البطة

البطة @albt

عضوة جديدة

تلك الصباحـــــات .. تلك الأمسيــــــــــات

الأدب النبطي والفصيح

هل أزفت اللحظة التي يتعين علي فيها أن أكتب إليك ؟أتكون رسالتي إليك مفاجأة ؟ أم تراك في أنتظارها ؟ أياً كان الامر كانت فكرة الكتابة إليك تراودني , دعني أقول انها تلح علي, وفي كل مره أمسك بالقلم كي أكتب يداهمني ,الإرتباك , بدا لي أن الكتابة اليك تحتاج الى مزاج أخر غير الذي أنا فيه , ثم تيقنت أني أهرب من هذه الكتابة , كي أهرب من حقيقة أن الحياة أخذتك الى مدار أخر , ويقلقني أني قد لا أستطيع قول ما أحسه نحوك , وأنك قد لا تدرك ما الذي تعنيه لي ..
حين نكتب إلى شخص نحبه لا مجال للتوتر وللمجاز , البلاغة حيله تسعفنا حين نكتب لاناس أخرين لا يفدينا أمرهم كثيرا , لكن بودي ان اقول ما أحس , ما أرغب في قوله ولكني عاجز عن الكتابة , ليس لاني لا أعرف ما اريد أن اقول , وليس لأنه لا يوجد لدي ما أقوله , وأنما لا أعرف كيف أقوله .
حين يغيب عنا شخص نحبه , ينكسر نظام العاده الذي ألفناه في حياتنا , الأوقات المعتاده في الحديث معه , الأمكنه التي جمعتنا وإياه , الشوارع التي مررنا بها معه , تغدو الأمسيات وكذلك الصباحات موحشة , وسنحتاج الى وقت طويل كي نألف غيابه , كي نفيق من صدمه انه غاب أو بعد , أما ما أنكسر من نظام العادة اليومي فلن يرهم أبداً , كجرة انكسرت فلم يعد بالإمكان تجميع شظاياها.
أكتب اليك والسماء غائمة هنا أيضاً , وأشعر أن هذا الجو الرمادي يشيع حزناً عميقاً في روحي , ولا أدري أذا كنت أنا من يشيع هذا الحزن في العالم من حولي . الحزن يأتي من الروح ياعزيزي ..الحزن يستوطن الروح , ولا يقيم خارجها , لأن العالم التي يداهمنا فيها الحزن , يكون منصرفاً الى حال سبيله , مليئاً بالضجيج كالعادة , غير أبه بما نحن فيه .
البارحة ليلاً أجتاحني الأرق أتعرف تلك الحالة المعذبة حين يستعصي عليك النوم , فيها الإرهاق يدب في كل أعضاء جسمك ..أطفأت نور الكهرباء , أشعلت شمعة ورحت أتامل فيها تذكرت ما قرأناه معاً عن أن خيالات شعلة الشمعة ساذجة ومعقدة , عاقلة ومجنونة على حد سواء .الشعلة عالم للأنسان وحدة , وبالقرب منها نذهب الى الحلم بعيداُ , فهذه الشعلة الرقيقة الرجراجة , الهزيلة التي تناضل لتحافظ على وجودها تطلق في أرواحنا عشرات التأملات والتداعيات والأحلام . على ضوء تلك الشمعه التي أستحال ظلها دائرة من نور ناعس في سقف الغرفة أغمضت عيني , لم أنم كما أشتهي , وانما أستسلمت لشريط عذب , مفرحٍ ومحزنٍ , مبهجٍ ومعذبٍ عن تلك الأمسيات.. عن تلك الصباحات .

منقول للكاتب د. حسن مدن
7
801

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عطاء
عطاء
كم استمتعت وأنا أقرأ عن تلك الصباحات وتلك الأمسيات. جعلتنى تلك الكلمات أبحر دون أن أشعر حتى وصلت إلى نهاية الرحلة الماتعة,

ولم أكد أشعر بذلك الوصول وتلك النهاية00

نقل موفق عزيزتي البطة,بوركت يمينك ,وإن كنت أتمنى أن أقرأ لك شيئا من مخطوطك..لاتجعلينا نعاني طول الانتظار
البطة
البطة
أحببت فيك حسك المرهف كما لاحظت , وكلماتك جميله تشرح النفس شكرا مره ثانيه وان شاء الله اتابعيني مواضيعي دايما....
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
السلام عليكم

عزيزتي البطة

جميلة تلك الصباحات وتلك الأمسيات

تعيد لكل من فقد أحبته ذكراهم المتوارية خلف غيوم التناسي

تلك الغيوم التي نضطر لتكثيفها في سماء الذاكرة

لتمتص البخار المتصاعد من أرواحنا المنصهرة ألما ً على من فقدناهم

ولا بد لنا من فقد الأحبة في بعض الأحيان

وكما قال الدكتور / هاشم عبده هاشم ...





(( نفقد في بعض الأحيان أصدقاءنا ,,,

أحباءنا ,,,

أقرب الناس إلينا

يحدث هذا – أحيانا ً – بفعل الوفاة ,,,

ويحدث بفعل تبدل الظروف العملية أو الاجتماعية الخاصة ,,,

ويحدث نتيجة لاختلاف وجهات النظر ... وتعارض المصالح ... وتداخلها

ويحدث لأسباب نفسية ,,,

وحسية ,,,

ومزاجية ... غير مفهومة !!!



وهكذا ...

يفقد الناس بعض أصدقائهم لأسباب مختلفة

بعضها منطقي ... والبعض الآخر غير مفهوم ... وغير مبرر !!!


ولكن من نفقدهم ...

يختلفون أيضا ً ...

يختلفون في مدى تأثيرهم على حياتنا


فهناك من نشعر بأننا فقدنا جزءا ً منا ...

بعض إحساسنا ...

ووجودنـــــــــــــا



وهناك من لا نشعر بأهمية هذا الفقد ...

سواء أكان ذلك دائما ً أو مؤقتا ً




وهناك من نشعر ...

ولكن بعد فترة من الزمان ... بأننا محتاجون لهم ...

وراغبون في عودتهم إلى حياتنا




وهناك من نشعر بأن ( الخلاص ) منهم ...

قد أراحنا !!!

وأن حياتنا بدونهم قد مالت إلى الاستقرار...

وخلت من المنغصات


لكننا في أحيان أخرى ...

قد نشعر بأننا اشتقنا حتى لتلك المنغصات !!!

بعد أن تعودنا عليها ...

وتعايشنا معها ...

وألفناها ...

وأصبحت جزءا ً من حياتنا الطبيعية



وفي كل الأحوال ...

فإن الفقد مُرّ ...

لكن درجة المرارة المختلفة ...

هي التي تجعل الحياة ...

ذات طعم ٍ مختلف ٍ أيضا ً !!! ))
الضوء الخافت
الضوء الخافت
آه لقد اثرت دموعي وحركت قلبي الفراق و الوداع سنة الحياة الدائمه
عند تلا قينا معهم خاصة ان كانو احبه تغمرنا السعادة والفرح نحس
أن الوقت يمر سريعا معهم في كل شئ يمر سريعاعندما نضحك معهم
وعندما ننام معهم و عندما نتحدث معهم وبعد هذا وذاك آآآآآآآآآآآآآآآآه
تقترب النهايه تأتي ساعة الصفر النقطة الحاسمه عندها ... وعندها فقط
نحس بدقات قلوبنا المتباعده عندها وعندها فقط ... نحس بالاختناق
عندها وعندها فقط ... تنهمر دموعنا على اخدنا عندها وعندها فقط...
تقترب اجسادنا من بعضها عندها وعندها فقط ... يجافي النوم عيوننا...
وعندا أيضا نحس ان كل شئ قد خلا علينا وعندها ندعو الله ان يجمعنا بهم
فيما بعد ... وعندها يعود <الروتين> الممل الى حياتنا...
عزيزتي البطه لقد اثرت ما يخلج في نفسي وبالي
حيث انني الان اودع الكثير من احبابي واعزائي
اللذين كان اخرهم اليوم
جزاك الله خيرا
البطة
البطة
أحلام اليقضه
جميل ما كتبتي وأخترتي...ولي رجاء منك أود أن اعرف المزيد من كتابات الدكتور هاشم فأسلوبه أعجبني جدا يماثل أسلوب الدكتور حسن مدن...وأرغب في معرفة المكان الذي أستطيع ان اقرأ له بأستمرار... ولكي مني كل الحب والتقدير.

الضوء الخافت
لا أفقدك الله عزيز ولا أراك مكروه فيه...وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم...ولا تتحسري ولا تندمي ،المهم ما تكنيه لهؤلاء الناس من حب ولا تسألي عما يكنه الناس لك وكوني واثقه ان من احبك لوجهه الله فلن يستطيع على فرقاك وانتظري لانهم سيعودون وستذكريني حينها...وفقك الله وأسعدك ان شاء الله.