{{65}} - { مختصر تفسير سورة الذّاريات }
تمهيد:
هذه السورة المباركة تؤكد وقوع البعث والجزاء في الآخرة، وتنذر المكذبين بهما بسوء المصير، كما تبيّن مصير المتقين، وما أعد الله لهم من نعيم جزاء طاعتهم لربّهم وإحسانهم في أعمالهم، كما تلفت الأنظار إلى التّأمل في الأرض وفي الأنفس وما أودع الله فيهما من عجائب الصنع التي تشهد بوجود خالق لها.
كما تحدثت هذه السورة الكريمة عن قصة سيدنا إبراهيم مع ضيوفه الملائكة، ثم تعرّضت لأحوال بعض الأمم السابقة، وما أصابهم من هلاك جزاء كفرهم وعصيانهم، كذلك تحدّثت عن الرجوع إلى الله وإفراده بالعبادة.
تفسير الآيات:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1)}: قسم بالرياح التي تفرق الأشياء تفريقاً
{فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا (2)}: قسم بالسحب الحاملة ثقلاً من الماء
{فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3)}: قسم بالسفن تجري على الماء جرياً سهلاً
{فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4)}: قسم بالملائكة التي تقسّم الأمور بين الخلق على نحو ما أمر الله به
{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5)}: إن ما وعدكم الله به من البعث والثواب والعقاب حقيقي
{وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6)}: إن الحساب يوم القيامة واقع لا محالة
{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)}: قسم بالسماء ذات الخلْق الحسن والبنيان المتقن، وقيل ذات الطُرُق التي تسير فيها الكواكب
{إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8)}: قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ: متناقض فيما كُلفتم الإيمان به
{يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9)}: يُصرف عن الإيمان بالقرآن من صُرف عنه
{قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10)}: لُعِن الكذّابون
{الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ}: في جهلة غامرة عمّا أُمِروا به
{سَاهُونَ (11)}: لاهون غافلون عن الحق الذي جاء به محمّد صلّى الله عليه وسلّم
{يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12)}: متى يوم المجازاة والحساب
{يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13)}: يُفْتَنُونَ: يُعذّبون بالإحراق بالنّار
{ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)}: فِتْنَتَكُمْ: عذابكم المعدّ لكم جزاء كفركم
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15)}: الْمُتَّقِينَ: الذين اتقوا الله في الدنيا بطاعته وإجتناب معاصيه
{آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ}: مَا آَتَاهُمْ: ما أعطاهم من الثواب والكرامات
{إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ}: أي قبل دخولهم للجنة
{مُحْسِنِينَ (16)}: لأعمالهم مراقبين لله فيها
{كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)}: يَهْجَعُونَ: ينامون
{وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)}: الأسحار: أواخر الليل
{وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ}: السائل هو المحتاج الفقير الذي يسأل الناس
{وَالْمَحْرُومِ (19)}: هو الفقير المتعفف الذي لا يسأل النّاس فيُحرم الصدقة
{وَفِي الأَرْضِ آَيَاتٌ}: آَيَاتٌ: علامات ودلائل على وجود الله سبحانه وتعالى
{لِلْمُوقِنِينَ (20)}: أهل اليقين، واليقين هو العلم، وإزاحة الشك، وتحقيق الأمر
{وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ (21)}: وفي خلق أنفسكم علامات على القدرة الإلهية
{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ}: أي في السماء سبب رزقكم وهو المطر، وقيل: أي عند الله في السماء رزقكم، وقيل: وفي السماء تقدير رزقكم
{وَمَا تُوعَدُونَ (22)}: من خير أو شر، وثواب أو عقاب
{فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)}: قسم الله – جل وعلا – بنفسه أن ما يوعدون من الرزق والثواب والعقاب هو حق لا ريب فيه مثل نطقهم
{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}: ضيوف سيدنا إبراهيم عليه السّلام وكانوا من الملائكة
{الْمُكْرَمِينَ (24)}: الكرام عند الله
{إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25)}: مُنْكَرُونَ: غرباء غير معروفين
{فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26)}: فَرَاغَ: ذهب خفية عن ضيوفه
{فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (28)}: فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً: أحسّ في نفسه الخوف منهم
{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ}: فِي صَرَّةٍ: في صيحة وضجّة
{فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}: لطمته بيدها تعجباً
{وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)}: عجوز عاقر لا تلد
{قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ}: هو سبحانه الحكيم فيما يفعله
{الْعَلِيمُ (30)}: بمصالح خلقه
{قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31)}: خَطْبُكُمْ: شأنكم وقصتكم
{قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32)}: المجرمون هم المذنبون الذين عَظُمَت جريمتهم
{لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33)}: أي لنرجمهم بحجارة من طين متحجّر
{مُسَوَّمَةً}: لها علامة فارقة، قيل: أنها مخططة بسواد وبياض، وقيل: هي حجارة معروفة بأنها حجارة العذاب
{عِنْدَ رَبِّكَ}: أي مُعدّة في علم الله لعذاب العصاة
{لِلْمُسْرِفِينَ (34)}: للمتجاوزون الحد في الفجور
{فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35)}: أي لمّا أراد الله إهلاك قوم لوط أخرج من فيها من المؤمنين لئلا يهلكوا
{فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36)}: أي لم يكن فيها غير بيت واحد من المسلمين قيل أنهم: لوط عليه السلام وابنتاه، وقيل كانوا ثلاثة عشر من المؤمنين
{وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (37)}: أي تركنا في تلك القرى علامة تدل على ما أصابهم من العذاب فيعتبر من كان عنده إستعداد للإعتبار والخوف من عذاب الله سبحانه وتعالى.
الحلم@ @alhlm_6
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️