
قــــــــــال تعالــــــــــــى {وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ } * { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ }
{ لاتذرني فردا } أنه لما تقارب أجله, خاف أن لا يقوم أحد بعده مقامه في الدعوة إلى الله , وأن يكن في وقته فرداً , و لا يخلف من يشفعه ويعينه, على ما قام به .
{ وأنت خير الوارثين } أي: خير الباقين, وخير من خلفني بخير, وأنت أرحم بعبادك مني, ولكني أريد ما يطمئن به قلبي, وتسكن له نفسي, ويجري في موازيني ثوابه .
{فاستجبنا له ووهبنا له يحيى } النبي الكريم الذي لم يجعل الله له من قبل سمياً .
{ وأصلحنا له زوجه } بعدما كانت عاقراً لايصلح رحمها للولادة فأصلح الله رحمها للحمل, لأجل نبيه زكريا وهذا من فوائد الجليس والقرين الصالح, أنه مبارك على قرينه , فصار يحيى مشتركاً بين الوالدين .
{ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات } أي : يبادرون إليها ويفعلونها في أوقاتها الفاضلة , وبكملونها على الوجه اللائق, الذي ينبغي ولا يتركون فضيلة يقدرون عليها إلا انتهزوا الفرصة فيها .
{ ويدعوننا رغباً ورهباً } أي: يسألوننا الأمور المرغوب فيها من مصالح الدنيا والآخرة ويتعوذون بنا من الأمور المرهوب منها , ومن مضار الدارين , وهو راغبون لا غافلون, لاهون ولا مدلون .
{وكانوا لنا خاشعين } أي: خاضعين متذللين متضرعين , وهذا لكمال معرفتهم بربهم .
اللهم علمنا ما جهلنا وانفعنا بما علمتنا ..
"رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين "
المرجــــع:
كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله
منقول