تلك هي صديقتي

الأسرة والمجتمع









عندما تكون صديقتي بجانبي أشعر معها بالثقة أو بالقوة
وقد يكون شعوراً بالفخر .. كيف لا والصداقة الحقيقية
أصبحت عملة نادرة جداً نبحث عنها بين الكثير ممن

يرتدون ذاك القناع ( قناع الصداقة ) والصداقة منهم براء !!
لفت نظري منذ أسابيع قليلة خبر تبرع رجل سعودي بكليته لصديقه !!
لم يتبرع لأمه ولا لأباه ولا لأخيه ولا لإبنه بل تبرع لصديقه !!
هنا فقط تكتمل صورة الصداقة في رداء الوفاء ..
هنا نقف ونصفق إعجاباً بهذه اللفتة الإنسانية
التي تضرب في عمق البشرية ..
إذاً لا يزال العالم بخير ولا تزال البشرية تعرف العطاء
وتعرف الوفاء وتعرف المحبة لوجه الله وتعرف الإخاء ..
فهذا كله نجده في تلك الكلمة .. الصداقة ..


فالإنسان كائن إجتماعي لا يحتمل العيش منفرداً

ولابد له من صحبة يعينها وتعينه على تحمل تكاليف الحياة...
هو يأنس ببني جنسه ويرتاح إلى قرنائه
ولذا يبحث الإنسان دائماً عن صديق يرتاح إليه
ويلجأ إليه في وقت الحزن والفرح ويأتمنه على أسراره.

فالصداقة علاقة إجتماعية وثيقة في حياة الفرد

حيث يكتسب منها أشياء كثيرة ولها دور فعال
في حياة الشعوب ، ولكن يجب أن تقوم على أسسها الصحيحة
بعيداً عن الإنتهازية والمصالح الشخصية ، ومن أهم الأسس
التي تبني الصداقة المتينة الحب الصادق والمشاركة الوجدانية
والتوافق والتآلف وإئتناس الروح بالروح .

وأعلى درجات التآلف هي التي تجمع بين المؤمن ونظيره

وتدوم وليس من الحكمة في شئ بناء صداقة دون معرفة
بجميع أحوال الصاحب النفسية والإجتماعية ..
ومن هنا تنطلق القناعة والثقة بجدارة مصاحبة
من إخترناه بعد أن تأمن نفوسنا إليه وتختبره.

ولعل من أهم عوامل إستمرارية الصداقة

بعد بنائها الإخلاص.. وهو يعني أن لا يكون في العلاقة
تكلف أو زيف أو أطماع شخصية.


جاء في القرآن والسنة عن الصداقة:

يقول الله تعالى:
( الإخلاء يومئذٍ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) صدق الله العظيم
( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياويلتي ليتني لم أتخذ فلاناً
خليلاً لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا )

صدق الله العظيم

ويقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

ويزيد الرسول تأكيداً على فوائد إختيار الصديق

الصالح بقوله عن ربه تبارك وتعالى
( قد حقت محبتي للذين يتحابون من أجلي وحقت
محبتي للذين يتصافون من أجلي وحقت محبتي للذين
يتزاورون من أجلي )


لذا عليك أختي الكريمة أن تحسني إختيار

الصديقة التي تزيدك قربى من الله ..
الصديقة المؤمنة الملتزمة التي تكون معك على درجة
من الصراحة والصدق عاليين..

وإياك والحمقاء فإنها تأخذك إلى المهالك ..

وإعلمي أن الصداقة لا تنتهي بإنتهاء العمر
ولكنها تحمل آثارها وتبعاتها إلى ما بعد الموت ..
فصداقة الأشرار تورث الندامة وسوء المنقلب
في الآخرة.. وصداقة الأخيار تعود عليك بالفوز
في الدنيا والآخرة..
جمعنا الله مع أصدقائنا الحق الأخيار
في جنات النعيم على سرر متقابلين ..










24
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

العدنانيه
العدنانيه
كلاااام سليم جزاك الله خير
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
الغالية أم احمد :
الصداقة عالم خاص له قيمه ومثالياته
سعيد من يجد صديقاً مخلصاً يصطفيه ويأتمنه ..
يبثه أحاسيسه وخلجاته ..
يصغي إليه .. ويبادله الإصغاء ..
يكون معه في السراء والضراء .. عوناً ومعيناً ..
قد يكون الصديق أقرب من الأخ عند بعض الناس
ورب أخ لك لم تلده أمك ..
ولا يستوعب المجال فالصداقة عالم زاخر وحياة تتفتق عطاءً وتنضح وفاءً
أم أحمد ..
طرحك رائع يملأ العين وينعش الروح ..
أجدت ووفيت .. وضربت من الواقع مثلاً رائعاً للتضحية في سبيل الأصدقاء
جزاك الله خيراً ..
وبارك قلمك المميز ..
ودمت ألقاً وعطاءً ...
تغريد حائل
تغريد حائل
الغالية أم أحمد:
طرحكِ بزغ ألقاً
وعانق أحضان الثريا..!
سكبكِ.. فاره الوجد
كــ احاسيسكِ الشفافة المتدفقة من نهر الوفاء والنقاء ..!
بوركتِ يارونق الزهر ..
أثابكِ الرحمن، وألبسكِ تيجان من نور في الفردوس الأعلى أنتِ واحبائكِ!!
قلبٌ أدمته الجراح
جميلٌ طرحك ياغالية...

بارك الله فيك وفيما كتبتِ
سلمت يا وطني
سلمت يا وطني
اللهم اجعلنا الجلساء الذين لا يشقى بهم جليسهم لا دنيا و لا اخره يا رب