*** نقلتها لكم فأتمنى أن تجدوا بين سطورها ما يدعو إلى الفائدة ، ولقد غيرت عنوان الموضوع ***
التقت به في مكان عملها .. رآها في أحد ممرات الشركة فأعجب بشخصيتها .. كان يترقبها من بعيد دون أن تدري ، إلى أن قرأ السلام عليها ذات يوم ، ثم فاجأها بسؤاله عن حالها .. وقفت فترة تسترجع صوته ، تأملت شخصيته ، دهشتها أزاحت عنها الخجل فحملقت في وجهه ثم انصرفت إلى مكتبها وهي لا تكاد تصدق أن يصل الشبه بينهما إلى هذا الحد ، حيث الشخصية نفسها والصوت بل الهيئة ، وكأن من فقدته كان واقفا أمامها ، إنه يشبه والد ابنتها الذي فقدته على حين غرة ، اتصل بها أحمد في اليوم التالي مصبحا عليها في مكتبها - بعد أن تقصى عن اسمها – وهي تنصت إليه دون رد أو تعليق ، بعدها عرض عليها الخروج في أي مكان تختاره ليعرفها على نفسه ، تجد سمية نفسها مندفعة بالموافقة على طلبه دون تردد ولم تترك لنفسها فرصة التفكير ، غلبت عليها عاطفتها فنحت عقلها جانبا ، إنها ترى عرضه فرصة للتعرف عن قرب على هذه الشخصية التي تذكرها بأعز عزيز فقدته . التقت به وشرع بتعريفها عن نفسه ، شردت سمية بفكرها بعيدا ، فهي لم تكن تسمعه بقدر ما كانت تستعيد ذكرى وحديث من فقدت ، انتبه أحمد إليها وسألها قائلا: إلى أين شردت بفكرك في أول لقاء يجمعنا وفي هذا الجو الرومانسي الجميل؟ لقد نفت ما سأل عنه وقالت : إني معك ، فأكمل حديثك . عادت سمية إلى البيت والدهشة تعلو وجهها ، لم تواجه أي أسئلة من أهلها عن سبب دهشتها أو شرودها فكل من أخوتها يسعى لأجل نفسه وأسرته ،أما والديها فهما كبيران في السن ، يشفقان عليها ولكن لا حيلة لهما سوى الدعاء لها بالتوفيق وحفظها من كل سوء . تعودت سمية أن تقضي باقي وقتها مع ابنتها الوحيدة إما في المنزل أو في أحد المنتزهات .. رأتها ابنتها شاردة الذهن ، فبكت لأنها عرفت حينئذ أن أمها تذكرت والدها ، كان شرود سمية هذه المرة مع أحمد ، فقد تعودت على صوته وعندما تفقده يوما تشعر وكأن شيئا ينقصها .. تجد نفسها أمامه مباشرة دون موعد سابق إما على مدخل الشركة أو عند مراجعتهما للمدير في معاملة ما ، لمست من أحمد اهتمام الأخوة الذي تفقده وحنان الزوج الذي فارق الحياة وهي نفساء ، فما كان أحمد يراها متضايقة إلا ويسألها عن السبب وإن لم يقدم لها حلولا لكن تشعر أن سؤاله ومتابعته لهمومها يخفف عن كاهلها عبئا كبيرا . موافقتها بالخروج معه أول مرة جعله أكثر جرأة لأن يعرض عليها الخروج معه في سيارته ليكونا معا دون مقاطع ، لقد كانت تشعر بسعادة كبيرة معه ، خروجها وانشغالها أثر على علاقتها بابنتها وكذلك أسرتها فأصبحوا لا يروها إلا نادرا ، أرادت ألا تعيرهم اهتماما تماما كما يفعلون معها ، وكأن الآية الكريمة تنطبق عليهم ‘‘ تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ‘‘ في كل مرة تخرج سمية مع أحمد لا بد أن ينبهها في وسط الحديث بعدم إفشاء العلاقة التي تربطهما بقوله : سمية إني أخاف عليك أكثر من نفسك فاحفظي الذي بيننا ولا تبوحي به لأحد ولو لأقرب الناس إليك . وعندما سألته بم سيجيب سائله إن رآهما معا حين قالت له : تعلم يا أحمد حساسية خروجي معك ولو سلم عليك أحد معارفك بم ستعرفني عليه ؟، لقد كان رده لا كما تتوقع ، حيث أجابها: لا عليك فلكل حادثة حديث ، اللامبالاة كانت بادية عليه ، يتضح ذلك لكل من يتابع حديثها عن ما دار بينهما إلا قلبها ذو الشفافية العالية يأبى صاحبته أن يكشف لها أحد ذلك حتى لا تستفيق من حلم يعيد لها أغلى الذكريات ، هي لعبة وتسلية عند أحمد تسكته في غربته حيث العمل الذي أجبر أمه على فطامه . الشخصية القوية التي كانت تتمتع بها سمية بدأت تتلاشى أمام نصائح أحمد وآرائه وأسلوبه المنمق والمغلف بشوق ولهفة شديدين لها ، فكان دائما ما يقول لها : سمية إن خروجي معك يعيد لي نوعا من الاطمئنان والثقة بالنفس فلا تبتعدي عني.
سمية تحدث نفسها: هل ما أفعله صحيحا ؟ وإن طلبني للزواج ألا أظلمه معي كوني تعلقت به لأنه يشبه والد لبنتي ؟ بعدها عقبت على أحمد قائلة : لن أبتعد عنك ما دمت صادقا معي ومحافظا علي كما تقول ؟ لقد استغل سرعة تعلقها الشديد به دون محاولة منه لمعرفة السبب .ولو أن سمية تدرك حديث رسول الله ‘‘ …وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ‘‘ لاكتشفت شخصيته مبكرا حيث الأجدر ألا يرتضي خروجها معه وإن رضيت هي ؟ الأدهى والأمر من سمية أنها تعي أنها على خطأ ، وتدرك أنه ‘‘ لا يخلو رجل بامرأة إلا والشيطان ثالثهما ‘‘ إلا أنها لم تدرك أن يكون قد وضعها في موضع اختبار لمعرفة مدى إمكانية نجاحها أو إخفاقها فيه .. لكنها تقول إنها مغامرة وتحدي لأهلها المنصرفين عنها ، نسيت أن المغامرة لا يمكن تطبيقها في كل شيء ، كيف تكون مغامرة والرسول الكريم يقول : ‘‘ فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ‘‘ مرت أياما وهي تتعلق به أكثر من ذي قبل ، رأتها سلمى – زميلة دراسة في الكلية – وهي تقف على الشارع تنتظر سيارة تقلها إلى منزلها ، وقفت لها ثم قالت : كيف حالك يا سمية وما الذي يوقفك هنا ؟ سمية : أني أنتظر من يمر علي فقد أدخلت سيارتي الصيانة وتنتهي المساء و بعد إلحاح شديد من سلمى ركبت سمية .. كانت تمسك بإحدى يديها طفلتها الصغيرة واليد الأخرى باقة ورد جميلة ، سلمى : من هذه الصغيرة التي معك ؟ ولمن هذا الورد؟
سمية : إنها ابنتي . اقتصرت إجابتها على الجزء الأول وتحفظت على الثاني ، بعد ذلك تبادلتا التحية فمنذ افتراقهما عن مقاعد الدراسة لم تر الواحدة منهما الأخرى ، مكالمة هاتفية قطعت الحديث بينهما . سلمى : لماذا لا تردين على الهاتف ؟
سمية وقد بدا عليها الارتباك قليلا مما لفت انتباه سلمى : كنت أقرأ الرقم أولا. كان صوتها لا يكاد يسمع، لكنها فهمت سلمى أن سمية تعتذر عن عدم انتظارها له حيث وافقت على تحديد موعد آخر يتكفل أحمد من خلاله بإيصالها إلى قسم الصيانة مقر سيارتها ، حاولت سلمى أن تقترب من سمية وتتعرف على الشخصية التي تحدثت معها ، فقالت : هل تقبلين تطفلي ؟ سمية : أنت زميلتي وأختي . سلمى : من الشخصية التي تحدثت إليها ؟ سكتت وربما فهمت سلمى أن سمية لن تتحدث أمام ابنتها فعرضت عليها أن توصل ابنتها إلى المنزل ثم يواصلا المشوار إلى منزل سلمى لتعرفها على أسرتها وأيضا لحكمة في نفس سلمى ، أسلوب سلمى الذي يهدف إلى الإصلاح ، أقنع سمية بالإفصاح عن هوية الشخصية التي سلبت عقلها ، وأنها أعادت لها شيئا من حياتها السابقة مع والد ابنتها حيث أوضحت لها : أحدثك يا سلمى وأطلب منك صدق النصيحة ، بل أبوح لك بما لم أبح به لأحد ، إني وجدت شخصا يحمل من السمات ما كانت متواجدة في والد ابنتي ….. مضى الوقت وهي تحدثها عنه إلى أن نظرت إلى الساعة وقالت : سلمى لقد أدركني الوقت وإني على موعد مع من حدثتك عنه . هنا أدركت سلمى خطورة ما تتحدث عنه زميلتها ، حاولت أن تسمع منها أكثر مما سمعت لتحقق الهدف الذي سعت إليه وهو مرور الوقت وانقضاء الموعد مع أحمد ، أسئلتها الكثيرة لسمية كانت مفتاحا للتعرف على شخصية أحمد إلى أي فئة ينتمي ، أإلى حزب الله -عز وجل أم - إلى حزب الشيطان – لعنه الله - ، فمن خلال دعوته للخروج مع سمية بل موافقتها له لاصطحابها في سيارته جعل سلمى تضع نقاطا حاسمة أمامها منها : أن الله عز وجل أعز المرأة وكرمها فلم ترضى لنفسها أن تهان ؟ وأن الشخص الذي تتعرف عليه لو كان دينا متمسكا بتعاليم الإسلام متزنا لما أمرته نفسه بالخروج مع امرأة ليس له عليها من سبيل وما يؤكد ذلك حديث الرسول الكريم ‘‘ ما اجتمع رجل وامرأة إلا مع ذي محرم ‘‘ فهل يرضى أن يرى أهل بيته في نفس الموقف ؟ فإن كانت إجابته بنعم فهو ديوث لا يدخل الجنة ولا يجد ريحها . وإن كانت إجابته بالنفي ، فأين هو من حديث رسول الله - - ‘‘ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يجب لنفسه ‘‘ حاولت سمية الاعتذار عن مواصلة الحديث ، لكن سلمى لم تتركها حيث حاولت أن تقترح لسمية أمرا من منطلق الدين النصيحة فقالت لها : إن هاتفك أحمد ولا سيما أنك تأخرت عن موعدك معه فادعيه لخطبتك من أهلك إن كان صادقا فعلا في مشاعره تجاهك وما كادت تكمل مقترحها حتى اتصل أحمد مستفسرا عن تأخر سميه فأجابته : آسفة يا أحمد لأني شغلتك علي ولكن حديث طويل دار مع نفسي وما زلت أسعى للإجابة عن السؤال الذي طرحته عليك أول مرة وهو : بم ستعرفني على سائلك ؟ وما ذا أعني لك ؟ أحمد : أجابها على عجالة " ألا تعلمين يا سمية ماذا تعنين لي ؟ فأنت من شغلت فكري وقلبي ، لكن أرى يا سمية أن نؤجل نقاشنا في هذا الموضوع الآن.. " سمية متعجبة من تصرفه . سلمى : ما بك يا سمية ؟ هل أغلق السماعة في وجهك ؟ سمية : لا يا سلمى ، لا تظلمينه ، فقد قال لي أنه مشغول ، وربما لم أترك له فرصة الحديث . سلمى متعجبة وساخرة : كل هذا الوقت الذي قضيتيه معه وتقولين لم تتركي له فرصة الحديث ، يا أختي العزيزة إن كانا صادقا عاجلك هو بأخذ رأيك في أمر الخطبة والتقدم لأهلك ولا تجعلي عاطفتك تعميك عن الحقيقة . كانت سمية ترسم إجابته على شفتيها لتثبت لزميلتها صدق نواياه ، حبها الكبير له أو بالأحرى حبها لزوجها دفعها لحب أحمد على قدر حبها للعزيز الذي فقدت ، أليس من الغرابة من أحمد أنه يتهرب من الإجابة على سمية وللمرة الثانية . هي ما زالت على عماها حيث تنطبق عليا الآية الكريمة لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل مكالمته تلك كانت الأخيرة معها فلم تعد تسمع له صوتا ولم يكلف نفسه معرفة سبب تغيرها أو صحوتها – إن جاز التعبير- بعد فترة ليست بقصيرة التي قضياها معا بحجة تعرف كل منهما على الآخر ، رغم انقطاعه إلا أنها كانت قلقة عليه حيث تقول : أن للغائب عذره ، وتحدث نفسها لو صادفته أنها ستعاجله هذه المرة بدعوته لخطبتها ويفي بوعده معها ، ما زالت سمية تحلم ولم يتأكد بعد لديها أنه اعتبرها لعبة يلهو بها ، بقيت فترة تعاني فراقه إلى أن تلاشى قلقها عليه بعد أن رأت سيارته في مواقف الشركة ، فهو لم يصب بمكروه إذا ، من هنا بدأت الشخصية التي سحبها أحمد بأسلوبه تعود لرشدها واسترجعت ما قاله أحد الشعراء :
يريك النصيحة عند اللقا
ويبريك في السر بري القلم
<br><font size=1 color="#800000" face="tahoma"></font>

ساجدة @sagd
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.

ساجدة
•
تنهدت ثم استأنفت طريقها إلى أن وصلت منزلها ، قراءة جريدتها المفضلة أهم لديها من الأكل فبدأت بتصفحها منذ البداية إلى أن وصلت إلى واحة القراء ، طالعت من خلالها موضوعا بعنوان همزة وصل قارن فيه كاتبه بين زواج الأمس القائم على الحب والمودة بعد الزواج وبين بعض زيجات اليوم القائمة على التعارف المسبق الخارج عن نهج الله وشرعه والنتائج الوخيمة التي يؤول إليها الزوجين والتفكك الذي قد تكون عليه الأسرة ، فهو نزوة وقتية سرعان ما تنتهي ، وهو حب شهوة سرعان ما ينطفئ فيظلم ويزج بصاحبه إلى التهلكة. من تلك اللحظة أكدت سمية ما عزمت عليه مسبقا من نسيان أحمد مؤكدة على ما قيل :
فبت حبالك من وصله
ولا تكثرن عليه الندم
وكذلك قول آخر:
وما دنياك إلا مثل ظل
أظلك ثم آذن بارتحال
وقفة :المرء بعقله فإن أهمله أصبح هو والحيوان سواء حيث تغرقه عاطفته فتقذف به في مهاوي الردى ويزين له قرين السوء شهوته فتطمسه الرذيلة ، على أن من راقب الله في أفعاله وأقواله حفظه من البغي وأهله ومن الغادر وفعله ، وإن كان الرجل يعاتب مرة فالمرأة تعاتب ألف مرة ؛ لأن زينة المرأة حياؤها ، فلا بد أن يكون هناك حياء من الله سبحانه وتعالى بصورة تجعل الإنسان ملتزما بالأخلاقيات الإسلامية التي بعث بها الرسول الكريم الذي قال : " إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء " ، فحسبنا أن نعي ذلك ، بل حسبنا قول الرسول الكريم " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " فكل امرئ عزيز بطاعة الله ، ذليل إن عصاه .. وعجبا للبعض يستحيون من الناس ولا يستحيون من الله وهو فاضحهم ، إنه عز وجل يمهلهم ولن يهملهم . نداء لكل من يرى أن نفسه مازالت في سبات عميق فلينضحها بالماء ويوقظها من سباتها فلا تتبع نفسه هواها ، حيث لم يخطئ الشاعر الذي قال :
وخالف النفس والشيطان واعصهما
وإن هما محضاك النصح فاتهم
ولا تطع منهما خصما ولا حكما
فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
وعلى المرء أن يتأكد من مقدم النصيحة ، ولا يغتر بالقالب الخارجي للحديث ما لم يتمثل حديث رسول الله -- في أفعاله وأقواله :" وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما " على أن أكثر ما يخيف الانقياد لقول دون التمحيص فيه والتسليم بالشيء نتيجة للكلام المنمق والاهتمام الزائد لإقناع طرف هناك دوافع لإقناعه . وما بني على باطل فهو باطل ولكل شيء حدود حتى عواطفنا هناك ضوابط معينة تحكمها حتى لا نخالف الفطرة التي فطرنا عليها . أذكر كل من يهمه هذا الأمر قول الباري عز وجل " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا " وقوله جل شأنه " والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا " . فالتدبر والتفكر في الآيات ومعانيها يضيف للمرء الشيء الكثير في أمور دينه .
كما يمكن التأمل في قول الشاعر :
ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا
والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكا مسرورا
وأراني أسوق بعض الأبيات التي تعبر عن العاطفة السامية في الإطار الشرعي وهي:
* روحها روحي وروحي روحها
ولها قلب وقلبي قلبها
فلنا روح وقلب واحد
حسبها حسبي وحسبي حسبها
* وجفون حذرات تلمح الحسن وتغضي
إنني أكره حبا يجعل الفسق شعارا
يجعل اللذة قصدا ويرى العفة عارا
يعلن الحرب على أصحابه ليل نهارا
* * إنما الحب صفاء النفس من حقد وبغض
أنه أفئدة تهوى وتأبى هتك عرض
فبت حبالك من وصله
ولا تكثرن عليه الندم
وكذلك قول آخر:
وما دنياك إلا مثل ظل
أظلك ثم آذن بارتحال
وقفة :المرء بعقله فإن أهمله أصبح هو والحيوان سواء حيث تغرقه عاطفته فتقذف به في مهاوي الردى ويزين له قرين السوء شهوته فتطمسه الرذيلة ، على أن من راقب الله في أفعاله وأقواله حفظه من البغي وأهله ومن الغادر وفعله ، وإن كان الرجل يعاتب مرة فالمرأة تعاتب ألف مرة ؛ لأن زينة المرأة حياؤها ، فلا بد أن يكون هناك حياء من الله سبحانه وتعالى بصورة تجعل الإنسان ملتزما بالأخلاقيات الإسلامية التي بعث بها الرسول الكريم الذي قال : " إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء " ، فحسبنا أن نعي ذلك ، بل حسبنا قول الرسول الكريم " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به " فكل امرئ عزيز بطاعة الله ، ذليل إن عصاه .. وعجبا للبعض يستحيون من الناس ولا يستحيون من الله وهو فاضحهم ، إنه عز وجل يمهلهم ولن يهملهم . نداء لكل من يرى أن نفسه مازالت في سبات عميق فلينضحها بالماء ويوقظها من سباتها فلا تتبع نفسه هواها ، حيث لم يخطئ الشاعر الذي قال :
وخالف النفس والشيطان واعصهما
وإن هما محضاك النصح فاتهم
ولا تطع منهما خصما ولا حكما
فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
وعلى المرء أن يتأكد من مقدم النصيحة ، ولا يغتر بالقالب الخارجي للحديث ما لم يتمثل حديث رسول الله -- في أفعاله وأقواله :" وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما " على أن أكثر ما يخيف الانقياد لقول دون التمحيص فيه والتسليم بالشيء نتيجة للكلام المنمق والاهتمام الزائد لإقناع طرف هناك دوافع لإقناعه . وما بني على باطل فهو باطل ولكل شيء حدود حتى عواطفنا هناك ضوابط معينة تحكمها حتى لا نخالف الفطرة التي فطرنا عليها . أذكر كل من يهمه هذا الأمر قول الباري عز وجل " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا " وقوله جل شأنه " والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا " . فالتدبر والتفكر في الآيات ومعانيها يضيف للمرء الشيء الكثير في أمور دينه .
كما يمكن التأمل في قول الشاعر :
ولدتك أمك يا ابن آدم باكيا
والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا
في يوم موتك ضاحكا مسرورا
وأراني أسوق بعض الأبيات التي تعبر عن العاطفة السامية في الإطار الشرعي وهي:
* روحها روحي وروحي روحها
ولها قلب وقلبي قلبها
فلنا روح وقلب واحد
حسبها حسبي وحسبي حسبها
* وجفون حذرات تلمح الحسن وتغضي
إنني أكره حبا يجعل الفسق شعارا
يجعل اللذة قصدا ويرى العفة عارا
يعلن الحرب على أصحابه ليل نهارا
* * إنما الحب صفاء النفس من حقد وبغض
أنه أفئدة تهوى وتأبى هتك عرض

السلام عليكم جزاك الله خيرا 0000قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((استحيوا من الله حق الحياء؟ قالوا: وكيف نستحي من الله حق الحياء؟ قال:أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى، وأن تذكر الموت والبلى، ومن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء))00واجمل ما في المراة حياؤهوان فقدته فقد فقدت انوثنتها وقبله دينها00

ساجدة
•
أختي فتاة الإسلام تذكري أن ليس أفضل من الإسلام لك صائن إذا عليك أن:ت
* أن تعيني أختك المسلمة وتأخذي بيدها إلى ما فيه صلاح لها .
* تيقني أن الدعوة تريد الصبر وعليك تحمل الأشواك في سبيل الوصول إلى الورد وهو الصلاح .
* أن تتأكدي ( أن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ) فاغتنمي الفرصة قبل الفوات فابدأي بنفسك تقواها واصلحي اختك تنالين الثواب والأجر إن شاء الله .
للموضوع بقية ...
* أن تعيني أختك المسلمة وتأخذي بيدها إلى ما فيه صلاح لها .
* تيقني أن الدعوة تريد الصبر وعليك تحمل الأشواك في سبيل الوصول إلى الورد وهو الصلاح .
* أن تتأكدي ( أن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ) فاغتنمي الفرصة قبل الفوات فابدأي بنفسك تقواها واصلحي اختك تنالين الثواب والأجر إن شاء الله .
للموضوع بقية ...
الصفحة الأخيرة
إذا ما قال لي ربي
أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب من خلقي
وبالعصيان تأتيني
فما قولي له لما
يعاتبني ويقصيني
سمية تسمع جيدا ، وتحاول بعدها استرجاع الحديث الطويل الذي دار بينها وبين سلمى . تحاول أن تنسى وتشغل نفسها بزحمة العمل . وفي طريقها إلى منزلها عائدة بعد انتهاء الدوام ، وضعت شريط القرآن ثم واصلت سيرها هذه المرة كانت تنصت تماما وكأنها نادمة على انشغال قلبها أثناء سماع القرآن فهي كانت لا تعرف من أين بدأ وإلى أي سورة انتهى القارئ ، أوقفت الشريط عند آية جعلتها تجهش بالبكاء الأمر الذي جعلها تتوقف على الرصيف ، كانت الآية كأن شيئا يزلزل كيانها ، قال تبارك وتعالى كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين . بعدها رددت سمية بصوت مسموع - وكأنها تحدث أحدا – حيث قالت ما قالته لها سلمى عند حديثهما عن ما ورد عن رسول الله بقوله ‘‘ إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل يهلكنه ‘‘ مكثت فترة تلتقط أنفاسها وكأنها قادمة من مكان بعيد كانت غريبة فيه ، أخذت تقلب مجلة كانت في المقعد الأمامي إلى أن وصلت إلى قراءة موضوع ضمن بيتين شعر لم يذيلا باسم صاحبهما ، قال فيهما :
إذا الذئاب استنعجت لك مرة
فحذار منها أن تعود ذئابا
فالذئب أخبث ما يكون إذا بدا
متلبسا بين النعاج إهابا