تفسير سورة الكوثر ...ابن باز ..

يقول الله سبحانه:
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ
هذا خطاب للنبي ﷺ، والكوثر: نهر في الجنة رآه لما
عرج به عليه الصلاة والسلام، نهر عظيم في الجنة،
يصب منه ميزابان يوم القيامة في حوضه ﷺ الذي
في الموقف يوم القيامة.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ
شكراً لله، صل له ما أمرك الله به من الصلاة،
وقال بعضهم: معناه صلاة العيد،
( وانحر) : اذبح الضحايا
والآية أعم، تعم الصلوات كلها وتعم النحر كله،
من الضحايا وغير الضحايا، كلها تنحر لله سبحانه
لا لغيره جل وعلا، ولكن صلاة العيد وذبح النحر داخل في ذلك.
(فصل لربك) لا لغيره، صل له وحده سبحانه وتعالى،
الصلوات الخمس صلاة العيد، وصلاة الجمعة كلها لله
وحده، وهكذا صلاة النافلة كلها لله. وهكذا النحر، كما
قال تعالى:
قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .
فالصلاة لله والنحر لله، كما أن الصدقة لله والسجود
لله والدعاء لله، ليس لمسلم أن يدعو غير الله،
ولا أن يسجد لغير الله، ولا أن ينحر لغير الله،
بل يجب أن تكون أعماله لله وحده سبحانه وتعالى.
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ
(الشانئ): المبغض المعادي،
و(الأبتر): هو الناقص المقطوع،
فالمبغض للنبي ﷺ وشانئه هو الأبتر في الدنيا
والآخرة، المقطوع الصلة بالله عز وجل، والصلة
بأسباب السعادة، وليس له إلا النار نعوذ بالله.
جزاك الله الجنه يارب