يحبنا أطفالنا لأننا نقدم لهم حباً غير مشروط، وهذا ما علينا أن نفعله. فالأولاد هدية من الله –تعالى- وعلينا أن نتقبل تلك الهدية مهما كان شأنها؛ وقد يرزق الإنسان بطفل فيه عيب خَلْقي أو ضعيف الذكاء، أو يملك استعداداً قوياً ليكون بديناً، أو يكون قصيراً قميئاً... في كل هذه الأحوال علينا أن نبدي مشاعر الاغتباط والرضا. كثيراً ما يقلق الآباء والأمهات من أمور لا تدعو إلى القلق، كأن يروا طفلهم قد تأخر في المشي أو في النطق، أو يروه منطوياً على نفسه، ثم تثبت لهم الأيام أن قلقهم كان في غير موضعه، وأن ما كانوا يخشونه من عيوب في ابنهم لم يكن أكثر من وهم. إنني أدعو كل الآباء والأمهات إلى أن يمتلكوا شيئاً من الثقافة التربوية التي تمكنهم من معرفة خصائص النمو في كل مرحلة عمرية من حياة أبنائهم، حتى لا يقعوا فريسة للأوهام والتخيلات. وتلك المعرفة وحدها هي التي تجعل ردود أفعالهم على أوضاع أبنائهم وأحوالهم راشدة ومتزنة ويكفي لذلك أن يكون في البيت مرجع واحد جيد في مسائل تربية الطفل.
ليست وصيتي بقبول الطفل على ما هو عليه نابعة من أسباب أخلاقية أو عاطفية فحسب، وإنما هناك نقطة عملية مهمة للطفل، وهي أن الطفل الذي يتقبله أهله بصرف النظر عما فيه من نواقص وعيوب ينشأ واثقاً من نفسه معتزاً بذاته، سعيداً في حياته – على الرغم مما تسببه له عيوبه من معاناة – ويحمل الطفل الذي تقبله أهله بالإضافة إلى ذلك روحاً معنوية تمكنه من الإفاة من جميع طاقاته، ومن اعتنام كل الفرص التي تعرض له إلى أقصى حد ممكن؛ ويملك إلى جانب كل هذا طاقة كبيرة على مواجهة التحديات التي تواجهه. إن قبولنا للطفل على علاته يوفر له دعماً اجتماعياً هو بأمس الحاجة إليه، وإن ذلك الدعم يوفر له من الأمن والثقة أكثر بكثير مما نتصور. وعلى العكس من كل هذا يكون الطفل الذي يذكره أهله بعيوبه ونواحي قصوره، أو يشعرونه أنه يشكل عبئاً عليهم، إنهم بذلك يجعلون آثار علته العقلية أو الجسدية مضاعفة عليه أضعافاً عديدة .
تعالوا كي ننسى العيوب في أطفالنا، ونركز على تنمية نقاط القوة، فيعوضهم الخالق – جل وعلا – بخيراتها وثمراتها عن كل ما قد يكونون فقدوه في جانب من جوانب شخصيتهم.
(Tweety) @tweety_2
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
والله يقدرنا على تربيتهم تربيه سليمه
مشكوره والله يخليلك توأمك ويحفظهم يارب .