accada 2006

accada 2006 @accada_2006

عضوة جديدة

تفضلي ربما حل مشكلتك هنا >>>>

الأسرة والمجتمع

هذه مجموعة من المشاكل والحلول تتضمن مشاكل الزواج والطلاق وغيرها الكثير مع نخبه من المتخصصين في القضايا الأسرية
زوجتي تفتقد الجمال

أنا متزوج منذ سنتين، ولدي بنت، وزوجتي حنونة ومحافظة، ومن أسرة طيبة جداً، وأنا أحترمها، وبيننا تفاهم، ولكن المشكلة أنها ليست على قدر من الجمال، خاصة من ناحية البشرة والشعر، وهذا الأمر يضايقني كثيرا، خصوصاً أني أحب ذلك في النساء، ولا أعلم ماذا أفعل بهذا الشعور، أو لماذا تزوجتها أصلاً؟! مع أني قبل الزواج قد استشرت واستخرت الله، وتم الزواج، ولكن هذه الأفكار دائما تراودني، فهل هذا خلل في شخصيتي أم ماذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم: أسأل الله محيي العظام وهي رميم، وفالق الحب والنوى، من بيده خزائن السموات والأرض؛ أن يسعدك في الدنيا والآخرة، ويسر خاطرك، ويؤلف بين قلبك وقلب زوجتك، ويكتب لكما الخير أين كان.. اللهم آمين .
أخي الفاضل: أقف معك وقفات عدة:
أولاً: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، كل هذا الجمال في زوجتك، ثم تقول ليست جميلة، تأمَّل معي أخي الحبيب:
جمال حِنِّيتها، وجمال محافظتها، وجمال أسرتها الطيبة جداً، وجمال أن فرضت احترامها عليك، وجمال التفاهم القائم بينكما، وجمال أنها هي نِتاج استخارتك واستشارتك، وجمال أنها أم طفلتك، وجمال أنها شريكة حياتك.. كل هذا الجمال، وتتوقف عند كمال جمال البشرة والشعر.
إني لا أمنعُكَ من تمني أن تكون امرأتك ذات جمال فتَّان، وخُلُق عال، لكن من تلك الفتاة التي تجمع بين هذا وذاك، ومن ذلك الفتى الذي يستحق هذه الفتاة!؟
أخبرني ما فائدة جمال البشرة والشعر، إن وجَدتَ امرأتك عابسة الوجه، غير مبالية بك وباحتياجاتك، أو كانت كثيرة التبرُّم والتذمر!؟
وأخبرني عن زوجة مؤمنة بربها، مخلصة لزوجها، غير أن الله لم يمنحها صفات الجمال كاملة
وإني لا أخزى إذا قيل مملق ** سخي وأخزى أن يقال بخيل
وكم قد رأينا من فروع طويلة ** موت إذا لم تحيهن أصول
فإلاَّ يكن جسمي طويلا فإنني** له بالفعال الصالحات وصول
ولا خير في حسن الجسوم وطولها ** إذا لم يزن حسن الجسوم عقول
إذا كنت في القوم الطوال علوتهم** بعارفة حتى يقال طويل
ولم أر كالمعروف أما مذاقه ** فحلو و أما وجهه فجميل
إني لأرجو أخي الكريم ألا تقصر نظرك على جمال الظاهر ، استمتع بكل حُسْنٍ في زوجتك ، بل إن الحياة الزوجية تتطلب جمال الروح والسلوك أكثر مما تتطلب جمال الجسد ، اجعل من حنانها ومحافظتها مَقصِداً لعاطفتكَ نحوها ، وهُيامِكَ بها ، اجعل من صلاحها ، والتفاهم القائم بينكما ، واحة لراحتك النفسية ، عش في سعادة طفلتك التي ترعرعت بين أبوين متفاهمين ، وقل الحمد لله ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما، فقد اختصَّك الله بخير حُرمه الآخرون، فبالشكر تدوم النعم.
ثانياً: لقد أرشدنا صلى الله عليه وسلم إلى آلية المفاضلة في اختيار الزوجة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك" أخرجه البخاري (5090)، ومسلم (1466).
إن الجمال ليس أساس المفاضلة، ولا المال ولا السن، هي موازين تأتي متأخرة، الأساس هو ذات الدين، وهنا يقول لك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "فاظفر بذات الدين"، فقد جعل نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم الزواج من ذات الدين ظفراً وانتصاراً وميزة عن غيرها.
ذلك أن الدين والخُلُق هو الجمال الحقيقي، وهو جمال الباطن، وهو ما لا ينفك عن الإنسان.
وأما جمال الظاهر، (جمال الجسد)، فهو عُرضة للزوال، والمؤثرات عليه كثيرة، تَقَدُّم السن، والمرض، والحروق، فأيهما تريد، جمال لا يزول، أم جمال يزول؟
ثالثاً: يقول تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا" .
يقول الإمام ابن كثير رحمه الله: "فعَسَى أن يكون صبركم مع إمساككم لهن وكراهتهن فيه خير كثير لكم في الدنيا والآخرة. كما قال ابن عباس في هذه الآية: هو أن يَعْطف عليها، فيرزقَ منها ولدًا. ويكون في ذلك الولد خير كثير، وفي الحديث الصحيح: "لا يَفْرَك مؤمن مؤمنة، إن سَخِطَ منها خُلُقا رَضِيَ منها آخر". (تفسير ابن كثير:2/243)

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " قد يكره الإنسان زوجته لسبب ثم يصبر، فيجعل الله عز وجل في هذا خيراً كثيراً، تنقلب الكراهة إلى محبة، والسآمة إلى راحة وهكذا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يفرك مؤمن مؤمنة" يعني: لا يبغضها ولا يكرهها (إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر) انظر المقابلة، الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاه الله الحكمة، (إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر) هل أحد يتم له مراده في هذه الدنيا؟ لا، أبداً، لا يتم مرادك في هذه الدنيا، وإن تم في شيء نقص في شيء... فإذا كرهت من زوجك شيئاً فقابله بما يرضيك حتى تقتنع) . (لقاءات الباب المفتوح: 159/10)
رابعاً: لكي تحصل على سعادة نفسك، والطمأنينة في حياتك؛ استجلب مرضاة الله، وبركته، وتوفيقه، ازدد تقرباً إليه تعالى، اجتهد بالمحافظة على الصلاة في وقتها وفي المسجد، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، ولتكن لك صدقة ولو بريال واحد بين الفترة والأخرى ، ثم عليك أخي بالدعاء لله سبحانه، وخصوصاً في صلواتك وخلواتك وآخر الليل، سل الله لك سعادة أبدية، وطمأنينة في حياتك الزوجية، سله أن يصلح قلبك، ويؤلف بين قلبك وقلب زوجتك على الخير ، سله أن يصرف عنك شياطين الإنس والجن، سله أن يحصن فرجك، ويقوي إيمانك، ويخسئ شيطانك، سله بقلب منكسر، وعين دامعة ما استطعت، ولا تقنط من تأخر الإجابة؛ ففي صحيح مسلم (735): عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة، رحم ما لم يستعجل"قيل: يا رسول الله: وما الاستعجال. قال: "يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء".
خامساً: (وهذه إن كنت تنظر إلى النساء الأجنبيات).
باعد بينك وبين النظر إلى النساء الأجنبيات ، في شاشة التلفاز ، وفي المجلات ، وفي الأماكن العامة ، فإطلاق النظر -ولا شك- منزلق خطير للمسلم قد يهوي به إلى مالا تُحمد عقباه ، ومن علاجه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " إذا رأى أحدكم المرأة التي تعجبه فليرجع إلى أهله حتى يقع بهم فإن ذلك معهم " (حديث رقم : 552 في صحيح الجامع ).
وعليه فيجب عليك أخي الكريم التوبة النصوح، وغض الطرف إلا عما حَلَّ لك، ولتحتسب أجر الصبر عن هذه المعصية، فإن الله تعالى يقول: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر". فاقرؤوا إن شئتم: "فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة عين". (متفق عليه).
وقد قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) .
وقال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : "يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة" (حديث حسن، رواه أبو داود)0
ثمَّ إنَّ فُضُولَ النَّظَرِ هُوَ أَصْلُ الْبَلَاءِ لِأَنَّهُ رَسُولُ الْفَرْجِ ، قَالَ النَّاظِمُ رَحِمَهُ الله تَعَالَى: (غذاء الألباب 1 : 119 ، 125) .
وَطَرْفُ الْفَتَى يَا صَاحِ رَائِدُ فَرْجِهِ** وَمُتْعِبُهُ فَاغْضُضْهُ مَا اسْطَعْتَ تَهْتَدِ
وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ الْإِمَامِ الصَّرْصَرِيِّ رَحِمَهُ الله وَرَضِيَ عَنْهُ :
وَغُضَّ عَن الْمَحَارِمِ مِنْك طَرْفًا ** طَمُوحًا يَفْتِنُ الرَّجُلَ اللَّبِيبَا
فَخَائِنَةُ الْعُيُونِ كَأُسْدِ غَابٍ ** إذَا مَا أُهْمِلَتْ وَثَبَتْ وُثُوبَا
وَمَن يَغْضُضْ فُضُولَ الطَّرْفِ عَنْهَا ** يَجِدْ فِي قَلْبِهِ رَوْحًا وَطِيبَا
وَمِنْ آفَاتِ النَّظَرِ أَنَّك تَرَى مَا لَا قُدْرَةَ لَك عَلَيْهِ، وَلَا صَبْرَ لَك عَنْهُ، وَكَفَى بِهَذَا فِتْنَةً كَمَا قِيلَ:
وَكُنْت مَتَى أَرْسَلْت طَرْفَك رَائِدًا ** لِقَلْبِك يَوْمًا أَتْعَبَتْك الْمَنَاظِرُ
رَأَيْت الَّذِي لَا كُلَّهُ أَنْتَ قَادِر ** عَلَيْهِ وَلَا عَنْ بَعْضِهِ أَنْتَ صَابِرُ
وجاء في إحياء علوم الدين (3 / 481 ) " أما العين فيحفظها عن النظر إلى وجه من ليس له بمحرم، أو إلى عورة مسلم، أو النظر إلى مسلم بعين الاحتقار، بل عن كل فضول مستغنى عنه، فإن الله تعالى يسأل عبده عن فضول النظر، كما يسأله عن فضول الكلام، ثم إذا صرفها عن هذا لم تقنع به حتى يشغلها بما فيه تجارتها وربحها؛ وهو ما خلقت له من النظر إلى عجائب صنع الله بعين الاعتبار، والنظر إلى أعمال الخير للاقتداء، والنظر في كتاب الله وسنة رسوله ومطالعة كتب الحكمة للاتعاظ والاستفادة " .
سادساً: أؤكد لك:
" وعين الرضا عن كل عيب كليلة ** كما أن عين السخط تبدي المساويا "
ولذا فمن الأهمية بمكان النظر في الصفات الإيجابية في زوجتك، والتمتع بها، وجعلها هي الصورة الماثلة لديك ، ولتتوار الصور السلبية القاتمة . .
" فمن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ** كفى المرء نبلاً أن تُعد معايبه "
فاسعد بزوجك ؛ فلن تجد زوجة لك تحمل مثل صفاتها التي ذكرت .
وفقك الله لكل خير، وأسعدك في الدنيا والآخرة ، وألَّف بين قلبك وقلب زوجتك ، وجعلها في عينك أجمل نساء العالمين ، وبارك لكما ولذريتكما في حياتكما ، وصَلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أ / عادل بن سعد الخوفى


إلى متى سأنفق على زوجي ؟
أنا امرأة متزوجة منذ ثلاثة عشر عاماً، ولدي ولدان. تحملت أنا وزوجي نفقات الحياة معاً، وكنت أفعل بطيب خاطر، إلا أن زوجي بات يعتبر ذلك واجباً علي، كما أنه لا يدخر لمستقبل أولادنا، وعندما أطلب منه أن يفعل يغضب ويترك البيت، إلى أن أراضيه.
حصلت مشكلات في عمله وطرد، واضطررت لتسديد ديونه، ولم أعد أملك شيئاً. اتخذت قراري بالانفصال عنه، ولكن انتظرت حتى يجد عملاً جديداً متحملة كل الأعباء.
الآن غير راغبة به؛ لأنه لم يشعرني بالأمان ولا برجولته، حتى بت أحسد صديقاتي علي أزواجهن، وما يملكنه من مجوهرات وأموال، وأنا أعمل ولا أملك شيئاً ؛ علماً أنه طيب، ولكنه اتكالي جدا ، وهناك من يقول لي ابقي معه ؛ لأجل الأولاد، ولتستردي بعضاً مما أخذ منك، وأنا لا أريد هذا. أرجو أن ترشدني للصواب.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على رسول الله الأمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
أسأل الله لك ولزوجك أن تستقر حياتكما، وتتغير نحو الأفضل.
أختي الكريمة: ما من مشكلة تصمد أمام الدعاء الصادق المخلص، فعليك بالدعاء في كل مواطن الإجابة بدعاء مخصوص أن يسعد الله حياتك مع زوجك، قال عليه الصلاة والسلام : "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له". وأن البلاء يقع على الإنسان، فإذا صبر واحتسب ورضي كان ذلك خيراً وأجراً له، وإذا سخط لم يزده ذلك إلا بؤسا وشقاء، وإن الصبر على الأقربين من أعظم الصبر، فأوصيك أختي بالتصبر والرضى بالقدر، ثم بذل السبب لتغيير سلوك زوجك، وتحسينه بإذن الله.
لقد أعجبتني صراحتك، وقولك: إن زوجك طيب، وهذا ما يبشر بخير فيه، وفيك، ويحثني على أن أقول: إن مثل هذا الزوج يستحق أن يصبر عليه، ويستحق السعي لتحسين سلوكه، وجزاك الله خيراً على ذلك.
إن من أخطر القرارات الطلاق؛ لأنه يهدم الأسرة ويشرد الأبناء، ولذلك يجتهد الشيطان في الوسوسة في هذا الأمر بالذات، فيرفع راية الطلاق عند أي مشكلة. وجاء في الحديث "أن إبليس يبعث سراياه ثم يجتمع بهم فيقول لأحد جنوده ماذا فعلت؟ فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول له إبليس: ما فعلت شيئا. فيقول شيطان آخر: والله ما تركته حتى فرقت بينه وبين زوجه، فيقول: نعم أنت ويدنيه منه".
فانظري أختي عظم شأن الطلاق، فلا تلوحي به، ولا تفكري فيه طالما أن زوجك طيب ولكن لديه بعض السلوكيات المملة التي بإذن الله إن بذلتِ السبب المناسب سوف تتغير إلى الأفضل، وبما أنك كنت تشاركين زوجك نفقات الحياة بطيب خاطر، فأقول -أختي الكريمة- من بدأ بالمكارم فليتمها، واعلمي أنك إنما تنفقين بالمقام الأول على ولديك حفظهما الله، فإن سعدوا ونجحوا بإذن الله فالسعد لك، ويكفيك أن تعلمي أن خير مال ينفقه الإنسان على أهل بيته كما جاء عن المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأنك بعد صبر ثلاثة عشر عاماً حتى بدأ الولدان في النضوج لا يحسن بك أن تفتحي باب مشكلات عليهما، وكذلك أنت سددت عنه ديونه، وصبرت عليه حتى حصل على عمل آخر، فأقول إنك صبرت حتى تحقق الهدف، وحصل زوجك على عمل، فكيف تسعين لتضييع ثمرة صبرك؟ إن الأولى أن تسعي لتنمية هذه الثمرة؛ حتى تنتج تغيرا في سلوك زوجك، وأن سدادك لديونه إنشاء الله صدقة لك أجرها.
في الحقيقة لعل سبب كآبتك وبكائك الدائم أنك دائمة التفكير فيما عند الأخريات، وتركيزك منصب على ما لديك من هموم، وإني على ثقة بإذن الله تعالى أنك إذا غيرت تفكيرك إلى ما لديك أنت من إيجابيات ستفرحين كثيراً، أنت متزوجة، وغيرك عانس قد جاوزت الأربعين دون زواج، أنت تعملين، وغيرك شارفت على الانتحار بسبب البطالة، أنت لديك أبناء، وغيرك تتمنى لو أن لديها ابناً واحداً، زوجك فيه طيبة، وأزواج أخريات فيهم لؤم وخبث جعلوا حياتهن جحيما، أنت مع زوجك، وغيرك معلقات لا هن متزوجات ولا هن مطلقات. توقفي هنا للحظات، وتذكري عشر من أفضل نعم الله عليك، ثم اشكري الله عليها، وقولي: اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
إن نعم الله عليك كثيرة، لو فكرت فيها لشعرتِ بأنك أسعد امرأة؛ لأن السعادة ليست بالمجوهرات والمال. هل ترضين بفقد ابنيك مقابل أغلى عقد من الماس، لم يعطك الله الماس، ولكن أعطاك ما هو أغلى منه. ومن طبع بني آدم أنه لا يشبع، فحتى أصحاب الأموال والمجوهرات يريدون المزيد، وأن الرزق يا أخية ليس بالجمع والادخار ابتداء، بل إن البحث في مفاتيح الرزق أولى، ومن أعظمها الصدقة، فقد قال عليه الصلاة والسلام ( "ما نقص مال من صدقة بل تزده بل تزده بل تزده"، وقال: "إن الصدقة تطفئ غضب الرب".
وثاني هذه المفاتيح الاستغفار، فقد قال تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات ويجعل لك أنهارا". وغيرها كثير من مفاتيح الرزق التي من لزمها وسَّع الله له رزقه
ومن جميل ما يقال في تأمين مستقبل الأبناء ما جاء في سورة الكهف، حيث قال تعالى: "وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا". قال العلماء: إن الأب هنا هو أحد الأجداد، فانظري كيف كان صلاح الجد سببا في رزق الأحفاد، وليس هذا مخصوصاً بالرجال، بل يشمل الجنسين، فصلاحك في ذاتك من أعظم أسباب تأمين مستقبل أبنائك دينا ودنيا..
ومن عظم كيد النساء، وسعة حيلهن قال عليه الصلاة والسلام: "ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل العاقل من إحداكن".
ومن هذا المنطلق نجد أنه بإمكانك عمل بعض الأشياء التي تحرك زوجك نحو أهداف أنت تريدينها دون أن تثيريه وتغضبيه، فبعد ثلاث عشرة سنة من العشرة أظنه أصبح كتابا مفتوحا أمامك، وتعلمين مفاتيح تحريكه، وكل ما عليك هو التركيز والهدوء، واستخدام هذه المفاتيح بدهاء أكثر، وقد حدث كثيراً أن أزواجاً تأزمت علاقاتهم، وبتغير بعض الأشياء البسيطة تغيرت حياتهم نحو الأفضل كثيراً، ولولا خشية الإطالة لذكرت قصصا من ذلك، ويمكنك أيضا أن تقرئي في فن التعامل مع الأزواج، ففي المكتبات العشرات من الكتب التي فيها من الأساليب والأفكار ما يحرك الرجل لو كان جبلا، فقط تعلمي وجربي وسترين الفرق، فمثلاً إذا طلبت منه مباشرة أن يدخر للأبناء سيغضب، فاطلبي منه لشيء آخر يرضى به، ثم ادخري أنت منه، أو مثال آخر أقنعيه بأن يبدأ مشروعا معينا يكون فيه استثمار وادخار لكم، مثل شراء أرض بالتقسيط، وأنت أعلم بزوجك، وأن عدم رغبتك به ليس وليد اللحظة؛ لأنكما بالتأكيد في بداية زواجكما كنتما ترغبان ببعضكما، وأنه بالإمكان جدا أن ترجعا إلى تلك الأيام إذا حاولتما ذلك، فابذلي جهدا في تثقيف نفسك كيف تعيدين تلك الأيام، وبإذن الله ستظفرين بهدفك.
وخلاصة القول يا أختي ابحثي عن الرزق من مفاتيحه الأصلية، واصبري على زوجك، وشدي العزم لتجديد حياتكما، واعلمي أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، حتى إذا ما تمكنت من أعماقه عندها بإذن الله سيتحرك لما فيه صالحكما وصالح أبنائكما، وعندها تكونين أسعد زوجة بإذن الله.
أ / محمد هوساوى

هل أطلقها لأتزوج بأجمل ؟!

زوجتي لا تناسبني ولدي طفلة منها، والآن مضت سنتان من زواجنا، أريد الزوجة الجميلة ذات الخلق، والجمال من باب العفة، فما رأيكم في ذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فمن المعلوم أن الكمال عزيز، وأن النقص من لوازم البشر في الطباع، والأخلاق، والخلقة، ثم انظر من حولك.
هل تحقق لهم ما يريدون في هذه الحياة، في الزوجة، والولد، أو المكسب.. إلخ مما يحتاجه ويتمناه الإنسان في الحياة.
لكن هناك أسس هامة في إختيار المرأة قد وضحها لنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي الباقية مع الزمن والصالحة له، قال صلى الله عليه وسلم: " تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك" صحيح البخاري (5090)، وصحيح مسلم (1466). فالدين الذي يشمل المخافة من الله في الزوج، وحسن المعاشرة له، والعمل على تربية الأبناء وإعطاء الرجل حقوقه، وحفظها لنفسها وأولادها في حال غربته...إلخ من الصفات التي لا يمكن أن تجتمع إلا لمن كانت متدينة، فهذا الذي أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم.
- أخي الكريم كم رجل سعد بجمال زوجته لفترة من الزمن ثم كان ذلك وبالاً عليه، لم يجد للحياة سعادة بسبب قلة الدين حينا، والغرور أحيانا.
- إن كانت زوجتك وأم ولدك لا ينقصها إلا ما ذكرت فهذا ليس عيباً بل حافظ عليها وعلى بنتك حتى تكون في رعايتكما وبين حنانيكما، فأنت مسؤول عن ذلك.
- وإن وجدت رغبة ملحة في الزواج من أخرى وأنت قادر على العدل، فأقبل على الزواج مستعيناً بالله. وفقك الله.
أ / عبد الإله بن سعد الصالح


هل تستحق بيتاً مستقلاً ؟!

أسكن مع أهلي وزوجتي التي لي منها ثلاثة أطفال، وهي تلح علي بضرورة البحث عن مسكن مستقل دون أهلي! وظروفي المادية لا تسمح بذلك، حاولت إقناعها دون فائدة! هجرتها في الفراش أربعة أشهر لم يجد شيء، فهل أطلقها؟ أم ماذا أفعل؟
أخي الكريم/ الواجب عليك في مثل هذه الحالة هو الصبر، والتروي، والتفكير في كل الحلول الممكنة، مع ملاحظة ما قد ينجم عن بعض الحلول من عواقب وخيمة.. فزوجتك من ناحية لها الحق في أن تطلب السكن في بيت خاص بها دون أهلك، ولكن ينبغي لها أن تراعي ظروفك، وكل ذلك يجب أن يكون بالمعروف.
ونصيحتي لك هي محاولة رأب الصدع العاطفي الحاصل بينك وبين زوجتك، بسبب الهجر لهذه الفترة الطويلة، وأعتقد أنك بعد ذلك لو دخلت معها في نقاش هادئ يكون هدفه إيجاد الحل المناسب لكما ستصل معها لا محالة -إن شاء الله- إلى الحل الذي يحقق المصلحة للجميع، وينبغي لك -وأنت تحاورها- أن تفهمها أنك تشاركها الرأي في ضرورة أن يكون لكما بيتكما الخاص والمستقل، إلا أن الظروف هي التي تحول دون ذلك، وأنك عاقد العزم على استئجار بيت خاص بكما في أقرب وقت ممكن، عندها ستشعر زوجتك بأنك تشاطرها الهم.
- بقي أن أذكرك بأن وجود الأطفال يجب أن ينظر إليه بعين الاعتبار، فإن طلاق أمهم يساوي ضياعهم –عاطفياً على الأقل- ثم إن ذلك سيزيد عليك من التكاليف اليومية، فإن كانوا معك، توجب عليك من العناية بهم ما لم يكن واجباً عليك بحضور والدتهم، وإن كانوا معها زادت عليك التكاليف المادية، لأنك ستنفق عليهم، وعلى أهلك!؟
- وحاصل كل ذلك أن الحل الأمثل هو المحافظة على زوجتك مع محاولة إصلاحها وجعلها تتفهم ظروفك –بالتي هي أحسن-.
- ويمكنك أن تستعين ببعض المصلحين من إخوانها، أو أهلها ليقوموا بنصحها وتوجيهها إلى السلوك المناسب.
أسأل الله العلي القدير أن يفرج همنا وهمك وأن ييسر أمورنا وأمور جميع المسلمين، والحمد لله رب العالمين.

أ / محمد محمود الأمين

العقم والحيرة

تزوجت قبل سبع سنوات من بنت تصغرني بأربع سنوات، وبعد فترة من الزواج لم يُقْسَم لنا من الذرية شيء، وبعد عمل الفحوصات تبين أن العيب فيَّ وليس في زوجتي ضعفت همتي للحياة، وصرت أتجنب الأقارب حتى لا يفاتحني أحد بموضوع الذرية، علماً بأن عدم الإنجاب يعدُّ عيباً عندنا، أحس الآن بالإحباط والتذبذب، علماً بأني محافظ على صلاتي، مؤمن بما عند الله، إلا أن الشيطان يغلبني، مما أثَّر على عملي وعلى علاقتي بزوجتي، وأخاف أن يقوم أهل زوجتي بتطليقها مني، فهل يحق لأهلها تطليقها مني دون رضاها؟ أرجو نصحي، وأن تدلني على طريق يرتاح به ضميري، ويسكن همي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأنت في نعمة عظيمة، وذلك من خلال وصفك عن حالك، فالرسول –صلى الله عليه وسلم- يقول: "من أصبح منكم آمنا في سربه، معافاً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا" أخرجه الترمذي (2346)، وابن ماجه (4141). فلله ما أخذ وله ما أعطى، الخلق خلقه، والأمر أمره، "يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً" . فقد آتاك الله خيرات كثيرة، فتذكَّرها لكي لا تزدري نعمة الله عليك، وتذكَّر من هو أقل منك مالاً وعافية، وتذكَّر أنه لا يوجد على ظهر هذه البسيطة رجل أو امرأة لم يصب بالبلاء.
أخي الحبيب.. دعني أقف معك بعض الوقفات:
الأولى: أنت لا تدري ما الصالح لك في عدم الولد، وتذكر قصة الغلام الذي قتله الخضر في سورة الكهف "وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغياناً وكفراً" . فكانت العلة من قتل الخضر لهذا الولد هي رحمة الله بهذين الأبوين الصالحين من طغيان ابنهما وكفره، فحكمة الله واسعة، فتأمل يا أبا محمد.
الثانية: أن الأبناء زينة وعزة وعون وسند، فكذلك تذكر أنهم مسؤولية عظيمة، وقد يكونون شينة وذلة وخزياً وعاراً في الآخرة والدنيا، فكم سمعنا ورأينا أبناء وبنات كانوا بلاء على والديهم. فتذكر أن الولد أمانة ومسؤولية يحتاج إلى رعاية وتربية وعناية، وأنك مسؤول عنهم أمام الله "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" أخرجه البخاري (893)، ومسلم (1829). فعدم تقدير الله لك الولد ربما يكون خيراً كثيراً لك وأنت لا تعلم؛ كأجر صبرك على هذا الأمر، وقد يكون إتيان الولد سبباً لذهاب ما أنت فيه من خير ومن نعمة، وأشياء كثيرة لا تعلمها الله يعلمها.
الثالثة: بالنسبة لمسألة التحرج من المجتمع ومواجهتهم، وخصوصاً الأقارب، وبالأخص إذا فتح موضوع الأولاد، وجاء الحديث عن تربيتهم ومتاعبهم، فأنا أرى أن لا تشعر الناس بأنك محرج، واجعل الموضوع أمامهم طبيعياً، ولا تجعلهم يشعرون بأنك تحرج من طرح هذا الموضوع؛ فبهذه الطريقة سوف تعزل نفسك عنهم، وتجعلهم يتركون الحديث عن الأولاد ومشاكلهم أمامك مراعاة لمشاعرك؛ لتشترك معهم في الحديث، وتخبرهم بفعلك للأسباب، وأن هذا الأمر ليس بيدك، والأمر لله، وأن الذي يسعك فعله قد فعلته، وأشعرهم برضاك وقناعتك بما قدر الله لك؛ فهذا يذهب عنك هذه النظرة التي تشعر بها.
الرابعة: كن جاداً في المعالجة والتماس الأسباب، وأكثر من الاستغفار فإنه يستجلب الرزق، كما قال تعالى على لسان نوح –عليه السلام- "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً" . وكذلك الصدقة خصوصاً على الأيتام، ولا تيأس من رحمة الله، فربما أراد الله جل وعلا أن يبتليك في قوة يقينك به، وعدم جزعك وقلة صبرك، وأنت لازلت في أول عمرك، وأنا أعرف أحد الأخوة لم يأته الولد إلا بعد أربع عشرة سنة من الزواج.
الخامسة: بالنسبة لموضوع زوجتك فالأمر راجع لكما، وليس لأحد أن يتدخل بينكما إذا كنتما متفاهمين. ولكن من حق زوجتك أن تطلب الطلاق لعدم الولد إذا تأكد ذلك، ولا يكن ذلك سبباً في يأسك لو حصل، واعلم أنه لو حصل فلربما يكون الخير فيه، فقد ترزق الذرية من غيرها.
ولكني أوصيك بحفظ خصوصيتك من عدم تدخل أحد، واحتواء زوجتك، والتفاهم فيما بينكما، ولا تلزمها بشيء، واجعل لها الخيار، فإن ذلك من حقها، وحفظ لشخصيتك عندها، وحبها لك؛ فالمرأة لا تحب أن ترى الرجل ضعيفاً، فكن قويًّا في كل قراراتك، وأشعرها بقناعتك التامة لأي قرار يصدر عنها بعد أن تبين لها وجهة نظرك بمصداقية وتجرد وعدم انحياز لأي رأي، ولا تندم على أي الأحوال تكن الأمور.
أخيراً: أوصيك بالضراعة إلى الله في كل أمورك، واستشر القريبين منك ممن يعرف بيئتك ومجتمعك من عقلاء أسرتك، والله ولي التوفيق.
أ / سعد بن عبد الله

زوجي عنيد ومتسلط

أنا أعاني من تسلط زوجي وعناده الشديد جدا ، علما أنه ليس كذلك مع بقية الناس ،وأحس أنه ليس طبعا فيه بل تعاملا خاصا معي . فكيف أستطيع أن أجعله يتخلص من هذا الطبع ؟
سيدتي...
لا شك في أن التسلط والعناد الشديد والاستبداد بالرأي من السلوكيات الهادمة لأي حياة زوجية سواء أكانت صادرة من الزوج أو الزوجة.
ومن الأخطاء التي يقع فيها الزوج مما يهدد حياته بالضياع : الرأي المستبد والتسلط والعناد ؛ حيث يستبد الزوج برأيه ولا يقبل أي مناقشة فيه ويطلب تنفيذه حتى ولو كان مخطئا . ولا محل هنا لإقناعه بالعدول عن رأيه، ولو حاولت الزوجة إن تناقشه في ذلك لشب الخلاف الشديد بينهما وينتهي الأمر على إصرار الزوج برأيه وليكن ما يكون.. الأمر الذي يجعل الحياة جحيما ويزيد من التباعد بين الطرفين.
ولكن هناك يا سيدتي شيء مهم وواضح في تساؤلك يعطي بصيصا من الأمل في مشكلتك وهو أن هذا السلوك ليس طبعا في زوجك وإنما تصرف خاص معك فقط وهنا لا بد من وقفة تأمل وإعادة للحسابات
فالأسباب ربما كانت تعود إليك ؛ فربما تصرفت معه تصرفات جرحته ودفعته إلى أن يتصرف معك هكذا دون غيرك وربما هذه التصرفات سواء أكانت فعلا أو قولا صدرت منك دون قصد أو تعمد ولكنها كانت جارحة بالنسبة له مما دفعه إلى أن يتغير معك فقط ويتصرف هذا التصرف.
لذا أقترح عليك:
أولا: مواجهته بلطف وهدوء عن أسباب تغيره ومعاملتك هذه المعاملة دون غيرك ، فلا بد أن تفتشي عن أسباب ذلك وتحاولي معالجتها بما يرضيه ويجعل الحياة تستقيم مرة أخرى بينكما.

ثانيا: إذا فشلت في مواجهته مباشرة فلتستعيني بأمه أو أخواته أو بمن يوثق بهم للتدخل وإصلاح الأمر.

ثالثا: أن تصبري عليه وتحسني معاملته ومعاملة من يعرفه من الأصدقاء والأقارب.. فربما هناك من تدخل وأفسد الأمر بينك وبينه ولتحاولي أن تثبتي له بالمعاملة الحسنة ما يجعله يراجع نفسه مرة أخرى.

رابعا: محاورته وإظهار أن إصراره علي مثل هذه المعاملة ستقود حياتكما إلى الفشل لأنك لا تستطيعين أن تتحملي مثل هذه المعاملة منه ، فمن الممكن أن تتحملي توجيهاته لكن هذا التسلط والعناد سيبعد بينكما ويقضي علي الارتباط الذي جمعكما فتفقدون أجمل لمسات الحياة من الود والألفة والحب والحنان والرحمة.

وفقك الله في مساعيك وبإذن الله سيستجيب وتعود حياتكما مرة أخرى كما بدأت.
أ‌. ناهد الخراشي

أمى ترفض مَن يتقدمون لخطبتى

أنا فتاة في السادسة والعشرين من العمر ولم أتزوج بعد. والدى متوفى وليس لى سوى أمى ، وأمي رفضت طلبات للزواج كثيرة منها طلب من أخ مسلم ملتزم لأنه لا يحمل نفس الجنسية التي أحملها. ورفضت طلبا آخر لرجل بسبب أنه يريد السفر معي للخارج للعمل لمدة 3 سنوات. تحطم فؤادي تماماً وأصبحت تعيسة ولا زلت أحاول أن أستعيد أنفاسي من جديد. حاولت أن أجد على الإنترنت زوجاً من الممكن أن تقبله أمي وفي كل تجربة أخرج محبطة..
سؤالي هو هل يمكنني أن أترك المنزل لكي أستطيع أن أبني لنفسي أسرة طبعا بالحلال؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي الكريمة
ما أجمل تفكيرك وأحلامك. إلا أن الإنسان في أي موقف يجب أن يكون واقعيًّا. ومشكلتك لا أدري لماذا تضخمينها وتجعلين منها قضية!؟ لكني أعذرك لصغر سنك.
أختي الكريمة قضايا الاختيار الزواجي وتدخل الأهل من القضايا الجدلية التي يعاني منها الشباب العربي والإسلامي من الجنسين. ويزداد الأمر أهمية كبرى لدى الفتيات. فالإنسان عليه أن يعي متغيرات مجتمعه الدينية والثقافية. فما قد يعد سمة في الاختيار الزواجي لدى الشاب أو الفتاة قد لا يعد كذلك لدى الآباء والأمهات. لذلك قضية صراع القيم بين الأجيال علميًّا تخضع للدراسة من العلوم ذات العلاقة وهناك تنظير علمي كبير في هذا المجال. قد يصل إلى مرحلة الصدام ما بين قيم جيل والجيل الذي يليه.
لذلك لا أرى أن تعطي تصرف والدتك أكثر مما يستحق. وهو سلوك متوقع في مجتمعنا الشرقي عموماً بحكم الثقافة لدينا، والأمر مختلف في المجتمعات الغربية. إلا أن الدراسات تؤكد وجود تحول في سمات الاختيار الزواجي بشكل يتوافق مع المتغيرات المعاصرة. إلا أن الأمر ما زال في بعض المجتمعات دون أخرى.
ففي موضوعك أشم رائحة عقوق في مخيلتك، ولعلها تكون في بداية التكوين لذلك أنطلق لك من هذه الزاوية، بل إنني أريد أن أحذرك منها، فهي قضية لا يجب الاستهتار فيها، فالتوفيق وحسن النظر للمستقبل له ارتباط معنوي كبير برضا الوالدين والبر بهما.
لذلك آمل أن تبعدي من تفكيرك قضية الهروب والتخلي عن أسرتك للتزوج بشخص آخر. والدراسات العلمية والتجارب المجتمعية تؤكد فشل هذا النوع من الزيجات؛ لأنه بني على تكوين خاطئ في أساسه. كما أن كثيراً من البنات التي ترى في فارس أحلامها بديلاً عن أسرتها، بل وتأخذه غصباً عنهم أو بدون رضاهم، سرعان ما تنكشف لديها الحقيقة، وتبدأ الأحلام الوردية في الذوبان لتحل محلها الواقعية والحقيقة. لذلك أرى -من وجهة نظري- صرف النظر عن مثل هذا الاختيار.
أما الزواج عبر الانترنت فالحقيقة -وعلى الأقل رأي شخصي- قد استفحل كثيراً في واقعنا العربي، وأخشي أن التجارة غلبت على هذا النوع من المناشط رغم أن توظيف التقنية في مثل هذه الأعمال أمر محبب إلا أن التطبيقات حادت عن الطريق المحترم لها.
لذلك لا بد من السعي الحثيث دون ملل مع والدتكم، واطلبي منها الدعاء والتوفيق، وكوني فتاة صالحة مخلصة من داخلك لحسن قرارها وتأكدي أن مصلحتك مقدمة لديها، إلا إذا كانت هناك متغيرات أخرى لا تعرفينها.
أسأل الله لك البر بوالدتك والتحلي بالخلق الإسلامي القويم والرضا بما يكتب الله لنا، والعمل بالأسباب الناجعة وعدم القنوط والتسرع والصبر الذي ما دخل في شيء إلا زانه. والعكس في الاستعجال والتسرع. ولك تحياتي.
د / عبد العزيز بن على الغريب

لا وظيفة .. لا زوج

أنا فتاة أعاني من مشكلة، وهي أنني تخرجت هذا العام، ولم أجد وظيفة ولم أتزوج؟ حتى أنني أشعر بعض الأحيان باليأس، وأنه لا أحد يريدني، وأشعر بأنه لا قيمة لي ما لم أتزوج فماذا أفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أختي السائلة مشكلتك تتلخص في (شعورك باليأس حيث تخرجتِ ولم تتوظفي ولم تتزوجي) وحقيقة المشكلة من وجهة نظري تتلخص في:-
1- إحساسك هذه الفترة بالفراغ الذي جلب لك هذه الأحاسيس المزعجة.
2- فكرتك السلبية عن نفسك، وربطها بقضية عدم الزواج.
أنتِ الآن حكمت على نفسك بأنك غير مرغوب فيك بناءً على أمر عدم زواجك، ولن أقول تأخر زواجك؛ لأن أمر تحديد وقت الزواج لم يرد شرعاً، وإنما بالعرف الذي ملأ ذهنك الآن (كونك تخرجت ولم تتزوجي بعد يعني أنك غير مرغوب فيك).
لا يا أخية أخلي ذهنك من مثل هذه الأحكام والاعتقادات السلبية التي يتناقلها عامة المجتمع، وتبقي ترسبات لا شعورياً في داخلك، تنظرين من خلالها لنفسك. وانطلقي بروح التفاؤل لا سيما بعد تخرجك.
احمدي الله عليه وانظري كم كنت إيجابية ورائعة أن وصلتِ لمثل هذا المستوى من العلم، وتخرجتِ بدلاً من أن تحدثي نفسك (تخرجت وبدأ العناء والانتظار).
أنتِ مرغوبة اجتماعياً بالقدر الذي ترغبين فيه لنفسك، وبالقدر الذي تعطين ذاتك حقها من التقدير والاحترام.
دعي اليأس ولتؤمني بأن الله يكتب ما فيه الخير دائماً لعباده، الأمر كله بتقدير الله عز وجل (عدم الوظيفة، عدم الزواج) فقط اطرقي بابه، وتوكلي عليه حق التوكل، عليك بالدعاء وحسن الظن بالله، وبذل الأسباب فهو الطريق الأقصر لما تريدين.
ثم الأمر في متسع أمامك؛ حيث تقولين أنك تخرجت هذا العام فعلام اليأس والمدة بين تخرجك ولحظة كتابتك لهذا السؤال ليست بالطويلة، والمنال الذي تريدين ليس بالأمر المتوقع حصوله فورًا (الوظيفة، الزواج) وليس بالبعيد عن أي لحظة قادمة.. تُرى كيف ستجدين نفسك لو كنتِ متخرجة منذ 3 سنوات أو أكثر؟
انشغلي الآن بما يجب عليك فعله فالمؤمن في شغل دائم.. ضعي لك أهدافاً مثل (رفع مستوى إيماني، زيادة حصيلتي المعرفية، توثيق العلاقة بأسرتي، الاهتمام بنفسي...إلخ).
ومن خلال أهدافك ستجدين أن هناك أبواباً كثيرة ستطرقينها، وستشعرين من خلالها بالراحة وبالرضا عن ذاتك حتى تحصلي على مرادك الذي تنتظرين. ودمت برضا.
أ / مريم الثمالى


والدة زوجى تسىء إلىّ كثيراً

تقدم لخطبتي شاب متدين ومن عائلة متدينة، فأصريت على الزواج به لدينه وأخلاقه، وفعلا تم الزواج، ووجدت نفسي أعيش مع زوجي حياة سعيدة جداً، ولكن المشكلة أمه، فهي لا تكف عن توجيه الإهانات لي، وإسماعي ما أكرهه من الكلام، وتعمل على تحريض زوجي علي.
زوجي يقول: إنه يعلم أن أمه هى المخطئة وربما تشكو من مشكلة نفسية، ويعلم تماماً أنني لم أخطئ معها.
نحن الآن نعيش في بلد آخر بحكم عمل زوجي، ولكن كلما ذهبنا في زيارة إلى بلدنا ؛ تنغص علينا والدته حياتنا، وزوجي ضعيف الشخصية أمامها، ولا يدافع عني حتى لو كنت على حق.
أنا حائرة .. كلما قابلتها بالمعروف والحسنى تسيء إلي، هل يجب أن أكون لئيمة وشريرة حتى تحترمني؟ أم أن الطيبة في هذا الزمن أصبحت ضعف شخصية يستغلها الناس؟ أرجوكم أرشدوني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
بارك الله فيك ووفقك لكل خير وزادك الله رفعة في الدنيا والآخرة لتواضعك، فمن تواضع لله رفعه، فهذه محمدة لك تثابين عليها – إن شاء الله- وأهنئك على اختيارك لهذا الزوج المتدين الصالح تمثلاً بقول الرسول – صلى الله عليه وسلم- "إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..." رواه الترمذي (1084) وابن ماجة (1967) من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - فنعم الاختيار الذي اخترته، ويدل على رجاحة عقلك، وعسى الله أن يتمم عليك نعمة حسن التصرف – كما امتنها عليك أولاً-.
وإليك بعض التوجيهات التي يمكن أن ينفع الله بها:
(1) الصبر على ما أصابك، واحتساب الأجر، والمثوبة من الله –تعالى-، فالصابرون لهم أجرهم عند ربهم بغير حساب، فإذا رضيت بقضاء الله على ما أصابك هانت عليك جميع العقبات، فالدنيا دار كبد.
(2) الإلحاح في دعاء الله –تعالى- أن يصلح ذات بينكم.
(3) عدم الالتفات إلى ما توجهه أم زوجك إليك من إهانات ومحاولة تهميش ما لا ترضينه منها، فهذا حقيق بأن لا يؤثر على نفسيتك، لاسيما وأن زوجك متفهم للمشكلة، ويعرف حالة أمه، ويحاول أن يلقى لها العذر فيما تفعله تجاهك، وليس له تأثر على سلوكه نحوك – كما ذكرت- أنه يعمل على تهدئتها.
فنصيحتي لك أن تتفقي مع زوجك على سماع كلامها، ومحاولة احتواء انفعالها بعدم التذمر من تصرفاتها، أو أن يكون لأقوالها مردود سيئ عليكما، فبمجرد سماعك لما لا ترضينه من القول اجعليه يذهب أدراج الرياح ولا تلقين له بالاً فيسهل عليك التعامل معها؛ لأنه قد يكون هذا التصرف منها نحوك لمرض نفسي عندها- كما ذكر زوجك- أو تقلبات سن اليأس التي تؤدي إلى مثل هذا عند بعض النساء، وقد تكون غيرة على ابنها، فبعض النساء لا تتفهم نوع العلاقة بين الزوج وزوجته وتظن أن الزوجة استحوذت على ابنها، ولذلك أنصحك ببعض النصائح:
1- لا تظهري أمامها حبك لزوجك وتعاملي معه كأخ عند حضورها، ونبهي زوجك على أن يتصرف معك كذلك حتى لا تشعر بالغيرة، وكذلك عدم اطلاعها على كل ما يثير غيرتها كالمشاوير والمشتريات الخاصة بكما، وحاولا الذهاب بها إلى السوق لتشتري ما تحتاجه، واصحبوها معكم في رحلة إلى منتزه من المنتزهات حتى تشعر بأهميتها.
2- أشعريها باهتمامك بها في تصرفاتك وما تحملينه لها من الهدايا اليسيرة التي تناسبها، وكذلك حثِّ زوجك على رعايتها والاهتمام بها، وإظهاره التعاطف معها، أما دفاعه عنك فليس في مصلحتك؛ لأنها لن تتفهم ذلك، بل سيزيد الأمور اشتعالاً، ويكفيك تفهمه لك فيما بينك وبينه.
3- نصيحتي لك ألا تحملي الموقف أكثر مما يحتمل وحاولي جعله آنياً في وقت المجلس فحسب، ولا تعيدي ذكره تارة أخرى عند زوجك، فتقسو القلوب فإن من مصلحتك ومصلحة زوجك رضاء والدته عنه، وستجدين مردود بركما بها على أولادكما فيما بعد. والعاقبة للمتقين، والله أعلم.
د / لولوة المطرودى

أبى لا يزوّجنى ليأخذ راتبى !

العلاقة بيني وبين أبي ليست جيدة ووصلت إلى عدم المواصلة. ما الحل معه وأنا محتاجة له كثيراً؟ خصوصاً أني لم أتزوج وهو يرفض كل من يتقدم لي؛ ليتمتع بمعاشي ولا يبقي لي إلا القليل,, تعبت كثيراً ؛ ماذا أفعل ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخت: والتي تريد الحل في مشكلتها مع أبيها.
مشكلتك ينظر لها من ناحيتين:
1- أنها من أبيك.
2- أنك تريدين الاستقلال في حياتك بعيداً عن والدك الذي تشعرين بظلمه لك.
الأمر الأول: أنه أبوك. ليس كأي شخص تستطيعين التخلص منه أو التذمر منه أو دفعه أو مجابهته بسهولة كبقية الناس، بل ينظر في أمره من نواح عدة وهي:
أنه سبب وجودك في الحياة.
أن الله عز وجل أمرنا ببرّ الوالدين والإحسان إليهما قال تعالى: "وبالوالدين إحساناً". وإن ظلما عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ما من مسلم له والدان مسلمان يصبح إليهما محتسباً إلا فتح الله له بابين –يعني من الجنة- وإن كان واحداً فواحداً. وإن أغضب أحدهما لم يرض الله عنه حتى يرضى عنه. قيل وإن ظلماه؟ قال: وإن ظلماه.
أن الله أمرنا بشكرهما قال تعالى: "أن اشكر لي ولوالديك" وعلام نشكرهما؟ على كل ما بذلاه لنا من نفقة وجهد وعناء وتعب منذ وجدنا في هذه الحياة، وحتى بلغنا ما بلغنا من مراحل العمر معهما. فجهدهما كبير ولا يقارن بأي جهد آخر. وإلا لما أمرنا الله بشكرهما بعد شكره.
أنت ومالك لأبيك؛ تحتسبين المال الذي تعطينه لوالدك أنه رد للجميل وإحسان وبر ومساعدة له على النفقة على الأسرة ولك الأجر والثواب في ذلك، وإن كنت تشعرين أنك لم تتمتعي بمالك الذي تأخذينه بجهدك.
أما من ناحية منعه لك من الزواج. فاعلمي كل العلم، وتيقني بأن الله عز وجل إذا كتب نصيبك فلن يمنعك أحد؛ لأن كل شيء بأمر الله عز وجل. وإن كان لا يحق لأبيك أن يمنع من يتقدم لك وهو كفء وإثمه على نفسه، ويلقى الله غداً فيحاسبه على ما يفعله معك ومع أمك وإخواتك.
ثم حاولي أن يكلمه أحد ممن يتقبل منهم من قريب أو بعيد؛ يرشده وينصحه ويعظه حتى يكف عن ما هو فيه، وحاولي أن تذهبي ما بينك وبينه من القطيعة؛ لأن هجر المسلم فوق ثلاث لا يجوز، فكيف إذا كان أباك الذي أمرك الله ببره والإحسان إليه.
الأمر الثاني: منعه لك من الزواج حتى يتمتع بمالك -إن صدقت في ذلك- ظلم والله عز وجل لا يرضى بالظلم. والظلم ظلمات يوم القيامة، وسيحاسبه الله على ما يفعل كما ذكرت لك سابقاً.
الأمر الثالث: اعلمي أنك في دار البلاء. ولابد أن يبتلى فيها الإنسان؛ يختبر الله عز وجل إيمانه وصبره، ويخفف عنه ذنوبه بتلك المصائب.
فعليك بالأمور التالية:
كثرة الاستغفار فهو يجلب الرزق من مال وولد وغيره وفوائده جمة.
دعاء الله عز وجل أن يصلح ما بينك وبين أبيك، وأن يهديه سبيل الرشاد، وأن يصلح ذات بينكم، ويؤلف بين أفراد أسرتك. وأن يرزقك الله الرجل الصالح الذي يحبك ويكرمك.
والله سبحانه وتعالى يقول: "ادعوني أستجب لكم" .
اللجوء إلى الله في كل أمرك والتضرع إليه، ومحاسبة النفس على الذنوب والخطايا؛ فقد تكون المصائب والبلايا بسبب تلك الذنوب والخطايا.
وأختم لك بقول الله عز وجل: "أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ" .
وأسأل الله أن يفرج كربك ويسهل أمرك.
أ / صالحة الثبيت

حامل وأرغب بالطلاق

أنا متزوجة منذ ثمانية أشهر، والآن حامل في شهري الثالث، هذا الحمل الذي منذ بدأ بدأت المشاكل، طلب مني زوجي مساعدته في مصاريف البيت، ففعلت، ولكن أصبح مؤخراً يطالبني بمرتبي كله، أقوم بجميع الأشغال المنزلية لوحدي؛ لأنه لا يريد أن آتي بخادمة لمساعدتي، ولا يريد هو مساعدتي، بل يريد فقط إعطائي الأوامر، وإذا أجبته بكلمة يقوم بضربي؛ مدعياً أنه الرجل، أفكر أحياناً في طلب الطلاق، ولكن أفكر في الجنين الذي في أحشائي، فمادياً لن ينقصه شيء، ولكن لا أريد أن يكبر بدون أب. أرشدوني جزاكم الله خيراً.
أختى السائلة :
ما ذكرتِه من تصرفات زوجك تصرفات خاطئة محرمة لا يقرها الإسلام ولا يجيزها، والإسلام أمر الرجل بالإنفاق على المرأة والقوامة عليها، لا أن يقتات من عملها وكدها وجهدها.
وليست الرجولة في ضرب المرأة، وإنما الرجولة في القوامة عليها، وإكرامها وإعزازها، وتوفير ما تحتاج إليه، فما يفعله زوجك -حسب ما ذكرته- خطأ كبير.
تبقى القضية: هل الأولى الاستمرار معه، أو المفارقة؟ أقول هذا أمر لا يستطيع أحد تقديره أكثر منك، فإن كنت ترين أن أمامك فرصة بالزواج ممن هو أفضل منه إذا تركتِه فإنني أرى أن تتركيه، لعل الله يبدلك خيراً منه، وكونك حملت بجنين فهذا الجنين لن يضيع –بإذن الله-، ولا يصح أن تكون حياتك كلها مرتهنة لهذا الطفل، فالذي جاء بالطفل سيأتي بأطفال آخرين، وأبوه هو الملزم به أن يتولى رعايته والقيام عليه وليس أنت، وأنت الآن في مستقبل حياتك والمستقبل أمامك.
فإن كنت ترين أن لديك فرصة في الزواج من رجل أفضل من هذا الرجل، فلا تلامي في البحث عن خيار أفضل، خاصة أن سلوك زوجك معك بهذه الطريقة في أول سنة الزواج، بل في أشهُره الأولى يدل بوضوح على ضعف عاطفته تجاهك، وأن محبته لك قليلة أو معدومة، وسوء عشرته في هذا الوقت الباكر لا يبشر بخير في المستقبل.
وأما إذا كنت ترين أن الفرص أمامك فى زواج ثانى ستكون معدومة، وأنك أن تعيشي مع هذا الرجل أولى من أن تعيشي بدون رجل، فهذا أمر آخر يرجع لك أنت، ولكن أرى مع ذلك أن تطالبي بحقوقك، وألا تخضعي لطلباته؛ فراتبك حق لك، وضربه لك -بغير حق- لا يجوز ولا يحق له، والمحاكم لم تقم إلا لرفع الظلم عن المظلومين، وحماية حقوق المستضعفين، وهناك صنف من الرجال لا يعطي الحق من نفسه إلا أن يؤخذ منه.

ويمكنك أخيتى أن تقومى بمحاولات اصلاحه فأنت باذن الله ستكونين قادرة على تعديل أخلاقه معك بالمحاولات الجاهدة فى استمالته اليك بالمعاملة الطيبة وحسن العشرة وعدم الجدال معه فى وقت عصبيته ، واعلمى أن عملك فى منزلك ستؤجرين عليه باذن الله وأنا أعلم يقينا أن هناك العديد من الزوجات من تجد سعادة كبيرة فى خدمة زوجها وعدد كبير من أولادها دون الإستعانة بأى خادمات ، اضافة للسلبيات العديدة التى يصاحبها تواجدهن فى المنزل ومع الأبناء ، وما دام الله قد أنعم عليك بالعافية فلا تدخرى جهدا فى خدمة زوجك خاصة أنه الى الآن لم يقدم لكم أبناء كثر يحتاجون لجهد كبير فى خدمتهم.
وحاولى اسماعه عدد من الشرائط الدينية التى تفهمه بوجوب انفاقه عليك والترحم بك ومعاملتك برفق ولين واتباع الأساليب الشرعية التأديبية كما شرعها الإسلام ، ولو أن الزوج يعلم أن زوجته يمكن أن تكون كالعجينة اللينة فى يده ببعض كلمات الحب ولمسات الحنان لما ضرب رجل زوجته ، والله هو الهادى للجميع.
حاولى أخيتى بجهد كبير لإصلاح حياتك من أجل مستقبل ابنك ، واجعلى الطلاق حلا نهائيا لإحتضار حياتك الزوجية ، واعلمى أن كل ما تبذلينه من جهد لإرضاء زوجك سيكون فى صحيفة حسناتك باذن الله.

زوجى يريد الزواج !

مشكلتي تتلخص في أن زوجي عقد على امرأة أخرى ولم يدخل بها بعد، ومع أني لا أنكر عليه حقه في الزواج لكن الغيرة ستقتلني فهو لم يدخل بها بعد، وجل تفكيري منصب على ماذا سيفعل لها عندما يتزوجها ؟ هل سيعاملها بحب وعطف ؟ وهل سيحبها أكثر منى ؟ وماذا أخذ لها عندما زارها ؟ ألم نكن نحن أولى بماله ؟ كل هذه التساؤلات ستهدم على حياتي، فأنا أحبه وإلا لما بقيت معه، ولكني أشعر بأنه خانني، علما أني لا أقصد الخيانة بمفهومها المتداول، لكنني أفكر بأني صبرت معه حتى أصبح في وضع مادي أفضل، وبعد ذلك لم يفكر بنا وإنما ذهب إلى أخرى لتستمتع بما صبرت سنين لكي يتحقق.
أخيتى الفاضلى اليك تفاصيل وحل مشكلتك:
الإيجابيات:
- إقرارك بأن زواج زوجك من أخرى هو حق من حقوقه الشرعية.
- حبك له الذي يدفعك للاستمرار معه.
آفاق المشكلة:
الغيرة الشديدة:
إن إحساسك بالغيرة بسبب زواج زوجك من امرأة أخرى هو إحساس طبيعي ولا غرابة فيه، وهو إن دل فإنما يدل على حبك له وتعلقك به وإلا لما تأثرت ولما فكرت ولما دارت في مخيلتك كل التساؤلات التي تحدثت عنها، لكن اعلمي أن هذه الغيرة الإيجابية قد تتحول الى غيرة هدامة تحول بيتك وحياتك إلى جحيم، فاحذري من أن تسمحي للوساوس بأن تقضي على استقرار حياتك الزوجية.
مفهوم الخيانة:
لقد ذكرت في رسالتك مفهوم الخيانة واستخدمته في غير موضعه فأنت لا تحتاجين أن نعيد على مسامعك أن مفهوم الخيانة الجسدية والشعورية لا ينطبق على زواج زوجك من امرأة أخرى فأنت قد أقررت بحقه في ذلك في رسالتك.
أما رؤيتك لزواجه من أخرى على أنه خيانة للعهد الذي بينكما فنحن ننصحك في هذا المجال بالتروي وعدم التعجل في الحكم على الأمور فقد تختلف رؤيتك للموقف برمته إذا وجدت أن زوجك قد حافظ على مكانتك لديه وعلى حقوقك، ولم يهدر صبرك على أوضاعك وتحملك له في شدته.
الحلول الممكنة:
1- الصبر على الحدث وعدم ترك النفس نهبة للغيرة ونارها، والانتظار حتى تبدو الأمور على حقيقتها فالزواج الثاني هو مشروع جديد في حياة زوجك قد ينجح وقد يفشل ويعود إليك أكثر إحساساً بأهميتك في حياته، فلماذا تستعجلين في الحكم على المواقف؟
2- التفتي لنفسك ولأسلوب تعاملك معه وحاولي التجديد فيما يلي:
- شكلك وزينتك وثيابك، ولعل التجديد يعيد جذب زوجك إليك، ولعل السبب الرئيسي في بحثه عن أخرى هو قصور في هذا الجانب لديك.
- تعاملك معه ومدحه أو التقرب والتودد إليه بما يحب والبعد عما يكره لأن في ذلك كسب لقلبه ومشاعره.
- ترتيب بيتك ونظافته والتنويع في الأكل الذي يحبه.
3- ابتعدي عن ذكر أي أمر يتعلق بزواجه أو بزوجته الأخرى لدى لقائكما لأن من شأن ذلك أن يثيره ويغضبه في هذه المرحلة.
4- ابتعدي عن وساوس الشيطان فيما يتعلق بما سيفعله لها وما إلى ذلك من أمور لا يمكن أن تتغير بل يمكن أن تتسبب في إشاعة التوتر والعصبية في علاقتك مع زوجك.
5- حاولي أن تكوني أكثر مرحاً وهدوءاً عندما تلتقيه لأن ذلك سيكسر حاجزا مهما بينه وبينك بعد اتخاذه قرار الزواج الثاني.
6- استعينى بالله سبحانه وتعالى والجئى اليه لأنه هو القادر على اراحة قلبك من نار الغيرة وهداية زوجك الى ما فيه الخير للجميع وثقى بأن صبرك وعملك لإرضاء زوجك على الرغم من ألمك لزواجه من أخرى فكل ذلك ستنالين عليه جزيل الحسنات والثواب العظيم فى الآخرة باذن الله
المشكلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أبعث هذه الرسالة شارحا لكم مشكلتي، وأرجو من الله، ثم منكم مساعدتي.
المشكلة باختصار:
أنا متزوج منذ 3 سنوات ولي طفل، في بداية الزواج، وعن طريق الصدفة سقطت "شريحة جوال" من حقيبة زوجتي، فأثارت غضبي، وعند سؤالها عنها قالت: شريحة سابقة لأمي ومحترقة.
ومنذ ذلك اليوم والوساوس تراودني، وبدأ الشك يسري بقلبي بأنها صاحبة معاكسات، ولكنني أطرد هذه الوساوس والشكوك بما أشاهده عليها من مظاهر التدين.
وقبل4 أشهر تقريبا حدث شيء غريب، وهو أنني دخلت عن طريق الإنترنت على حسابها بأحد البنوك ووجدت عمليات تحويل كثيرة، وعند سؤالها عنها بدأت بالبكاء وبعد الإلحاح عليها بإخباري قالت: أخشى أن تكرهني! فقلت: ما المشكلة؟ قالت: كنت قبل الزواج أعاكس شخصا تعرفت عليه عن طريق الإنترنت (هذا ما توقعته أنا) واستمرت العلاقة لمدة سنتين تقريبا، ولكن والله -والكلام لها- لم تتجاوز علاقتنا المكالمات فقط ولم أخرج معه أبدا، وأنا تائبة الآن من ذلك.
قلت لها: ولم يشاهدك؟ وهل اتصل بك بعد الزواج؟ قالت: فقط مرتين أتى للبيت ليأخذ بطاقة الصراف، ولم يمكث طويلا؛ لأنه كان خوافا، ولم يتصل نهائيا بعد الزواج؛ لأنني أنهيت العلاقة.
حقيقة أنا محتار جدا.. ماذا أعمل؟ وكيف أتغلب على مشكلتي؟
لا يمكن أن أحاسبها على ذنب اقترفته قبل الزواج، وهي الآن متدينة، وعاهدتني بالمحافظة على العرض، وأعلم أنه ليس لي إلا ما ظهر من حالها، وأنه ليس في عالمنا المشهود معصوم، وكل الناس خطاءون، وهكذا خلقهم الله.
ولكن بدأت الشكوك مرة أخرى بالظهور، في السابق لم أكن أعرف شيئا كان مجرد توهم، أما الآن فلا، عرفت الماضي فبدأت أشك في كل اتصال، وأتساءل هل الأسماء التي في جوالها حقيقية؟! ربما تعاكس عندما تذهب لأهلها.. ثمأطرد تلك الوساوس بما عاهدتني وبما أشاهده من التدين، ثم يضيق صدري بما يحدث بداخلي من صراع، فأحدثها مرة أخرى فتعاهدني وأهددها بالطلاق لو حدث ذلك مرة أخرى.
لا أريد الإطالة عليكم بما يحدث لي من معاناة خلال الأشهر الماضية، ولكن أسعفوني بطريقة أسلكها في مثل هذه الحالة قبل أن يقتلني الشك.
جزيتم خيرا.
الحل
د .ليلى أحمد الأحدب
أشكرك على إرسال مشكلتك إلينا، وسبب شكري أن إحساسك بوجود المشكلة وطلبك للحل دليل على وجود الوعي لديك بأهمية البحث عن حل قبل أن يستفحل داء الشك فيك بزوجتك، فيصل إلى حالة متقدمة يتعذر معها العلاج.
وكذلك فإن من أسباب شكري لكهو أن مشكلتك تساعدنا على إلقاء الضوء على بعض الأمراض الاجتماعية لدينا، والتي تظهر في مجتمعك بشكل واضح بسبب التكتم على المشكلات؛ وهو الأمر الذي يحوّل المشكلة إلى أزمة تكاد تخرج من حدود الفردية باقتصارها على أفراد قلة إلى ما يشبه الظاهرة المستفحلة.
كي لا يكون كلامي نظريا أعدد لك بعض هذه النقاط غير المضيئة في المجتمع العربي عموما، والمجتمع السعودي خصوصا، والتي أستخلصها من رسالتك ومن الأخبار التي أقرؤها في الصحف العربية عامة والسعودية خاصة كل يوم، وكذلك من الممارسات الخاطئة التي أراها أو أسمع بها كل يوم:
1- المعاكسات الهاتفية.
2- العلاقات خارج الزواج بين الجنسين والتي قد يشكّل الواقع الافتراضي على الإنترنت نقطة البداية فيها، ثم تتحول إلى علاقات حقيقية يلتقي فيها الذكر والأنثى بشكل يشبه ما ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام عمن يحوم حول الحمى فيوشك أن يقع فيه.
وأكبر مثال التقاء زوجتك بهذا الرجل قبل زواجها منك، حيث ذكرت لك أنه أتى إلى البيت مرتين.. وغالبا كان لا يوجد أحد في البيت غيرها، والحمد لله أنه "خواف"؛ لأنه لو لم يكن كذلك فالله أعلم بالكارثة التي كانت سوف تحصل.
3- استغلال الشباب للفتيات ليس فقط للوصول إلى العلاقة الجنسية والتي يبدو أن زوجتك لم تقتحمها، لكن أيضا بالاستغلال المادي؛ فالشاب أتى إلى البيت وأخذ بطاقة صراف، فهو قد لا يكون "خوافا" على رأي زوجتك، بل لا يهمهجسد الفريسة؛ لأنه قد يكون شبع من أجساد غيرها، وما يهمه هو مال الفريسة الساذجة إلى أبعد مدى.
4- عدم وجود ثقة للناس بعضهم ببعض، ومن مظاهر عدم الثقة هو الشك بين الزوجين, وهو الذي يحيل الحياة الزوجية إلى أتون يحرق الطرف الشاك والطرف المشكوك به، وبالطبع فإن موقف الزوجة هو الأضعف إذا كانت هي المشكوك بها مقارنة بوضع الزوج؛ لأن المجتمعات العربية تغفر للرجل كل شيء، أما المرأة فتقف لها بالمرصاد على كل شيء.
إذن هذه بعض الدلالات الثقافية على تخلف المجتمعات العربية، وهو التخلف الناجم عما يسمى عين في الجنة وأخرى في النار.
فثقافة المجتمع المتدين بفطرته تفرض نمطا من السلوك على أفراده، يصل إلى حد التمظهربالدين أحيانا، ومما لا يخفى عليك إطناب بعض الدعاة به كإرخاء اللحية وتقصير الثوب للرجل، والاكتساء بالأسود للمرأة دون أن يظهر منها شيء، بينما على الجانب الآخر يوضع كل من الرجل والمرأة أمام مغريات لا أول لها ولا آخر.
فالفراغ الذي يحيط بالأشخاص يتسرب إلى نفوسهم، وبما أن الطبيعة تكره الفراغ، وهو مبدأ علمي ينطبق في الفيزياء، وكذلك في علم النفس والاجتماع، فإن هذه النفوس التي أُجبرت على التدين دون أن يشرح لها أحد فائدة هذا التدين في الدنيا قبل الآخرة، تقوم بملء هذه الفراغ بالمتاح الفاسد لعدم وجود البديل الصالح.
وأنا أقصد تحديدا الفضائيات التي لم يعد لها هم سوى الكلام عن العلاقات بين الجنسين، ولا يخرج من هذا التعميم إلا ما رحم ربك من بعض البرامج القليلة الموجهة نحو المصلحة العامة. أما بشكل عام فمصلحة أباطرة الإعلام تقضي بأن يطرحوا كل ما فيه لذة وإثارة وتشويق لزيادة رأس المال، والنفس بطبعها تهتم بكل ما يثير فضولها؛ لذلك تنجح هذه الفضائيات في جذب المزيد من الفتيات والشبان، وأكبر دليل على ما أقول هو أن أي متابع للفضائيات يرى أنها تزداد كالفطر ويزداد تخصصها.
فهذه قناة ( IT IS FOR U) تضع مع الإعلان الخاص بالقناة نفسها صورة فتيات محجبات بحجاب غريب الشكل يأتين بحركات لا معنى لها، إلا أنك أيتها الفتاة يمكنك أن تكوني محجبة وتأتي بحركات سخيفة وتطلقي ضحكات أسخف. وبما أن هذه القناة رأت إقبالا من الفتيات عليها؛ لذلك ستخصص فرعا آخر للشباب خاصا بأفلام العنف والأكشن، وكأنه لا يكفي الأفلام العاطفية المفسدة التي تبثها على قناة الأفلام الأجنبية، وإذا كان في هذه القنوات شيء من الفائدة أحيانا، فإن الأهل أنفسهم لا يسلحون أبناءهم وبناتهم بالمهارات الناقدة لما يرونه أمامهم في التلفاز. فلا يتكون لدى الناشئ ثقافة المناعة، بل يستعاض عنها بما يسمى ثقافة المنع، وقد أشرت إلى ذلك في كثير من مقالاتي في صحيفة الوطن السعودية.
كل ما سبق كتابته هو كي تعذر زوجتك فيما تعرضت له من غواية النفس والمجتمع، فقامت بعمل علاقة مع هذا الشاب قبل زواجها، ومن الطبيعي أن تثار شكوكك لأي حركة أو تصرف تقوم به، خاصة أنك ابن المجتمع الذي ثقافته تكيل بمكيالين لكل من الرجل والمرأة.
فهي قد أقسمت لكأكثر من مرة على أنها قطعت علاقتها به بعد الزواج، وأنت تصدقها ثم تعود الهواجس فتعود لسؤالك إياها، فتقسم لكأن ذلك لم يحدث بعد الزواج.
وهنا لا بد من عرض الرأيين بالنسبة للزوج وزوجته؛ فالرأي الأول يقول: إن المسلم ممنوع من التجسس على الآخرين فلا يحق للرجل أن يتجسس على زوجته، والرأي الثاني يعتقد أن هذا الرأي غير صحيح على إطلاقه؛ لأن الزوج قوام على المرأة ومسئول عنها بالقرآن الكريم والحديث الصحيح.
وأما رأيي شخصيا فهو أن ذلك يعود إلى العلاقة الكائنة بين الزوجين: هل هي علاقة مودة ورحمة؟ أم سلطة وسيطرة؟ ومعذلك فإن أي رأي مما ذكرته لا يبرر الظن السيئ بالزوجة، وهو الوضع الذي أنت عليه حاليا.
لذلك فإنه من الأفضل لكولها ولطفلكما أن تصدّقها فيما قالت، خاصة أنها فيما يبدو عديمة الخبرة فعلا، وإلا كان من المفروض أن تخفي عنك ماضيها الذي ليس من حقك أن تبحث فيه؛ لأنه خاص بها.
أما حاضرها فهي شريكتك في الحياة ويجب أن تعاملها على أساس من المودة والرحمة والشعور المتبادل بالمسئولية، وإحسان الظن بالمسلمين مأمور به المسلم، خاصة في أهل بيته، كما قال عليه الصلاة والسلام: "إن من الغيرة ما يحب الله ومن الغيرة ما يبغض الله؛ فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في غير ريبة".
فإذا كانت قائمة بحقوقك ومطيعة لك وملتزمة بفروضها وبالأخلاق الإسلامية معك ومع أهلك، فمعنى ذلك أنها تجاوزت فترة المراهقة التي كانت تعيشها قبل الزواج بسبب ما كانت تراه في وسائل الإعلام أو بسبب الرغبة بتقليد الصديقات اللواتي يزينّ لها بأن تكون صديقة لأحدهم إلى غير ذلك من مساوئ الصحبة غير الواعية.
ذكرت أن هذا هو الحل الأفضل، أما إذا كنت غير قادر على التمثل بأخلاق الزوج كما يفرضها الإسلام على الرجل من صفح عن الماضي وتسامح ورفعة أخلاق؛ فمن الأفضل أن تفارقها بالمعروف؛ فأن تخرج -أنت وهي- من هذا الزواج الفاشل بطفل واحد خير من أن يزداد عددهم فتزداد شكوكك وظنونك بزوجتك لدرجة تصل إلى التجسس على كل كبيرة وصغيرة في حياتها، وهذا ما أعتقد أن الحياة الزوجية لا يمكن أن تقوم عليه.
والله أعلم.


أنقذونى من زوجى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوجة منذ 9سنوات، ولديّ أولاد، كانت حياتي في بدايتها سعيدة، يتخللها المرح والاحترام المتبادل بين الزوجين، فزوجي شخص حنون وملتزم التزاماً حسناً، ويكثر من قراءة القرآن وحضور المحاضرات، -هذا ما علقني به أول الأمر-، وبعد سنتين من الزواج بدأ زوجي -مع التزامه- عند حدوث أي مشكلة يستخدم الكلمات البذيئة، ثم بعدها بفترة استخدم الضرب، سواء بيده أو بأي شيء معه ما عدا الحديد، ومع سكوتي وسرعة رضائي عنه أصبح يتمادى في ضربي في أي مكان من جسمي، وأنا مهما تكن حالتي أثناء المشكلة لا أحب أن أخبر أحداً من أهلي بذلك، ولا أحب تصعيدها؛ لأني أشعر أنها مشكلة عائلية خاصة جداً جداً.
وقد مرت فترة 4 أشهر تقريباً عاهد فيها نفسه ألا يضربني؛ بحجة أنه لا يريد الاحتكاك معي، وأنه سوف يتجاهلني، وأنا أشعر أنه في تلك الفترة قد شعر بالذنب، ولكن لا يفصح، فرجع بعدها أشد من ذي قبل، فأصبح –تقريباً- في الأسبوع مرة أو مرتين يضربني، حتى بدأت تظهر معالم في جسدي جراء الضرب المبرح أخفيها عن الناس، وكل من أخواتى وقريباتى يسألنني عن هذه الآثار التي في يدي ورجلي؟
وقد تحدث لي -كامرأة- بعض المضاعفات الداخلية من أثر الضرب على الظهر وعلى البطن، لأنه يتهور إذا بدأ يضرب، وقد أدافع أنا بدفع يده أو إبعاده بقدمي، لكن لا تقارن قوتي بقوته كرجل، ويقول لي: في القرآن كلمة (واضربوهن).
انصحوني ماذا أفعل في حياتي الزوجية الخالية من أي معالم الكرامة؟ فأنا أشعر باليأس منها، ولا أريد إفسادها، وماذا أفعل لإصلاحها، وهل يمكن ذلك؟
الابنة الصابرة وفقها الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلقد سببت لي رسالتك -أيتها الصابرة- ألماً نفسياً شديداً بسبب هذه المعاناة التي صورتها كلماتك، وزاد ألمي وصفك لهذا الزوج بالالتـزام، وقراءة القرآن، وحضور المحاضرات.
وأصارحك بأني لا أبرئك من خطأ يستثير زوجك، ويكون سبباً في قسوته وعدوانه، وأن عليك تفقد نفسك أن تكوني سبباً للإثارة، ولكني أعلم يقيناً أن الأخطاء لا تعالج بهذا العدوان، وأن خطأ الزوج الذي يتعامل بهذه القسوة أكبر من خطأ الزوجة، وأن هذا التعامل القاسي لا يصح صدوره من مسلم يخشى الله ويتقيه.
فأين هو –هداه الله- إذًا من قول الله -عز وجل-: "وعاشروهن بالمعروف" .
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة" أخرجه أحمد (9666)، وابن ماجه (3678). وقوله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله" أخرجه مسلم (1218).
أين هو –هداه الله- من شهامة الرجل الذي ينظر للمرأة على أنها محل الرعاية والحماية والعطف، وليس على أنها ميدان لاستعراض القوة، وإظهار البطولات، وتحقيق الانتصارات، ولذا قالت العرب: "لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم، يغلبن الكرام ويغلبهن اللئام".
أي بنيتي: إني أرى أن عليك أن تجلسي إلى زوجك في ساعة صفاء؛ تبثين فيها إليه -بكثير من الهدوء والمنطق والعقل- معاناتك، وتتحدثين معه على أنه زوجك وأقرب الناس إليك، وأنك ما صبرت هذا الصبر إلا محبة للبقاء معه، وكرهاً للبعد عنه.
حدثيه وهو المسلم الملتزم كما وصفتِه:
بأن الإسلام أسس لتعامل أسري رائع، وحياة دافئة ناعمة، بعيدة عن التوتر والخشونة؛ ليتحقق الإشباع العاطفي والاستقرار الأسري والصحة النفسية العالية لجميع أفراد الأسرة.
فللزوجة الحب وحسن المعاملة، قال –صلى الله عليه وسلم-: "حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك" صحيح البخاري (2742)، وصحيح مسلم (1628). وقال –عليه الصلاة والسلام-: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله" أخرجه الترمذي (2612)، وغيره.
حدثيه: أن الشريعة جاءت أيضًا بإقامة العوازل ضد تصرفات القسوة والعنف.
فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو يربي المجتمع لتخليصهم من أوضار الإرث الجاهلي: "لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يضاجعها في آخر اليوم" أخرجه البخاري (5204). ولينظر إلى المقارنة الرائعة التي تبين أن دفء الاحتضان الليلي لا يمكن أن يكون ثمرة لشراسة العنف النهاري.
وعندما اشتكى نساء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ضرب أزواجهن تفاعل –بأبي هو وأمي- مع هذه الشكاية، فقال: "إنه قد طاف بأبيات آل محمد نساء كثير كلهن يشتكين أزواجهن، أولئك ليسوا بخياركم" أخرجه النسائي في الكبرى (9176). وقد كان صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة في ذلك، فهو زوج لتسع نسوة، وأب لبنات وأحفاد، ومع ذلك ما ضرب –صلى الله عليه وسلم- بيده امرأة ولا خادمًا ولا أحدًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله.
بل كان صلى الله عليه وسلم هو الحماية والملاذ للزوجة، فقد مر أبو بكر –رضي الله عنه- ببيت عائشة، فسمع صوتها مرتفعًا، فاستأذن ودخل غاضبًا على ابنته، وهو يقول: ترفعين صوتك على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وهمَّ أن يتناولها بيده، فلم يكن لها ملاذ إلا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- الذي حماها منه، وخرج أبو بكر ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- ينظر إليها، ويقول: "كيف رأيتيني أنقذتك من الرجل" أخرجه أبو داود (4999)، وغيره.
حدثيه يا بنتي: أن العنف والقسوة في الأسرة سبب نضوب العاطفة، وبناء عوازل نفسية بين أفراد الأسرة ورب الأسرة، وأن هذا العنف يحول علاقة الحب إلى رعب، والتآلف إلى نفرة.
إن المرأة مهما كانت نبلاً ومثالية لن تعطي لزوجها وآثار عنفه على جسدها، ولن تبادله حبًا وعاطفة وآثار جراحاته النفسية غائرة في وجدانها، ولذا تقع هذه المرأة عرضة لأنواع الإصابات النفسية الشديدة التي تعوقها عن القيام بدورها زوجة وأماً.
ذكِّريه أن الأب والزوج القاسي لن يكون مصدرًا للتوجيه، ولا نموذجًا للقدوة، وصلوات الله على خير معلّم للناس الخير، حيث قال: "إن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" صحيح مسلم (2593). "إنها رحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء" صحيح البخاري (1284)، صحيح مسلم (923).
ذكِّريه بأن استدلاله بقوله تعالى:"واضربوهن.." استدلال غير صحيح؛ لعدة أمور:
أولهما: أن الله ذكر الضرب بعد أدبين قبله، فهو غير مشروع إلا إذا لم يفد ما قبله، وهو قوله تعالى:"فعظوهن واهجروهن في المضاجع" ، فالرجل يقدم الموعظة، فإذا لم تجدِ هجر هجراً جميلاً، فإذا لم يجدِ انتقل إلى الضرب، فالضرب هو الوصفة الأخيرة والنادرة، ولكن صاحبك -هداه الله- جعلها الوصفة الأولى والدائمة.
ثانيهما: أن الضرب المأذون به هو ما وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "ضرباً غير مبرح" صحيح مسلم (1218). إنه ضرب توجيه وتأديب، لا ضرب قسوة، وتشفٍّ وانتقام، ضرب يشعر بالعتب ولا يتلذّذ بالألم، يستعمل فيه الرجل قوة شخصيته، وليس قوة جسمه.
فأين هذا وما تصفينه من ضرب هذا الزوج –هداه الله-.
ذكريه –بنيتي- وسائليه هل يرضى بمثل هذه المعاملة لأخته أو ابنته؟ وهل ستغمض له عين لو علم أنها تلاقي مثل ما تلاقينه؟
ذكِّريه أن قوته عليك فوقها قوة الله الذي وهبه قوته، وقد يسلبها منه في أي لحظة، أو يسلِّط عليه من هو أقوى منه، وأن الله –عز وجل- يملي للظالم ثم يأخذه بعزته وقهره "ولا تحسبن الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون" ، "دعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب –عز وجل-: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" أخرجه أحمد (9743).
حدثيه بهذا ومثله، فإن كان ممن يخشى الله، فقد قال الله: "سيذكر من يخشى" . وتكونين قد أديت واجبك نصحاً وتفاهماًَ.
ثالثهما: أحذرك من الخضوع والخنوع لهذا الوضع المهين، وعليك بالمحافظة على حقوقك، وليس السكوت والاحتمال هو الحل دائماً.
ولذا فإذا حصل أن كرر مثل هذا التصرف فإن عليك الاستعانة بأهلك، ووضعهم في الصورة، واستخراج تقرير عاجل عن الحالة من المستشفى، ثم التقدم بشكاية فورية للمحكمة.
واعلمي -يا ابنتي- أن المحاكم لم توضع إلا لحماية الحقوق، وردع من لا يرتدع إلا بقوة الحق.
أي بنيتي، إني أخشى أن يكون زوجك –هداه الله- مأزوماً بأزمة نفسية، ويجعلك محطة تفريغ انفعالاته المريضة، ولذا فإن المواجهة توقف هذا النوع عند حده، وتشعره أن التمادي بلا حدود لا يمكن استمراره.
فإن توقف وارتدع فالحمد لله، ولعلها تكون نهاية المعاناة، وأن يؤلف الله بينكما بحياة مستقرة هانئة.
وإن أدى ذلك إلى أن يطلقك ويذهب عنك، فلا أظنك ستخسرين ما يؤسف عليه، وسيغني الله كلاً من سعته، وكان الله واسعاً حكيماً.
أعانك الله، ويسر أمرك، وفرج همك، ونفس كربك، والسلام عليك.
د / عبد الوهاب بن ناصر الطريرى

زوجي يكثر السهر

مشكلتى أن زوجى يحرص على السهر يومياً أو شبه يوميا، مع العلم أن يومي الأربعاء والخميس يعتبرهما من حقه، ويصر على السهر فيهما. وحتى أكون صادقة فهو لا يقصر معي في شيء، إلا أني أعرف أن الجلسة التي يجلسها مع زملائه كلها معاصٍ، لذا أود أن يبتعد عنهم، فبماذا تنصحوني؟ جزاكم الله خير
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
(1) أعجبني في رسالتك أمران:
الأول: الحرص على بعد الزوج عن معصية الله، وهذا الأمر من أهم لوازم الحياة الزوجية.
الثاني: الإنصاف وبيان الحقيقة، وهذا من أعظم الصفات في الإنسان عموماً.
(2) أختي الكريمة: في الحياة الزوجية والأسرية مقاصد كبرى وأساسية، وفيها مقاصد صغرى رغم أهميتها، فمن المقاصد الكبرى: المحافظة على الكيان الأسري، واستمرار الحياة الزوجية.
ومن المقاصد الصغرى: أداء بعض الحقوق الزوجية ذات المرتبة الثانية في الأهمية.
إذا: الحقوق أيضاً تنقسم إلى حقوق النفقة، والحد الأدنى من حسن المعاشرة.
ومن الحقوق الثانية الكمالية: حق أهل البيت في بقاء الزوج معهم بعض أيام الأسبوع، وسهره عندهم، وإدخال الأنس عليهم.
والذي أريد أن أقوله بعد هذا كله هو ما دامت المقاصد الكبرى متحققة، والحقوق الأولية مؤداة، فاحرصي -بارك الله فيك- على المحافظة على تماسك الأسرة، وعلى دوام الزوجية، ولو بتقصير في بعض الحقوق الثانية الكمالية.
وبناءً على ما سبق أدعوك إلى اللطف والترفق في المطالبة ببقاء الزوج معكم في الأيام والليالي التي ذكرتها حتى يرتفع مستوى حسن العشرة، دون أن يقع شيء من الشقاق داخل الأسرة.
(3) أختي الموفقة: إن سهر الرجل خارج البيت جميع ليالي الأسبوع أمر مزعج، لكن الأمر الأشد إزعاجاً هو حصول المعاصي في تلك السهرات، وهذا الأمر مقلق ويستحق تركيزاً أكبر، فأوصيك بما يلي:
أ- الدعاء: دعاء المحتاجة المفتقرة إلى الله، الدعاء العامر بالصدق والإخلاص واليقين، دعاء المشفقة على زوجها من خطر المعاصي، دعاء السجود وآخر الليل وبين الأذان والإقامة.
ب- الحديث المباشر مع الزوج: حاولي إقناعه بهدوء، وحوار عقلاني بخطر مجالس المعصية، حاولي نصحه وترغيبه في الصحبة الصالحة من خلال الآيات والأحاديث وأقوال العلماء.
ج- الحرص على إغرائه بما يجعله يعود إلى البيت مبكراً، ويقلل الخروج منه.
فربما كان بعض الكلام الحسن والمجالس العامرة بالأنس جالبة الزوج ليعود إلى البيت مبكراً، وربما كانت العناية باللباس والحلي والزينة والعطور جاذبة الزوج ليعود مبكراً.
وربما كانت السفرة الرائعة -شكلاً ومضموناً- جاذبة الزوج ليعود مبكراً.
د- توفير بعض النصائح عن طريق الوسائل المقروءة، كالمطويات والكتب أو الوسائل الدينية المسموعة كأشرطة التسجيل، أو الوسائل المشاهدة كأشرطة الفيديو.
أسأل الله الكريم أن يسعدكما في الحياة الزوجية، وأن يصلح أولادكما، كما أسأله سبحانه أن يعينك ويسددك في إصلاح زوجك. والله ولي التوفيق.
الشيخ عبد الله عبد الوهاب السردار

زوجي سليط اللسان

أفيدوني فأنا زوجة لزوج لا أستطيع أن أتجنب شر لسانه وتقلباته ومزاجيته إلا بتلاوة الآية "فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون"، لا أدري لماذا يعاملني بهذه الطريقة مع أنني والله يشهد أعامله بما يرضي الله، و عيبي الوحيد في نظره أنني غيرت حياته من حياة لهو إلى حياة مستقرة، علما أنه أكبر مني سناً، ولا أسمع كلمة رضى منه إلا وقت المعاشرة الزوجية.
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :
لا يخفى على أحد ما جاء به الإسلام من إكرام المرأة ورعاية حقها والإحسان إليها في سائر الأحوال، فإن كانت أماِّ فقد جاء القرآن بالوصية العامة بالوالدين؛ كما في قوله : "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً" ، وخُصت الأم بمزيد من الذكر والعناية والرعاية؛ كما في قوله "حملته أمه وهناً على وهن" ، وقول النبي – صلى الله عليه وسلم - في شأن البر عندما سأله السائل : أي الناس أحق بحسن صحابتي يا رسول الله؟ قال:"أمك"، قال: ثم من؟ قال:"أمك"، قال: ثم من؟ قال:"أمك"، قال: ثم من؟ قال "أبوك" البخاري (5971) ومسلم (2548).
وإن كانت بنتاً، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم - خص رعايتها والقيام بشأنها بمزيد من الترغيب والحث، وذكر عظيم الأجر، كما في قوله – صلى الله عليه وسلم - :"من عال جاريتين ...." مسلم (2631).
وأما الزوجة فقد عظمت الوصية بها كذلك؛ كما في قول الله تعالى:"وعاشروهن بالمعروف، فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً" ، والنبي – صلى الله عليه وسلم - قال :" استوصوا بالنساء خيراً" البخاري (5186) ومسلم (1468)، وكان يقول :" خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي" الترمذي (3895) والنسائي (4619) وابن ماجة (1977) وصححه الألباني وغير ذلك مما هو معلوم .
والمخالف لهذا يقع في أمور:
أولها: المخالفة لأمر الله سبحانه وتعالى وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم.
والثانية: المعارضة لمتطلبات الرجولة والشهامة.
والثالثة: التناقض بين الانتفاع بالزوجة في حسن تدبيرها لبيتها، وقيامها بشأن زوجها وأبنائها، إضافة إلى قضاء الشهوة وتحقيق اللذة، ثم لا يقابل الزوج ذلك ولا يتمه بالإحسان والإكرام وحسن المعاملة، بل يأتي بما يتناقض مع ذلك من الإساءة، وفحش القول، وسوء التصرف.
وهذه الزوجة قامت بواجبها في أداء حق زوجها والإحسان إليه، وخاصة بالقول امتثالاً لأمر الله تعالى: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن" ، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: "والكلمة الطيبة صدقة" البخاري (2989) ومسلم (1009)، ولكنها هنا تجد أن زوجها لا يتحدث إليها إلا بالعنف والشدة، ولا يخاطبها إلا بفاحش القول، وينعتها بالقبيح من الصفات، ولا شك أن هذا الأمر غير مقبول شرعاً ولا عرفاً.
وأقول لهذه الزوجة :
1-أن تصبر وتحتسب، وألا يدعوها تصرف زوجها إلى أن تغير سلوكها من الإحسان إلى الإساءة ، أو أن ترد على إساءته بالإساءة، بل أوصيها ورغم صعوبة ذلك أن تواصل الإحسان لأن في هذا خيراً كثيراً بإذنه سبحانه وتعالى، والله جل وعلا يقول: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" ، وأنقل إلى الأخت الفاضلة هذه الكلمات الرائعة من تفسير السعدي لهذه الآية:(فإذا أساء إليك مسيء من الخلق خصوصاً من له حق كبير عليك كالأقارب والأصحاب ونحوهم إساءة بالقول أو بالفعل فقابله بالإحسان إليه، فإن قطعك فصله، وإن ظلمك فاعف عنه، وإن تكلم فيك غائباً أو حاضراً فلا تقابله، بل اعف عنه وعامله بالقول اللين، وإن هجرك وترك خطابك فطيّب له الكلام وابذل له السلام، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان حصلت فائدة عظيمة، "فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"؛ أي كأنه قريب شفيق، "وما يلقاها" أي وما يوفق لهذه الخصلة الحميدة "إلا الذين صبروا" نفوسهم على ما تكره، وأجبروها على ما يحب الله)، فإن النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته وعدم العفو عنه فكيف بالإحسان، فإذا صبّر الإنسان نفسه وامتثل أمر ربه وعرف جزيل الثواب، وعلم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله لا يفيده شيئاً ولا يزيد العداوة إلا شدة وأن إحسانه إليه ليس بواضع قدره، بل من تواضع لله رفعه، هان عليه الأمر وفعل ذلك متلذذاً مستحلياً له.
2- تذكير الزوج بالله عز وجل وأهمية إحسانه إلى زوجته، وتحذيره من خطر اللسان، وتنبيهه إلى الإثم في القول البذيء، والكلام الفاحش، ويمكن أن يكون ذلك بوسائل مباشرة وغير مباشرة على النحو التالي :
أ- إن كانت الزوجة لديها القدرة العلمية، وحسن الأسلوب، ويمكن أن يصغي لها الزوج فإنها تقوم بذلك بنفسها وبتدرج مناسب، وتختار الأوقات الملائمة التي توافق هدوء الزوج وحسن استعداده .
ب – الاستعانة بالمواد العلمية المقروءة والمسموعة والمرئية، كإعطائه كتيبات أو أشرطة سمعية أو مرئية حول هذا الموضوع، وتكون جيدة ومؤثرة، ويمكن أن تعطيها الزوجة له، أو تختار من يكون مناسبا لإعطائها أو إهدائها له.
3- الاستعانة – بعد الله - بأشخاص آخرين ممن لهم صلة قوية بالزوج وقدرة على التأثير عليه، سواء من محارمه النساء كوالدته أو شقيقته، أو من الرجال الأقرباء أو الأصدقاء، وتخبر الزوجة بخلاصة عامة عن الموضوع ويتم التشاور في كيفية عرض الموضوع بطريقة غير مباشرة، بحيث لا يعلم الزوج أن الزوجة أخبرت بذلك أحداً، ويمكن أن يكون الموضوع بتدرج خلال مدة معينة وفي مناسبات وأوقات مختلفة.
4ـ الاستعانة بدعاء الله عز وجل بأن يصلح الزوج، ويهذب خلقه، ويحسن قوله، وأن يصبر الزوجة ويعظم أجرها.
5_ إذا لم ينفع شيء مما سبق وكان الحال بالنسبة للزوجة غير محتمل فيمكن أن تبدي للزوج استياءها وتطلب منه التغيير بصراحة ووضوح، ثم تخبر أولياءها ليتحدثوا معه ويطالبوه بالتزام الشرع في معاملته زوجته، وإن احتاج الأمر إلى أن يطرح الموضوع بين حكم من أهله وحكماَ من أهلها فذلك مشروع، وقد يؤدي إلى نتيجة إذا استشعر الزوج الجدية. والحمد لله رب العالمين.

د / على بادحدح

زوجة أبي تقسو علي

أعيش مع خالتي التي هي زوجة أبي. وذلك لانفصال والدي عن والدتي، وهي متكفلة بي، ولكني أحياناً أشعر بالألم لمعاملتها القاسية لي، ولكني وبالرغم من ذلك أحبها في الله، فهل يجب عليّ أن أقوم بوأجبي نحوها كواجبي نحو أمي؟ وبارك الله فيكم.
الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله، وبعد:
فأقول لكِ إن نبيك الكريم محمداً -صلى الله عليه وسلم- قد ذكر لنا أن حسن الخلق مع الأبعدين عند الله تعالى بمكان. وقد أوصى أن نتعامل مع الناس بالحسنى، وأن ندفع بالتي هي أحسن، فإذا كانت هذه وصيته مع الأبعدين، فما بالك –أخية- بحق الأقربين من الناس، وذوي الفضل وأصحاب الحق، مثل الوالدين والخالات والأخوال والأعمام والعمات والإخوان والأخوات وغيرهم.
فإن معاملتهم بالحسنى أحرى، والصبر على أذاهم من محاسن الأخلاق.
واعلمي أن لخالتك فضلاً عظيماً عليك مهما صدر منها من قسوة وشك.
ركزي النظر على ما فيها من خير، وما قدمته لك من فضل وجميل، واصرفي نظرك عن سلبياتها. فما من أحدٍ يبلغ الكمال من الخلق إلا الأنبياء الذين عصمهم ربهم تعالى.
لذا عليك أن تعامليها بالحسنى، وأن تتحملي ما يصدر منها، وعليك بالكلمة الطيبة والابتسامة والهدية وتقبيل الرأس وطلب المشورة منها، وأشعريها دوماً أنك تحبينها جداً، وأنها هي صاحبة الفضل، وأنها بمقام أمك.
فإذا فعلت ذلك فتأكدي أنك قد سلكتِ الصواب، وتذكري قول حبيبك -صلى الله عليه وسلم-: "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلقٍ حسن" أخرجه الترمذي (1987)، وغيره.
وفقك الله لخيري الدنيا والآخرة، وألف بين قلوبكن.
فوزية الغربى

زوجى يخنقنى بغيرته

مشكلتى التى أتمنى أن أجد حلا لها هى أن زوجى يغار على غيرة عمياء تخنقنى بقيودها الفولاذية وتسجن أنفاسى داخل أضلعى ، وتشعرنى أنى مختنقة وأكاد أموت بين قضبانى ، انه يغار على من كل شىء وأى شىء حتى من الهاتف ، حقا انه لا يقصر معى فى شىء لكن غيرته تلك تؤلمنى وتمزق أوصال كيانى ، ماذا أفعل أحيانا عديدة أفكر فى الطلاق لأتخلص من أحزانى ، فهل من وسيلة تخفف عنى عذاباتى ؟

أخيتى الفاضلة :

أحزانك أوجعت قلبى وأوصلت بين روحينا خيطا متينا أشعرنى بمدى معانتك والألم الذى يؤرق نفسك ، لكنى أيضا شعرت بمدى تغلغل بعض الوساوس الشيطانية لقلبك البرىء ، لذا استمعى لكلماتى المعاتبة بصدر رحب علنا معا نتمكن باذن الله من النيل من وساوسك وتمزيق أوصالها المستطيرة ، ليتحقق المبتغى المنشود ويزول عنك ذلك الوهم والجحود ، فزوجك أخيتى ذو خلق كريم محمود ، يأبى الا الحمية فلا خنوع ولا برود ولا جمود ، فالعرض غال والذود عنه واجب مفروض.

قولى لى حبيبتى ، هل يغار عليك زوجك لأنه يكرهك ولا يهتم لشأنك ، وأن قيمتك عنده واهية لا تستحق أن يكترث بشأنها ؟! أم أنه يغار على جوهرته المكنونة ودرته المصونة ؛ يخشى عليها من الفتن والنوازل والمحن ، فلأنك غالية وفقط غالية يغار عليك ويبالغ فى حمايتك ، لتكونى نبضا فى قلبا وتاجا على رأسه ودفئا لجسده وعمرا يكمل به عمره ، أبعد هذا الحب تطلبين الطلاق ، استعيذى بالله واشكريه على نعمة زوجك الطيب بخلقه العظيم وقلبه السليم ودربه القويم.

ثم انظرى معى أخيتى لرجال الغرب الغير مسلمين الذين فقدوا النخوة وغابت عنهم القدوة فانفصمت العروة فى أخلاقهم الرخوة ؛ تجدى الواحد منهم يرى زوجته ترتمى بأحضان آخر تقبله وتسلم عليه وهو يملأ وجهه بابتسامة عفنة تعلن موت رجولته وفناء كرامته وهون شرفه عليه ، فلا عزة ولا غيرة ولا علو ولا نصرة ، أفلا نفتخر باسلامنا ونعتز بتعاليمه العظيمة ، فأنت أخيتى مكرمة عزيزة وتلك التى يسمح لها زوجها بالمنكر وهو راض سعيد انما هى دنية ذليلة بلا كرامة ولا قيمة، فاحمدى ربك أخيتى واشكريه أن من عليك بزوج يعزك ويصونك ويغار عليك من نسمات الهواء ، فلا عبث ولا هراء ولا رياء ، فحفظ العرض من الفتن وقاء ، وارضاء وطاعة لرب السماء.

ثم حبيبتى ماذا تريدين من معنى الحرية ؛ ألست ملكة متوجة فى بيتك ، وأميرة على قلب زوجك ، وآمرة مطاعة على أولادك ، برضاك يدخلون الجنة ولله عليك الفضل والمنة ، بحياة زوجية هنيئة وزوج لا يقصر فى تلبية طلباتك ، ولا يبخل عليك فى شىء ، فقط يحبك بشدة ويخاف عليك ويبالغ فى حمايته لك كأنما يرغب فى ضمك بقوة محبته لتصبحى جزءا من روحه ووريدا تجرى به دماؤه وماسة أنهكته الدنيا حتى حصل عليها فهل يفرط بها أو لا يأبه لها مهما حدث ؟!

أنا اذ عاتبتك بقوة فهذا غاليتى انما لمصلحتك الخالصة لتكونى باذن الله قوية على الشيطان ، أبية على البهتان ، تنير خطاك تعاليم القرآن ، لتفوزى دوما برضا الرحمن ، فاشطبى كلمة الطلاق من قاموس حياتك ، وانسى أنها يوما مرت بخاطرك ، واستمتعى بحب زوجك العظيم لك ، وصونى عرضه واحفظى أمانته ، ولا تظهرى أمامه أبدا ضيقا من غيرته عليك بل أشعريه بتلذذك بها لأنها دليل وبرهان أكيد على عظم حبه لك ، فأى امرأة لا تغمرها السعادة اذا حظيت بزوج يذوب حبا لها وخوفا عليها ؟

أخيتى الحبيبة حاولى جاهدة التقرب من زوجك واستقى منه حبه لك ، وتمتعى فى أحضان قلبه الذى توجك عليه بمحض ارادته ، وبأسلوب هادىء ورقيق وضحى له أنك تتفهمين محبته وغيرته عليك ، ولكن المحب يحاول دوما اسعاد حبيبه بما لا يكون عصيانا للخالق عزوجل فما المانع من أن تتحدثى لوالدتك أو لأخواتك أو لصديقاتك فى الهاتف ما دام الحديث ليس به معصية لله عزوجل كما أنه يدخل البهجة والسرور الى نفسك ، ولكن اياك أن تخفضى صوتك اذا تحدثت فى الهاتف أمامه ، أو تنهى الحديث اذا ما رأيته أمامك ؛ لأنك تجعلين بذلك للشيطان دربا ومسلكا لعينا فى نفس زوجك ، وحينها قد يولد لغيرته مسوخا سببية تجعله يحول غيرته المحمودة الى غيرة مذمومة تفتك م
1
8K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عاشقة البعيد
عاشقة البعيد
جزاك الله كل خير على هالمجهود الكبير
انا صراحة من قريتها كلها لأنها طويله جدا ولكن قريت كذا قصه وان شاءالله تعم الفائده للجميع ..
بارك الله فيكي