
أولاً : لا بد أن تكون رغبتك في الإهداء نابعة من نفسك , ليس لأن أحدا ما أمرك بذلك أو طلب منك ذلك , كلما كان الإهداء عن قناعة و شعور بالأهمية كانت ثماره أكبر و تحقيقه للمحبة أعظم خصوصا مع من نختلف معهم أو يجدون لنا في أنفسهم شيئاً , فالظاهر ليس كافياً هذا إذا كنت تريد كسب محبة الآخرين و هناك فرق شاسع بين كسب القلوب و كسب الآراء و الأشخاص .
ثانياً : ينبغي أن نفرق بين نوعين من الهدايا :
- هدايا واجبة كالمكافأة بالنسبة للوالدين لأطفالهم , و هدايا المناسبات كالزواج و الولادة و التخرج و الأعياد ….فهذه واجبة عرفاً و عند عدم القيام بالإهداء فإن لذلك أثراً سيئاً في نفس من تجب له الهدية …و من هنا فلا يجب إهمال هذا النوع من الهدايا و كل قدر استطاعته و لنتذكر جيدا قليلاً من قلب محب راغب خير من كثير من قلب كاره …..و نعني بالكاره هنا أن يشتري الإنسان شيئاً فوق قدرته فيكون كارها للشراء و قد يظهر ذلك على وجهه عند أو بعد تقديم الهدية .
- و النوع الآخر من الهدايا هو ما لم يكن منتظراً كإهداء زوجة أرضت زوجها بفعل ما …أو زوج قام بمساعدة زوجته في عمل ما … أو أبن استطاع أن يتغلب على صفة سيئة فيه ,أو هكذا بدون سبب .و أثر هذا النوع من الهدايا أعظم من سابقه لأنه غير منتظر و هذا أجمل ما في الهدية فهي كوضع الثلج في قلب المهدى إليه فينساب منه نهر حب يروي النفس …فلنكثر من هكذا هدايا ليبقى نهر الحب دائم الجريان في قلوب الآخرين تجاهنا .
ثالثاً : يجب أن نراعي كون الهدية ترضي الله عز و جل ليبارك فيها فتؤتي ثمارها , و ليحذر الآباء من تفضيل أحد الأبناء في الأعطية عن أخوته الآخرين و كذلك صاحب الزوجتين أو أكثر ليحذر أن يعطي إحداهن ما يقل عن رفيقاتها .
رابعاً : إن كانت الهدية مهمة للجميع فهي للزوجة و الطفل أهم ….و حاجتها إليها أكبر …فالحياة الزوجية لا تخلو من المشكلات هذا عدا التصرفات التي يقوم بها الزوج دون قصد منه و تكون جارحة للزوجة , فمن طبيعة المرأة الصمت تجاه ما يجرح مشاعرها و هي حساسة جدا في هذا الجانب , و الرجل بطبيعته يميل الأخذ بالفعل فقد يقول كلمة , يدلي برأي و هو صادق فيه لكنه يجرح و يؤلم …. لهذا و لمن أراد السعادة الزوجية فعليه بالهدايا و كل قدر استطاعته .
إن الزوجة لتسعد أشد السعادة عندما تجد زوجها قد دخل و في يديه هدية أو اتصل بها يطلب منها أن لا تعد طعام الغداء بل و أن تشتهي ما تريد من طعام , بل كم تملأ نفسها حباً و انشراحاً فقط لو تذكرتها و أنت تشتري ماء لتشرب فأحضرت لها عصيرها المفضل…. فقط أشعرها انك تحبها و تفكر بها لذلك أحضرته لها ,,,,لا لتسلم من لسانها !!!!! أما الطفل فحاجته إلى الهدية الكبيرة فهي تعني اهتمام و حب الآخرين له تعنى له أنه شخص مرغوب و محبوب فيثق بنفسه أكثر و تقوى شخصيته أفضل .
خامساً : الهدية ليست شيئاً مادياً فقط بل كل شئ مرغوب محبوب عندما تقدمه بقصد الهدية فهو كذلك كرحلة أو زيارة محببة إلى نفس المهدى إليه أو عمل الأم للطبق المفضل للمهدى إليه .
سادساً : عندما نختار الهدية يجب أن نراعي نفسية المهدى إليه فنقدم ما يريده لا ما نريده نحن , و كلما كانت محبوبة مرغوبة كان وقعها على النفس أعظم , و الكثير منا يخطئ في هذا الجانب حين نقدم الهدية التي نحبها نحن.
سابعاً : العناية بتغليفها الجميل الأنيق أمر يزيد من سعادة من نقدمها إليه مع مراعاة عدم الإسراف في ذلك , كما يلاحظ تغليفها بشكل غريب بالنسبة لهدايا الأطفال و العناية بوضع الكرت المناسب المكتوب بخط اليد الجميل و بكلمات ذات دلالة و ليست مجرد كلمات تسطر .
ثامناً : إن لطريقة تقديم الهدية دور كبير في تحقيق الهدف منها …فمثلا حين تقدم الهدية و مشاعرك جامدة ….فإنك لن تحقق هدفك مهما كانت الهدية قيمة , لكن حين تقدم الهدية بطريقة تظهر مشاعرك و عواطفك بصدق…. أكيد ستحقق الهدية هدفها مهما كانت بسيطة…..فمثلا عندما يحضر الزوج طقم ألماس لزوجته و يرميه أمامها قائلا خذي هذا لك بنبرة حادة و ينصرف …..أو عندما يعمل لها مفاجأة و يتسحب بكل هدوء و يغمض عينيها أثناء عملها في المطبخ و يقدم لها وردة حمراء و يطبع على زوجته قبلة رقيقة ….في رأيكم أيها أوقع في النفس ؟؟؟.
تاسعاً : كيف تتصرف عندما يقدم لك أحدهم هدية ؟؟؟ يخطئ الكثير من الناس في هذه النقطة خصوصا عندما يرفعون الهدية و لا يفتحونها إلا فيما بعد ….
إن التصرف السليم هو أن يظهر على وجهك أثر السعادة و التواضع من تلقي الهدية مهما كانت بسيطة …التعبير بألفاظ مثل لماذا التكلف و التعب لا بأس بها ….لكن الشكر على الهدية من الأفضل أن يؤجل بعد فتحها و تفتح أمام من قدمها بحيث يرى ردة فعلك على وجهك بعد مشاهدته للهدية ….و بعد ذلك يمكنك الشكر و الإعجاب بالذوق الرفيع ….
فعلا الهدية من أهم الأسباب التي تقرب
بين الناس بين الأخوة
والزوج وزوجته
وبين الوالدين وأبنائهم
فهي تزيد من التقارب والمحبة والألفة::::
وهي تصفي القلوب ::::
وعلى فكرة عزيزتي نيارة أنا محظوظة في الهدايا:::