الإسلام إن وراءكم

وقائع يلحقن الذُرا بالمناسم
أتهويمـةً فـي ظل أمن وغبطة

وعيشٍ كنّوار الخميلة ناعـم
وكيـف تنام العين ملء جفونها

على هفوات أيقظت كلَّ نائم
وإخوانكم بالشام يُضحي مقيلهم

ظهور المذاكي أو بطون القشاعم
تسومهم الـروم الهـوان، وأنتم

تجرون ذيل الخفض، فعل المسالم
وكــاد لهنّ المستجنّ بطيبة

ينادى بأعلى الصوت يا آل هاشم
أرى أمتي لا يشرعون إلـى العدا

رماحهم والدين واهي الدعائم
ولـيتهم إذ لـم يـذودوا حميّـة

عن الدين ضنّوا غيرة بالمحارم
وإذ زهــدوا فـي الأجر إذ حمى الوغى

فهلّا أتوه رغبة في الغنائم


والله لكأنه يصف حالنا ويشخص مأساتنا، يا له من ألم يعتصر القلوب ! ومن خزي وتخاذل يختلج الصدور !
وتأمل هذه الكلمات المؤلمة لشاعر آخر يقول:
أحلّ الكفر بالإسلام ضيمًا

يطول عليه للدين النّحيب
فحقٌّ ضائعٌ وحمّىً مباحٌ

وسيفٌ قاطعٌ ودمٌ صبيب
وكم من مسلم أمسى سليبا

ومسلمة لها حرم سليب
أمـور لـو تأملهن طفل

لطفَّل في عوارضه المشيب
أتسبى المسلماتُ بكل ثغر

وعيش المسلمين إذن يطيب؟
أمـا للـه والإسلام حـق

يدافع عنـه شبان وشيب؟
فقل لذوي البصائر حيث كانوا

أجيبوا الله، ويحكم، أجيبوا!!


والله إن هذه الأبيات لتغني عن كثير من الكلمات في وصف تلك الحالة المستفزة التي كان عليها مسلمو ذلك الزمان، إنها حالة من الهوان والضعف والجبن، إنها حالة الاستكانة والضياع والتقاعس التي ألمَّت بالمسلمين، إنها حالة انعدام النخوة والرجولة !! إنه يستصرخ بهم (أجيبوا الله، ويحكم، أجيبوا) أين أنتم مما يحيق بنساء المسلمين، وكأنَّه ينادينا نحن ؟!!!

(4)
حالة مؤسفة وواقع مرير:

ولم تكن تلك الحالة المؤسفة ورد الفعل المخزي من الحكام والمحكومين إلا نتاج لتلك الحالة الاجتماعية والاقتصادية لبلاد المسلمين في حلب والموصل وبلاد الشام عمومًا، فقد شهدت البلاد الإسلامية في تلك الفترة أوضاعاً من عدم الاستقرار السياسي انعكس سلباً على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية فيها في خضم هذه الصراعات بين الأمراء، فقد تغافل الحكام عن الاهتمام بالشؤون الداخلية للسكان، كما أهملوا تطوير الحياة الاقتصادية، مما أدَّى إلى تراجع واردات البلاد وعمدوا إلى استنزاف السكان بفرض ضرائب أخرى وأتاوات باهظة، كلما أعوزهم المال، حتى أثقلوا كاهلهم، فتذمروا من سوء الأوضاع، وكثر انتشار اللصوص وقطاع الطرق، مما أدَّى إلى انعدام الأمن على الطرق، فتعطلت الحركة التجاري، وقلَّت السلع في الأسواق، وتراجعت موارد الزراعة لعدم تمكُّن الفلاحين من القيام بالحرث والزرع وجني المحصول فبرزت في هذه الظروف الصعبة.


(5)
أمل وتفاؤل:

فقط بعد ذلك أريدك أخي أن تتأمل معي هذه الحالة السيئة التي وصلت إليها الأمة في تلك الفترة العصيبة، تخيل حال الحكام والمحكومين، هذا التخيل الذي سبقت لك بصورته المؤلمة، ربما يعطي لك بريق أمل وتفاؤل ..

أليس ذلك مدعاة للتفاؤل والأمل، خاصة أن يحمل همَّها الأمة ولدت من رحم تلك المحنة من ويخرج بها من تلك العقبة الأزمة الشنيعة، لن نخوض كثيرا في تلك التجربة العظيمة من حركة إحياء الأمة من جديد، فما يعنينا هنا ألا تيأس أخي مهما ضاقت الأزمة، ففرجها قريب، إذ خرج من تلك الأزمة مودود بن التونتكين وآق سنقر وذريته عماد الدين زنكي ونور الدين محمود في حلب والموصل ودمشق وتتحول بلاد الشام إلى وحدة واحدة على يد نور الدين وتكتمل تلك الوحدة مع مصر ببروز نجم صلاح الدين الأيوبي، الذي أسقط الدولة العبيدية الفاطمية، وانتعشت روح الجهاد في الأمة من جديد، وهكذا تبلور المشروع الإسلامي المناهض للتغلغل الباطني والغزو الصليبي، والذي اكتمل بفتح بيت المقدس بعد هزيمة الصليبيين في معركة حطين يوم ٢٤ من ربيع الثاني 583هـ/ ٤ من يوليو ١١٨٧م.
اللهم قيِّض لأمتنا من يأخذ بيدها إلى نصرة دينك وتحكيم شرع


كتبه أحمد عبدالحافظ / موقع قصة الاسلام

5
847

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الامان بالله
الامان بالله
احاناتكون مدعاه للتفاؤل واحيانا يكون الحال مدعاه للخوف والرهبه من المستقبل المجهول
حال الامه الاسلاميه من سئ لاسوأ
من منا يضمن نفسه ان يبقى على الايمان والتوحيدولايفتن في دينه
ومن منا يضمن ان يموت موحدا لله
التاريخ للاسف ملئ بقصص القتل والدماء في حوادث مختلفه وبازمنه واماكن متغايره وعدوواحد لايختلف ابدا مهماتغيرت المسميات
التتارفي الشام
الروس في الشيشان
الصليبيون في فلسطين
الصرب في البوسنه
حركه امل والمجازرفي صبرا وشاتيلا
والله اعلم بالقادم
وغيرهم كثير
احيانا اغبط الذين ماتوامن عشرات السنين ويخيفني الحديث لاتقوم الساعه الاعلى شرارالخلق
purple_rose
purple_rose
التاريخ فعلا مليء بقصص القتل و الدمار لكن أيضا مليء بقصص الأبطال الذين قادوا هذه الأمة الاسلامية الى النصر و التمكين أمثال قطز و بيبرس و صلاح الدين و عماد الدين الزنكي و محمد الفاتح و الكثير ممن كان قبلهم أو بعدهم فلا يجب علينا أن نستسلم لشعور الهزيمة و التشاؤم من واقعنا الآن فهذا هو نفس الذي مررنا به من أيام الصحابة ...

المقال وضعته لكي نتفاءل و نسبتشر خيرا فمن رحم أحداث الذل و الهوان ولدت القوة و العزة و سيأتي يوم يخضع لنا الأعداء و نكون نحن في أعلى القمة اذا رجعنا لديننا الحنيف ..
الامان بالله
الامان بالله
لاتلوميني يااختي الحاله صارت تخوف ونتمنى فعلا ان نكون في الطليعه والقمه
والي ذكرتي من الفاتحين اسال الله ان يجعل مافعلوا لنصره دينه في موازين حسناتهم ويرزقنا مثلهم في الغيره والحميه للدين
UmEyad
UmEyad
هذي الاوضاع تتكرر مرة ينتصروا ومرة ننتصر حسب قوة ايماننا ولكن ما لفت انتباهي اجرام اليهود والصليبين وقتلهم للمسلمين في كل حرب 70 الف قتلوهم قضوا على بلد كاملة لم يرحموا حتى الرضع ولو نظرنا في كل حرب يخوضوها يفعلوا نفس الشيء حتى مع اليابان ارسلوا لها القنبلة النووية وفي حرب العراق كانوا يضربوا اماكن الايواء والمدارس وايام احتلال فلسطين عملوا مذابح في قرى وابادوها ليخاف الناس في القرى الاخرى ويتركوها لهم والان في غزة دمروا البيوت على ساكنيها ولاحقوهم في المدارس والمستشفيات يقتلوا بحقد اسود ويزيدوا في قتل الناس ليدخلوا الرعب في قلوبهم ويخاف الاخرين فيهربوا ويظل الخوف من المواجهة لسنين عديدة ويرضخوا للذل والمهانة خوفا من بطشهم

وعندما يروا مسلم قتل واحد او اثنين من المجرمين يوصفوه بانه ارهابي ويصفوا الاسلام بدين الارهاب