تمنيت لو اني اسوي لزوجي مثل هالحريم والله اغبطهن

الأسرة والمجتمع

تمنيت لو اني اسوي لزوجي مثل هالحريم والله اغبطهن



بقلم الاستاذة نجاح الظهار


على مر العصور وتعقاب الأزمان،تٌسمع أنات المشتاقين، توجع الفؤاد، ودموع العاشقين تذيب الأكباد، و روم الوصال هو الغاية،فسمعنا قصصاً وحكايات أخذت بمجامع القلوب، والهبت الاحساس،واثارت الشعور والوجدان تلك هي (قصص الحب العذري) فاصبحت تراثاً أدبياً منقوشاً في مخيلة الزمن، واكسيراً يسري في وجدان الاجيال فهل هذا هو الحب حقاً؟
انها ومضة برق خطفت الأبصار، وبقعة سراب خدعت القلوب.
ان الحب الحقيقي هو ذلك الحب الايماني الذي يتدفق فيه الشعور الوجداني، ويفضي بالشوق والرغبة والخوف على المحب، الخوف عليه من عوارض الدنيا ومافيها من بٌعد وعدم لقيا دائمة لا تنقطع.
ان اسمى وأرفع معاني الحب، لم يذق حلاوتها الا القلة التي تخطت بعواطفها حواجز الحياة الدنيا، وصعدت بحبها الى روضات الجنان..
هذا هو الحب الحقيقي الذي يجهل طريقه الكثيرون، فحرموا من لذائذه،ففاتهم ما فاتهم.
فهل تسمح لي حواء بأن ارشدها الى هذا الحب الذي غاب في عصر الماديات، وتوارى بعيداً حتى لا يتلوث بأدران المادية، وانما قبع في غار لا يعرف طريقه الا العبَّاد.
ان حب الزوج ليس هو تلك الكلمات المعسولة التي تسكبينها في أذنيه فيخفق قلبه طرباً.
ان الحب الحقيقي هو أن تفلحي في ربط قلبه بالآخرة، وأن تعمقي حب الله في نفسه، وأن تغرسي خوف الله في ضميره، وأن تعينينه على فعل الخير..
فكثيراً ما تتباهى حواء بحبها لزوجها، وتظل ليلها ونهارها تصف عظم ذلك الحب ، ولكن لو كشفنا غطاء الحقيقة لوجدنا أن حبها دنيوي زائل، فزوجها الذي تحبه وتخاف عليه من نسمة هواء لا يواظب على أداء صلاته، حتى صلاة الجمعة تراه يهملها، وهي لا تحب ايقاظه حتى لا تقلق منامه، وزوجها الحبيب يشرب الدخان، ويكشف على غير محارمه، وهو كثير الكذب والغيبة والنميمة.
و هي تعلم ذلك كله ولكن لا تريد ازعاجه بالنصائح.
مثل هذه الزوجة انانية مخدوعة في مشاعرها، لأنها أحبت الرجل لذاتها،لدنياها،و لو كانت تحبه حقاً لخافت عليه من القبر وضمته والحساب ورهبته.
قد تتعذر حواء بأنها تود نصحه وارشاده، ولكنه يغضب ويرفض تقبل أي كلمة.
هنا ساتوقف لاسأل حواء:أين ذكاؤك؟ لم لا تسخدمين الوسائل الطبيعية التي تسري في دمائك؟!
هذه الوسائل التي صرح النبي عليه الصلاة والسلام بفعاليتها ونجاحها وقوة تأثيرها،قال عليه الصلاة والسلام: ( لم أر من ناقصات عقل و دين اغلب للب الرجل الحازم من احداكن) فالمرأة لها غلبة على الرجل مهما بلغت درجة حزمه وشدته.
و لقد اعترف الكل بهذه المقدرة الطبيعية المغروسة في داخلها فقالوا: المرأة التي تهز المهد بيد تهز العالم باليد الاخرى.
وقالوا: وراء كل رجل عظيم امرأة.
فصلاح الأمة مرهون بصلاح المرأة، وفسادها كذلك مرهون بفساد المرأة.
و لقد أدرك الغرب هذا الأمر ووعوه فسلطوا الضوء عليها وجعلوا من هذا الكائن اللطيف معولاً يهوي على رؤوس الخير.
وهي أبرع جند ابليس، وأكثرهم حذقاً ان سارت في كتائبه لذا ذكر المصطفى عليه الصلاة والسلام ان اكثر اهل النار من النساء.
فعن ابن عباس قال: قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( أٌريت النار أكثر اهلها النساء)
ولكن تاريخنا الاسلامي المجيد مليء بقصص النساء اللواتي عرفن طعم الحب الحقيقي و تذوقن حلاوته في الدنيا، وسيتذوقنا بمشيئة الله في الآخرة، فهذه عمرة امرأة حبيب العجمي كانت تحث زوجها على العبادة، وتغريه بالحصول على خير زاد، انتبهت ليلة وهو نائم، فانبهته في الحرن وقالت له:
( قم يارجل، فقد ذهب الليل وجاء النهارن وبين يديك طريق بعيد و زاد قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قٌدامنا، ونحن قد بقينا)
ولله در امراة كانت توصي زوجها قائلة:
(أقسمت عليك أن لا تكسب معيشتك الا من حلال، أقسمت عليك أن لا تدخل النار من اجلي، بر أمك،صِل رحمك، لا تقطعهم فيقطع الله بك)
و ما اروع صنيع تلك المراة التي تدعي هنيدة،فقد كانت تقوم اذا مضى من الليل ثلثه او نصفه، فتوقظ ولدها و زوجها وخدمها،فتقول لهم: قوموا فتوضأوا وصلوا فستستغبطون بكلامي هذا،فهكذا كان دابها معهم حتى ماتت، فرأى زوجها في منامه:ان كنت تحب أن تَزَوَجها هناك فأٌخلفها في اهلها بمثل فعلها،فلم يزل داب الشيخ حتى مات..
وهذه ام سليم بنت ملحان زوجة الصحابي الجليل أبو طلحة الأنصاري تعين زوجها على فعل الخير وتحثه عليه ليزداد أجراَ، وترتفع منزلته في الآخرة
يورى أن جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:اني مجهود،فارسل الى بعض نسائه فقالت:والذي بعثك بالحق ماعندي الا ماء،ثم ارسل الى اخرى،فقالت مثل ذلك،وقلن كلهن مثل ذلك فقال رسول الله لى الله عليه واله وصحبه وسلم: ( ومن يضيفه يرحمه الله)
فقام رجل من الانصار يقال له:ابوطلحة فقال:أنا يا رسول الله،فانطلق به الى رحله،فقال لامراته(ام سليم) هل عندك شيء؟
قالت:لا الا قوت صبياني قال:فعلليهم بشيء ونوميهم،فاذا دخل ضيفنا فاريه انا ناكل فاذا هوى بيده لياكل فقومي الى السرج كي تصلحيه فاطفئيه،ففعلت،فقعدوا فأكل الضيف وباتا طاويين فلما اصبح غدا الى رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم: (لقد عجب الله من صنيعكما بضيفكما الليلة)
وفي اخر الحديث فانزل الله عز وجل قوله تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) {الحشر:9}
وعن المصطفى صلى الله عليه واله وصحبه وسلم:{رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى ثم ايقظ امراته فصلت فان أبت نضح في وجهها الماء،و رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها فصلى،فان أبى نضحت في وجهه الماء}
وهكذا كان سلفنا الصالح يبحث عن المرأة التي تعين زوجها على عبادة ربه،دخل الشعبي سوق الرقيق فقيل له:هل من حاجة؟قال :{حاجتي صورة حسنة يتنعم فيها طرفي ويلتذ بها قلبي وتعينني على عبادة ربي}بهجة المجالس:3/29

رَبّيْ .. آمَنْتُ بِأَنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ نِهَايَهْ ! ، فَكَمَا شِئْتَ أَنْ تَجْعَلَ نِهَايَةُ الحَيَاةِ "المَوْتَ" ~ فَاَسْئَلُكَ أَنْ تَجْعَلَهَا خَاتِمَةُ الأَحْزَانِ , وأَنْ تُبَدّلْهَا أَفْرَاحًا وسَعَادَةً و سُرُوْرَا .. || قل يارحمن أغثني ,قل يامنان إستجب لي , قل يا غفار تقبل دعائي .. فإنه ما خاب من دعاه
!|
14
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

احلام مؤجله
احلام مؤجله
ام صالح الفالح
جزاك الله خيرا
ام فصووليَ
ام فصووليَ
جزاك الله خيرا
ارتســــــــــام
يعطيك العافيه
وجزاكي الله الف خير
نجوووووول
نجوووووول
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا