تفسير ايه من قام بألف ايه كتب من المقنطرين

ملتقى الإيمان

تفسير حديث ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين" رواه أبو داود في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَىٰ مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ۚ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَىٰ ۙ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ ۙ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ۚ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (سورة المزمل 20)
باختصار / ان الله يعلم ان الانسان لا يستطيع ان يقوم الليل كله لان تعترضه ضروف من مرض وعمل وجهاد (( فاقراوء ماتسير من القران )) جاءت كلمة اقراء بعد كلمة تقوم بمعنى ان لا فرق بين القراءة خارج الصلاة او في الصلاة نفسها ,,,, ۚ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ... بمعنى تارة يعتدلان ، وتارة يأخذ هذا من هذا ، أو هذا من هذا
ثم قال :( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك )أي : تارة هكذا ، وتارة هكذا ، وذلك كله من غير قصد منكم ، ولكن لا تقدرون على المواظبة على ما أمركم به من قيام الليل ; لأنه يشق عليكم ; ولهذا قال :( والله يقدر الليل والنهار )أي : تارة يعتدلان ، وتارة يأخذ هذا من هذا ، أو هذا من هذا .( علم أن لن تحصوه )أي : الفرض الذي أوجبه عليكم( فاقرءوا ما تيسر من القرآن )أي : من غير تحديد بوقت ، أي : ولكن قوموا من الليل ما تيسر . وعبر عن الصلاة بالقراءة ، كما قال في سورة سبحان :( ولا تجهر بصلاتك )أي : بقراءتك ،( ولا تخافت بها )وقد استدل أصحاب الإمام أبي حنيفة رحمه الله ، بهذه الآية ، وهي قوله :( فاقرءوا ما تيسر من القرآن )على أنه لا يتعين قراءة الفاتحة في الصلاة ، بل لو قرأ بها أو بغيرها من القرآن ، ولو بآية ، أجزأه ; واعتضدوا بحديث المسيء صلاته الذي في الصحيحين :" ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ".
وقد أجابهم الجمهور بحديث عبادة بن الصامت وهو في الصحيحين أيضا : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب "وفي صحيح مسلم ، عن أبي هريرة‌ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج ، فهي خداج ، فهي خداج ، غير تمام ". وفي صحيح ابن خزيمة ، عن أبي هريرة‌ مرفوعا :" لا تجزئ صلاة من لم يقرأ بأم القرآن ".
وقوله :( علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله )أي : علم أن سيكون من هذه الأمة ذوو أعذار في ترك قيام الليل ، من مرضى لا يستطيعون ذلك ، ومسافرين في الأرض يبتغون من فضل الله في المكاسب والمتاجر ، وآخرين مشغولين بما هو الأهم في حقهم من الغزو في سبيل الله ، وهذه الآية - بل السورة كلها - مكية ، ولم يكن القتال شرع بعد ، فهي من أكبر دلائل النبوة ، لأنه من باب الإخبار بالمغيبات المستقبلة ؛ ولهذا قال :( فاقرءوا ما تيسر منه )أي : قوموا بما تيسر عليكم منه .
قال ابن جرير : حدثنا يعقوب ، حدثنا ابن علية عن أبي رجاء محمد ، قال : قلت للحسن : يا أبا سعيد ، ما تقول في رجل قد استظهر القرآن كله عن ظهر قلبه ، ولا يقوم به ، إنما يصلي المكتوبة ؟ قال : يتوسد القرآن ، لعن الله ذاك ، قال الله تعالى للعبد الصالح :( وإنه لذو علم لما علمناه".
وأغرب من هذا ما حكي عن أبي بكر عبد العزيز من الحنابلة ، من إيجابه قيام شهر رمضان ، فالله أعلم .
وقال الطبراني : حدثنا أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي ، حدثنا أبومحمد بن يوسف الزبيدي ، حدثنا عبد الرحمنبن طاوس - من ولد طاوس - عن أبيه ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم :( فاقرءوا ما تيسر منه )قال :" مائة آية ".
وهذا حديث غريب جدا لم أره إلا في معجم الطبراني ، رحمه الله .
وقوله :( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )أي : أقيموا صلاتكم الواجبة عليكم ، وآتوا الزكاة المفروضة . وهذا يدل لمن قال : إن فرض الزكاة نزل بمكة ، لكن مقادير النصب والمخرج لم تبين إلا بالمدينة . والله أعلم .
وقد قال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، والحسن ، وقتادة ، وغير واحد من السلف : إن هذه الآية نسخت الذي كان الله قد أوجبه على المسلمين أولا من قيام الليل ، واختلفوا في المدة التي بينهما على أقوال كما تقدم . وقد ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لذلك الرجل :" خمس صلوات في اليوم والليلة ". قال : هل علي غيرها ؟ قال :" لا ، إلا أن تطوع ".
وقوله تعالى :( وأقرضوا الله قرضا حسنا )يعني : من الصدقات ، فإن الله يجازي على ذلك أحسن الجزاء وأوفره ، كما قال :( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة ).
وقوله :( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا )أي : جميع ما تقدموه بين أيدي" المزمل "ولله الحمد
0
320

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️