قال تعالى: يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ
: أي تختبر السرائر، وهي القلوب، فإن الحساب يوم القيامة على ما في القلوب، والحساب في الدنيا على ما في الجوارح، ولهذا عامَلَ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنافقين معاملة المسلمين؛ حيث كان يُستأذَن في قتلهم فيقول: (لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه)، فكان لا يقتلهم وهو يعلم أن فلاناً منافق، وفلاناً منافق؛ لكن العمل في الدنيا على الظاهر، ويوم القيامة على الباطن، يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ : أي تُخْتَبَر،
وهذا كقوله: أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ .
ولهذا يجب علينا -يا إخوان- العناية بعمل القلب أكثر من العناية بعمل الجوارح، فعمل الجوارح علامة ظاهرة؛ لكن عمل القلب هو الذي عليه المدار ، ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام عن الخوارج ، وهو يخاطب الصحابة ، فيقول: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم) أي: إنهم يجتهدون في الأعمال الظاهرة؛ لكن قلوبهم خالية - والعياذ بالله- لا يتجاوز الإسلام حناجرهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية.
فعلينا -أيها الإخوة- أن نعتني بالقلوب، وإصلاحها ، وأعمالها، وعقائدها ، واتجاهاتها ، قال الحسن البصري رحمه الله: والله ما سبقهم أبو بكر بصلاة ولا صوم ، وإنما سبقهم بما وقر في قلبه من الإيمان ، والإيمان إذا وقر في القلب حمل الإنسان على العمل؛ لكن العمل الظاهر قد لا يحمل الإنسان على إصلاح قلبه.
فعلينا -أيها الإخوة- أن نعتني بقلوبنا، وإصلاحها، وتخليصها من شوائب الشرك، والبدع، والحقد، والبغضاء، وكراهة ما أنزل الله على رسوله، وكراهة الصحابة رضي الله عنهم، وغير ذلك مما يجب تنزيه القلب عنه.
المصدر- لقاءات الباب المفتوح
للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
منقول للفائدة
مـــــــخرج
سهام الليل لاتخطئ ولكن !! لها أجل وللأجل انقضاء
الشــــــــــافعي
وصلى الله وسلم وباركـ على سيدنا محمد

00ياجعل حظي كبير00 @00yagaal_hthy_kbyr00
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

Ameerђ
•
جزاك الله خيرا



اللهم لاتجعل للآهات مقرا في جوفها ولا للهم مستقرا في صدرها
اللهم اكسي قلبها نوراواجعل حياتها أنسا وفرحا وسرورا
طرح هادف وقيم جعله الله في موازين حسناتك
وغفرالله لك ولوالديك وأسكنكم الفردوس الأعلى
اللهم اكسي قلبها نوراواجعل حياتها أنسا وفرحا وسرورا
طرح هادف وقيم جعله الله في موازين حسناتك
وغفرالله لك ولوالديك وأسكنكم الفردوس الأعلى

الصفحة الأخيرة