لارين1432

لارين1432 @laryn1432

عضوة نشيطة

تقوى الله فضلها وثمراتها

ملتقى الإيمان

تقوى الله فضلها وثمراتها


قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :



(( التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل





بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والإستعداد ليوم



الرحيل )).

قال ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى :



(( اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ ))



(آل عمران :102)



قال : أن يطاع فلا يعصي ويذكر فلا ينسى وأن



يشكر فلا يكفر
.
وشكره يدخل فيه جميع فعل الطاعات ومعنى



ذكره فلا ينسي ذكر العبد بقلبه لأوامر الله في



حركاته وسكناته وكلماته فيمتثلها ولنواهيه في ذلك



كله فيجتنبها .

وقال طلق بن حبيب رحمه الله : التقوى أن تعمل



بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وأن



تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب



الله.

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : تمام التقوى



أن يتقي الله العبد حتى يتقيه من مثقال ذرة وحتى



يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون



حراما يكون حجابا بينه وبين الحرام فإن الله قد



بين للعباد الذي يصيرهم إليه فقال : (فَمَنْ يَعْمَلْ



مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(7)وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً



يَرَهُ) فلا! تحقرن شيئا من الخير أن تفعله ولا شيئا



من الشر أن تتقيه .

وقال الثوري رحمه الله: إنما سموا متقين لأنهم



اتقوا ما لا يتقي .

وقال ابن عباس رضي الله عنه : المتقون الذين



يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من



الهدي ويرجون رحمته في التصديق بما جاء به .

وقال الحسن رحمه الله: المتقون اتقوا ما حرم الله



عليهم وأدوا ما اقترض الله عليهم .

وقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : ليس تقوى



الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين



ذلك ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما



افترض الله فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى



خير.

وقال موسى بن أعين رحمه الله : المتقون تنزهوا



عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا في الحرام



فسماهم الله متقين .

وقال ميمون بن مهران رحمه الله : المتقي أشد



محاسبة لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه .

وقد يغلب استعمال التقوى على اجتناب المحرمات




كما قال أبو هريرة رضي الله عنه وسئل عن



التقوى فقال : هل أخذت طريقا ذا شوك ؟قال : نعم



،قال : فكيف صنعت؟ قال : إذا رأيت الشوك



عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه ، قال :



ذاك التقوى .

وأخذ أحدهم هذا المعنى فقال :



خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقي



واصنع كماش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى



لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

وأصل التقوى أن يعلم العبد ما يتق ثم يتقي .
قال



عون بن عبدالله رحمه الله : تمام التقوى أن تبتغي



علم ما لم تعلم منها إلى ما علمت منها .

وذكر معروف الكرخي عن بكر بن خنيس



رحمهما الله قال : كيف يكون متقيا من لا يدري ما



يتقي .ثم قال معروف الكرخي:إذا كنت لا تحسن



تتقي أكلت الربا وإذا كنت لا تحسن تتقي لقيتك



امرأة ولم تغض بصرك وإذا كنت لا تحسن تتقي



وضعت سيفك على عاتقك.

قال بن رجب رحمه الله : وأصل التقوى أن يجعل



العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه



فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من



ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك



وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه .




أهمية التقوى وميزاتها :
1ـ أن كلمة الإخلاص ( لا إله إلا الله )



تسمى كلمة التقوى :





(إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ



الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى



الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا





وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (الفتح:26)

2ـ أمر الله بها عباده عامة وأمر بها المؤمنين خاصة :



(يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ



عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ)



(النحل:2)



(وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)



(المؤمنون:52)



(لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ



ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ)



(الزمر:16)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ



إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (آل عمران:102)



(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ



وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً



وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ



كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (النساء:1)



(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ



أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ) (النساء: من الآية131)

3ـ وصية الأنبياء لقومهم :


(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ)



(الشعراء:106)



(إِذْقَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ) (الشعراء:124)



(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ)



(الشعراء:142)



(إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ)



(الشعراء:161)



(إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ) (الشعراء:177)



(وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ



لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (العنكبوت:16)

4ـ طلب الله من الخلق عبادته لتحقيقها :



(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ



قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:21)



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ



عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)



(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا



السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ



تَتَّقُونَ) (الأنعام:153)

5ـ مكانها القلب أهم عضو في جسم الإنسان



والذي به الصلاح والفساد:



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: (( لَا



تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا



وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ



إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا



يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ



بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ



الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ )) .



رواه البخاري .




ثمرات التقوى:




1ـ محبة الله تعالى :



( إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ



شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ



إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:4)



(كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ



إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا



لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:7)



(بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)



(آل عمران:76)

2ـ رحمة الله تعالى في الدنيا والآخرة :


( وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا



هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي



وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ا


لزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ) (لأعراف:156)



( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ



تُرْحَمُونَ)(الأنعام:155)

3ـ سبب لعون الله ونصره وتأييده :


(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)



(النحل:128)



(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ



اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ



ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِن أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا



الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ



مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:36)

4ـ حصن الخائف وأمانه من كل ما يخاف ويحذر ، من سوء ومكروه في الدنيا والآخرة :


(يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ



آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ



يَحْزَنُونَ) (لأعراف:35)



(وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ



وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الزمر:61)

5ـ تبعث في القلب النور وتقوي بصيرته فيميز بين ما ينفعه وما يضره :


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً



وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ



الْعَظِيمِ) (لأنفال:29)



(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ



كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ



وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحديد:28)

6ـ تعطي العبد قوة لغلبة الشيطان :


( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ



تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) (لأعراف:201)

7ـ وسيلة لنيل الأجر العظيم :


( ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ



سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) (الطلاق:5)



( وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)


(آل عمران: من الآية179)

8ـ توسيع الرزق وفتح مزيد من الخيرات :


(وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ



بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ



بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96)



(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ



حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) (الطلاق: من الآية3)

9ـ تفريج الكرب وتيسير الأمور :


(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً)


(الطلاق: من الآية2)


(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً)


(الطلاق: من الآية4)


(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(5)وَصَدَّقَ



بِالْحُسْنَى(6)فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) (الليل:7)

10ـ النصر على الأعداء ورد كيدهم والنجاة منن شرهم :


(إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ



يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ



شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران:120)



(بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا



يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ)



(آل عمران:125)



(وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (فصلت:18)

11ـ أن العاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة :


(قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ



الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ



لِلْمُتَّقِينَ) (لأعراف:128)



(تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا



أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ



لِلْمُتَّقِينَ) (هود:49)



(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً



فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)



(القصص:83)



(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا



الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا



وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ) (الرعد:35)



(زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ



الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ اتَّقَوْا فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ



يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (البقرة:212)

12ـ المتقون ينتفعون بالموعظة ويؤثر فيهم الذكر


وبتفكرون في الآيات ويهتدون بذلك :


( وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدىً



وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (المائدة:46)



(فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً



لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:66)



(هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)



(آل عمران:138)



(وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ



خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (النور:34)



(ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2)



(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْراً



لِلْمُتَّقِينَ) (الانبياء:48)



(وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)(الحاقة:48)

13ـ أنها صفة لأولياء الله وطريق لولاية الله :


(وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ



الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ



وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (لأنفال:34)



(إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ



بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)



(الجاثـية:19)



(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ



(62)الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ(63) لَهُمُ الْبُشْرَى



فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ



ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (يونس:64)

14ـ أنها الميزان الذي يقرب العبد من ربه ويدنيه :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ



شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ



إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات:13)

15ـ أنها أفضل ما يتزود به العبد في طريقه إلى الله :
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا



رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ



خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى



وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) (البقرة:197)



عَنْ أَنَسٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ r،فَقَالَ : يَا



رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ سَفَرًا فَزَوِّدْنِي ، قَالَ : ((



زَوَّدَكَ اللَّهُ التَّقْوَى ،قَالَ :زِدْنِي ، قَالَ : وَغَفَرَ ذَنْبَكَ ،
قَالَ : زِ! دْنِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، قَالَ : وَيَسَّرَ لَكَ



الْخَيْرَ حَيْثُمَا كُنْتَ)) رواه الترمذي .


وحسنه الألباني .

16ـ من أسباب قبول العمل:



(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً



فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ



قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) (المائدة:27)



(لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى



مِنْكُمْ )(الحج: من الآية37)

17ـ أن القرآن بشرى للمتقين :


(فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ



قَوْماً لُدّاً) (مريم:97)

18ـ كل علاقات الأخلاء تنتهي يوم القيامة



إلا علاقات المتقين :



( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)



(الزخرف:67)

19ـ المتقون هم الفائزون :


(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ



الْفَائِزُونَ) (النور:52)

20ـ المتقون تنالهم رحمة الله :


(وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ



وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ)


(لأعراف: من الآية156)

21ـ أنها صفة للأنبياء ومن صدقهم :


(وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ



الْمُتَّقُونَ) (الزمر:33)

22ـ سبب لنجاة العبد يوم القيامة :


(ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً)



(مريم:72)



(وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ



وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الزمر:61)

23ـ سبب لمغفرة الذنوب :


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ



كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ



وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (الحديد:28)



(يَا أَيُّهَا الٍٍَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً



سَدِيداً(70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ



وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)



(الأحزاب:71)

24ـ الكرم إنما يكون بالتقوى :


عَنْ سَمُرَةَ عَنْ النَّبِيِّ rقَالَ : ((الْحَسَبُ الْمَالُ



وَالْكَرَمُ التَّقْوَى )) .


رواه الترمذي وصححه الألباني .

25ـ المتقين يسهل لهم الله العلم :


( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)


(البقرة: من الآية282)

26ـ التقوى ثوابها الجنة :


(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا



السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)



(آل عمران:133)



(وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ(30) )جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا



تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ



يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ) (النحل:31)



(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ)(الشعراء:90)



(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) (القلم:34)



(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ) (قّ:31)



(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ



غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ



مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفّىً



وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ



هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ



أَمْعَاءَهُمْ) (محمد:15)



(وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا



جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ



عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) (الزمر:73) .





المراجع :


جامع العلوم والحكم / للحافظ بن رجب



الحنبلي .


إرشاد العباد /للشيخ عبدالعزيز السلمان .


3 ـ الرائد / للشيخ مازن الفريح .






1
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

لارين1432
لارين1432
في ماذا تكون تقوى الله؟

يقول الله عز من قائل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ



وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا



تَعْمَلُونَ .


والسؤال: في ماذا تكون التقوى؟



كثير من الناس يدَّعي التقوى، ويقول بلسانه: إنه متقٍ،


لكن ما هي التقوى، تقوى الله (عز وجل) أن تجعل بينك


وبين عذاب الله وقاية، ولذلك كلمة عمر السالفة التي


توقفنا عندها، وقال أيضاً لـأُبي وقيل لـكعب :


التقوى؟ صف لي التقوى، قال: يا أمير المؤمنين! أمررت



بأرض أو بطريق فيه شوك؟ قال: نعم، قال: فماذا فعلت؟



قال: تحفزت وتحذرت، قال: فذلك التقوى ]].

ما دام أن هذه الطريق ذات الشوك يتحفز ويتحذر منها


المار فكذلك الحياة الدنيا.




التقوى تكون بالتحرز من عذاب الله عزوجل
من أراد تقوى الله فليتحفظ وليتحرز، وليحرز نفسه فإن الله عز وجل يحفظه، ولذلك في الترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: { قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا غلام! قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله! قال: إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف }.
فتقوى الله معناها: المحافظة على أمر الله والانتهاء عما نهى الله عز وجل، وتقوى الله تكون في اللسان، وأعظم ما ابتلينا به اللسان، ولذلك يقول بعض أهل العلم: تسعة أعشار الذنوب من اللسان، واللسان هي أخطر ما يمكن أن تجر على المؤمن من الذنوب والخطايا.
ولذلك يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ



رَقِيبٌ عَتِيدٌ ووصف المتقين عز من قائل،


فقال: وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ .



حفظ الجوارح طريق النجاة
يقول عقبة بن عامر أحد الصحابة للرسول صلى الله


عليه وسلم: {يا رسول الله! ما النجاة؟ -أي: ما هو الأمر


الذي ينجيني من غضب الله، ومن سخط الله، ومن عذاب


الله- قال: كف عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على


خطيئتك} وقال معاذ : {يا رسول الله! ما هو العمل الذي



يقربني من الجنة ويباعدني عن النار، قال: لقد سألت



عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه -ثم ذكر



له صلى الله عليه وسلم الأمور التي تقربه من الجنة،



وتنجيه من النار- ثم قال في آخر الحديث: ألا أدلك على



ملاك ذلك كله، قال: قلت: بلى يا رسول الله قال: كف



عليك هذا -وأخذ بلسان نفسه- قال: أإنا لمؤاخذون يا



رسول الله! بما نتكلم به، قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل


يكب الناس في النار على مناخرهم، أو قال: على أنوفهم


إلا حصائد ألسنتهم }.

فنعوذ بالله من أضرار اللسان، ولذلك عرف الصالحون


ضررها وعلموا أنه لا يمكن أن تكمل تقوى الله إلا


باجتناب ضرر هذه اللسان.


يقول أحد التابعين: رأيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه


وأرضاه، وقد أخذ بلسان نفسه، وهو يحاسب نفسه،


ويقول: ] أي: أوردني موارد


الهلاك، هذا وهو أبو بكر الصديق صاحب القدم الثابت


في الإسلام، والأول استجابة من الكبار، وصاحب الإنفاق


في سبيل الله، وخليفة المسلمين بعد رسول الله صلى الله


عليه وسلم، الذي يُدعى يوم القيامة من أبواب الجنة


الثمانية. لأن للجنة أبواباً ثمانية كما تعرفون، يقول عليه


الصلاة والسلام: { إن للجنة أبواباً ثمانية، فمن كان من



أهل الصلاة، دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل



الصيام دعي من باب الصيام، ومن كان من أهل الصدقة



دعي من باب الصدقة، إلى آخر تلك الأبواب، فقال أبو



بكر وهو بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول


الله! أيدعى أحد من تلك الأبواب الثمانية } -انظر إلى


الهمة العالية، انظر إلى طلب ما عند الله عز وجل، ولذلك


هذه الهمة ليست بالأجسام، وليست بالمناصب، وليست


بالأموال، ولكنها بالقلوب، همة تمر مر السحاب صُنْعَ



اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ


-فيتبسم صلى الله عليه وسلم إعجاباً من هذا


الرجل العظيم الذي يريد أن يدعى من الأبواب الثمانية،


يريد أن يكون من المصلين ومن الذاكرين والمتصدقين


ومن الزهاد والعباد والمجاهدين- فقال له صلى الله عليه


وسلم: {نعم وأرجو أن تكون منهم } أبو بكر رضي الله


عنه يقول الإمام أحمد في كتاب الزهد في ترجمة أبي بكر


رضي الله عنه، أثر عنه أنه دخل مزرعة رجل من


الأنصار، دخل وهو خليفة يتنزه مع الناس رضي الله عنه


مع الصحابة، فلما رأى مزارع الأنصار رأى طائراً يطير


من نخلة إلى نخلة ومن شجرة إلى شجرة، فجلس يبكي


رضي الله عنه -وكان رجلاً حزيناً رقيق القلب، متأسفاً


نادماً لما في قلبه من إيمان، ومن مخافة- فقال له


الصحابة: يا خليفة رسول الله! مالك؟ قال:


الطائر يطير من شجرة إلى شجرة، ويرد الماء ويرعى



الشجر، ثم يموت لا حساب ولا عذاب، يا ليتني كنت



طائراً، فبكى الصحابة رضوان الله عليهم ]].


موضوع اعجبني وحبيت تشاركوني بالاستفادة منه

ربي يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه .