تنبيه لكل مغتربة(ولدى وانا..ورياح التبشير)

ملتقى الأحبة المغتربات

بسم الله الرحمن الرحيم

انشره بهذا القسم مره اخرى لاهميته للمغتربات

الموضوع
بداية استميح اخياتي وبنياتي مشرفات المجلس العام عذرا في طرح موضوعي هذا هنا بدل قسم الاسرية

او الاجتماعية لعلمي جيدا ان هذا القسم بالذات يورده الجميع لتصفح مايحويه من مواضيع وقصص .

لذا اخترته ليكون المحطة التي جلست على مقاعدها لآسرد لمن مر هنا تجربة شخصية عايشتها مع من

سعواجاهدين ليل نهار لايهدأ لهم بال ولاتسكن لهم حركة من اجل ان ينشروا رسالتهم التي حملوها

فهم يجوبون العمارات والشقق منذ الصباح ويطرقون الابواب علهم يجدوا في زاوية من زوايا هذه الاماكن

من اهتزت نفسه وضعفت وطربت وانتشت لرائحة النقود الجديدة من فئة الخمسين يورو خاصة حين يكون في

ضائقة مالية هم ادرى بها او يعلمون ان حالته المادية عادية لايظهر عليها الترف، وهذه نقطة مهمة جدا يعتمدونها

في اختبار النفوس، ان كانت ضعيفة تطربها قرقعة فئة اليورو الجديدة واحتكاكها ببعضها البعض ورائحتها المعهودة

واظن هذه الطريقة اتبعت بعد تجارب كثيرة نجحوا بها في كسب هذه النفوس، حتى وان لم تصدق او تؤمن بدينهم

لكن طمعها في كسب المال بطريقة سهلة سلسة دون ان تعرق الجباه وهذا لايتأتى الامن نفوس هي ضعيفة

اتجاه دينها ولاتقوى على فهم عقيدتها التي فطرت عليها.

على اية حال كتبت هذه المقدمة لتكون نقطة انطلاق الى مانويت سرده من خلال قصة واقعية حدثت معي

وعلى مدى سنوات ومراحل وانا اتابع معها بحرص كل خطوة وتطور يحدث لهذه الواقعة، ولكني حقيقة لم افكر

في سردها وكتابتها الا بعد ان وصلت قبل ايام الى نهايتها وهذه الخطوة منهم هي من جعلتني اعرضها علها

ان تكون درسا بليغا لاخواننا واخواتنا المسلمين خصوصا من هم في بلاد الغرب عيشهم وحياتهم.

واسأل الله سبحانه ان يكتب لاولادي ولي الاجر والثواب والثبات على الدين والايمان وللمسلمين والمسلمات

انه سميع مجيب


جاءت الى المؤسسة التي كنت اعمل بها وهذا كان قبل سنتين، حين دخلت علينا سلمت على الجميع وكأنها تعرف

كل واحد منا بالملامح والاسماء هكذا هىء لي انا، ولاادري الانه من تجارب مرت بي طيلة عيشي في هذه البلاد

أم انها فراسة المسلم لاادري،لكن شكلها وهيئتها وقوامها وجمالها الذي جعل منهاابنة الثلاثين مع انها بلغت

الخمسين من عمرها هذا ماعرفته منها قبل ايام جعلني اخمن انها تعرفنا جميعا وبالذات من تخط لكم هذه الحروف.

اخذت مكانها في الغرفة لتبدأ عملها الجديد معنا في هذه المؤسسةكان نصيبها الكرسي الذي بجانبي حيث جلست

واستعدلت ووزعت الابتسامات بكل كرم وسخاء لمن حولها وكان لي النصيب الاكبر من هذا الاهتمام، حينها تيقنت

نفسي بأني لم اكن اتهيأ بل هي فراسة المسلم والمسلم حين يكون حريصا على دينه وثوابته اظن تكون الفراسة

متحفزة وحاضرة .

حان وقت الاستراحة القصيرة لشرب الشاي والقهوة فأذا بها تستبق الاحداث وتسألني ماذا احب، هل تحضر لي شايا

أم قهوة؟ سكت قليلا وحبست مابعقلي من افكار يقينية وجلية واضحة ،نظرت اليها والابتسامة تعلو محياي وقلت لها

قهوة من فضلك. ذهبت مسرعة الى ماكنة الشاي والقهوة وبكل حرص واهتمام ونظراتي تتابعها لتخزن في الذاكرة

كل حركة واهتمام لما تأتي به الايام المقبلة من احداث وتطورات في هذا الشأن بالذات. جلبت لي كوب القهوة ولها

مثله وجلست الى جانبي تستفسر مني كم من الاولاد عندي ومن اي بلد وكم لي من الوقت في هذا البلد،

اعطيتها ولم ابخل عليها مما سألت . حينها قالت لي انا احببتك كثيرا لذلك تقربت اليك والقيت عليك اسئلتي هذه،

قلت لها.. عجبا تحبيني من اول وهلة وانا احمل هويتي الدينية واضحة وجلية وهو الحجاب، وانا لي غايتي في طرحي

لهذا السؤال عليها لان الذي اعرفه عنهم ومن خلال تجاربي انهم لايلقون محبتهم بسهولة وتوددهم لاي انسان من

اول لقاء فكيف لي انا المسلمة الواضحة هويتي الاسلامية بحجابي، الا اذا كانت هناك غاية وليست منهم كشعب ابدا

بل ممن ينتمون الى هذه الجماعات فقط والتي تسمى الجماعات التبشيرية( شهود يهوه) وهذه المرأة التي جندت

لي كانت واحدة منهم.نعود الى طرحي لها اجابتني بأن قلبها مال الي دون غيري من اول دخولها هذه الدائرة.

لم يتسنى لي ولها ان نكمل حوارنا لانقضاء وقت الاستراحة والعودة الى اداء اعمالنا ولكن هناك بعدساعتين الاستراحة

الطويلة للغداء حينها سنستطيع الحديث مع بعضنا البعض وانا اعلم جيدا مايدور في ذهن هذه المخلوقة وكأنني اتصفح

افكارها حرفا حرف ومع ذلك تركت كل شي للساعات والايام الحبلى بالاحداث والتطورات.

انشغلت كل واحدة منا بعملها المنوط بها حتى مجيىء وقت الغداء حينها اعادت علي نفس الخدمة ماذا احب ان

اشرب قلت لها لا الان دعيني انا اخدمك واقدم لك ماتحبين شربه لكنها اصرت على ان تخدمني هي ولم تقبل ان

اخدمها مع انهم كشعب حين تقدم له شي يفرح كثيرا بما قدمت له ويشكر اكثر.

لكن مابنفس هذه المخلوقة من غاية تريد الوصول اليها هو ماجعلها في هذا الموقف وافقتها وطلبت هذه المرة شايا

وجلبته لي وهي حريصة على خدمتي بكل تفاني جلسنا جانبا واكلنا وشربنا الشاي حينها اسأذنتها لآتمشى قليلا

قبل بدء وقت العمل وهذه عادتي يوميا فطلبت مني ان اسمح لها ان تتمشى معي قلت لها لامانع من ذلك لم لا

كل هذا وانا اسايرها على ماتهوى او بالاحرى على ماتضمر في نفسها تمشينا وتحدثنا عما يدور في هذه المؤسسة

وسألتني ان كنت مرتاحة ام متضايقة معهم بحكم اني مسلمة واعمل بحجابي، قلت لها لم يظهر منهم اتجاهي

سوى الاحترام في التعامل والعمل وبالفعل لم اقل لها غير الحقيقة،فهم يحترمون المسلم كثيرا حين يطبق اخلاق

دينه ويعمل بحرص واخلاص لاثبات قيم دينه السمحاء فالمسلم يعكس بأخلاقه وسلوكياته قيم دينه الحنيف، هذا

ماحرصت عليه في ميادين عملي في هذه البلاد منذ دخولي لها والى الان لاني وجدت في هذا دعوة للدين وعرفت

اهميته من خلال تجاربي في اماكن العمل والدراسة وماله من تأثير على نفوس الكثير منهم خاصة ان الكثير من

المسلمين هداهم الله بعيدون كل البعد عن سلوكيات واخلاق دينهم القويم اباء وابناء.

وحين يرى اهل هذه البلاد من المسلمين من يحرص على الاخلاص والصدق وانتظام الوقت في المواعيد والعمل

نجدهم يحترمونه اشد الاحترام وحتى ان يسألونه وبخجل هل انت ضميرك فعلا كافعالك صادقاومخلصا؟

ولاالومهم حين يطرحون على من يجدوا فيه الصدق والاخلاص والامانة والمجادلة الحسنة لان الكثير من المسلمين

في هذه البلاد لم يعكسوا صورة واخلاق دينهم القويم لانهم لم يتمسكوا بها من الاصل وهذا الذي جعل هؤلاء الناس

يستغربون اخلاصنا واهتمامنا في ايصال الصورة الجميلة والصادقة الحقة لديننا الاسلامي احمد الله شخصيا على

مااجد من احترام في اي مكان سواء في العمل او الدراسة وهذا فضل ربي للمسلم حين يصدق مع الله فيصدق الله

معه. نعود الى من وكل اليها امر اذعاني لما يحبون ويرغبون بل ويتمنون بعد ان انتهى وقت الغداء وعدنا الى مباشرة

عملنا لم يحدث شي جديد لحين انتهاء وقت العمل وودعنا بعضنا على امل اللقاء في اليوم التالي.

عاد يوم جديد ومع بداية ساعات العمل الاولى اقبلت الينا ودلفت وسلمت على الجميع ولكن نظراتها تتابعني ووقفت

تجول بنظرها علها تجد مكانا لها بقربي ولكنها هذه المرة كانت امامي مباشرة ووجها لوجه فبادرتني بالتحية والسؤال

كيف حالي اليوم وهل صحتي بخير خصوصا بعد ان علمت ان صحتي متدهورة جدا وهذا باين على ملامح وجهي

المتعبة وعلمت اني على موعد مع اجراء عملية لي بعد اسابيع قليلة جدا، فحرصت على ان تكون بقربي اكثر

لتدعوا لي ربها ليشفيني كما ذكرت وكانت كلما جاء وقت الاستراحة مسكت بكلتا يداي بين يديها واغمضت عينيها

وبدأت تتمتم بما هي مقتنعة به ظنا منها انه سيشفيني او هكذا خيل لي فكنت اتركها تفعل ذلك وانا ساكنة

ولكن تفكيري لم يسكن فهو يعرف مالذي تريد ان تصل اليه ومع ذلك تركتها كي اصل الى خيط المهمة التي بدأتها

معي ولااصل اليها الا من خلال هدوئي ومجاراتي لها ولان لي هدف وغاية كما لها وشتان مابين الغايتين.

وبرأيي الشخصي ان ماامر به من مواقف في مثل هذه الامور ومع هؤلاء الاشخاص لهو خير درس اتعلم من خلاله

كيف احافظ على ديني وفي نفس الوقت كيف ادعوا اليه والى خيره من لايعرفه ويجهله والتجارب التي مررت بها

علمتني كيف اواجه وفي ذات الوقت كيف اكسب الى ديني من يجهله ويهابه او على الاقل تكسر حدته و عداوته

لهذا الدين القيم.بقينا في كل استراحة وهي لاتكلم او تتقرب لاحد سواي وبدأت تصرفاتها تتطور الى ان تأخذني

بين ذراعيها وتقبلني على الوجنتين وبقوة وأمام الجميع وتقول لي بأنها احبتني كثيرا.

لااخفي عليكم انني استغربت تصرفها هذا الاخير خاصة وان طباع اهل هذا البلد لايقبلون ولايحتضنون احدا

فكيف اذا كنت انا المسلمة في تصرفاتي وحجابي حتى هذا لفت انتباه مسؤولتي في العمل وهي صديقة لي بنفس

الوقت ومن نفس البلد الذي اقيم فيه ولكنها ليس لها عقيدة او طريق تتمسك به في اتخاذ دين معين وهي طيبة اخلاق

وتحب الاختلاط بالمسلمين وتدافع عنهم كثيرا ولكن ليس لها هدف او غاية في ذلك وهؤلاء يكونون للمسلمين اقرب

من الذين عندهم عقيدة ويتمسكون بها ويدعون اليها. لاننسى ان هذا التصرف الذي اتبعته معي هذه المخلوقة

وهي من اهل البلد وتعرف ان هذا الاسلوب لايحبذونه هم حتى مع من يعرفونهم ولهم علاقة مميزة الا ماندر

حين يكونوا قد التقوا بعد غياب طويل ومعروف عندهم انا النساء تقبل الرجال والعكس حين يلتقون ونادرا ماتقبل

النساء النساء اما الرجال فمن المستحيل ان يقبل احدهم الاخر هذه هي طباعهم وسلوكياتهم ونحن عرفناها

وخبرناها جيدا ثم سألتني مسؤولتي في العمل مالذي تريده منك وهي لاتعرفك سوى ايام قليلة جدا؟

قلت هي لها غايتها من هذه التصرفات وفعلا كانت مسؤولتي تجهل سبب تصرفها هذا فقالت لي ماغايتها ومالذي

تريده منك؟قلت لها دع الايام تكشف كل مخفي لان مسؤولتي هذه لايهمها من يسلم او يكفر ترى كل له رأيه

وقناعاته في الدين والعقيدة وغيرها من امور الحياة، ولكن الذي اهمها تصرفات هذه المرأة.

مرت الايام وانا احاول ان اتجنبها بعد ان بدأت تلتصق بي اكثر وقبل ان اودع عملي لقرب موعد اجراء العملية وكان

هذا اليوم الاخير لي امسكت بيدي وقالت لي سوف ازورك في المستشفى لادعوا لك عيسى كي يشفيك

اجبتها بكل هدوء وثبات لابل رب عيسى وربك وربي من يشفيني،حينها صمتت وكأن الطير على رأسها ونظراتها

تجمدت في نظراتي وهي تبحر في داخل افكاري كيف اصل اليها وأهد اسوار هذا الايمان بعقيدتها التي اقضت

مضاجعنا ليل نهارواكلت الكثير من افكارنا وخططنا لهدمها والقضاء عليها، طبعا كل هذه افكار احسها وأقرؤهافي عيني

هذه المرأة المستميتة الارادة في الوصول الى عقولنا وافكارنا التي سكنتها العقيدة المحمدية السمحاء ونحن في

بلاد تنادي بكل ماهو مباح لاتوجد حدود وممنوعات الا من كان ضميره حاضر وايمانه عامر وهنا تتدخل عقيدتنا لتصفي

نفوسنا من كل شائبة ورذيلة ولتسمو بها الى قمم الانسانية التي اختصها الله بها عباده الصالحين الذين يخافون الله

ويحرصون على التمسك بحدودالله . بعد لحظة الصمت التي بيني وبينها بعد اجابتي عليها ودعتها والاخرين بدعوات

من الجميع ان يسهل الله امري واعود اليهم بصحة وعافية. سلكت طريقي الى بيتي وفي نفسي شي من الراحة

التفت خلفي واذا بنظراتها تتابعني وهي لم تغادر مكانها فلوحت لي بيدها وانا بدوري رددت لها ومشيت لاالوي على

شي،مرت الايام واجريت العملية وبفضل الله بدأت استعيد عافيتي. وفي يوم من الايام كنت في السوبر ماركت الذي

لايفصله عن بيتي سوى شارع اشتريت بعض الحاجات وانا في طريقي لآحاسب فأذا بها تلك المخلوقة وكان بصحبتها

ابنها ذي السنوات التسع فأقبلت علي مسرعة واحتضنتني وقبلتني وكأنني كنت ضائعة عنها واخيرا وجدتني

وحين رأت اني احمل بعض الحاجات التي ابتعتها اصرت على ان يحملها ابنها وقالت لي انت مريضة ولاتقوي على حملها

قلت لها لو كنت لااقوى على حملها لما اتيت واشتريتها ولآرسلت احد اولادي ان يجلبها ولكنها كانت اشد اصرارا وعنادا

سلمت مابيدي لولدها بعد ان فشلت محاولاتي لاني اعرف غايتها وهي تريد الوصول الى بيتي ومعرفة الطريق اليه

مشينا باتجاه البيت وبما انه قريب وصلنا بسرعة فلم يسمح لها الوقت ان تفتح اي موضوع معي حينها عرفت رقم الدار

واسم الشارع الذي اسكنه وغادرت.قبل ايام فأذا بها تقابلني في نفس السوبر ماركت وتتمسك بتلابيبي مرة اخرى

ولكن هذه المرة لتسألني اين انا وماذا اعمل وماهي مشاريعي المستقبلية قلت لها لايوجد لدي جديد سوى انني

سأسافر الى بلدي لآرى اميتي المريضة واهلي واحبتي ثم سألتني ومتى تعودين الى هناقلت لها اظن سفرتي هذه

ستطول لاني في اجازة مفتوحة من العمل حينها سألتني مارقم بيتي في هذا الشارع فأعطيتها الرقم وتركتها وعدت

الى بيتي.في اليوم التالي كان عندي ضيوف هن طالبات كن عندي غير عربيات ممن تعلمن اللغة العربية على يدي

فكن يأتين الي في زيارة مرتين في السنة .عند الساعة الثانية ظهرا فأذا بجرس الباب يقرع ففتح الباب احد اولادي

حينها عاد الي وقال لي امي هناك امراة تريد ان تكلمك وهي واقفة عند الباب. اول الامر ظننت احدى الاخيات من

الجيران او من الصديقات فأذا بها تلك المخلوقة نفسها استغربتها انها اتتني بدون موعد وهم عندهم المواعيد مقدسة

ولاتتم زيارة اوغيرها دون تحديد موعد مسبق ومتفق عليه بين الطرفين هنا تيقنت وبكل ثقة انها تريد النيل مني خاصة

بعد ان عرفت بأني على سفر وقد تطول مدة غيابي وكانت تحمل بيد كيس صغير وفي اليد الاخرى ظرف ابيض لاادري

مابداخله ولم اعير اهمية لذلك الا بعد ان كلمتني بهدوء وحرص وخوف وكانت لاتريد ان يعلم احد بما يدور بيني وبينها

وتفاجأت بالضيوف. هي لم يرها احد سوى انا وولدي الذي فتح لها الباب ثم عاد الى غرفته وبقينا انا وهي عند الباب

والحت علي كثيرا وتوسلت بي بان ندخل انا وهي احدى الغرف لتكلمني لانها طلبت ان لايعرف احد بما يدور بيني

وبينها قلت لها كل الغرف في البيت مشغولة من صالة الضيوف حتى غرف الابناء وبعد ان عجزت ان تقنعني مدت الي

بظرف ابيض وكان مفتوح تناولته ونظرت بداخله فأذا عدد من قطع النقود الجديدة (فئة خمسون يورو) لاادري كم ولكن

كانت لابأس بها وارتني مافي الكيس وهو زيت قلت لهااولا انت اتيت الى بيتي من دون موعد وهذه ليست من صفاتكم

ومع ذلك احدد لك موعد غدا لتأتي الى هنا في نفس الوقت الساعة الثانية ظهرا كذلك وافقت بعد ان اعدت

الظرف ومايحويه من نقود بكل هدوء وبرودة اعصاب حينها رأيت الخيبة في عيونها مرة اخرى ثم ودعتها على امل ان

تأتي في اليوم التالي.جاء موعد اللقاء في بيتي واعلمت ولدي الكبير بما جرى بيني وبينها وهو يعرف عنها مسبقا

وقلت له شرطها ان نجلس انا وهي ولايوجد معنا احد. حين جاءت ذهب ولدي الى غرفته وجلست وفي يدها نفس

الكيس الذي كانت تحمله معها واخرجت منه الظرف والزيت قبل ان تتكلم بأي كلمة ومدت الي الظرف مرة اخرى وكنت

جالسة امامها قلت لها ماهذا قالت نقود ثم اخرجت قنينة زحاجية صغيرة تحوي بداخلها على زيت اللوز قلت وماهذه

قالت زيت قلت ومالذي تريدينه مني بالضبط قالت هذه لك اي النقود قلت والزيت قالت لا فقط قطرة منه اضعها على

اصبعي وامسح بها جبينك بهذه الصورة اي برسمة (صليب)على جبيني قلت لها والنقود قالت كلها لك ثم سألتها

لما النقود؟ قالت انت مسافرة وقد تحتاجينها قلت لها ومن اين هذه هل من عندك؟ قالت لا قلت اذا ممن؟ قالت من

الرب قلت والزيت؟ قالت كذلك من الرب قلت ومنذ متى الرب يوزع النقود هكذا يمينا وشمالا دون ان تعرق جباهنا

في احضارها هذا اولا، وثانيا كيف علمت انها من الرب وليس من احد من البشر؟ حينها تلعثمت ولم تعرف كيف تجيب

فقلت لها انا اعرف مالذي تريدين ان تصلي اليه وبما انك حريصة ومستميتة بأن تجذبيني الى دينك فاعلمي اني اكثر

حرصا منك في جذبك الى دين الحق والفضيلة لكني لست بهذا الاسلوب الرخيص الدنيوي لان ديني وعقيدتي خالية

من هذه الاساليب والطرق الملتوية لآغراء النفوس الضعيفة وجعل اللعاب يسيل لطقطقة وفرقعة النقود التي

ترمونها طعم في وجه من كان مهزوز الايمان والعقيدة.الفرق الذي بيننا وبينكم نحن ندعوكم لنخلصكم من نار وعذاب

ونكسب بكم اجرا وثواب وانتم تدعوننا لتنتقموا من دين وعقيدة اقضت مضاجعكم واتعبت عقولكم لما لها من سحر

وتأثير على النفوس والقلوب وقبلها العقول واعلمي ان عزتي ورفعتي في ديني وعقيدتي هذه التي تحاربين جاهدة

في انتزاع حبها من عقلي قبل قلبي وان كان لديك شيء من الحب في نفسك لجذب الاخرين من الديانات الاخرى

وبالاخص من هم على عقيدتي،ففي نفسي كل الحب وفوق الحب لديني وعقيدتي واقولها لك كما قالها سيدي

وحبيبي ونبيي ورسولي( والله ياعم لو اعطوني الشمس في يميني والقمر في شمالي ماتركت هذا الدين)

انا ايضا اكرر عليك مقولة سيدي ورسولي صلوات الله عليه وسلامه.

حينها عرفت وتيقنت انها في مواجهة سور من الصعب عليها بل ومن المستحيل ان تنجح في التعلق بجدرانه

فكيف بها ان تتسلقه لتصل الى مبتغاها وفي لحظة مباغتة تركت مقعدها والتفت من خلف الطاولة التي تفصل بيني

وبينها وجلست على الارض مباشرة عند قدماي وامسكت بيديها يداي وبدأت تتوسل بي ان اقبل النقود اولا ومن ثم

اوافقها على ان ترسم بالزيت على جبيني وتقرأ تراتيلها علي ودعواتها كما ذكرت.خاطبتها وبكل هدوء وسكينة

بأن هذه الطريقة التي اتبعتها مع غيري لاتجدي نفعا معي انا. لان نفسي ليست من ذوات التي تتبع الدرهم واليورو

قلت لها كلميني بما تريدين ان تصلي اليه بكل وضوح فأنا اصغي اليك واتقبل منك ولكن عليك ان تصغي الي كذلك

لكنها بقيت مصرة على ان تضع قطرة الزيت وتقرأ مع لمستها على جبيني،قلت لها موافقة ولكن تضعين الزيت فقط

دون ان ترسمي شعارك وبدوري انا اضع يدي على رأسك ايضا واقرأ عليك من كتاب ربي انتفضت لحظتها كأني

لسعتها بسوط حامي ثم عادت الى هيئتها ووافقت وضعت لمسة الزيت على جبيني وهي تقرأ ماعندها وكانت

محتدة ومتحمسة كأنها نالت من ناصيتي وارضختها لاوامر شيطانها وانا اعرف انها كانت مهمتها ان تنال من جبيني

اذا لم ينفع معي اسلوب المال لان في عقيدتها وايمانها ان هذا الزيت سيجعلني استسلم لها واقول لها شبيك لبيك

انتهت ودعوت ربي ان يهديها لسواء السبيل وان ينفع بها هذا الدين بعد ان تهتدي ان اراد الله لها الهداية.

بعدها بدأت تكلمني عن دينها وعن عيسى وكيف ومن هو ومالذي فعله بنفسه من اجل خطايا البشرية وانه كيف

يكون هو الرب والاب والابن في نفس الوقت.جادلتها بكل هدوء واحضرت لها نسخة من القران الكريم وكذلك نسخة من

الانجيل كانت معي استخلص منها الاخطاء التي وقعوا فيها في تحريف الدين الصحيح لان لي مناظرة مع واحدة من

هؤلاء المجموعة التي سبق وعملت معهم مناظرة مع واحدة ممن لها الخبرة في التبشير في بلدان اسيا وشرقها

ولله الحمد خرجت مهزومة مكسورة بعد نصف ساعة فقط من النقاش بيني وبينها ورجتني امام الحضور ان اتوقف

بحكم انها استاذتي في تدريس اللغة لانها وجدت هناك من اقتنع بماقلته وطرحته هذا اولا

وانها وقفت باهتة محرجة امام سيل اسئلتي وحججي ثانيا، وعلى المسلم ان يعرف مايحتويه كتابهم ليستطيع

ان يجادلهم وهذا بحكم مادرسته في تاريخ الاديان والعهدين القديم والحديث وهذا الذي جعلني ادخل الى افكارهم

واقرأ مابداخلها.ثم طلبت منها ان تعود الى مكانها ونتحدث بكل هدوء وبما جاءت من اجله ولكنها ابت ان تبقى على

الارض لتكون قريبة مني حين تلقي علي محاضرتها تركت لها رغبتها وبدأت النقاش معي ثم نصحتها ان تقرأ القران

ان لم تكن قرأته وانا واثقة انها تعرف كل حرف فيه لان هؤلاء يدرسون القران الكريم جيدا ويعرفون عنه كل صغيرة

وكبيرة كي يناقشوننا بعلم ومعرفة من كتابنا وهذا ماتمنيته على المسلمين ان يقرأوا ويتفقهوافي دينهم القيم

نرى حرصهم واستماتتهم في استمالتنا اليهم والابتعاد عن عقيدتنا التي رصدوا لهذا العمل الاموال التي لاتعد

ولاتحصى بينما نحن المسلمون في سبات عميق وتيه وابتعاد ومع ذلك ارى الخير في عقيدتي وانتشارها بين ابناء

جلدتهم وتقلص ديانتهم واندثارها على يد ابنائها ايضا وهذا فضل الله ووعده في حفظ كتابه الى يوم الدين.

بعد سويعات من الجدل والطرح الهادىء بيني وبينها لم تصل الى نتيجة تريح بالها وترضيها فاقترحت عليها ان ادعوا

ولدي الكبير ليساعدني على فهم بعض الكلام بحكم انه يجيد اللغة اجادة تامة وانا لي غاية اخرى في ذلك ولكنها

قالت لي انا فهمت كل شي قلتيه وانت كذلك فهمت ماذكرته لك قلت لها لا لم افهم كل شي وحتى تريدين ان اقتنع

بما لديك علي ان انادي ولدي ليشاركنا ويعينني على فهم ماعندك من افكار.رضخت لطلبي هذا بعد ان عجزت ان

تنال مني شيئا ثم سألتني كم عمر ولدي قلت لها في العشرينات من العمر اي شاب في مقتبل العمر.

قالت جيد دعيه يأتي ولعلمي بأن ولدي يعرف كيف يناقشها لانه تربى في هذه البلاد منذ ان كان صغيرا وهو متصفح

وقارىء جيد ويتابع على الانتريت محاضرات كثيرة في الدعوة لاحمد ديدات وغيره من الدعاة المتمرسين فاكتسب

بفضل هذه المتابعة والحرص الخبرة الكثيرة في الدخول معهم ومناقشتهم بما يقرب الى اذهانهم . دخل ولدي وقبل

ان يبدأ النقاش معها اشترط عليها ان تكون القاعدة التي يتناقشون على اساسها هي عدم الاستعانة بغير الله

اي حين يريد العبد حاجة من ربه عليه ان يطلبها منه مباشرة دون ان يستعين بنبي او ولي اوغيره. وافقته الشرط

وبدأ معها الحديث والمناقشة وهي على حالها في جلوسها على الارض لم تبرح مكانها مع انهم لايجلسوا على

الارض ابدا الا لظروف استثنائية.بعد مرور الوقت والدخول في النقاش والحوار احست انها ضعفت الحجة بيدها وهذا

مابدا على ملامح وجهها وارادت التخلص والتملص من الحوار بكل طريقة بعد ان كانت متشبثة ومستميتة ولكن بعد

ان وجدت بدل الواحد اثنين في دحض حججها رفعت الراية البيضاء واستسلمت وعلمت انها دخلت عنوان غير الذي

في مخيلتها رسمته وخططت له وجدت ان الابناء قبل الاباء يتنافسون في الذود والدفاع عن دينهم ومعتقدهم رغم

انهم تربوا صغارا في هذه البلادولكنهم تربوا على قاعدة واساس ثابت راسخ منذ نعومة اظفارهم،تربوا على المتابعة

والحرص والمناقشة وابداء الرأي تربوا على الرجولة والشجاعة في كيفية الحفاظ على حدود دينهم واحترامها

والفخر والاعتزاز بالوقوف عندها دون الانجرار الى الرذيلة والسقوط في اوحالها وهي تنادي بكل حريةفي هذه البلاد.

الاساس الثابت في تربية الابناء هو من يجعلهم حصون قوية يصعب على اعداء الدين اختراقها والعبث بما وراء هذه

الحصون المنيعة.وقفة ولدي حفظه الله واولاد المسلمين ذخرا لهذا الدين وقفته هذه بوجه التبشير واهله لم تأتي

من فراغ انما اتت من تعب وجهاد وكفاح وسهر ومثابرة للوصول بنفوسهم الطرية الغضة الى هذا السمو والرقي

للدفاع عن معتقدهم ودينهم الذي ارتضوه واعتزوا به وهويتهم الاسلامية التي يحملونها وساما في قلوبهم وعقولهم

هكذا خرجت هذه المخلوقة مكسورة ومخذولة واسقط مابيدها واعلنت انها ستقرأ القران جيدا كما اقرأ انا الانجيل

هذا ماوجهته لولدي من كلام قبل خروجها من بيتي حيث قالت له وهي عند الباب مستعدة للخروج سأقرأ القران

وبتأني وفهم وربما سأعود اليكم من يدري هذا اخر قول لها قبل ان تغادر حاملة معها ماجلبته من مال وغيره مما

ظنت انه الشباك الذي ترميه في محيطي لتوقعني وابنائي في شراكها كما وقع الكثير من السذج واصحاب

النفوس الضعيفة ومنهم من كانت صديقة لي ومن بلدي اغواها المال وكثرته وسال له لعابها فانجرفت في تيارهم.

اسأل الله لها ولغيرها من اغواهم صرير المال من قبل هؤلاء ان يهديهم الى سواء السبيل وان يحفظ نفوسنا

ونفوس اولادنا وكل المسلمين من كل زيغ وتيه وابتعاد عن سبيل الخير والهداية، سبيل الله الواحد الاحد

وعقيدة خاتم الانبياء والرسل محمد صلوات الله عليه وسلامه انه سميع مجيب واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
22
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

غروب شمسك
غروب شمسك

^
^^
^^^


لـ الأعلى ..


لـ أهميته العظمى ..



:26:
اميرة ذاتي
اميرة ذاتي
اللهم ثبتنا على دينك

واعلو شأننا وقوة عزتنا وشموخنا

اللهم امين
وراء النهر
وراء النهر
يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
جزاك الله كل خير ونفع بك وبعلمك وحفظ لك ولدك من كل سوء
Bnt Sudeer
Bnt Sudeer
اسأل الله لم الثبات ولأولادك

انا اعرف دعاتهم ولكنهم لا يغرون بالمال بل يحاولون ان يشككوننا بدينا
ومن هو محمد ومن اين اتى ؟؟

أسأل الله لنا الثبات
**الكلمة الطيبة**
بارك الله في كل اخياتي وبنياتي وجزاهن خيرا كثيرا

نعم بنيتي صدقت في ما ذكرتيه في دعاتهم ولانهم يعملون على شكل مجموعات كل مجموعة ولها عملها الخاص بها

ولاننسى ايضا اختلاف مذاهبهم ومشاربهم التبشيرية مع انهم يوردون نفس المورد

فالذي صادفنا ويصادفنا كلا المجموعتين في مجموعة واحدة وهي التشكيك في الدين والاغراء بالمال

جزاك الله واخياتك كل خير وحمانا واياكم من كل سوء