تم نقلي والحمدلله....والسبب؟؟؟؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
هذا موضوع كتبته في منتدى وزارة التربية والتعليم..وأحببت أن أنقل لكن نسخة منه,,لتعمّ الفائدة على الجميع...
**********************************************************
نص الموضوع:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قرأت موضوع الأخ -معلم متسامح- وكلما تعمقت أكثر واسترسلت في القراءة, زاد عجبي, وإعجابي..
عجبت لأني خلته يتكلم عني أنا,, فظروفي مشابهة لظروفه كثيرا..مع اختلافٍ في التفاصيل..
أسوق لكم قصتي,, علها تبعث السلون في نفوس الكثيرات منكن..وعلّي أجني منها دعاءكن لي بالخير..
قصتي بدأت مع تخرجي من الكلية عام 1423 هـ..كنت الأولى على دفعتي, تخرجت بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف,,,والتخصص "لغة انجليزية"...ظننت أني سأجد الوظيفة بالمدينة, بل والحي اللذان أختارهما..ونسيت "الدعاء",,
وجاء التعيين..في محافظة تبعد 180 كيلو عن الرياض...وبكيت,, وبكيت ,,وبكيت..ولم أقل "الحمدلله في كل حال وعلى كل حال"..
وتتالت السنين..السنة الأولى,, بل الأشهر الأولى من عملي, كانت هي الأشهر الأولى من زواجي,, زادت الضغوط, وأجهضت طفلي الأول بسبب الطريق,, بكيت, ولعنت التدريس, ولم أقل "لله ما أعطى ولله ما أخذ"..نسيت أنها أقدار من الله,, يبتلي بها من يشكر ومن لا يشكر..والسنة الثانية شهدت ولادة طفلي البكر..وبدأت أبحث عن واسطات تنقلني للرياض... ووجدت ثلاث واسطات..إحداهن -والله على ما أقول شهيد- من إحدى صاحبات السمو الملكي, والتي يُعتبر توقيعها اعتماداً وليس واسطة فحسب...وعدتني خيرا,,على أن تأتي من جدة يوم الأثنين...وانتظرت..انتظرت..انتظرت أميرة تأتي لتنقذني ونسيت رب الملوك سبحانه وتعالى..
واعتذرت مني..طرأت ظروف لن تمكنّها من القدوم...ومرة أخرى بكيت واشتكيت..إلا لربي سبحانه وتعالى..
وجاء العام الثالث..وبدأت معه مشاكلي تتعقّد,, فقد نقلت زميلتي التي من نفس التخصص,,وصرت موكلة بالمدرسة كاملة,, المتوسط والثانوي,, بنصاب 24 حصة أسبوعيا,,مع الريادة والإرشاد الطلابي,,بسبب قلة المعلمات..طالبت بندب من تساعدني,,,فقالوا النظام لايسمح إلا إذا تجاوزتي النصاب!! 6 مناهج يا ناس!! يا ناس!! لاحظوا إني اشتكيت للناس,,لا لرب الناس...
هذه السنة.. منّ الله علي بحملي الثاني,, فقدمت إجازة أمومة لأن طفلي عمره 3 سنوات..وذهبت أزور أهلي أسبوعين..وهناك فتح الله على قلبي وألهمني..
لاحظت والدي-أطال الله عمره- يستيقظ قبل صلاة الفجر بنصف ساعة,, ويتوضأ ويصلي, وتحضر له أمي "قهوة الفجر" ..يأكل تمرة..ويصلي ركعتين..ويبدأ بالحمد لله والثناء عليه,, ثم يدعو لأبناءه فرداً فرداً..كلٌ بحاجته..ويبكي..ويستغفر..وعلى هذه الحال حتى يؤذن المؤذن..فيخرج للصلاة..
أحسست بأن أموري كلها بيد الله سبحانه وتعالى فقط..ومع ذلك أنساني الشيطان أن أدعو رب الأرباب ومسبّب الأسباب..عندها نسيت النقل..تذكرت الجنة والنار..تذكرت القبر..طفلي..زوجي..صحتي..كلها أشياء أولى من النقل,, لو خسرت أحدها لما عنت لي وظيفتي شيئا..
عندها تغيّرت خياراتي..وزهدت بمسألة النقل زهداً كليّا..وفكرت:ماذا سأفعل في أسوأ الاحتمالات؟؟ سأقدّم إجازة أمومة أخرى,, فإن لم أستطع,,فإجازة استثنائية..ليست هذه نهاية المطاف..
ومنذ 3 أشهر,, وأنا لا أترك صلاة الليل..أدعو بكل ما تشتهي نفسي..لا أخجل من ربي..فهو القائل سبحانه ((ادعوني أستجب لكم))..والدعاء مخ العبادة..أصبحت صلاة الليل مثل زادي وشرابي..وساعدتني أن أصلي الفجر قبل أن يقيم مسجد الحارة..
ويوم أمس, كنت أعلم بحركة النقل,,والله لم تعنِ لي شيئا,,ونمت قريرة العين,,لأني وكّلت أمري لرب العباد,,ووضعت رغبة واحدة فقط في رغبات النقل..ليس ذلك وحسب,, بل لاحظتُ أن ابني خلال الأشهر الثلاث الأخيرة قد تجاوز نوبات حساسية الصدر التي يعاني منها, والتي بسببها كنت أسهر الليل معه تحت جهاز البخار,, والآن الحمدلله منّ الله علينا برحمته وأصبح طفلي لا يعاني إلا من سعال بسيط وبعض الحرارة..(الحمدلله على كل حال وفي كل حال)
ليس ذلك وحسب..كان راتبي -بسبب إجازة الأمومة- لا يصرف كاملا, بل الربع..وعندي أقساط بنك والتزامات مادية أخرى...تفاجأت بأحدهم,,والذي كان قبل سنة واستلف مني حينها 10 آلاف ريال-كنت أقسمت ألا أطلبها منه أبدا وأتركها حتى تتيسّر أموره و يردها هو من نفسه- جاء وزارني وأعطاني المبلغ كاملا,, ففرّجت لي أموري حتى قبل أن يحل قسط البنك...(الحمدلله على كل حال وفي كل حال)...
وظهر الخميس ..كانت الاتصالات تنهال علي ممن يطمئنون على وضعي..لكني توضأت وصليت الظهر وقلت : اللهم إن كان لي في النقل خيرة فيسّره لي..وإن كان لي فيه شر فاصرفه عني,, أنت أرحم بي من أمي وأبي وأنت أعلم بما فيه خير لي وما كتبتَه لي راضية به أيّا كان..
ورأيت البشارة " (تم نقلك في مفاضلة الحركة)..
عندها بكيت وبكيت وبكيت..لكني هذه المرة لم أنسَ أن أردد (اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك..الله لانحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك)
وصدقنني يا أخواتي لم أفرح بالنقل نفسه مقدار فرحتي بأن الله استجاب لي,, وأن صلواتي وركوعي وبكاءي وتضرّعي له سبحانه لم يُـرَد..
أعتذر للإطالة..لكني أحببت أن تشاركنني فرحتي,, وأن أنبّهكن أن من ترك الله في الرخاء,,تركه الله في الشدّة..وتذكري أن حمدالله في كل حال وعلى كل حال يوسّع الرزق,, ويرد المحن,,ويجلب الخير الكثير,,بينما السخط والإكثار من الشكوى لا يجلب إلا الهموم وزيادة المشاكل...أمنياتي ودعواتي الصـــــــــــادقة لكن بأن تتحقق رغباتكنّ في النقل وفي سائر شؤون حياتكن..,,وأرجو من الجميع ذكر تجاربهم لتصبير من لم يحالفها الحظ في نقل هذه السنة..
مع محبتي..