لميس ولجين
لميس ولجين
الله يهديهم


نفثة مصدور

بقلم فضيلة الشيخ

أ.د سعود بن إبراهيم الشريم


إمام وخطيب الحرم المكي



الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد :


فهذه رسالة تحوي كلمات يسيرات مرتجلة أو شبه مرتجلة , هي عبارة عن خلجات في النفس, ومشاعر أثقلت خلدي منذ أن جاورت بيت الله الحرام ، فها أنا أترجم شيئًا منها عبر هذه الورقات متمثلة في نفثة مصدور ولابد للمصدور أن ينفث.



فأقول وبالله التوفيق: إنه غير خافٍ على كثير من المسلمين والمسلمات ما لبيت الله الحرام من حرمة وهيبة وعظمة , حرَّم بسببها قتل الصيد ، وأن تلتقط لقطتها وأن يؤوى فيها محدث وغير ذلك , حتى إن بعض أهل العلم كره المجاورة بمكة خشية ألا يقوم المرء بحقها من الإجلال والتعظيم , إذ شأن السيئة فيها عظيم , لأجل حرمة المكان فقد قال الله جل وعلا { ومن يرد فيه بـإلحاد بظلم ندقه من عذابٍ أليم } .



والإلحاد: هو الميل عن الحق والطريق السوي, فكل معصية أو إثم فهو من جنس هذا الميل .

وقد روى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة عن مجاهد أنه قال : ( كان لعبدالله بن عمر فسطاطان : أحدهما في الحل والآخر في الحرم , فإذا أراد ان يصلي صلى في الفسطاط الذي في الحرم ، وإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الذي في الحل)) . فــَفِــعْـل ابن عمر هذا دليل واضح على إعطاء البيت الحرام هيبته ، فلا يصخب فيه المرء حتى إنه -رضي الله عنه- رأى أن معاتبة الأهل مما يعارض هيبة البيت الحرام .
وهذا اجتهادٌ منه -رضي الله عنه- ومبالغة ٌ في تعظيم حرمات الله { ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه } .


ومن هذا المنطلق أيها الأخوة أود الإشارة إلي أمر ٍ جد مهم , له وقع ٌ في نفوس الكثيرين , ألا وهو ريادة بعض الأسر بيت الله الحرام في شهر رمضان المبارك وهو أمر يلحظ ازدياده في هذه الأعوام المتأخرة , وهو دلالة على الرغبة في المثوبة إن شاء الله وأمارة على الصحوة المتكاثرة في أوساط المجتمعات ، غير أن الأمر في الوقت نفسه قد ينذر بسوء ٍ ، إبان غفلة ووسنه عن حسن العمل والإتيان به على وجه لا يـُعقب مغبة أسوأ منه .



والناس في عمرة رمضان أصناف .


الصنف الأول :



من يأتون لأداء العمرة فيقومون بما شرع الله من حسن العبادة وأدب الجوار وينأون بأنفسهم و ذرياتهم عن أن يقع منهم ما يخدش الأجر أو يسلب نور الطاعة , وهذا الصنف أحسن الأصناف عبادة وأجلهم منزلة ً وأقلهم خطرًا وإثمًا .


الصنف الثاني :



وهم الذين يأتون بأ ُُسرهم إلي بيت الله الحرام ؛ لأجل أداء العمرة وتحصيل فضلها في رمضان , ولكنهم لا يلبثون كثيرًا في مكة , فهولاء قد أدوا ما عليهم وهم مأجورون بإذن الله حيث عملوا فارتحلوا فوسعوا ولم يضايقوا



وعملوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (( إذا قضى أحدكم نهمته فليجعل إلى أهله )) . .




الصنف الثالث :




وهم الذين يأتون بأسرهم إلى بيت الله الحرام من باب المفاخرة والمباهاة ليس إلا , وذلك لأن آل فلان قد أتوا بعمرة في رمضان فبماذا يفرقوننا . فأمثال هؤلاء لم تصلح نيتهم فلم يصلح عملهم ولقد صدق ابن عمر -رضي الله عنهما- حينما قال عن كثرة الحجاج: (( الركب كثير والحاج قليل )) .




الصنف الرابع :




وهم أولئك الذين يأتون بأولادهم وبناتهم لأداء العمرة مع المكث في مكة أياما قد تطول وقد تقصر , وهؤلاء إن لم يكونوا من الصنف الأول , فهم من أولئك الذين يذهب آبائهم إلي المسجد الحرام تاركين خلفهم الأولاد والبنات دون رعاية ولا رقابة , فيحسنون لأنفسهم العبادة ولكنهم يضيعون أولادهم فيقعون


في إثم أعظم من الطاعة التي فعلوها , وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول .
أما أولادهم الذكور فكثير منهم تراهم يصومون ولكن عن القِرى فحسب , فهم يعيشون أوقاتهم سبهللا , وينشئون مشاكل متوالية على الأسرة ومجتمع المعتمرين والمجاورين لبيت الله الحرام , بحيث لا يؤويهم إلا الطرق والممرات , فيزعجون هذا ويوقظون ذاك , ويلحظون هذه ويضايقون تلك ,



حتى تكون لهم الطرق بمصراعيها مأدبات إبليسية تعلمهم كل بذيء من القول وقبيح من الفعل , ولسان حالهم يقول صفدت شياطين رمضان إلا شياطينهم .




أما الإناث من الأولاد فكثيرات هن اللواتي لا يعرفن حرمة البيت الحرام وحرمة الشهر المبارك , فلربما اختلت في مصعد أو طريق بأجنبي دون محرم, أو قد طاب لها أن تخرج إلى المسجد الحرام مع سائقها متعطرة متبرجة , فآذت وآنت , وما صلت وما صامت , تحمًّلت الوزر من حيث أرادت الأجر,


ربما اعتمرت فطافت وسعت ثم قصرت فحلت إحرامها , ثم خرجت إلى الأسواق كاشفة الوجه أو العينين , أثارت كوامن الشهوة بعينيها ففعلت بألباب الرجال كما تفعل الخمرة بالعقول ,فهي خراجة ولاجة , طافت بالأسواق , وسعت بين الغادي والرائح , ثم قصرت عن طاعة الله فحلت حياءها .





فيا لله شتان بين هاتين العمرتين , وما علمت المسكينة ولا علم أبواها ما يحملونه جميعا من الإثم العظيم بمثل هذه الأفعال التي
يتهاون فيها الكثيرون , والأب المسكين والأم المسكينة كيف يهنأ لهما عبادة في المسجد الحرام وابنهما وبنتهما يلعب بهما شيطان الجن والإنس .


فيا لله العجب كيف تـُضِـلّ مثل هذه الفتاة فئاما من المصلين , جاؤوا خاشعين لله فوقفت أمامهم بما يـُذهب الخشوع وروح العبادة , كيف لا وفي مثل هؤلاء يقول الشاعر :




قل للمليحة في الخمار الأسود ............. مـاذا فعلت بناسك متعبد




قد كان شمر للصلاة إزاره ............. حتى وقفت له بباب المسجد





ردي عليه صلاته وزكاته ............... لا تفتنيه برب دين محمد






أصلح الله شأن المسلمين ووفقهم للهدى والسداد وأعاذنا وإياهم من شر الشيطان وشركه , إنه سميع مجيب , وبالله التوفيق , ولا حول ولا قوة لنا إلا به , عليه توكلت وإليه أنيب




قال ذلك مقيده الفقير إلى الله



سعود بن إبراهيم بن محمد الشريم




محررا في 2/9/1421 هـ
أناااا حواء..
أناااا حواء..
الله يهديهم ويصلحهم ياااااارب
& ام جود &
& ام جود &
الله يهديهم
الزمرده$
الزمرده$
اب
صاحبة ال سمو
صاحبة ال سمو
لاحول ولاقوه الابالله جزاك الله خير ابدي بالحمله وان شاءالله يكون في دعم المهم انتي ابدي وربي يسرها وتنتشر لو وحده بس شافتها وتابت راح تدعيلك طول العمر ولك اجر من الله