تنبيه قبل طرح المشكله .... وقبل محاولة حلها ...

الأسرة والمجتمع



أنـــــــــــــــتــــــــــــبـة قــبـل طـرح مشكلـتـك لما سـيـر د ... كي لا تأ ثم ........

الصبر والجزع : اعلم أن من حسن التوفيق وإمارات السعادة الصبر على الملمات والرفق عند النوازل ، وبه نزل الكتاب وجاءت السنة . قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون } .

واعلم أن الصبر على ستة أقسام ، وهو في كل قسم منها محمود .

فأول أقسامه وأولاها : الصبر على امتثال ما أمر الله - تعالى - به ، والانتهاء عما نهى الله عنه ؛ لأن به تخلص الطاعة وبها يصح الدين وتؤدى الفروض ويستحق الثواب ، كما قال في محكم الكتاب : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : { الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد } . وليس لمن قل صبره على طاعة حظ من بر ولا نصيب من صلاح ، ومن لم ير لنفسه صبرا يكسبها ثوابا . ويدفع عنها عقابا ، كان من سوء الاختيار بعيدا من الرشاد حقيقا بالضلال .
وقد قال الحسن البصري رحمه الله تعالى : يا من يطلب من الدنيا ما لا يلحقه أترجو أن تلحق من الآخرة ما لا تطلبه .
وقال أبو العتاهية رحمه الله تعالى : أراك امرأ ترجو من الله عفوه وأنت على ما لا يحب مقيم تدل على التقوى وأنت مقصر فيا من يداوي الناس وهو سقيم وهذا النوع من الصبر إنما يكون لفرط الجزع وشدة الخوف فإن من خاف الله - عز وجل - وصبر على طاعته ، ومن جزع من عقابه وقف عند أوامره .

القسم الثاني : الصبر على ما تقتضيه أوقاته من رزية قد أجهده الحزن عليها ، أو حادثة قد كده الهم بها
فإن الصبر عليها يعقبه الراحة منها ، ويكسبه المثوبة عنها . فإن صبر طائعا وإلا احتمل هما لازما وصبر كارها آثما .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقول الله تعالى : { من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي فليختر ربا سواي } .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه للأشعث بن قيس : إنك إن صبرت جرى عليك القلم وأنت مأجور ، وإن جزعت جرى عليك القلم وأنت مأزور .

القسم الثالث : الصبر على ما فات إدراكه من رغبة مرجوة ، وأعوز نيله من مسرة مأمولة
فإن الصبر عنها يعقب السلو منها ، والأسف بعد اليأس خرق .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { من أعطي فشكر ، ومنع فصبر ، وظلم فغفر ، وظلم فاستغفر ، فأولئك لهم الأمن وهم مهتدون } .
وقال بعض الحكماء : اجعل ما طلبته من الدنيا فلم تنله مثل ما لا يخطر ببالك فلم تقله .
وقال بعض الشعراء : إذا ملك القضاء عليك أمرا فليس يحله غير القضاء فما لك والمقام بدار ذل ودار العز واسعة الفضاء
وقال بعض الحكماء : إن كنت تجزع على ما فات من يدك فاجزع على ما لا يصل إليك .
فأخذه بعض الشعراء فقال : لا تطل الحزن على فائت فقلما يجدي عليك الحزن سيان محزون على فائت ومضمر حزنا لما لم يكن


القسم الرابع : الصبر فيما يخشى حدوثه من رهبة يخافها ، أو يحذر حلوله من نكبة يخشاها
فلا يتعجل هم ما لم يأت ، فإن أكثر الهموم كاذبة وإن الأغلب من الخوف مدفوع .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { بالصبر يتوقع الفرج ومن يدمن قرع باب يلج } .
وقال الحسن البصري رحمه الله : لا تحملن على يومك هم غدك ، فحسب كل يوم همه .


والقسم الخامس : الصبر فيما يتوقعه من رغبة يرجوها ، وينتظر من نعمة يأملها
فإنه إن أدهشه التوقع لها ، وأذهله التطلع إليها انسدت عليه سبل المطالب واستفزه تسويل المطامع فكان أبعد لرجائه وأعظم لبلائه . وإذا كان مع الرغبة وقورا وعند الطلب صبورا انجلت عنه عماية الدهش وانجابت عنه حيرة الوله ، فأبصر رشده وعرف قصده .
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { الصبر ضياء } . يعني - والله أعلم - أنه يكشف ظلم الحيرة ، ويوضح حقائق الأمور .
وقال أكثم بن صيفي : من صبر ظفر .
. وقال بعض الحكماء : بحسن التأني تسهل المطالب .
وقال بعض البلغاء : من صبر نال المنى ، ومن شكر حصن النعمى .
وقال محمد بن بشير : إن الأمور إذا سدت مطالبها فالصبر يفتق منها كل ما ارتتجا لا تيأسن وإن طالت مطالبة إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا .

القسم السادس : الصبر على ما نزل من مكروه أو حل من أمر مخوف .
فبالصبر في هذا تـنـفـتح وجوه الآراء ، وتستدفع مكائد الأعداء ، فإن من قل صبره عزب رأيه ، واشتد جزعه ، فصار صريع همومه ، وفريسة غمومه .
وقد قال الله تعالى : { واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور } . وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إن استطعت أن تعمل لله بالرضى في اليقين فافعل ، وإن لم تستطع فاصبر فإن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا } .
واعلم أن النصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، واليسر مع العسر .
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الصبر مستأصل الحدثان ، والجزع من أعوان الزمان .
وقال بعض الحكماء : بمفتاح عزيمة الصبر تعالج مغاليق الأمور .
وقال بعض البلغاء : عند انسداد الفرج تبدو مطالع الفرج




فبعد ماورد أعلاه يفـترض على صاحب المشكله , اذا اراد طرحها ان يحذ ر من الوقوع في الا عتراض على قضاء الله وقد ره ... كي لا يأ ثم .... ويكون طرحة للمشكلة طالبا فيها المشورة .... ويحرص ان تكون صاحب فأل ..... لا يكون من اصحاب ( الطيرة )

الطيرة : اعلم أنه ليس شيء أضر بالرأي ولا أفسد للـتـد بـير من اعـتـقاد الطيرة ،
وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إذا ظنـنـتم فلا تحقـقـوا ، وإذا حسد تم فلا تبغوا ، وإذا تطيرتم فامضوا وعلى الله فتوكلوا } .
وقال الشاعر : طيرة الناس لا ترد قضاء فاعـذ ر الد هر لا تـشبه بلوم أي يوم تـخصه بسعود والمنايا ينـزلن في كل يوم ليس يوم إلا وفيه سعود ونحوس تجري لقوم وقوم .


والفأل : روى أبو هريرة { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع كلمة فأعجبته فـقال : أخذ نا فألك من فيك } . فينبغي لمن تـفاءل أن يتأول الفأل بأحسن تأويلاته ولا يجعل لسوء الظن على نفسه سبيلا .
فـقـد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { إن البلاء موكل بالمنطق } .

روي أن يوسف عليه السلام شكا إلى الله تعالى طول الحبس فأوحى الله تعالى إليه يا يوسف أنت حبست نفسك حيث قلت رب السجن أحب إلي ولو قلت العافية أحب إلي لعوفيت .

وحكي أن المؤمل بن أميل الشاعر لما قال يوم الحيرة : شف المؤمل يوم الحيرة النـظر ليت المؤمل لم يخلق له بصر عمي فأتاه آت في منامه فـقال له : هذا ما طلبت .

__________________________

وأجــــــــعــــــــل طـــــــــر حـــــــــك للـشـــو ر ى ..........

في المشورة اعلم أن من الحزم لكل ذي لب أن لا يـبرم أمرا ولا يمضي عزما إلا بمشورة ذي الرأي الناصح ، ومطالعة ذي العـقـل الراجح . فإن الله تعالى أمر بالمشورة نبـيه صلى الله عليه وسلم مع ما تكفل به من إرشاده ، ووعد به من تأيـيده ، فـقـال تعالى : { وشاورهم في الأمر } .
وقال الضحاك : أمره بمشاورتهم لما علم فيها من الفضل .


وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى : أمره بمشاورتهم ليستن به المسلمون ويتبعه فيها المؤمنون وإن كان عن مشورتهم غـنيا .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { المشورة حصن من الندامة ، وأمان من الملامة } .

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : نعم المؤازرة المشاورة وبئس الاستعداد الاستبداد .

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : الرجال ثلاثة : رجل ترد عليه الأمور فيسددها برأيه ، ورجل يشاور فيما أشكل عليه وينزل حيث يأمره أهل الرأي ، ورجل حائر بأمره لا يأتمر رشدا ولا يطيع مرشدا .
وقال عمر بن عبد العزيز : إن المشورة والمناظرة بابا رحمة ومفـتاحا بركة لا يضل معهما رأي ولا يفـقـد معهما حزم .
وقال سيف بن ذي يزن : من أعجب برأيه لم يشاور ، ومن استبد برأيه كان من الصواب بعيدا .
وقال عبد الحميد : المشاور في رأيه ناظر من ورائه .
وقيل في منـثور الحكم : المشاورة راحة لك وتعب على غيرك .

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : الاستشارة عين الهداية وقد خاطر من استغنى برأيه .

وقال لقمان الحكيم لابنه : شاور من جرب الأمور فإنه يعطيك من رأيه ما قام عليه بالغلاء وأنت تأخذه مجانا .
وقال بعض الحكماء : نصف رأيك مع أخيك فـشاوره ليكمل لك الرأي .
وقال بعض الأدباء : من استغنى برأيه ضل ، ومن اكتفى بعقله زل .
وقال بعض البلغاء : من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العقلاء ، ويجمع إلى عقله عـقـول الحكماء ، فالرأي الفـذ ربما زل والعقل الفرد ربما ضل .

وقال بشار بن برد : إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن برأي نصيح أو نصيحة حازم ولا تجعل الشورى عليك غضاضة فإن الخوافي قوة للقوادم .

فإذا عزم على المشاورة ارتاد لها من أهلها من قد استكملت فيه خمس خصال : -
الخصلة الاولى : عقل كامل مع تجربة سالفة فإن بكثرة التجارب تصح الروية .
وقد روى أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { استرشدوا العاقل ترشدوا ولا تعصوه فـتـنـد موا } .

والخصلة الثانية : أن يكون ذا دين وتقى ، فإن ذلك عماد كل صلاح وباب كل نجاح . ومن غلب عليه الدين فهو مأمون السريرة موفق العزيمة .
روى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من أراد أمرا فشاور فيه امرأ مسلما وفقه الله لأرشد أموره } .

لخصلة الثالثة : أن يكون ناصحا ودودا , وقال بعض الحكماء : لا تشاور إلا الحازم غير الحسود ، واللبيب غير الحقود .........
وقال بعض الأدباء : مشورة المشفق الحازم ظفر ، ومشورة غير الحازم خطر .......
وقال بعض الشعراء : أصف ضميرا لمن تعاشره واسكن إلى ناصح تشاوره وارض من المرء في مودته بما يؤدي إليك ظاهره من يكشف الناس لا يجد أحدا تصح منهم له سرائره أوشك أن لا يدوم وصل أخ في كل زلاته تنافره .


والخصلة الرابعة : أن يكون سليم الفكر من هم قاطع ، وغم شاغل ، فإن من عارضت فكره شوائب الهموم لا يسلم له رأي ولا يستقيم له خاطر . ......
وقد قيل في منثور الحكم : كل شيء يحتاج إلى العقل والعقل يحتاج إلى التجارب .

والخصلة الخامسة : أن لا يكون له في الأمر المستشار غرض يتابعه ، ولا هوى يساعده ، فإن الأغراض جاذبة والهوى صاد ، والرأي إذا عارضه الهوى وجاذبته الأغراض فسد .......
فإذا استكملت هذه الخصال الخمس في رجل كان أهلا للمشورة ومعدنا للرأي ، فلا تعدل عن استشارته اعتمادا على ما تتوهمه من فضل رأيك ، وثقة بما تستشعره من صحة رويتك ، فإن رأي غير ذي الحاجة أسلم ، وهو من الصواب أقرب ، لخلوص الفكر وخلو الخاطر مع عدم الهوى وارتفاع الشهوة . وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس ، وما استغنى مستبد برأيه ، وما هلك أحد عن مشورة ، فإذا أراد الله بعبد هلكة كان أول ما يهلكه رأيه } .
____________________________

امـــــــــــــــا من قـد انزل منزلة المشورة هذا ماينبغي عليك

ينبغي لمن أنزل منزلة المستشار
ان يعلم انه قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { إن من حق المسلم على المسلم إذا اسـتـنصحه أن ينصحه } .
ولا عذر لمن استـشاره عدو أو صديق أن يكتم رأيا وقد استرشد ولا أن يخون وقد اؤتمن .
روى محمد بن المنكدر عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { المستـشير والمستـشار مؤتمن } .

روى عن حذيفة بن اليمان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : { قال لقمان لابنه : يا بني إذا استـشهد ت فاشهد ، وإذا استعـنـت فأعن ، وإذا استـشرت فلا تعجل حتى تـنـظر } .

لذا يامن أنزل منزلة المستشار
وأحل محل الناصح المواد حتى صار مأمول النجح ، مرجو الصواب ، أن يؤدي حق هذه النعمة بإخلاص السريرة ، ويكافئ على الاستسلام ببذل النصح , بان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم قبل الشروع بالرد ,
وان يستحضر مخافة الله عند الأ د لا بمشور تك .

وان تد عو من الله ان يلهمك ارشد الامر .


وادعو من الله العلى العظيم ان يؤتينا بالد نيا حسنة وبالاخرة حسنة ...
وان يد فع عنا البلاء ويرحمنا برحمته بالد نيا والاخرة .


ولكم تحية فائقة الاحترام والتـقد ير لا تليق الا بمقا مكم الكريم ........ وبالتوفيق
26
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

هناء_الكويتيه
السلام عليكم
الموضوع اكثر من رائع مشكورة اختى كثير:26:
حبيبة أبوها
حبيبة أبوها
جزاك الله خير غاليتي



فعلا الصبر اداة من ادوات نجاح المشكله يجب التحلي به




يسلموووووووو ياقلبي عالموضوع:27:








:26:
أم الكتاكيت
أم الكتاكيت
موضوع راااااائع ..واسلوب طرحك هو الأروع
جزاك الله خير اختي متفائله2
على مواضيعك الأكثر من رائعه
متفائلة2
متفائلة2
عليكم السلام
اولا اشكركم جميعا بعـد الله على هذا التكرم بالمرور

اختي هناء _ الكويتية
الروعة في ذ وقك بارك الله فيك
وهذا اقل مايستحق اخوتي مني
الله يستر عليك

اختي حبـيـبة ابوها
كما قلتي في الصبر انه من اد وات النجاح ....ألخ
و وجود منهم بأد بك واخلا قك في هذا المنـتدى من ادوات روعته.
الله يحفظك بطاعته

اختي ام الكتاكيت
يخجلني تواجد ك المستمر وبهذه الكلمات ... اللبقة الراقيه بوعيها

وان كان بمواضيعي روعة فهو تواجد شخصك الكريم .. ونظرتك الواعي بذ وقها
الله يسترعليك ويوفـقـك


وجزاكم الله خير .. على هذا التواصل .. الذي يخجلني من نـفسي ويشعرني بالتـقصير تجاه تكرمكم بتشريف الموضوع بمروركم العطر.... رحمكم الله و والد يكم بالد نيا والاخرة
:26: :26: :26: :26:
القمورة أمورة
ما شاء الله عليكي أختي الفاضلة..
موضوعك راااائع..
بارك الله فيكي..
وجعلها في ميزان حسناتك..



والحقيقة أنتي من تستحقين منا التحية فائقة الاحترام والتـقد ير لا تليق الا بمقا مك الكريم ........
وأسأل الله العلى العظيم ان يؤتينا بالد نيا حسنة وبالاخرة حسنة ...
وان يد فع عنا البلاء ويرحمنا برحمته بالد نيا والاخرة .