omabdulelah

omabdulelah @omabdulelah

محررة فضية

تفعيل العلاقات العاطفية في داخل الاسرة اثاااار ووحاجة

الملتقى العام

عاطفة الحب ثقافة فردية ومجتمعية يجب أن نتقنها أم ترف كالورد ؟؟ منقول


لاأعتقد أن هناك كلمة نرددها يومياً مثل كلمة الحب فكثيراً ما نقول هذا شخص أحبه و هذا لا أحبه هذا طعام أحبه هذا عمل لا أحبه وهكذا يمضي يومنا وتمضي أيامنا ومسيرة حياتنا بين أمرين نحب أو لا نحب مما يدفع لتساؤل مهم :
ما هو الحب ؟ وهل هو فن نحسن إتقانه ؟ هل نحن كشعب عرف كنه هذه الكلمة وعمل بها وعاش في جنتها ؟ أم أننا نتعامل معه كروتين ونعيش نبحث عنه وهو في داخلنا دفين ؟
يقول الفيلسوف العربي ابن خلدون أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه لا يستطيع العيش وحيداً ويؤلف الفيلسوف الأمريكي ايريك فروم كتاباً خاصاً عن فن الحب يبحث فيه هذا السر العجيب الذي نسعى إليه وللحديث عنه يجب أن نبدأ من الإنسان الذي هو سر الحياة وهو المحب والمحبوب ومواضيع حبه كثيرة وأول علاقات الحب التي من المفترض أن ندركها جيداً هي :
علاقة الحب بين الله والإنسان : هذه العلاقة التي نراها في كثير من الحالات غير سوية وليست كما يجب رغم أنها الحب الأعظم فالإنسان عندما يدرك جيداً أن الله سبحانه وتعالى لم يكن خالقه في هذه الحياة للشقاء وليس من أفعاله الضرر بل المحبة الخالصة له منذ أن أتى بروحه من عالم الغيب إلى عالم الشهادة فهنا بحد ذاتها النعمة الكبرى التي يجب أن نشكر الله عليها ونحبه ونعبده شكراً لها وعندما تكون العلاقة بين الإنسان وربه علاقة محبة وحب تصبح روحه ترفرف في الروحانية ولا يرى أي شيء مما يمر به سوى استخلاص لنفسه من إسارها وتنقية لها كما ينقى الذهب من الشوائب ليصبح ولياً مقرباً من الله وتصبح التكاليف الشرعية لذة يترقبها وينتظر مواقيتها من صلاة وصوم فيقاوم حب الراحة لحب أعظم هو لقاء ربه العزيز ويخرج المال الذي تضن به النفوس عن طواعية وتنافس بحيث يأسى ويحزن لو سبقه غيره بهذا الفضل لذلك قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : العبادة ثلاث عبادة التجار وعبادة العبيد وعبادة الأحرار فناس عبدوه طمعاً في جنته فتلك عبادة التجار وآخرين عبدوه خوفاً من ناره فتلك عبادة العبيد لكن البعض عبدوه لأنه أهل للعبادة والمحبة فتلك عبادة الأحرار وهنا نرى الحب الذي لن يطردك من جنته الحب الذي لا يعكر صفوك فيه أحد مهما كثر المتنافسون حول المحبوب
ثم تأتي العلاقة الثانية في حياة الإنسان وهي كترتيب عملي تكون الأولى ألا وهم أبويه وأهله وأخوته اللذين أبصر النور بينهم ورعوه وليداً ضعيفاً حتى كبر وشب عن الطوق قدموا له عصارة روحهم وأسهروا ليلهم ليرتاح وأجاعوا بطونهم ليشبع فيجب أن يعرف ذلك ويدركه ليشعر نحوهم بكل الحب بينما لو انقلبت علاقته معهم على أساس المحاسبة والتقصير وبدل الشكر على ما قدموه يحاسبهم على ثقافتهم البسيطة وعلى ما لم يستطيعوا أن يقدموه له لجهل أو ضعف إمكانيات فيشقى ويشقي من حوله . يجب أن نتأكد أن الأم تجد طفلها أجمل الأطفال ولو كان أشوهاً و الأخ قد يلقى مصرعه للدفاع عن أخيه من خطر داهم والأب ينحني ظهره تعباً ليؤمن لقمة العيش لأبنائه وهو راض بذلك
ثم تأتي علاقة الحب للعمل الذي سوف يمتهنه المرء في حياته وشتان بين عمل تؤديه عن حب وشغف وعمل تؤديه كمصدر للمال فقط والعيش ولقمة الخبز فعندما نعشق عملنا سوف نذهب إليه بشغف ورغبة ونبدع به ونتفنن بتطويره والنجاح فيه بينما في الحالة الأخرى فالمرء يقوم متثاقلاً يؤدي العمل بروتين ممل ويعد ساعات الانتهاء منه ويصبح شروق يوم جديد يعني معاناة جديدة .
ومن ثم حب الشريك في الحياة واختياره هل هو عن رضا ومحبة أم مجرد اختيار لتكملة مسيرة الحياة وتنفيذ تقليد اجتماعي متعارف لا يرى في الشريك بعدها إلا كتلة من العيوب والنقائص
إن للحب وممارسته شروطاً يجب أن نتقنها لعيش حياة سوية فيه أهمها الصبر والتركيز فيما نحب وبمن نحب والمتابعة لتحسين هذه العلاقة لتصل القمة وعندما نصل للحب الصحيح السليم نطلب المساعدة من المحبوب فالقاعدة تقول : أنا أحتاجك لأنني أحبك
ـ بينما الحب المريض قاعدته تقول : أنا أحبك لأنني أحتاجك . وهذا سرعان ما ينتهي ويموت بنهاية الحاجة
لكن هل علاقتنا مع خالقنا علاقة حب نسعد بها أم تنفيذ أوامر خوفاً وطمعاً ؟؟
هل عرفنا جمالية العلاقة مع الأهل عندما نتفهم ثقافتهم وظروفهم التي عاشوها معنا أم جعلنا من أنفسنا حكاماً عليهم نقاضيهم عن أمور نراهم منهم تقصيراً نحونا ؟
هل وصلنا لمرحلة حب عملنا على أنه هواية نرى فيها ذاتنا ووسيلة للنجاح والسعادة ؟؟
هل أحببنا أولادنا حباً لا نخنقهم به ولا نجعل من هذا الحب قيداً يقيد حياتهم ؟
هل أحببنا شريك الحياة على أنه مرآة الروح ومرتع النفس والراحة من عبء ما يصادفنا من متاعب أم هو مجرد مؤد لدور سواء أكان ممول مالي أم عاملة نظافة للمنزل ..؟
هل أحببنا وطننا حباً يجعلنا نموت فداء ترابه ...؟؟
والسؤال الأهم هل نستطيع العيش بدون الحب ؟؟ هل تساءلنا إن لم نجعل علاقتنا مع الله مصدرها الحب له لأنه تكرم بإيجادنا من عالم الغيب للشهادة و لم نحب عملنا ولا من حولنا فكيف ستصبح الحياة من خلال نظرة مادية بحتة جامدة جمود الآلة ؟
وبعد هذا فهل أدركنا كنه هذه الكلمة الرائعة أم ما زلنا نهرب منها عندما نسمعها لأنها اجتماعياً حصرت بمصطلح ضيق جداً وقد يكون أحياناً بمثابة مسبة عندما اختزلت وحجمت فقط بالعلاقة بين الرجل والمرأة وربما في غير إطارها الصحيح المشروع فأصبح البعض يهرب من هذا المصطلح كأنه عمل من رجس الشيطان فاجتنبوه والبعض الآخر اختزله ببضعة من الأغاني الهابطة التي تتمسح بكلمة الحب بلا روح ولا معنى والتي لا تخرج عن كونها خطاب رخيص للغريزة بشكل مبتذل فج من خلال مشاهد عري فاضح تصبح المرأة فيها السلعة الأرخص قيمة ولو جسد الحب بشراً لقاضاهم وأمر بإعدامهم
فهل الحب بعد هذا فن يجب أن نتقنه حتى تصبح الحياة أجمل وهل هو ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها أم ترف كالورود في قائمة مشترياتنا ؟؟؟


منقول











1
565

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

omabdulelah
omabdulelah
سبحان الله وبحمده

سبحان الله وبحمده

سبحان الله وبحمده

سبحان الله وبحمده