قامت إدارة الطب الشرعي بالشئون الصحية بالعاصمة المقدسة صباح اليوم وعلى مدى 3 ساعات تقريباً بتشريح جثمان الفتاة الجزائرية "ساره بنويس" وتكون الفريق الطبي من أطباء ومساعدين وفنيين بأشراف من الدكتور عبدالعزيز مليباري مديرا لإدارة وتم تشريح الجثة وأخذ عينات من كبد الفتاة وطحالها وعنق رحمها تمهيداً لإرسالها للمختبرات المركزية وتحليلها وأخراج النتائج وتم عمل أشعة لكامل جسمها وفحص شامل على الجثة.
إلى ذلك شكلت هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة مكة المكرمة، لجنة ثنائية يمثلها عضوان من دائرة التحقيق في قضايا الاعتداء على النفس، ودائرة التحقيق في قضايا العرض والأخلاق، لبحث أسباب وفاة الفتاة الجزائرية سارة مريس، بعد اكتشاف علاقة غير شرعية بينها ووافد يمني أثناء خلوتهما في غرفة الفندق.
وأوضحت مصادر مطلعة، عن تسجيل اعتراف المتهم الأول «عمار» في جريمة القتل، إذ اعترف بعلاقته غير الشرعية مع الفتاة منذ أواخر شهر رمضان الماضي، إضافة إلى تناوله العشاء معها قبل وفاتها بلحظات. وأكدت المصادر، أن فريق التحقيق أحرز ملابس الفتاة لوجود آثار لعينات تتعلق بأحد المتورطين في الجريمة، إذ جرى التحفظ عليها وإرسالها للتحليل المخبري لفحصها.
وأشارت المصادر إلى وجود عراك وقع بين وافدين بغرض التحرش بالضحية، ما دعا الفتاة للهرب، لتلقى حتفها سقوطا من الدور السادس عشر، إذ باشرت الأجهزة الأمنية على الفور تطويق المنطقة والقبض عليهما.
ولفتت المصادر إلى أن رجال البحث الجنائي لا يزالون يطاردون متهما من الجنسية البنجلاديشية هرب من موقع الحادثة، بعد أن تم القبض على ثلاثة من الجنسية ذاتها لإخضاعهم للتحقيقات ومعرفة مدى علاقتهم بالضحية.
وأضافت المصادر، أن فريق التحقيق ينتظر نتائج الطب الشرعي بعد توجيه خطاب رسمي لإدارة الطب الشرعي بضرورة تشريح الجثة، والمتوقع الانتهاء منها خلال يومين.
من جهته كشف لـ «عكاظ» أبو مدين الخطيب «ولي أمر الفتاة الجزائرية» أنه سيتم دفن جثمانها في مكة المكرمة، بعد أن يتم تحديد أسباب الوفاة، مضيفا أنه سيلتقي اليوم مسؤولي هيئة التحقيق والادعاء العام لمعرفة مجرى التحقيقات في القضية. وقال الخطيب: «إن تصرفات العاملين في الفندق ابتداء بمسؤولي الإدارة وانتهاء بعمال النظافة، إذ يدخلون غرف النزلاء دون استئذان وبطرق غريبة، وعندما اختفت سارة أبلغت مدير الفندق بالأمر، لكنه لم يخبر رجال الشرطة بذلك، و لم يتخذ أي احتياطات أمنية قد يكون لها الدور في منع حوادث السقوط أو الهرب».
ولفت ولي أمر الفتاة والذي يعمل مهندسا متقاعدا في مجال تنقيب بترول، أنه يعمل حاليا على توكيل محام للترافع في القضية، إضافة إلى دعم قنصلية بلاده من أجل متابعة مجرى التحقيقات، خصوصا وأنه سيغادر الأراضي السعودية خلال أيام، لارتباطه بأعمال في فرنسا.
وذهب الخطيب إلى أن الفتاة سارة تجيد الفنون القتالية منذ خمسة أعوام، منبها في الوقت ذاته إلى أنها لا تجيد اللغة العربية، على رغم أنها تحفظ أجزاء عدة من القرآن الكريم.
من جانبه، أكد الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة الرائد عبد المحسن الميمان عدم صحة إجبار المعتمرين الجزائريين لمغادرة الأراضي السعودية. وقال الميمان: «إن رجال الأمن يتلقون التوجيهات من وزارة الداخلية للعمل على راحة ضيوف الرحمن ولا صحة لما أشيع في الصحف الجزائرية على الإطلاق وليس للشرطة علاقة بمغادرة المعتمرين».
وأمام ذلك، نفى قنصل عام الجزائر لدى المملكة صالح عطية ما تناولته وسائل إعلام جزائرية حول عمليات المغادرة الإجبارية للحملات الجزائرية في مكة المكرمة بعد حادثة مقتل الفتاة.
وأكد أن جميع الحملات غادرت بعد انتهاء فترة الإقامة المحددة لها بعد موسم رمضان بصفة عادية ولا وجود للإجبار على المغادرة من جانب أية جهة كانت، ولم يبق سوى ذوي الفتاة لاستكمال الإجراءات النظامية المتعلقة بالحادثة.
القبض على المتهم الثاني في مقتل سارة الجزائرية .. والعثور على عباءة نسائية في غرفة الأول
ألقت الجهات الأمنية بمكة المكرمة القبض على المتهم الثاني فى قضية مقتل المعتمرة الجزائرية سارة الخطيب والذي كان قد لاذ بالفرار من موقع الحادث. وأشارت مصادر (المدينة) إلى أن المتهم من نفس جنسية المتهم الاول وأنه متخلف ولا يحمل اقامة نظامية وسيتم إحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بدائرة النفس لضم التحقيقات معه الى ملف القضية ، فيما لازالت التحقيقات جارية مع المتهم الاول فى الهيئة للتأكد من مدى علاقته بالفتاة وجوانب حادثة السقوط . وأوضحت المصادر ان المتهم الاول كان يشغل منصب مدير الاستقبال فى الفندق الذى دأب على العمل فيه خلال موسمي رمضان والحج لعلاقته بمستثمر الفندق ، وبتفتيش غرفته الخاصة بداخل الفندق عثر على عباءة نسائية يعتقد أنها تخص الضحية ..مصادر أكدت أن المتهم الاول “ ج . ع “ 28 عاما ابيض البشرة طويل القامة نحيف الجسم ذو شارب خفيف وحليق الذقن اما الثاني “ ع “ فعمره 23 عاما وتم نقل المتهم الاول من توقيف شرطة القراره الى التوقيف الموحّد بناء على طلب هيئة التحقيق والادعاء العام.
من جهة أخرى يتوجّه اليوم فريق الطب الشرعي الى مستشفى الملك فيصل بالعاصمة المقدسة لتشريح جثة الفتاة الجزائرية من اجل كشف الاسباب والدوافع وراء سقوطها وذكر مدير ادارة الطب الشرعي بالشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة الدكتور عبدالعزيز مليباري ان الفريق الطبي مكون من طبيبين ومساعدين وفنيين يصحبهم عضو من هيئة التحقيق والادعاء العام وآخر من قسم الشرطة مشيرا الى ان عملية التشريح تستغرق مدة تصل الى اربع ساعات ونفى مشاركة أي فريق طبي آخر للفريق الطبي السعودي في هذه المهمة . وأشار الى انه تم يوم الخميس الماضي عمل كشف مبدئي على جثة الفتاة وأخذ المسحات والسوائل وعينة من الدم وارسالها الى المختبرات مشيرا الى ان الطبيب الشرعي سبق وأن زار موقع سقوط الفتاة والغرفة التي قيل إنها تواجدت بها، وأضاف أن الفريق الطبي سيأخذ جميع العينات ويقوم بايصالها الى المختبر النسجي والمختبر السّمي لتحليلها حيث يكشف الاخير ما اذا كانت للسموم او أي مادة مخدرة علاقة بالوفاة ونتائجه تظهر خلال ثلاثة أيام على الاكثر ، اما المختبر الاول فهو الذي تتأخر نتائجه الى الشهر. وفيما يخص تحليل الاعتداء على الفتاة فسيتم أخذ عينتين من الخلف ومن الامام احداهما جافة (بدون اضافة مواد كيماوية) والأخرى مبللة (يضاف اليها مواد كيماوية) وسيتم ارسال العينتين الى مختبر الادلة الجنائية بالرياض. كما ستقوم الادلة الجنائية بأخذ عينات من المتهم لفحصها.
إلى ذلك علمت "الوطن" من مصادر موثوقة أن الوافد اعترف عند التحقيق معه أنه كان على علاقة بالفتاة، وكان مختليا بها في غرفة في الدور السادس عشر من الفندق وتناولا طعام العشاء معاً. وأن العشاء كان عبارة عن وجبة (بروست)، كما أنه دار بينهما حديث رومانسي خلال تناول الطعام، وقد عثرت الجهات الأمنية على بقايا وجبة العشاء في الغرفة التي كان يختلي فيها الوافد بالفتاة الجزائرية المتوفاة. وأشارت المصادر إلى أن الوافد الآخر الذي عثر على الفتاة والوافد الذي اختلى بها (المتهم الرئيس بالقضية) في غرفة بالدور السادس عشر في الفندق مسرح الجريمة، جاءت أقواله متطابقة مع اعترافات المتهم الرئيس، وأدلى بشهادته لدى الجهات المعنية بالتحقيق. مؤكدا أنه وجدهما يتناولان طعام العشاء معاً، كما جاءت أقوال مدير الفندق مطابقة لأقوال الوافدين اللذين تم التحقيق معهما، مما يشير إلى أن الفتاة كانت في خلوة مع الوافد دون إكراه أو إجبار من أحد، مما ينفي فرضية الاغتصاب.
راسل القنصل العام بجدة وأكد متابعة الحكومة الجزائرية للقضية :
وزير الجالية يأمر بإيفاده بجميع ملابسات وفاة " سارة " بمكة
وجه الجزائري حليم بن عطاء الله، كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية المقيمة بالخارج تعليمات للقنصل العام للجزائر بجدة للتنسيق مع السلطات السعودية وإيفاده بجميع حيثيات وملابسات قضية وفاة الفتاة الجزائرية "سارة بن ويس" بمكة المكرمة، مؤكدا اهتمام الحكومة الجزائرية بالقضية والتزامها ببذل جميع الجهود لضمان حماية و رعاية الرعايا الجزائريين أينما وجدوا فضلا عن متابعته الشخصية لمستجدات التحقيق وتطور معطيات القضية .
ودعا حليم بن عطاء الله في بيان رسمي الجالية الجزائرية المقيمة في المملكة العربية السعودية بالتحلي بالهدوء والتريث وعدم إثارة الفوضى في البقاع المقدسة واحترام النظام العام للمملكة، مشددا على متابعة الحكومة الجزائرية عن كثب لقضية وفاة الفتاة الجزائرية بمكة المكرمة "سارة بن ويس" .
القنصل الفرنسي دخل على الخط وطالب بتقرير محايد عن التحقيقات
والد سارة رفقة جدتها و أخيها
في موقف غريب هدّد السيد محمد بن ويس، والد الطفلة سارة بمقاضاة بعض وسائل الإعلام السعودية أو الدولية التي تحاول تلويث سمعة ابنته ونسج قصص وصفها بالخيالية، حول علاقات عاطفية تكون سارة قد ربطتها خلال فترة إقامتها بالسعودية، وأدت إلى وفاتها بشكل تراجيدي .
وقال السيد محمد بن ويس، المقيم في عين تالوت بتلمسان: إن بعض الجهات الإعلامية النافذة، تحاول من خلال بث هذه المغالطات "التغطية على إدارة الفندق الذي وقعت فيه الجريمة ومسؤوليتها، خوفا من تشويه سمعته، أو التأثير على أرباحه ونشاطه التجاري "، متسائلا في هذا الصدد : " كيف يسمحون لأنفسهم بتلويث سمعة ابنتي القتيلة مقابل إنقاذ أرباح فندق سياحي في مكة؟ ".
وفي السياق ذاته، كشف أن القنصل الفرنسي دخل على خط المطالبين بحقيقة ما وقع لسارة التي تحوز الجنسية الفرنسية أيضا، وذلك من دون إهمال الدور الجزائري على حدّ قوله، مبينا أن الجهات المذكورة آنفا ستطالب بتقرير محايد للطب الشرعي، ولن تكتفي بالتقرير السعودي، ولا بنتائج التحقيق الذي يحاول، بحد وصف والد سارة، " طمس الحقيقة وتوجيهها نحو أماكن أخرى ".
وأكد السيد بن ويس أيضا استغرابه تماما للرواية التي يسردها الإعلام السعودي يوميا نقلا عن جهات التحقيق هناك، متسائلا "كيف لم يتم حتى الآن الحديث عن غياب الدم في مكان سقوطها بشكل كبير، رغم أنها هوت من علوّ يبلغ 30 مترا، ثم إن العلاقات العاطفية التي قيل إن سارة أقامتها مع عمال هناك، تبدو في غاية الغرابة والإسفاف، ذلك أن والدها بالتبني، السيد بومدين خطيب، رجل صالح، ويعرف كيف يراقب ابنته، ولم يكن ليسمح لها بأن تبتعد عن ناظريه دقيقة واحدة، كما أن ثقته فيها كبيرة جدا"بحسب كلام السيد محمد بن ويس. هذا الأخير، نفى أيضا ما تردد عن مغادرة جميع الوفد المرافق لسارة، مكة المكرمة، وقال بأن ولي أمرها بومدين ما يزال هناك، ينتظر نتائج التحقيق وتقرير الطب الشرعي، ولم يترك مسرح الجريمة.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
آنسه كرزة
•
الله يرحمها ويغفر لها
الصفحة الأخيرة