تلبيس إبليس _ذكر بعض فتنه _وكيف نتجنبه
في البداية أحب الإشارة إلى أن الإمام ابن الجوزي رحمه الله ألف كتابا كاملا متكاملا شاملا يحوي من الفوائد الآلاف ومن القصص والعبر الكثير سماه تلبيس إبليس وهو يعد من الكتب التي تبصر المؤمن بعقيدته بالله تعالى , وما يجب أن يكون عليه من التوحيد والإيمان , ليبعده عن وساوس الشيطان وخطواته.
وما سأذكره هنا هو جزء بسيط من معين ابن الجوزي أحببت أن نتعلمه سويا ونذكر به أنفسنا علنا نتغلب على هوى نفوسنا ووسوسة شياطيننا.!!!!
طبعا أخواتي ألفاظ الكتاب جزلة لذا سنحاول تبسيط الأمور لفهمها إن شاء الله :
كيف لنا أن نجتنب إبليس ؟
من أهم الأسباب المعينة على ذلك والتي ذكرها الإمام في كتابه أمرين اثنين وهما:-
أولا: لزوم الجماعة
لما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال :"من سره أن يسكن بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة , فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين ابعد" وقال أيضا " يد الله على الجماعة , فان شذ الشاذ منهم اختطفته الشياطين كما يخطف الذئب الشاة من الغنم "
حقا ألا ترين اخيتي أننا حين نخلو بأنفسنا تتوارد الخواطر والأفكار علينا خاصة إذا كان هناك من الأمر ما يشغلنا فنستغرق بالتفكير وقد نشتم فلانا ونذم فلان .؟!! ونحدث أنفسنا بغيبة فلان؟! ونحلل المواقف ونبحث عما وراء الكلمة والحدث ؟!ونسترجع الأحاديث فنغضب على فلان ونقرر كذا ونلغي كذا ...الخ من هذه الأمور التي يعلمها الجميع.وكل هذا من تلبيس الشيطان ووسوسته.
ثانيا: التزام سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ,
حيث روي الصحابة"خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا بيده , ثم قال: هذا سبيل الله مستقيما" ثم خط عن يمينه وشماله ثم قال "هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه, ثم قرأ: " وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتَبعوا السبل فتفرَق بكم عن سبيله".
لربما كانت الثانية اشد من الأولى علينا لكثرة البدع والشبه في هذا الزمان وصعوبة الوصول إلى الحق فغدونا نبحث عن الحق كمن يبحث عن إبرة في كومة قش!! نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وان نرى الحق حقا ويرزقنا إتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه, وان يوفقنا لاتباع سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .
سأسرد لكن الآن قصة من فتن إبليس ومكائده التي تظهر لصاحبها الباطل حقا حتى يقع في المحظور ويعصي الله ليحقق إبليس وعده المشهور بإغوائنا أجمعين إلا من كان من عباد الله المخلصين :
يقول ابن الجوزي : حدثنا البناني رضي الله قال : بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا عليهما السلام فرأى عليه معاليق من كل شيء فقال يحيى: يا إبليس ما هذه المعاليق التي أرى عليك؟ قال: هذه الشهوات التي أصيد بهن ابن آدم, قال: فهل لي فيها من شيء ؟ قال: ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة وثقلناك عن الذكر, قال فهل غير ذلك؟ قال لا والله. قال : لله علي أن لا أملأ بطني من طعام أبدا, قال إبليس ولله علي أن لا انصح مسلما أبدا.
لم يسلم احد من غوايته أبدا فهذا نبي الله يحيى ابن زكريا عليه السلام يحاول غوايته وفي قصته عبرتين الأولى على لسان نبينا فقد تعاهد أن يجتنب طريق الشيطان ما حيي فترك المعصية أو ما يؤدي إليها واجب وهو جهاد كل مسلم .
والثانية أشار إليها إبليس حين قال لله علي أن لا انصح مسلما أبدا فالمسلم الحق يتبع أحسن القول والدين النصيحة لله ورسوله وللمسلمين . فهل نحن كذلك؟؟؟ هل نحن منتصحون؟؟هل نحن منتهون؟؟
واليك هذا النبأ الذي بلََغنا به نبينا صلى الله عليه وسلم وهي من الإسرائيليات الصحيحة الواردة في السنة حيث قال: " كان راهب في بني إسرائيل فأخذ الشيطان جارية فخنقها وألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب, فأتي بها الراهب فأبى أن يقبلها فما زالوا به حتى قبلها فكانت عنده فأتاه الشيطان فسوَل له إيقاع الفعل بها فأحبلها. ثم أتاه فقال له: الآن تفتضح يأتيك أهلها فاقتلها فان أتوك فقل ماتت, فقتلها ودفنها, فأتى الشيطان أهلها فوسوس لهم وألقى في قلوبهم انه أحبلها ثم قتلها ودفنها فاتاه أهلها يسألونه عنها، فقال: ماتت. فأخذوه فاتاه الشيطان, فقال أنا الذي ضربتها وخنقتها وأنا الذي ألقيت في قلوب أهلها وأنا الذي أوقعتك في هذا فأطعني تنج, اسجد لي سجدتين, فسجد له سجدتين ,فهو الذي قال عز وجل:" كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين"
هذا قليل من كثير(القصص كثيرة والبلايا عظيمة) نسأل الله أن ينجينا من حبائل الشيطان.
فلننتبه جميعا فالأمر جد خطير فقد نعبد الله سنين طويلة ثم نلقاه صفرا لا تحوي صحيفتنا شيئا مما عبدناه به
لا اقصد أن أحبطكن ولكن هذا واقع حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم لان غواية الشيطان باقية ما بقيت الحياة على هذه البسيطة وهو ما ابتلانا به ربنا لنفوز بالجنة أو نعاقب بالنار, نسأل الله الأولى ونعوذ به من الثانية ونسأله الثبات وحسن الخاتمة .
قال رجل للحسن البصري : أينام إبليس؟ قال : لو نام لوجدنا راحة
طبعا لا يخفى عليكن أن التلبيس إظهار الباطل في صورة الحق. وقد شبه ابن الجوزي في كتابه ومثله تمثيلا رائعا فقال: " واعلم أن القلب كالحصن, وعلى ذلك الحصن سور, وللسور أبواب, وفيه ثلم وساكنه العقل,والملائكة تتردد إلى ذلك الحصن, والى جانبه ربض فيه الهوى والشياطين تختلف إلى ذلك الربض من غير مانع , والحرب قائمة بين أهل الحصن وأهل الربض , والشياطين لا تزال تدور حول الحصن تطلب غفلة الحارس والعبور من بعض الثُلم."
فينبغي للحارس أن يعرف جميع أبواب الحصن الذي قد وكِل بحفظه وجميع الثلم, وان لا يفتر عن الحراسة لحظة. فان العدو ما يفتر. ( انتهى كلامه) .
وقد ذكر المؤلف من صنوف تلبيس إبليس ألوانا عديدة ولم يترك اللعين بابا إلا دخل منه ولم يسلم منه عابدا ولا زاهدا ولا تقيا ولا عالما ولا غنيا ولا فقير فأين نذهب نحن ؟؟؟؟ وماذا نفعل؟؟؟ وكيف النجاة؟؟؟
وسأذكر بعضا من تلبيسه على سبيل المثال لان العرض يطول والأمر مهول ؟ والتفصيل محال.
في الاستنجاء والاستطابة والحدث : يلبس على البعض بطول المكث في الخلاء.
في الوضوء الإسراف في الماء أو المبالغة في الطهارة.
في الصلاة ألوان وألوان كتأخيرها . الشك في النية. ترك السنن. الإكثار من صلاة الليل ( الأصل في الدين الاعتدال واتباع السنة).
في قراءة القرآن : القراءة المجتمعة والمرتفعة. اللحن في التلاوة. الرياء في القراءة.
في الصوم: الصوم الدائم ( صيام الدهر). الرياء في صوم النوافل.
في الحج كالخروج له في حال الدين . تضييع الصلاة . اختلاط النية للتجارة وغيرها.
في التوكل عدم الأخذ بالسباب (فيصير تواكلا)
في الأمر بالمعروف طلب الذكر والعجب. الغضب للنفس .
وغيرها الكثير
وبإذن الله سنكمل الحديث فيما يتعلق بنا نحن النساء في الجزء الثاني وهو ما يهمنا على وجه الخصوص
الصفراء @alsfraaa
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الله يستر علينا دنيا وآخره
ويرحمنا برحمته ويهدينا الى صراطه المستقيم
ويقينا شر الفتن وشر الشيطان ووساوسه آآآآآآمين ...
موضوع يستحق التميز ..
والثبيت ....
ويرحمنا برحمته ويهدينا الى صراطه المستقيم
ويقينا شر الفتن وشر الشيطان ووساوسه آآآآآآمين ...
موضوع يستحق التميز ..
والثبيت ....
الصفحة الأخيرة
بارك الله فيك غاليتي الصفراء على
هذه المقالة المثريه بما فيها من معلومات قيمه
وصحيحه .. والتي قد نغفل عنها لنفس السبب!! ((الشيطان))
والعياذ بالله منه ...
انا في اشد الشوق للتتمة
واتمنى ان احظى بالمزيد من هذه المقالات الرائعه
ذات الطابع الواقعي ...
والمثبته بالأدلة من حياتنا اليوميه!!
والتي تلمس الجانب النفسي
والمعنوي والروحاني ..
والتي تجيب عن كثيرٍ من الأسئلة المحيره احياناً!!
الله يستر علينا دنيا وآخره
ويرحمنا برحمته ويهدينا الى صراطه المستقيم
ويقينا شر الفتن وشر الشيطان ووساوسه آآآآآآمين ...
.
موضوع يستحق التميز ..
والثبيت ....