بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده ؛ والصلاة والسلام على رسوله وعبده ؛ أما بعد ..
فقد انتشر بين صفوف المسلمين ذلك الهاتف الذي يحتوي على " كاميرا تصوير" ؛ وقد ظن كثيرون بادئ بدء أن المسألة لا تتعدى كونها كاميرا ؛ فإذا بالأمر أبعد من ذلك بكثير ؛ حيث صار هذا الهاتف مأساة بشعة ؛ وله أبعاد مخيفة ؛ حتى ضرب أعظم الأمثلة بنقله المجتمع إلى مستنقع الرذيلة وأودية التلف
فصرتَ ترى رجالاً مفتونين يقلبون الصور في مجالسهم التي صارت كمجالس الأطفال !!
وصرت ترى نساءً خلعن جلباب الحياء يقلبن صور الفاجرات والعاريات !!
وهل تتلذذ بصورة الفاجرة إلا مثلها ؟؟ !
والأمر الأدهى الذي يفطر القلوب ؛ ويُبكي العيون ؛ أن كثيرا من الناس يجهل حقيقة هذا الهاتف ففتح الباب لنسائه ( الهاربات إلى الأسواق ) ليلجن كل رذيلة ؛ ولعله لا ينتبه إلا بعد وقوع الطامة على حد
قول القائل :
ولا يتقون الشرَّ حتى يصيبَهم = ولا يعرفون الأمرَ إلا تدبرا
وتأمل صفات هذا الهاتف حتى تعلم عظم المأساة :

بمن صور أو صورت بوضع لا يليق ؟؟ !! يا للحسرة .. !!

إقرأ جيدا :


هذا ما ظهر ؛ وستر الله أعظم ولا شك ؛ نسأل الله أن يعاملنا وإياكم بجميل ستره

فإذا دخلت مجمعا تجاريا رأيت أسرابا من النساء اللاتي لا رجال لهن ؛ وقد علقت كلُّ واحدة منهن هاتفها في يدها ( بطرا ورئاء الناس وترفاً يُخشى عاقبتُه .. والله ) ؛ وترى مجموعة من الفساق وقد أمسك كلٌ منهم هاتفه ؛ وهو في قمة الانهماك في المراسلة ؛ ثم يزعجك بعد ذلك رنين الرسائل
وإذا بالرسائل تتناقل ؛ وإذا بأناس كالسكارى لهول ما يرون ؛ والمصيبة إن كانت هذه الصور لامرأةٍ مغتصبة ؛ أو ذنب ستره الله ؛ فينشرون فضائح الناس ؛ وهذا حرام ؛ وحريٌّ بأن يعاقب الله سبحانه من فعله بأن يهتك ستره لهتكه ستر الناس
فليس وقوع الناس في الخطأ مسوغا لفضيحتهم ونشر صورهم
وقد قال صلى الله عليه وسلم : " من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة " ؛


ألا يعلمون أن المرأة ضعيفة فإذا تحرك داعي الفتنة لا يمنعها ( دينٌ ولا أصلٌ ولا فصل ولا مكانة.. !! )
فإذا بعالية النسب والمنـزلة تنام في أحضان سائق أو رديء الأصل والمنـزلة !! ؛ أيها الرجال ( إن المسألة شهوة .. فأين عقولكم ..؟؟ !! )
ما الذي يجعل امرأة نظيفة تستعمل هذا الهاتف الموبوء ؛ هل لصور الذكرى أو صور الأطفال !! هل هذا عذر سائغ ؟؟ !!
إن هذا منتهى الحماقة ؛ وهذا هو الكذب الممجوج الذي لا يصدقه السفهاء

وهذا مما يدفع بالرجل الغيور أن يضيق حضور حفلات الأعراس بأشد ما يستطيع ؛ وذلك بأن يجعل حضور الزواج عن طريق كروت الدعوة ؛ وأن يأتي بحراس نساء يفتشن الشنط ويمنعن دخول الكاميرات ؛ وأي امرئ يعلم أن شرفه رأس ماله ؛ وأن أعراض إخوانه المسلمين الذين جاءوا ليشاركوه في فرحه أمانة في عنقه ؛ لم يعتذر بعد ذلك بحجة الإحراج والحياء

منه موقف الجاد ؛ ( فليس معنى أن الفتاة أذنبت مع شاب أن هذا يجيز فضيحتها ) ؛ ولو أن الله ابتلاك في مثل موقفها هل تُسر أن يتناقل الناس صورتك أو صورة أحد أقربائك ؟
( لا تقل : نحن .. ونحن , فالأمور بيد الله يصرفها كيف يشاء ؛ ولندع النفخة الكاذبة .. أنا نحن آلُ فلان أو آلُ علان ) ؛ فمن اعتمد على أصله وفصله هلك ؛ إنما نحن جميعا نتقلب في ستر الله ؛ فهل يفهم العاقل ذلك ..؟

ولا يجوز النظر للصور المخلة ؛ لا سيما التي تحتوى على العهر والفساد
وينبغي للرجل الغيور وان كان قليل الدين ألا يمكن المرأة من استعمال هذا الهاتف ؛ بل لابد أن يعلم أن الهاتف عموما - حتى وان لم يكن فيه كاميرا - يستعمل بنطاق الحاجة ؛ فليس لها الحق أن تتكلم به متى شاءت وكيفما أرادت
فأين العقلاء العارفون ؟ !!

وعلى ولاة الأمر أن يسارعوا بإيقاف هذه المآسي ألا تنتشر بين صفوف المجتمع ليس بتجريم هذا الفعل فحسب ؛ وجعلِ من تناوله تحت طائلة القانون فهذا لا يجدي ؛ بل الواجب إيقاف هذه الخدمة التي نشرت الفضائح .
وكيف هو الأمر لو أن رجلاً كبيراً أو مسؤولاً بُثَّت له صور تفضحه ؛ وتجعل مواراته في التراب خير من ظهوره ؛ فماذا عساه أن يفعل ؟
أين عقلاء بلدي .. ؟ أين رجال بلدي .. ؟ أين الناصحون .. ؟ أين هم .. ؟ !!
أليس منهم رجل رشيد ؟ !!
وليحذر بعض من يراهم الناس قدوة من الرجال والنساء من استعمال هذا الهاتف ؛ الذي أصبح في أعين الناس لا يستعمله إلا متّهم ؛ ليحذروا أن يفتحوا للناس باب العذر؛ ويفتحوا عليهم باب الشبهة : أن فلانة ( المستورة ) تستعمله ؛ وفلان ( القدوة ) يتعامل به ؛ فلا يكونوا بوابةً لولوج الناس في الباطل ؛ ولا يقولوا :نحن نستعمله استعمالا حسنا فأي استعمال حسن ؟ ! ؛ كل المسألة تصوير في تصوير؛ فلندع السخافة !!
ما أقبحَ الصورة وأنت ترى من تزيَّت بزي الصالحات ؛ وهاتفها معلق في شنطتها ؛ على الأقل استتري عن أعين الناس .
أين الحياء والعيب؟ وأين الولي الذي يزعم الرجولة..؟! ألا ترى .. ؟ !!
ويقولون : استعمال حسن إن هذا مما يُضحك الثكلى !!

كما أن الواجب المسارعة في التبرؤ من هذا الإثم العظيم ؛ والتخلي عن هذه الأجهزة ؛ وإعلان التوبة لله رب العالمين ؛ فقد أنعم علينا فلا يحسن بنا أن نكفر نعمه؛وستر علينا فلا نكشف ستره
هذه كلمة إنذار لإخواننا بينت فيها مغبة هذا الأمر وخطورته ؛ كتبتها إبراء للذمة ؛ وكشفا للبس ؛ نسأل الله تعالى أن يعاملنا بجميل ستره ؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول