najah78

najah78 @najah78

عضوة فعالة

تهنئة بالولادة

ملتقى الأحبة المغتربات



يوم مولد الرسول عليه الصلاة والسلام ويوم مولد دولته، ويوموفاته ومولد الخلافة الراشدة

لفت انتباهي توافق غريب، وربط عجيب، بين مولد رسول، ويوم دخولهالمدينة واستلامه الحكم فيها، ويوم وفاته عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.
كلهاكانت في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول (على أصح الروايات) .
ألاتستغربون من هذا التوافق، وهل لديكم تفسير يربط بين هذه الثلاث.
إن الرسولمحمداً صلى الله عليه وآله وسلم هو الرحمة التي أرسلها الله للعباد، لينقذهم منالظلمات إلى النور، وليرشدهم إلى طريق الحق، وليبلغهم خاتمة الرسالات التي لن تأتيبعدها رسالة سماوية، وليطبق عليهم شريعة الإسلام ليسعدوا في الدارين الأولىوالآخرة.
فكان مولده في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأولإيذاناً بوجود هذهالرحمة، وبداية لوجود هذه النعمة.
ولما بعث عليه الصلاة والسلام، بدأ دعوته فيمكة المكرمة، وكان يعمل من أجل أن يقيم دولة الإسلام أي من أجل تمكين دعوته، ليباشرما أمره الله به وما حمله الله إياه، وجعله تبعة على أمته من بعده، وهو حمل الإسلامإلى البشر، من أجل دعوتهم إليه وتطبيقهم عليهم.
وهكذا ظل يعمل عليه السلام حتىأقام دولة الإسلام في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، وأسس قواعدها، وجعلهابذرة لدولة عالمية تسوس العالم بالحق والعدل.
ولما حان وقت رحيله عليه السلام،كان موعد وفاته في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول، إيذاناً بقيام دولةالخلافة الراشدة التي خلفت رسول اللهفي مهمته التي بعثه الله من أجلها، وهي حملالإسلام للبشر عن طريق الدولة، التي أقامها وتلقفها صحابته من بعده.
سبحانالله،،،مولد الرحمة في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأولمولد الدولة فييوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأولمولد الخلافة في يوم الاثنين الثاني عشرمن ربيع الأولوقد يقول قائل إن هذا التوافق الغريب كان هكذا دون ترتيب، وأردعلى هذه النقطة أنه فضلا عن أن كل شيء بمشيئة الله تعالى، فإن ما حصل لم يكن ليحصللولا ترتيب مقصود من الله عز وجل، وإليك البيان:
عندما يهم جماعة للسفر إلى مكانما للقيام برحلة صيد أو غيرها، وصادف وجودهم في مكان الرحلة يوم كذا كيوم مولدالرسولمثلا، يتساءلون فيما بينهم: ألا تلاحظون أننا تجمعنا في يوم مولد الرسولعليه السلام بدون قصد، فيرد الآخرون: نعم، بدون قصد، فنحن لم نتقصد أن نتجمع في هذااليوم بالذات.
فهل كانت هجرة رسول الله عليه السلام من هذا القبيل؟لا،فالرسول عليه السلام هو الوحيد الذي لم يهاجر إلا بإذن من ربه، بل إنه ظل منتظراًحتى يأذن الله له، بل إن أبا بكر كان يستأذنه بالهجرة بعد أن رأى جل الصحابة قدهاجروا والرسول عليه السلام يقول له: انتظر، عسى أن يجعل الله لك صاحبا. فهذه قرينةعلى أن الهجرة لم تكن إلا بترتيب مسبق من رب العالمين لحكمة تقتضيها مشيئته جلوعلا.
ثم إن يوم وفاته عليه الصلاة والسلام كان بأجل حدده الله تعالى، فالآجالمؤقتة ومحددة لا تتأخر ولا تتقدم.
إن عمر بن الخطاب والصحابة عليهم رضوان اللهجميعا، جعلوا التأريخ عند المسلمين من يوم الهجرة ولم يجعلوه من يوم مولد الرسولعليه السلام ولا وفاته ولا بعثته، رغم أن بعضهم قد عرض ذلك ليؤخذ به. وما ذلك إلالإجماع الصحابة رضوان الله عليهم على أهمية هذا اليوم في تاريخ المسلمين، بل فيتاريخ البشرية جمعاء، وقد لخص مراد الصحابة عمرُ بقوله: ذاك يوم نصر الله فيه الحقوأزهق الباطل.
إنه ليس توافقا غريبا ولكنه ربط عجيب، بين مولد الرسول عليهالسلام ويوم هجرته ويوم وفاته وبداية دولة الخلافة الراشدة.
إن المسلمينسيتذكرون حتما يوم مولد الرسول عليه السلام، سيتذكره منهم من يجيز الاحتفال بيومالمولد، وسيتذكره منهم من لا يجيزه، فكلهم في ذلك سيان، ولا ينكر هذا أحد.
فكانتذكر يوم مولده عليه السلام هو تذكر لازم ليوم دخوله المدينة وإقامته الدولة فيها،وهو تذكر لازم أيضا ليوم وفاته عليه السلام، وترك الصحابة له مسجى في فراشه الشريف،وانشغالهم عن دفنه باختيار خليفة، لإدراكهم أن هذا هو الذي يرضي ميتهم وهو أفضل ميت (فداه أبي وأمي وولدي ونفسي) وأنهم بانشغالهم عنه فإنهم يرضونه لايعصونه.
تفكروا معي قليلا في هذه الأيام الثلاثة:
مولد الرحمة المهداة محمدعليه الصلاة والسلاممولد دولة الإسلام التي أقامها الرسول عليه الصلاةوالسلاممولد دولة الخلافة الراشدة.
وهل خطر في بالكم أن تقولوا للناسولأهلكم ولأولادكم إن اليوم هو يوم مولد رسول الله، ويوم إقامة أول دولة فيالإسلام، وهو يوم بداية ميلاد الخلافة الراشدة. أين من يعتبر؟؟؟ولنقف وقفة أخرىمع ذكرى المولد:
يقول شوقي رحمه الله:

سَرَت بشائرٌ بالهادي ومولِدِهفي الشرقِ والغربِ مسرى النورِ في الظُّلَمِتخطفتْ مهجَ الطاغينَ منْ عربٍوطيَّرتْ أنفسَ الباغينَ من عجمِريعت لها شرف الإيوانِ فانصدعتمنصَدْمةِ الحقِّ لا مِن صدمةِ القدمِأتيتَ والناسُ فوضى لا تمرُّ بهمْإلاعلى صنمٍ قد هام في صنمِوالأرضُ مملوءةٌ جوراً مسخرةٌلكلِّ طاغِيةٍ فيالخلْقِ محتَكِمِمُسيطرُ الفرسِ يبْغي في رعيَّتهِوقيصرُ الرُّومِ مِنكِبْرٍ أصمُّ عمِيعذّبانِ عبادَ اللهِ في شبهٍويذبَحانِ كَما ضحَّيْتبالغَنَمِلم يكن أي مولد، بل مولد رسالة يحملها رسول، رسالة ختم بها اللهرسالاته لخلقه، وأنهى بها الله وحيه الذي لم ينقطع عن البشر منذ آدم عليهالسلام.
لقد خلق الله الخلق، وجعل من طبيعتهم القدرة على اختيار طريق الخير أوطريق الشر: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ،قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ وأرسل لهم الرسلبالشرائع ليهدوهم إلى طريق الخير، ويمنعوهم من الوقوع في مزالق الشر.
ولكنه جلوعلا لم يجعل طريق الشر والخير للبشر متساويين في الترغيب والترهيب، بل شاء جل وعلاأن يرسل رسوله رحمة للبشر، يوجههم ويعينهم ويسلك بهم الخير، بل ويجهد من أجلإدخالهم الجنة، قال عليه الصلاة والسلام : «مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعلالفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها، وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتونمن يدي» . وكان إذا مرت عليه جنازة يهودي أو نصراني يتقلب وجهه، فيسأل في ذلكفيقول: «نفس فلتت مني إلى النار» يتحرق عليه الصلاة والسلام على النصارى واليهوديحب لهم أن يدخلوا الجنة.
إنني عندما أتحدث عن المولد فإنني لا أبحث موضوعالاحتفال بالمولد (وهي مسألة خلافية لست بصدد الحديث فيها) ولكني بصدد القول إن كلمسلم قد شغف قلبه بحب محمد عليه الصلاة والسلام، مهما كان هذا المسلم عاصياً، أوظالماً، أو قاسياً قلبه، وأذكر قصة قرأتها في شبابي عن مسلم يعيشفي أوربا، ولديهمجموعة من الأصدقاء النصارى، وكانوا يسهرون ويشربون الخمر مع بعضهم، وحصل أن اتفقأصدقاؤه النصارى على أن يستدرجوه لسب الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وحاشاه اللهونزهه من كل منقصة، فقالوا لصديقهم المسلم الفاسق: بصحتك يا فلان. فقال: بصحتي. وشربوا الخمر، ثم قالوا له: بصحة عيسى. فقال: بصحة عيسى. فقالوا: بصحة محمد. وهناذهبت السكرة، وانتفض المسلم شارب الخمر العاصي، ورفس الطاولة برجله، وقذف الخمروقام يضربهم ويحذفهم بما في يديه، وقال: عليكم لعنة الله يا أنجاس يا ملاعين،أتذكرون محمداً هنا. وظل يصرخ ويزبد ويبصق عليهم وهم يهدئونه ويقولون: لم غضبت؟ لقدقلنا بصحة عيسى مع أنه ابن الرب عندنا ونقدسه. فقال: أنتم أحرار فيما تقولون، ولكنأن تذكروا محمداً في هذا المجلس فهذا ما لا أقبله أبداً، ولن أعاقر الخمرة بعداليوم. ثم خرج غاضباً.
هذا مثال عفوي بسيط عن محبة رسول اللهوكيف أنها تشربت فيقلوب المسلمين، ولا أقول في أي مسلم، إلا أنه يحب رسول الله ويحب رؤيته في الدنياقبل الآخرة، إلا من طمس الباطل قلوبهم، وأعمى إبليس بصائرهم.
كيف لا ومحبة رسولاللهمن صميم الإيمان، قال عليه السلام: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسولهأحب إليه مما سواهما» وقال عليه السلام: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كانالله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان أنيلقى في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه» متفقعليهما.
وذكرى مولد رسول الله عليه السلام محفورة في القلوب، احتفلنا بها أم لمنحتفل، نتطلع إليها فنتذكر سيدنا وإمامنا وقائدنا وقدوتنا، الذي أمرنا الله بمحبته،وأوجب علينا طاعته، تذرف الدموع لذكراه، وتخشع القلوب لسيرته، تتطلع النفوس للقياه،وتتذكره في سنته.
ولكن يبقى السؤال الذي سيظل مربوطا برقابنا حتى نلقىالله.
ماذا تعني محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام وما معنى تذكر يوممولده.
هل تعني محبة رسول الله عليه الصلاة والسلام أن نتذكر يوم مولده فنذبحالذبائح ونمد السمط، ونقرأ البردة والهمزية والمدائح النبوية، ثم نعرج على صفاتالرسول الخلقية (بفتح الخاء) والخلقية (بضم الخاء) فنخرج من هذا كله بالروحانية،ظانين في أنفسنا أننا أعطينا رسول الله عليه السلام حقه، ثم نعود إلى دنيانا،غافلين عن سيرته، مضيعين أحكامه، لاهين بالدنيا عن إقامة دولته، ملتفتين عن طريقتهالشرعية الوحيدة إلى طرق الواقعية والديمقراطية.
كيف نقابل الله ورسوله يومالقيامة، وقد عصينا وتخلينا، كيف نقابل الله ورسوله يوم القيامة، وقد أهملناوضيعنا.
رحم الله سيدنا الشافعي عندما قال:

تعصي الإله وأنت تظهرُحبَّهُهذا لعمري في القياس بديعُلو كان حبُّك صادقاً لأطعتهُإنالمحب لمن يحب مطيعُفي كل يوم يبتديك بنعمةٍمنه وأنت لشكر ذاك مضيعُسأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ: متى يكون الرجل صادقاً في حبمولاه؟ فقال: إذا خلا من خلافه كان صادقاً في حبه. فوضع الرجل التراب على رأسه وصاحوقال: كيف أدعي حبه ولم أخلُ طرفة عين من خلافه. فبكى أبو عثمان وأهل المجلس، وصارأبو عثمان يقول في بكائه: صادق في حبه مقصر في حقه. أورده البيهقي.
إن محبة رسولالله وكل ما يرتبط بيوم مولده تناقض كل ما يعيشه المسلمون اليوم فيحياتهم.
أتانا الرسول عليه السلام بالمحجة البيضاء، فأين نحن منها الآن؟!
عملثلاث عشرة سنة كاملة بأيامها من أجل إقامة دولة للإسلام، ولم يلق ربه إلا بعد أنشرع لنا أحكامها، وبيّن لنا أجهزتها، فأين نحن من دولته؟!
أمرنا أن نحمل رسالتهمن بعده، كي نكون شهداء على الأمم، ويكون هو علينا شهيداً، فأين نحن من هذا، وماذاسيشهد علينا رسول الله أمام رب العزة في موقف الحشر العظيم؟!
أمرنا بالعزة، وهانحن نتجرع المهانة في كل يوم، فأين نحن من عزته؟!
أمرنا أن نحافظ على أخوتنا فيالإسلام، وأن نكون وحدة واحدة، وأن نكون يداً واحدة على من يريد شق صفنا، فأين نحنمن ذلك كله؟!
زرع فينا الشرف والكرامة والتضحية بالغالي والنفيس، من أجل العرض،ومن أجل الغيرة، وها نحن أعراضنا تنتهك في كل مكان، فأين نحن من هذا كله؟!
آه،لو يدرك الكفار النعمة التي أرسلها الله للبشر، والرحمة التي أنعم الله بها عليهم،والله لجالدونا على اتباعه، ولكن لا تنفع الآهات.
إن مهمتنا عظيمة، وأعباءناجسيمة، وكلما تمعنّا فيما ألقي علينا من تبعة تحسرنا على أعمارنا التي مضت، وتمنينازيادة في العمر لنعوض ما فات.
فإلى تذكر حقيقي لمولد المصطفى عليه السلام،أدعوكم أيها المسلمون، وإلى موقف مهيب أناديكم، للوقوف في حضرته يوم القيامة، وقدأبى إلا أن يقف على الكوثر، يمسك الأقداح بيديه الكريمتين، يسقي بها أتباعه قبل أنيدخلوا الجنة، إلى هؤلاء أستصرخكم أن تكونوا.
وأحذركم وأحذر نفسي المقصرة من أننكون من أولئك الذين يمرون على رسول اللهفي الموقف نفسه،وفي اللحظة نفسها، وهو واقف على الكوثر، ولكن تسوقهم الملائكة إلى النار، فيستعجب،فداه أبي وأمي وولدي ونفسي، ويصرخ قائلاً: أمتي، أمتي ، فيقال له: إنك لا تدري ماذاأحدثوا بعدك. فيقول عليه الصلاة والسلام: بعداً، بعداً. وفي رواية: سحقاً،سحقاً.
إن الواحد منا إذا تذكر يوم مولد أو وفاة والده أو والدته، فإنه يترحمعليه وعليها، ويسأل الله لهما الجنة.
فماذا أنت فاعل إن تذكرت يوم مولد رسولالله عليه الصلاة والسلام ويوم وفاته.
سأترك لمحبة رسول الله في قلبك أن تتولىالإجابة نيابة عنك
منقول
9
790

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الله يخليلي زوجي
جزاك الله خير والله لايحرمك الاجر يارب
najah78
najah78
آمين والله يخليلك زوجك
لاغربه مع الله
جزاك الله خير
najah78
najah78
وإياكم
نور الدرب
نور الدرب
صلى الله على محمد ،، صلى الله عليه وسلم ،،
الله يجزكي الخير يا رب ،،،