تفاوت الناس في .....!!!!

الملتقى العام

تفاوت لناس في طول الأمل
الناس متفاوتون في طول الأمل تفاوتا كثيرا ، منهم من يأمل لبقاء الى زمن الهرم ، ومنه من لا ينقطع آماله بحال ، ونهم من هو قصير الأمل ، فروي عن أبي عثمان النهدي : أنه قال : بلغت ثلاثين ومائة سنة ، وما من شيء الى وقد عرفت فيه النقصان الا أملي فانه كما هو 0
وحكي في قصر الأمل أن امرأة حبيب أبي محمد
قالت : كان يقول لي - يعني أبا محمد - أن مت اليوم فأرسلي إلى أبا فلان يغسلني ويفعل كذا وكذا واصنعي كذا وكذا ، فقيل له : أرى رؤيا ؟ قالت : هكذا يقول كل يوم 0
فيا أخوتي فالنفس قد تحدث الإنسان وتمنيه بطول لبقاء نعوذ بالله من طول الأمل فانه يمنع خير العمل 0
فهذه بعض أحول الزهاد في قصر الأمل وغيرها الكثير وكلما قصر الأمل جاد العمل 0
من منا تخيل أنه سوف يموت اليوم ؟
من منا أستعد للقاء الجبار فيستعد استعداد الميت ؟
من منا اذا أمسى شكر الله على السلامه ، وانه قد مد له في حياته الليلة فيبادر الى العمل ؟
أخوتي كم وكم سمعنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال :
(نعمتان مغبون فيها كثير من الناس ، الصحة والفراغ ) وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه : ( اغتنم خمسا قبل خمس ….الحديث )
وقال عمر رضي الله عنه : التؤدة في كل شيء ، إلا ما كان في أمر الآخرة 0
نعم أخوتي قد كان السلف يسارعون في الأعمال ما أمكن ، فكان ابن عمر يقوم في الليل فيتوضأ ويصلي ، ثم يغفي إغفاء الطير ، ثم يقوم فيصلي ، ثم يغفي إغفاء الطير ثم يقوم يصلي ويفعل ذلك مرارا 0
ولو أننا تمثلنا الموت أمامنا في كل حين لما تأخرنا عن العمل ولكن غفلنا عن ذكر الموت فقست قلوبنا 0
فيا أخوتي في الله ما هي الحياة إلا دقائق وثواني وما هي الحياة إلا الأيام والليالي وما هي الحياة إلا أنفاس ، أخوتي لا نعطل الليل والنهار ؛ فملك الحسنات يسجل ويقيد ، وملك السيئات يحسب ويحصي ، فأين المفر من الله
إلا إليه ؟
الكيس من فيه ثلاث خصال : من بادر بعمله ، وتسوف بأمله ، واستعد لأجله 0
ماذا تؤمل والايام ذاهبة *** ومن ورائك الآمال قطاع
وصيحة لهجوم الموت منكرة *** صمت لوقعتها الشنعاء أسماع
وغصة بكؤوس أنت شاربها *** لها بقلبك آلام وأوجاع 0
فيا أخوتي أعلموا أن العاقل من يعتمد على عمله ، والجاهل يعتمد على أمله 0
واعلموا أن الأمل يكسل عن العمل ويورث التراخي والتواني ، ويعقب التشاغل والتقاعس ، ويخلد الى الأرض ويميل الى الهوى 0
يا من يعد غد لتوبته …… أعلى يقين من بلوغ غد
المرء في زلل على الأمل …….ومنية الانسان بالرصد
أيام عمرك كلها عدد……… ولعل يومك آخر العدد
أخوتي اسمعوا معي قصة أحد الصالحين حيث قال دخلنا على مغرة الخراز وهو مريض ، فقلنا له : كيف تجدك ؟
فقال : أجدني موقرا بالآثام ، فقنا له : فما تشتكي ؟
اسمعوا السؤال جيد قال له ما تشتكي فماذا قال !!!!
قال : الحسرة على طول الغفلة ، قلنا فما تشتهي ؟
قال : الإنابة الى ما عند الله ، والنقلة عما يكرهه الله ، قال : فبكى القوم جميعا 0
فما أحوجنا أن نكون كهؤلاء الصالحين ونستعد ونترك التسويف قال تعالى :
(كلا إذا بلغت التقى* وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذ المساق )
ساقنا الله وإياكم زمرا إلى جنة عاليه قطوفها دانيه وغفر لنا ما أسلفنا في الأيام الخالية 0

منقوووول
0
367

هذا الموضوع مغلق.

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️