
من فوق تل العروبة... كان هناك الإنسان..!
وتنفست أحرفي الصعداء...
وتأملتُ حمامة كانت تجول بأفق السماء.
خاطبتها بلغة الأدباء...
أتجدين حرفي مرفوعاً؟ أم مكسور الجناح؟
وقبل أن تُجيب..
رحلت لسماء غيومها كفن مناضل شهيد...
آه ياللفيحاء..!
آه ياصوت طنين العابثين...
آه ياحقيقة كانت كذبة إبريل...
آه ياجرح... شهيق آهاته زفير باكٍ ليلة العيد...
النصر قريب... النصر قريب..!
بكت حمامتي، وتسربلت ثوب الحداد...
وعادت عند تل اللقاء...
عادت بأكداس الأحزان...
وتذكرت زبد السؤال...
وقبل أن تُجيب...
رحلت لسماء جندي قلبه ضرير.
حمل السلاح، وشرّ بشار... أسود القلب والضمير.
ومزج الدين بالتقصير...
أضاع الصلاة، وكبر في يوم التكبير...
وفي الأمس القريب... مسح على رأس يتيم...
واحتوى فقير...
آه ياسعادة لاذت بالفرار..!
آه يامحراب فقد صوت الأذان..!
آه ياقلب... ياحجر صوان..!
الله يمهل الحساب..!
فمتى التوبة ياإنسان؟!
بكت حمامتي.. وعظُمتْ رقعة الحداد...
وعادت باضعاف أكداس الأحزان...
وتذكرت زبد السؤال!
ونسيتُ بفطرتي حروف السؤال.
وقبل أن ترحل ...
خاطبتني بحكمة طائر مجروح...
أأنتم بشر؟ أم ركام أحزان؟ أم سلالة أمجاد؟
تلعثمتُ بالجواب.
وشرد فكري... بعروبة داخل برواز:
عزة، وإباء... وجبروت قاهر للرجال...
أمتعة... أحقاد، وأضغان...
وقذائف رسمت الدماء أشلاء...
واقع طمس الجواب!
وانسكبت أدمعي على عروبة باتت رهينة الوعود الزائفة...
حمامتي رحلت، وبفمها مئة سؤال...
وبقي العلم عند الله... جواب كل سؤال.
وعدتُ لتل اللقاء...
ترتشف أفكاري... ذكرى غار حراء!
وقصة الإسراء، والمعراج!
وقصة أصحاب الأخدود!
لعلني أفيق على هديل حمامتي.
وأرسم داخل برواز..!
صورة عروبة... يدها بيد أخيها الإنسان!!
وقدوتها صفوة الأنبياء.
وأرسم داخل برواز..!
صوت مجلل بالحق!!
لعل الفيحاء تعود لظلال عروبة أبية.
داخل برواز الإخوة في رحاب الإسلام..!
ومن فوق تل العروبة... نريد قلب، وعقل إنسان!
هل أبكاها ذلك الشجو الحزين..؟
بوحٌ جميل ياتغريدنا..
بورك فيك..
همسة..
قلمك يذكرني بقلم جميل كان هنا.. ومضى بلا وداع..!!