نورهان

نورهان @norhan_1

عضوة جديدة

تفسير سورة البقرة من آية ( 6 ــ 10 )

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله وصحبة أجمعين000
السلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته00

نلتقي من جديد مع آيات جديدة مفسرة من سورة البقرة وأرجو من الله عز وجل أن ينفعنا واياكم بما نقرأه ونتدبره من كتاب الله الكريم00

نستكمل التفسير من آيه ( 6 ــ 10 ) 0000000
بسم الله الرحمن الرحيم
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
( ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ):
يخبر الله تعالى أن الذين كفروا ، أي اتصفوا بالكفر وانصبغوا به ، وصار وصفا لهم لازما ، لايردعهم عنه رادع ، ولا ينجع فيهم وعظ ، انهم مستمرون على كفرهم ، فسواء عليهم أأنذرتهم ، أم لم تنذرهم لا يؤمنون ، وحقيقة الكفر هو الجحود لما جاء به الرسول ، أو جحد بعضه ، فهؤلاء الكفار لا تفيدهم الدعوة الا اقامة الحجة ، وكأن في هذا قطعا لطمع الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في ايمانهم وأنك لا تأس عليهم ، ولا تذهب نفسك عليهم حسرات00

( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) :
ثم ذكر الموانع المانعة لهم من الايمان بقوله ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم ، أي طبع عليها بطابع لا يدخلها الايمان ، ولا ينفذ فيها فلا يعون ما ينفعهم ، ولا يسمعون ما يفيدهم 00
( وعلى أبصارهم غشاوة ) ، أي : غشاء وغطاء وأكنة تمنعها من النظر الذي ينفعهم وهذه طرق العلم والخير قد سدت عليهم ، فلا مطمع فيهم ، ولا خير يرجى عندهم ، وانما منعوا ذلك ، وسدت عنهم أبواب الايمان بسبب كفرهم وجحودهم ومعاندتهم بعدما تبين لهم الحق 00

ثم ذكر العقاب الآجل فقال ( ولهم عذاب عظيم ) : وهو عذاب النار ، وسخط الجبار المستمر الدائم 00

ثم قال تعالى في وصف المنافقين الذين ظاهرهم الاسلام وباطنهم الكفر : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين * يخادعون الله والذين آمنوا وما يخادعون الا أنفسهم وما يشعرون * في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون * )
ومن الناس من يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، فكذبهم الله بقوله ( وماهم بمؤمنين ) لأن الايمان الحقيقي ، ما تواطأ عليه القلب واللسان ، وانما هذا مخادعة لله ولعباده المؤمنين 0

والمخادعة : ان يظهر المخادع لمن يخادعة شيئا ، ويبطن خلافه لكي يتمكن من مقصوده ممن يخادع ، فهؤلاء المنافقون سلكوا مع الله وعباده هذا المسلك ، فعاد خداعهم على أنفسهم ، وهذا من العجائب ، لأن المخادع اما أن ينتج خداعه ويحصل له مقصوده ، أو يسلم ، لا له ولا عليه ، وهؤلاء عاد خداعهم على انفسهم ، وكأنهم يعملون ما يعملون من المكر لاهلاك أنفسهم واضرارها وكيدها ، لأن الله تعالى لا يتضرر بخداعهم شيئا ، وعباده المؤمنون لا يضرهم كيدهم شيئا ، فلا يضر المؤمنين ان أظهر المنافقون الايمان ، فسلمت بذلك أموالهم وحقنت دماؤهم ، وصار كيدهم في نحورهم وحصل لهم بذلك الخزي والفضيحة في الدنيا ، والحزن المستمر بسبب ما يحصل للمؤمنين من القوة والنصرة 0

( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ) :
المراد بالمرض هنا : مرض الشك ، والشبهات ، والنفاق ، وذلك أن القلب يعرض له مرضان يخرجانه عن صحته واعتداله : مرض الشبهات الباطلة ، ومرض الشهوات المردية ، فالكفر والنفاق ، والشكوك والبدع ، كلها من مرض الشبهات ، والزنا ، ومحبة الفواحش والمعاصي وفعلها ، من مرض الشهوات ، وهنا بيان لحكمته تعالى في تقدير المعاصي على العاصين ، وأنه بسبب ذنوبهم السابقة ، يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها 00
( ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) :
أي لهم في الآخرة العذاب الأليم الموجع المفجع ، بسبب كذبهم وكفرهم وفجورهم ، والحال أنهم ــ من جهلهم وحماقتهم ــ لا يشعرون 0

منقول من ( كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان )
للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي 0


1
461

هذا الموضوع مغلق.

شروق
شروق
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير