تمنيت وفاتك أبي,,(يهمني رأيك عزيزتي)

انزويت في إحدى زوايا المنزل ضممت ساقاي إلى صدري وأدخلت اصبعي الصغيرين في اذني علي أخفف شيئا من بكاء والدتي وصراخ ابي وهو يضربها بالرغم من تكرر المشهد أمامي إلا اني اجد فؤادي يتمزق لبكاء امي تمنيت ان اقوم وان ادفع عنها ولكن انى لجسدي الصغير ذلك أمام جسد والدي الضخم ينتهي المشهد وتتكرر الماساة يوميا حينما يعود والدي وهو ثملا فتبدأ امي بنصحه فينهرها ولكنها تصر وتعاود نصحها له فيثور عليها وينهال عليها بالضرب
تمنيت وفاة والدي نعم تمنيت ذلك عل امي ان ترتاح من عذابه قليلا
جاء ذلك اليوم الذي بلغنا فيه ان حادثا اصاب والدي فرحت لذلك وظننت اننا استرحنا من عذابه ولكن صدمت حينما رايته امامي وهو ممد على السرير وقد أصيب بالشلل التام
منذ ذلك اليوم عملت والدتي لاجلي واجل ابي الذي اصبح عاجزا كان يامرها كل ليله ان تسقيه الخمر كانت ابى ذلك وترفض بشده فيصرخ عليه ويستمر بالصراخ حتى تنهار قواه ويعود الى صمته مرت الايام والسنين ووالدي يذبل يوما بعد يوم والامراض تزداد عليه
ذات مساء سمعت صوتا واهنا ينادي ذهبت الى مصدر الصوت رايته وكانه سيودع الدنيا ويطلب مني ان انادي له والدتي بعد وقت قصير جلسنا كنا نجلس حوله نظر الي بعينين دامعتين وقال بني اعلم اني قصرت في حقك كثيرا ولكن لا أطلب منك غير الدعاء لي بالمغفرة والرحمه والإحسان الى أمك ثم التفت الى امي وقال هاقد حانت منيتي وقربت نهايتي لقد صبرت كثيرا لا اعرف كيف اشكرك ثم صمت قليلا وقال بصوت خافت سامحوني لم تستطع امي كتم شهقات بكائها وهي تغطي وجهها بوشاحها وتردد سامحك الله سامحك الله أغمضت عيني ابي وأمسكت بيدي أمي عزيتها في مصابها ثم خرجنا من الغرفه...................
لقد تمنيت وفاتك في يوم من الايام ولكن حزنا عظيما خلفه فراقك لنا لقدتركت ألما كبيرا حفرته السنين على وجه أمي .....عزمت أن أعوضها ولو قليلا عما عانته في حياتها عملت لفترتين كان كلما يعودني الملل أتذكر صبر والدتي فتزداد همتي وعزيمتي
مرت الايام والسنين وأصبحت رجلا يشار الي بالبنان لم انس فرحة والدتي ليلة تخرجي عشنا سعاده لامثيل لها أفقت من أفكاري على صوت أحد المعزين وهو يقول عظم الله أجرك وأحسن الله عزائك وغفر لوالدتك ...رددت في سري اللهم آمين اللهم آمين
تمت