تواضع الرسولصلى الله عليه وسلم مع الضعفاء والمساكين وتواضعه صلى الله عليه وسلم لم يكن قاصرًا على ما سبق، بل كان جليًّا واضحًا في معاملاته حتى مع الضعفاء والمساكين والإماء كافة، فكان صلى الله عليه وسلم يخالطهم ويشاركهم السراء والضراء، فعن سهل بن حنيف قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِي ضُعَفَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَيَزُورُهُمْ وَيَعُودُ مَرْضَاهُمْ وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ» (رواه الحاكم).
حتى شمل تواضعه الإماء وهو من هو صلى الله عليه وسلم ؛ فقد روى أنس بن مالك قال: «كَانَتِ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ» (رواه البخاري).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟» قَالُوا: «بَلَى». قَالَ صلى الله عليه وسلم: كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ. ثمَّ قال: «أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟» قالوا: «بلى». قال: «كُلُّ عُتُلٍّ جوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ»
(رواه البخاري).
فلم تشغله صلى الله عليه وسلم النبوة ولم تمنعه مسؤولية أمته أن يجعل للضعفاءوالمرضى نصيبًا من الزيارة واللقاء. فأين أصحاب الجاه والسلطان من هذا الخُلق العظيم؟!
أما في ركوبه
فنراه صلى الله عليه وسلم يركب ما يركب عامة الناس، فركب صلى الله عليه وسلم الحمار والبعير والبغلة والفرس، فعن معاذ بن جبل-رضي الله عنه- قال « كنت رِدْفَ النبي صلى الله عليه وسلم (راكبًا خلفه) على حمار، يقال له: عُفَيْر » (متفق عليه) وهو من وسائل الركوب العادية في عصره صلى الله عليه وسلم .
أما في نومه
فيروي لنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقفًا ترك أثرًا في نفسه حتى أبكاه، فيقول وهو يصف حاله عند دخوله على رسول الله صلى الله عليه وسلم : «...وَإِنَّهُ لَعَلَى حَصِيرٍ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ شَيْءٌ وَتَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَةٌ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ أي: ورق شجر يدبغ به مسكوبًا ومجموعًا في كومة- ، وَإِنَّ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَرَظًا مَصْبُوبًا، وَعِنْدَ رَأْسِهِ أَهَبٌ مُعَلَّقَةٌ أهب- جمع إهاب، وهو الجلد الذي لم يدبغ-، فَرَأَيْتُ أَثَرَ الْحَصِيرِ فِي جَنْبِهِ؛ فَبَكَيْتُ»، فَقَالَ: «مَا يُبْكِيكَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ كِسْرَى وَقَيْصَرَ فِيمَا هُمَا فِيهِ وَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ!» فَقَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَهُمُ الدُّنْيَا وَلَنَا الْآخِرَةُ؟»
(رواه البخاري).
لقد كان صلى الله عليه وسلم مع علو قدره ورفعة منصبه أشد الناس تواضعًا، وألينهم جانبًا، وحسبك دليلًا على هذا أن الله سبحانه وتعالى خيَّره بين أن يكون نبيًّا ملكًا، أو نبيًّا عبدًا، فاختار أن يكون نبيًّا عبدًا.
وبالجملة، فإن الناظر إلى ما تقدم بعين الاعتبار، يعلم يقينًا أن خلق التواضع لازَمه صلى الله عليه وسلم طوال حياته، وأنه من الأخلاق التي ينبغي على المسلم أن يتحلى بها ويحرص عليها؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كي ينال خيري الدنيا والآخرة.
كيف تتعامل مع المتكبر المتعجرف؟ هل تتواضع له أم ماذا؟ دلل على ما تقول من سيرته صلى الله عليه وسلم؟
سلفى اسكندرانى @slf_askndran
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيرآ .