عطر الزمن

عطر الزمن @aatr_alzmn

عضوة شرف في عالم حواء

تقضي((( المرأة))) معظم××× وقتها××× في بيتها....فكيف تستغله؟؟؟؟؟؟؟

الأسرة والمجتمع




إنَّ من القضايا المهمة التي يلزمنا المرور عليها ، والحديث عنها، هي هذه المسألة ؛ كيف تقضي المرأة وقتها في بيتها ، لأنَّ من أسباب خروج المرأة من بيتها الملل الذي تجدهُ المرأة في البيت ، لذا رأيت من الواجب النظر في هذا الموضوع، ووصف الواقع الذي تعيشه المرأة في بيتها، ومن ثم ذكر ما يمكن أن تفعلهُ المرأة في بيتها، فنقول وبالله التوفيق :


قضاء الوقت في البيت بما لا ينبغي يشملُ عدة أمور منها :

1- قضاء الوقت طويلاً مع الهاتف :

الهاتفُ نعمة من نعم الله تعالى، لكنها قد تكونُ نقمة في حالات، فالمرأة إذا استخدمت الهاتف للحاجة كالسلام على الأهل ومعرفة أخبارهم، وتفقد أمورهم على جهة الاختصار فهذا لا بأس به ، لكن المصيبة أن تستمر المكالمة إلى نصف ساعة، بل تزيد إلى ساعة وأكثر في أمورٍ لا داعي لها، بل أحياناً في أمورٍ محرمةٍ كالمعاكسات ـ عافانا الله وإياكِ من ذلك ـ، فهنا تقعُ الكارثة ، وتحصل المصيبة .

2- كثرة النوم :

النوم سلاحٌ ذو حدين ، فهو نعمة إن كان بالمقدار المناسب المعتدل، وهو نقمة إن جاوز حد الاعتدال والتوسط، وكثرة النوم سببٌ لقسوة القلب وغفلته، وإذا قسا القلبُ تكاسل العبد عن القيام بالطاعات، ومالت نفسه إلى المعاصي والمحرمات ، أو على الأقل توسع في فضول المباحات، وإهدار الأقوات فيها، ويا لله العجب كيف يليق بامرأة مسلمة أن تكثر من النوم في هذه الدنيا وهي تعلم علماً يقيناً أنَّ أمامها نوماً طويلاً في ظلمات القبور ؟!!

يا طويلَ الرُقاد والغفلات *** كثرةُ النوم تُورث الحسرات
إن في القبر إنْ نزلتَ إليه *** لرقاداً يطولُ بعد المـمات

3- الجلوس أمام شاشة التلفاز أو القنوات الفضائية :

كثيرا ما تقضي بعض المسلمات أوقاتها في متابعة برامج التلفاز، من أفلامٍ ومسلسلاتٍ ونحوها، أحياناً إلى ساعاتٍ مُتأخرةٍ من الليل ، ولا يخفى على المسلمة أنَّ هذه الأفلام وتلك المسلسلات قد أفتى العلماء الأجلاء بحرمة النظر إليها، لما فيها من المشاهد المثيرة ، والصور الفاتنة ، وإثارة الشبهات ، وتشويه الحقائق، والتلبيس على الناس في دينهم من حيثُ لا يشعرون، وكم جلبت هذه الأفلام من نقمة ؟!وسببت من محنة ؟!!

وأوقعت في بلية ، قد تقولين أنا أُشاهدها منذُ زمنٍ ولم يحدث من ذلك شيء ؟

ماذا تنتظرين أن يحدث وأنت مُصرةً على هذا الذنب العظيم؟؟؟

ولو باغتك الموت وأنت على هذه الحالة !!!

فكيف تواجهين ربك؟؟

ثم إنَّ كثيراً من حالات الطلاق التي تعرضُ في المحاكم، من خلال استعراضها يتبينُ أن أكثرها كان بسبب مشاهدة القنوات الفضائية، لأنَّ الرجل حينما يرى امرأة فائقة الجمال، فإنَّ نفسه تشتاق ، وقلبه يهوى ، ومن ثم يطالبك أن تكوني مثلها في كلِّ حركةٍ وهمسة، وأنَّى لك ذلك ، وقد تحاولين مرةً أو مرتين ولكن مع كثرةِ المطالبة والإلحاح لا تستطيعين ذلك، فتحصلُ عندها الخصومات والمنازعات، وتنتهي القضية بالفراق والطلاق .

وهل يمكن أن يجنى من مشاهدة الحرام إلاَّ مثل ذلك أو أكثر؟!

فاتق الله يا أمة الله، وحاولي جاهدةً إقناع الأهل أو الزوج بإخراج هذا الجهاز من المنـزل، ولا تسمعي لصيحات الناعقات كيف يمكن للمرأة أن تعيش بدونه ؟!

فلله الحمدُ والمنةُ، البيوت التي تخلصت منه كثيرة وهي تعيش في سعادة، وهل تشكين يا أمة الله أن من أطاع الله تعالى أورثهُ حلاوةً يجدُها المرءُ في قلبه، وانشراحاً يحسُّ بها في صدره ، إذن كيف تُصدقين قولَ تلك الشرذمة الذين لا ينفعونكِ في الدنيا والآخرة، وسيأتي اليوم الذي (( يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ . وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ . وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ . لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ)) (عبس:34 ، 37) !!

4- قراءة المجلات الفاسدة :

تقضي بعض الأخوات الوقت في قراءة تلك المجلات الفاسدة الهابطة، كمجلة سيدتي أو النهضة، أو طبيبك أو غيرها من المجلات، والتي تعرف من ظاهرها، فتبدأ بوضع صورةٍ لامرأةٍ حسناء ، وهذه المجلات فيها ما يخدش الحياء ، ويقتل العفة ، ويذبح الكرامة ، ويزيل الغيرة ، وفيها من الطعن في الدين والاستهتار بالشرع أو محاولة الاستدراج في التلبيس في قضايا الحجاب والعفاف، خذي أمثلةً على ذلك :

في مجلة نصف الدنيا عدد (112) تقول سحر الموجي: ( نشأتُ في بلدٍ يتعانق فيه الإسلام والمسيحية ، ويتفقُ الناس على ألا يختلفوا على وجود الله )، و في مجلة سيدتي عدد (510) : ( من عيوب الزوج العربي الغيرة ).

مع أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول : أتعجبونَ من غيرةِ سعد !! فو اللهِ إنِّي أغيرُ من سعد والله أغير مني . وتقولُ انتصار العقيل في مجلةِ كل الناس عدد (58) : ( ماذا لو قالت امرأة هذا الرجل صديقي !!)، وفي مجلة نصف الدنيا عدد (112) قالوا : ( عفواً، صداقةُ الرجال أفضل !!) يعني للنساء، وفي جريدة الهدف عدد (1246) قالوا : ( غيرة الرجل تعرقلُ تقدم المرأة ..) .

وفي مجلةِ حواء قالوا : ( أيهما تختارين، الزوج الغيور أم الهادئ - الديوث - )

وفي مجلةِ الصدى تقولُ مريم أبو شقير: ( الحب المقرون بـ (الصدق ) يسيرُ دوماً إلى الأمام ، ويخترع حيلاً ليتم اللقاء، ويعقد الوصال !!) وفي مجلة الحسناء عدد (81) : ( الفضيلةُ والكرامة تعترضان مسيرة النجاح !! )

وبعد فهل بعد هذه الدعوة للخيانةِ والإباحيةِ من دعوة !؟ فأحذري من هذا السم الزعاف .

قال العلامة ابن عثيمين في خطبته الشهيرة : (أقسم بالله في هذا المكان وأنتم تشهدون ، واللهُ من فوقنا شهيد على ما أقول وعلى ما تسمعون ، وجدت هذه المجلات هدامة للأخلاق ، مفسدة للأمة ، لا يشك عاقل فاحص ماذا يريده مروجوها بمجتمعٍ إسلامي محافظ ، وجدت النظر شراً من المسمع ..) .

5 - كثرة اللقاءات مع نساء الجيران :

فاليوم عند فلانه، وغداً عند أم فلان، وبعد غدٍ سيتمُ اللقاءُ بعد الساعة العاشرة في بيتِ جارتنا أم زيد، وهكذا لقاءاتٍ إثر لقاءات، وتجمعات يتبعها تجمعات، وليت الأمر توقف عند ذلك لهان الأمر، ولكن هذه اللقاءات في غالبها لا يذكر اسم الله تعالى فيها، إنَّما هي للقيل والقال وكثرة السؤال عن الحال، وقالت فلانة، وجاءت فلانة، وفلانة طويلة والأخرى سمينة، فهي مجالس لا تخلو من غيبةٍ أو نميمة، فيضيعُ الوقت على المرأة وتنشغل عن بيتها وزوجها وأولادها بمثل هذه اللقاءات، التي قد يحصد أصحابها المر بسببها .

6- سماع الأغاني والرقص على أنغامها :

يحدث أحياناً خاصةً إذا كان في البيت عدة فتيات أن يجتمعن على رقصٍ وطرب، فيقضى الليل ويحيا على هذه الأفعال المشينة، أما سماع الأغاني فقد أجمع العلماء على تحريمهِ لدلالة الكتاب والسنة على ذلك ، وأما الرقص فإنَّهُ يسببُ ذهاب الحياء من المرأة، والذي يعتبر هو رونقها وجمالها الحقيقي .

إنَّ المرأة حينما تفقدُ حيائها تتدرج من سيئٍ إلى أسوأ ، وتهبطُ من رذيلةٍ إلى أرذل ، ولا تزال تهوى حتى تنحدر إلى الدركات السفلى ، وصدق عمر حين قال : ( من قلَّ حياؤه ، قلَّ ورعه ، ومن قلَّ ورعهُ مات قلبه ) .

فالحائلُ بين العبد وبين المحرمات هو الحياء، فبقوة الحياء يضعفُ ارتكابه إياها، وبضعفُ الحياء تقوى مباشرته إياها ولله در القائل :

ورُب قبيحة ما حال بيني *** وبين ركوبها إلاَّ الحيــاء
فكان هو الدواء لها ولكن *** إذا ذهب الحياء فلا دواء

7 - البقاء كثيرا في المطبخ :

بعض النساء تصابُ بهوسِ بحب الطبخ والطهي، كأنواع السلطات وأشكال الحلا، وأصناف المعجنات، وتبقى في المطبخ الساعات الطوال من أجل ذلك، وتشترى كتباً تتكلم عن فن الطبخ، وتقرأ وتبحث عن الجديد في الساحة، ونحنُ نقولُ لها الاقتصاد الاقتصاد، فإننا لم نخلق من أجل بطوننا، والأكل يا أخية وسيلة وليس غاية !!

8 - الانشغال في ترتيب المنـزل وتنسيقه :

وهذا داءٌ آخر تصابُ به بعض النساء، فالمنزل في كل يوم له شكل، فمرةً الكنب في الصالة !! ومرة في غرفة الجلوس، ومرةً ينقلُ الدولاب وما فيه من تحف إلى المجلس، وأخرى إلى الصالة، وهكذا تستمرُ في كلِّ يوم لها فكرة، وفي كل يوم لها شكل !! ونحن نقول لا شك أنَّ التجديد في ترتيب المنـزل له أثرهُ على الزوج، لكن أن يكون ذلك على جهةِ الاستمرار والدوام، فيضيع العمر في ذلك فلا وألف لا.

9- البقاء لمدة طويلة أمام المرآة :

من جملة ما ابتليناه به في هذا العصر أدوات التجميل التي سلبت من المرأة وقتاً طويلاً لتحسن شكلها، وتجمل نفسها، مع أنَّهُ ثبت طبياً ضرر تلك المساحيق وخطرها على بشرة المرأة

فهل من الحكمة أن تقضي المرأة أكثر من ساعة أو ساعتين من أجل وضع الزينة ؟!!

وهل المرأة التي تجلس أمام المرآة الساعات الطوال عرفت أهمية الوقت، وأنَّها مسؤولةٌ عنه يوم القيامة ؟!

وهل المرأة التي تقضي وقتها بمثل هذه القضايا يمكنُ أن تستعيد عزاً؟! أو تبني مجداً ؟‍‍‍

إننا لا نمنعكِ أختي المسلمة من أن تتجملي وتتزيني، لكن لكل شيءٍ ضوابط وحدود، أمَّا أن يزاد الأمرُ فوق حدهِ فلا .

هذه أختي المسلمة بعضُ الأمور التي تفعلها بعض المسلمات للتخلص من الوقت والقضاء على الفراغ.


------------------------------------------
ولا أريد الإطالة في هذا الموضوع أكثر ولكني أحيلك إلى رسالة صغيرة بعنوان : رسالة إلى مشاهدي التلفاز . ورسالة أخرى بعنوان : البث المباشر آثار وأخطار ..لعل فيها غنية وكفاية والله يحفظك ويرعاك .
إذاً لابد أن تكون ديوثا حتى تتقدم امرأتك ..هكذا يقولون .
الديوث : هو الذي يقر الخبث في أهله .
ـ فتاوى إسلامية (4/380)
لعلك أختي القارئة تقرئين رسالة عن الغناء بعنوان : مزمار الشيطان وأثره على الفرد والمجتمع .
رواه الطبراني في الأوسط ( 2259) وقال في المجمع (10/302) : ( فيه دريد بن مجاشع ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات ) ورواه القضاعي (374) وفي إسناده صالح المري وهو ضعيف كما في التقريب .
- انظر : زينة المرأة بين الطب والشرع . محمد المسند ص17

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واّله وصحبه أجمعين

اللهم إنا نتوسل إليك بك ونقسم عليك بذاتك
أن ترحم وتغفروتفرج كرب معدها وقارئها ومرسلها وناشرها
وآبائهم وأمهاتهم وأن ترزقنا صحبة النبى فى الجنة ولا تجعل منا
طالب حاجه الآ أعطيته أياها فأنك ولى ذلك والقادر عليه وصلى
اللهم وسلم على حبيبك ونبيك محمد
أمين....
71
8K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

التوت الزاكي
التوت الزاكي
عطر الزمن..
بارك الله فيك اختاه وجزاك خير الجزاء..
لكم يحوي هذا المقال من الخير الكثير لنساء وفتيات المسلمين..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:""نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ". .
نعم ان الفراغ نعمة عظيمة يجب ان تستثمر فيما يعود على المرأة..واسرتها..وعامة المجتمع بالخير والبركة..
كل دقيقة بل وثانية تمر..هي من اعمارنا..
والملك يكتب عن اليمين..وعن الشمال..ويسجل فيها.....
(عن اليمين وعن الشمال قعيد) يسجلان كل كلمة..كل هفوة..كل زلة..كل تفاصيل العمر لحظةً لحظة ...

اللهم استعملنا في طاعتك..وامتنا على الاسلام ..موحدين غير مفتونين..واحسن خاتمتنا يارب العالمين..

الشكر الجزيل لك غاليتي على هذا المقال..ويا حبذا لو ذكرت المصدر..فهو يستحق التميز لو كان من كتاباتك..
بوركت يمينك وحرمت على النار..


عطر الزمن
عطر الزمن
عطر الزمن.. بارك الله فيك اختاه وجزاك خير الجزاء.. لكم يحوي هذا المقال من الخير الكثير لنساء وفتيات المسلمين.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:""نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ". . نعم ان الفراغ نعمة عظيمة يجب ان تستثمر فيما يعود على المرأة..واسرتها..وعامة المجتمع بالخير والبركة.. كل دقيقة بل وثانية تمر..هي من اعمارنا.. والملك يكتب عن اليمين..وعن الشمال..ويسجل فيها..... (عن اليمين وعن الشمال قعيد) يسجلان كل كلمة..كل هفوة..كل زلة..كل تفاصيل العمر لحظةً لحظة ... اللهم استعملنا في طاعتك..وامتنا على الاسلام ..موحدين غير مفتونين..واحسن خاتمتنا يارب العالمين.. الشكر الجزيل لك غاليتي على هذا المقال..ويا حبذا لو ذكرت المصدر..فهو يستحق التميز لو كان من كتاباتك.. بوركت يمينك وحرمت على النار..
عطر الزمن.. بارك الله فيك اختاه وجزاك خير الجزاء.. لكم يحوي هذا المقال من الخير الكثير لنساء...
المقال للكاتب للاستاذ / محمد بن عبدالله الهبدان..وهو دائما يكتب مقالات راااائعة ....
ويعطيك العافية على هذه الاضافة ...وتشكرين على التثبيت ...وبارك الله فيك
مرام200
مرام200
جزاك الله خير على الموضوع
وفعلا الاعتدال في امور البيت من طبخ وترتيب امر مطلوب
والخروج من البيت والجمعات صحيح اننا مانقدر نستغني عن ذلك
لكن تحتاج الى ضابط مثل انها ماتكون بصفة دائمة وماتأثر على الواجبات المنزلية ومايكون فيها محرمات
عطر الزمن
عطر الزمن
اعلمي أن الوقت نعمة لمن شغلوه بالصالحات ، ونقمة لمن جعلوا منه سياحة في الدنيا والشهوات والملذات : وقتلوه بالسفاسف والترهات ،حيث قضوا الليالي والأيام في الاجتماعات الآثمة وسماع الأغاني الماجنة ،ورؤية الأفلام المحرمة .

والمسلمة تدرك ـ ولا شك ـ أنها مسئولة بين يدي ربها عز وجل عن وقتها وعن شبابها . وتسمع هاتفاً في قلبها يهتف في كل يوم جديد:

( يا ابن آدم أنا خلق جديد ، وعلى عملك شهيد ، فتزود مني بعمل صالح رشيد ، فإذا مضيت لا أعود )

ولذا تجد الأخت المسلمة دوماً حريصة أشد الحرص على استغلال وقتها وحسن استثماره


أيتها الأخت المسلمة :



من الوسائل التي تستثمر بهاالأوقات في البيوت :


أولاً : المحافظة على الصلوات الخمس والإكثار من السنن والنوافل :
قال الله تعالي ] فإذا فرغت فأنصب وإلى ربك فأرغب

وقال قائل :اغتنم في الفراغ فضل ركوع فعسى أن يكون وقتك بغته كم صحيحٍ رأيت من غير سقم ذهبت نفسه الصحيحة فلته ..



ثانياً : القيام بالواجبات وتأديةالمسئوليات فإن كانت بنتاً قامت بحق والديها وأحسنت صحبتهما وخفضت لهماجناح الذل
من الرحمة وذلك بمساعدتهما وخدمتهما مع الدعاء لهما.

· وإن كانت متزوجة قامت بحق زوجها ، فأطاعته بالمعروف وأحسنت تربية أبنائها ، واتقت الله تعالي في تدبير شئون بيتها :

( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) .

ثالثاً :القراءة في الكتب الإسلامية للتفقه في الدين وعبادة الله تعالى والدعوة إلية علىبصيرة .


رابعاً : متابعة أحوال المسلمين في العالم من خلال الإطلاع علىالمجلات ذات الصبغة الإسلامية كمجلة الدعوة ، والإصلاح ، المجتمع
( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) روي موقوفا على عبد الله بن مسعود

خامساً : الاستماع إلى الأشرطة الصوتية المفيدة ، كتلاوة القرآن ، ودروس المشايخ والدعاةوطلبة العلم ، وكذلك الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم لتعلم العلم النافع

سادساً : العكوف على حفظ كتاب الله ، وتدبر معانيه والالتحاق ـ إن استطاعت بمدارس تحفيظ القرآن الكريم النسائية بعد العصر ، قال صلي الله عليه وسلم :
( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) صحيح

سابعاً : صلة الأرحام وذلك عن طريق الهاتف ،فالسؤال عن أحوال ذوي الرحم مما يحقق الألفة ويقوي أواصر المحبة ، وصلة الرحم تزيدفي الرزق وتنسأ في الأجل

ثامناً : اتقان فن الطبخ والخياطة والحياكةوغيرها من فنون التدبير المنزلي فالمرأة الصالحة (ربة بيت ) تقوم بأعمال بيتها وتحسن تدبيرها ، وقد كانت فاطمة بنت محمد رضي الله عنها تطبخ وتنظف وتستقي بالقربةحتى أثر ذلك في بدنها وثيابها رضي الله عنها

تاسعاً : استضافة الصالحات من بنات جنسها ودعوتهن للزيارة وإقامة حلقات أسبوعية في البيوت لدراسة العلم الشرعي والتواصي
بالحق والتواصي بالصبر ، والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل كماأن المرأة قليلة بنفسها كثيرة بأخواتها

عاشراً : القيام ببعض المسابقات الترفيهية في حدود الشرع لا سيما مع أخواتها أو أبنائها لتستجم النفوس ، وتنبسط القلوب


هذا غيض من فيض وسائل استثمار الوقت في البيت ، وقليل من النساءمن توفق للعمل بهن فكوني أنت ـ ايتها الأخت المسلمة من هذا القليل ، قال صلي الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) . صحيح
.

أسأل الله أن يجعلنا وإياكن من الذين وفقهم الله للعمل بطاعته ، وجنبهم معصيته وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
عطر الزمن
عطر الزمن
نماذج من حفظ العلماء لأوقاتهم .:


يحدِّث أبو حاتم عن نفسه وجهاده في طلب العلم فيقول :
بقيت في البصرة ثمانيةَ أشهر وكان في نفسي أن أقيم بها سنةً كاملة ، لكن انقطعت نفقتي فجعلت أبيع ثيابي حتى نفدت وبقيت بلا نفقة ، ومضيتُ أطوف مع صديقٍ لي إلى المشْيخة ، وأسمع إلى المساء ، فانصرف رفيقي فجعلت أطوف معه لسماع الحديث على جوع شديد ، وانصرفت جائعا ، فلما كان من الغد ، غدا عليّ فقال :

مُرّ بنا إلى المشايخ ، قلت أنا ضعيف لا يمكنني ، قال ما ضعفك ؟ قلت : لا أكتمك أمري ، قد مضى يومان ما طعمت فيهما شيئا ، قال :
قد بقي معي دينار ، فنصفه لك ، ونجعل النصفَ الآخر في الكِرى ، فخرجنا من البصرة ، فأخذت منه نصفَ الدينار " هكذا كان حرص العلماء على أوقاتهم على الرغم من الشدة التي تقابلهم ، وهذا الإمام الذهبي يذكر نموذجا آخر في كتابه تذكرة الحفاظ وفي سير أعلام النبلاء لابن أبي حاتم صاحب الجرح والتعديل يقول :
كنا في مصر سبعةَ أشهر لم نأكل فيها مرَقة ، كلُ نهارنا مقسَّم لمجالسِ الشيوخ ، وبالليل النسخ والمقابلة ، قال :
فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا ، فقالوا : هو عليل فرأنا في طريقنا سمكة ، أعجبتنا فاشتريناها ، فلما صرنا إلى البيت حضر وقت مجلس ، فلم يُمْكِّنا إصلاح هذه السمكة ، ومضينا إلى السمكة ، ولم نزل حتى أتى على السمكةِ ثلاثةُ أيام ، وكاد أن يتغير ، فأكلناه نَيْئا ، لم يكن لنا فراغ أن نشويها ، ثم قال :
إن العلم لا يُستطاع براحة الجسد ، وهذا عبد الغني المقدسي المتوفى في القرن السابع ، حكى عنه الإمام الذهبي فقال :
" كان لا يضيع شيئا من أوقاته بلا فائدة ، فكان يصلي الفجر ويُلقِّنُ القرآن وربما قرأ شيئا من الحديث تلقينا ثم يقوم فيتوضأ فيصلي ثلاثَمائةِ ركعةٍ بالفاتحةِ والمعوذتين ، إلى قبل الظهر ، فينام نومة ويصلي الظهر ، ويشتغل إما بالتسميع أو بالنسخ إلى المغرب ، فإن كان صائما أفطر ، وإلا صلى من المغرب إلى العشاء ، ثم يصلي العشاء وينام إلى نصفِ الليل أو بعده ، ثم قام كأن إنسانا يوقظه ، فيصلي لحظة ثم يتوضأ ويصلي إلى قرب الفجر ، وربما توضأ سبعَ مراتٍ أو ثماناً مرات في الليل ، وقال :
" ما تطيب ليَ الصلاة إلا مادمت أعضائي رطبة ، ثم ينام نومة يسيرة إلى الفجر وهذا دأَبه " وحفظُ الأوقات أيها الأخوة والأخوات ليس قصرا على الرجال وحدهم ، بل كانت هناك نماذج من النساء حافظات لأوقاتهن ، وفي مقدمةِ هذه النساء أمِ المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها ، الذي كانت محّلُ استشهاد الصحابة ، وحينما يُشكل عليهم أمرا من أمور الدين في الفقه أو الفرائض أو الشعر أو غيرها تكون هي مرجعُهم ، ويقال :
لو وُزن علمها بعلم النساء مجتمعة لوزَنَ علم عائشة علمَ النساءِ كلَهن ، بل لم تحصل عائشة هذه المزية من هذا العلم والتي أصبحت من رواة الحديث المشهورين إلا بحرصها وحفظها على وقتها ، وهذه أيضا عمْرة بنت عبد الرحمن بن سعد بنُ زرارة الأنصارية قال عنها بن سعد في الطبقات :

إنها كانت عالمة ، وربيبةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنتُ أبي سلمة بنت أمِ سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها يقال :

إنها كانت أفقه امرأة بالمدينةِ في وقتها ، وأمُ الدرداء رضي الله عنها كانت من العالمات ومن الحافظاتِ لأوقاتها ، ولذلك كانت تحرص على حِلَق العلم والدروس مع أبي الدرداء زوجها ، ومن النساء أيضا جليلة بنتُ علي بنُ الحسن بنُ الحسين يقول عنها العلماء كانت محدثةٌ قارئة للقرآن ، وطلبت الحديث بالعراق وخُراسان ، وكتب عنها السمعاني :

وكانت تعلم الصبيان القرآن الكريم ، وخيرة أمُ الحسن البصري وهي مولاة أمِ سلمة نموذج آخر من نماذج النساء الحافظاتُ لأوقاتهن الذي أنتج هذا الحفظ علما غزيرا وفقها كثيرا وعبادة جليلة ، وكانت خيِّرة تقُص على النساء وتعلمهن أمورَ دينَهن ، بل يصل الأمر أيها الأخوة بحفظِ الوقت لدى النساء في بعضهن ، أن أصبح منهن امرأة تُعتبر من شيوخ الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ، ومن هو الشافعي مع علمه وقوة حفظه وغزارة حديثه والذي من شيوخه امرأة تُدعى نفيسة بنتُ الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، بل إن العجب كل العجب حينما تعلمون أنها كانت أمية ومع ذلك كانت تحفظ القرآن الكريم والكثير الكثير من الحديث النبوي الشريف الأمر الذي جعلها واحدةً من مشايخ الإمام الشافعي ، قال عنها بن كثير : كانت عابدة زاهدةً كثيرةَ الخير ، وكانت ذاتُ مال فأحسنت إلى الناس وأنفقت على الزمنى والمرضى وعمومِ الناس ، وكانت من النساء أيضا على وقت النبي صلى الله عليه وسلم ما كانت مثالا في حفظ الوقت ، وتغزوا معه إذا غزا هي نسيِبة بنتُ كعبٍ الأنصارية رضي الله عنها وهي مرأة مجاهدة عالمة ، وقد كان جماعة من الصحابة وعلماء من كبار التابعين في البصرة يأخذون عنها غسل الميت كما ساق ذلك بن حجر في تهذيب التهذيب وكانت في المغازي تمرضُ المرضى وتداوي الجرحى ، وشهدت غسل بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، ولو سرتم معي قليلا إلى القرن السادس الهجري نجد عالمة من العالمات هي نعمة بنتُ علي بنت يحي الفرّاح المتوفاة سنة 604 وهي شيخةٌ من أهل دمشق ، وكانت من أهل الحديث ، روته وأُخذ عنها ، سمعت من أبيها وأختٍ له اسمها عزيزة وابنة لأخيها كتابَ الكفاية في معرفة الرواية للخطيب البغدادي ، على جدها يحي سنةَ خمسمائةٍ وثلاثين ، وكان مولدها سنة خمسمائةَ وثمانيةَ عشر وسمعت عام خمسمائة وثلاثين ، فكان عمرها قرابةَ اثنتي عشرةَ عاما ، وهذا دليل على شغفها بالعلم وحرصها على الوقت منذ طفولتها ...

وأردت من هذه الأمثلة أن أبين أن حفظ الوقت ليس قصرا على الصحابيات فحسب ، وإنما هي في قرون متأخرة إلى وقتنا هذا والحمد الله ، وعودا على بدء في عصر الرسالة والنبوة ،

فهذه حواء بنتُ يزيد بن سِنان الأنصارية والذي كان خالها الصحابي الجليل سعدُ بن معاذ وزوجها هو قيس بن الحطيم ، وأردت من هذا النموذج أن أوضح أن المرأة تستطيع أن تستثمر وقتها مهما كان مجهوداتها وشغلها والضغوط عليها ، وقد أُخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن إسلام هذه المرأة ليلة العقبة ، وكانت تكتم إسلامها عن زوجها لأنه كان يصدها عن دينها ، بل كان يعبث بها ويأتيها أحيانا وهي ساجدة فيقلبها على رأسها ، وربما كان يأخذ ثيابها ويضعها على رأسها وهي تصلي وهو يقول :

إنكِ لتعتقدين دينا لا يُدرى ما هو ، ومع ذلك كانت هذه المرأة مصرة ببقائها على دينها حتى كانت العاقبة لها ، فحينما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم خبرها وخبرَ زوجها ، عرض عليها النبي صلى الله عليه وسلم حين قدومه مكة مع جمع من قومه من الأنصار كانوا يطلبون حلفا من قريش ، فقال :هذا الرجل :

أنظرني حتى أقدُم المدينة ، فطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم أن يجتنب إيذاء زوجته حواء ، وأوصاه بها خيرا وقال إنها قد أسلمت ، ففعل قيس ، ولما سمع النبي صلى الله عليه وسلم أنه تخلا عن إيذائها قال " وفى لنا قيس " وهذه أسماء بنتِ عمير وهي من الصابرات الصائمات العالمات ، صحابية جليلة عظيمةَ القدر ، أسلمت قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم دار الأرقم ، ثم هاجرت مع زوجها جعفر إلى الحبشة وولدت بعض أولادِه هناك ، فلما قُتل زوجها جعفر رضي الله عنه زوجها النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق فولدت له محمد ثم تزوجها علي بن أبي طالب ، وكان من صبرها لما بلغها مقتل محمد بن أبي بكر في مصر قامت إلى مسجد بيتها وقيل إنها كظمت غيظها ، حتى شخَبَ ثدياها دما ، وهذا دليل على صبرها وتحملها المصائب رضي الله عنها .


وللحديث بقية.........