أسكن الله تعالي آدم عليه السلام وحواء الجنة. وأباح لهما الأكل من ثمارها والتمتع
بطيباتها. ونهاهما عن الأكل من شجرة واحدة. وحذرهما من وسوسة إبليس اللعين.
وانه قد يكون سبباً في خروجهما من الجنة.
ولقد تمكن اللعين من إغواء آدم عليه السلام وحواء. واستخدم في سبيل ذلك حيلاً
خسيسة. وأساليب شيطانية خبيثة.
ولقد سجل القرآن الكريم أحداث هذه المؤامرة الشيطانية في مواضع متعددة. منها قوله
تعالي في سورة البقرة "فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه" ولنا عند هذه
الآية الكريمة وقفة.
معني "أزلهما" أوقعهما في الزلة.
* يقول الراغب الأصفهاني في المفردات: .
فالوسوسة وما ترتب عليها هي السبب في إخراجهما من الجنة.
وقرأ الجمهور "فأزلهما": أي أوقعهما في الزلة أي المعصية عن طريق الوسوسة
إليهما ومدار القراءتين حول معني واحد.
ولذلك قال سبحانه: "فأخرجهما مما كانا فيه" أي من اللباس والزينة والمنزل الرحب
والعيشة الهانئة الهادئة الرغيدة.
وفي سورة الأعراف يأتي الحديث عن وسوسة الشيطان اللعين لآدم وحواء عليه
السلام بصورة مفصلة حيث يقول المولي عز وجل: "فوسوس لهما الشيطان ليبدي
لهما ما وري عنهما من سوءاتهما وقال ما نها كما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا
مليكن أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور فلما
ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما
ربهما ألم انهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين".
والوسوسة هي الصوت الخفي. وهي الخطرة الرديئة. وأصلها من الوسواس وهي
الصوت الخفي. وفي المصباح المنير .
وفي سورة الأعراف "فوسوس لهما الشيطان" وفي سورة طه "فوسوس إليه
الشيطان".
في الموضع الأول صدرت الوسوسة لهما معاً "آدم وحواء".
وفي الموضع الثاني صدرت الوسوسة إلي آدم ولم يأت ذكر لحواء والجواب علي
ذلك: ان الوسوسة متكررة فمرة يوسوس لآدم وحده ومرة يوسوس إلي آدم وحواء معا.
وقوله تعالي في سورة الأعراف: "ليبدي لهما" أي ليظهر لهما . "ماوري عنهما" اي
ما ستر وغطي عنهما "من سوءاتهما" السوءات جمع سوءة وهي العورة وسميت
بذلك لأن إظهارها يسوء صاحبها.
* قال الإمام القرطبي: وتهافت الثوب عنهما أي سقط.
وقال الإمام القاسمي: .
من مشتبهات القرآن
في سورة الأعراف: يقول عز وجل: "وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن
تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين" وفي سورة طه يقول الحق عز وجل: "قال يا آدم
هل أدلك علي شجرة الخلد وملك لا يبلي".
* في الموضع الأول: بينت الآية الكريمة ان إبليس اللعين توجه بالوسوسة إلي آدم
وحواء عليه السلام.
وفي الموضع الثاني: بينت الآية الكريمةان إبليس اللعين توجه بالوسوسة إلي آدم.
* وفي الآية الأولي: جاءت الوسوسة بأسلوب القصر. وبأسلوب خبري ليفيذ التقرير
والتأكيد.
وفي الآيةالثانية: جاءت الوسوسة بأسلوب الاستفهام "هل أدلك" عرض عليهما وفي
هذا إغراء وخداع لهما وفي الآية الأولي "هذه الشجرة" وفي الثانية "شجرة الخلد"
فاشار إليها باسم الاشارة القريب ليقربها إلي قلب آدم وحواء ويرغبهما فيها. وفي
الآية الثانية "شجرة الخلد" أضافها إلي الخلد. وفي الآية الأولي قدم الملكية علي
الخلد وعطفهما بـ "أو" التي تفيد التنويع والتخيير والإبهام. وفي الآية الثانية قدم
شجرة الخلد علي الملك الذي لا يبلي. فجاءت الوسوسة بصورة متكررة ومختلفة
وبأساليب متنوعة. وفي ذلك تلبيس علي آدم وحواء وإيقاع لهما في الحيرة والتردد.
يقول الاستاذ الدكتور عبد الجواد طبق في كتابه متشابه النظم القرآني في قصة آدم
عليه السلام:
.
وقوله تعالي: "وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين": إخبار عن حيلة أخري من حيل
إبليس اللعين وهي القسم الكاذب ولقد لجأ اللعين إلي هذه الحيلة ليصدقاه. لأنهما كانا
يعتقدان انه لا يحلف أحد بالله كذبا.
والمقاسمة علي وزن المفاعلة. وهي لا تكون إلا بين طرفين كالمشاركة والمقاتلة
والمجاهدة والمبايعة.
وقد ذكر الإمام الرازي ثلاثة أوجه في سر التعبير بـ "قاسم" حيث قال: وقوله تعالي: "فدلاهما بغرور" بيان
لأسلوب آخر من أساليب إبليس القائمة علي الخداع والإغراء.
منقول

Muslima @muslima
محررة
هذا الموضوع مغلق.

زهرة اذن
•
جزاك الله خيرا يا اخت مسلمة على هذا الموضوع الطيب




الصفحة الأخيرة