netjaeper
netjaeper
اليهود و فلسطين :

دولة إسرائيل الكبرى تمت من الفرات شرقا للنيل غربا و من بلاد الشام شمالا حتى المدينة المنورة جنوبا و فلسطين هي بالأساس مشروع غربي ففلسطين ركن من الثالوث المقدس في الوجدان اليهودي ( الإله - الشعب و الأرض - فلسطين ) حيث تزعم توراتهم المزيفة بأن الرب قال لإبراهيم عليه السلام ( و أعطي لك و لنسلك من بعدك أرض غربتك كل أرض كنعان ) .
و ظل اليهود منذ أن سباهم نبوخذنصر من فلسطين إلى بابل عام 587 قبل الميلاد و حتى القرن الثامن عشر الميلادي يعتقدون أن عودتهم إلى فلسطين ستكون على يد المسيح المخلص الذي سيبعثه الرب لتخليصهم من العذاب و التشرد و ليحكم العالم ألف عام قبل آخر الزمان من فوق جبل صهيون .


فهذا الحلم يراود اليهود من زمن بعيد .. أقل شئ كانوا يريدون وطن يجمعهم من التشتت و كان النصارى يسعون لغرض ليس ببعيد عن ذلك .


فالتقت الآمال اليهودية و النصرانية على طريق واحد .. فكيف ذلك ؟؟


النصارى كانوا يريدون إضعاف المسلمين و إشغالهم بأنفسهم حتى لا يتقدموا و يلحقوا بركب الأمم .. فكان مخططهم هو ( زرع جسم و كيان في وسط العلم الإسلامي بشكل عام و العالم العربي بشكل خاص بحيث يفصل هذا الجسم شرق العالم العربي عن غربه و يشغل هذا العالم بنفسه و يجعله مفككا متحطما ) و لم تكن إسرائيل هي الدولة المعنية آنذاك و كل ذلك نوقش في اجتماع كبير للغرب في عام 1897 م .


في عام 1907 م رأى اليهود بأنهم هم من يصلح لشغل هذا الجسم و أنهم لديهم نفس الآمال و الطموح فعرضوا رغبتهم على الدول الغربية و أنهم يريدون إنشاء وطن قومي لهم يجمعهم تحت راية واحدة .. فكانوا يكسبون التأييد يوما بعد يوم .


بعد عشر سنين من طلب اليهود أصدر وزير خارجية بريطانيا و هو يهودي وعده المشهور و الذي سمي باسمه ( وعد بلفور ) في عام 1917 م و الذي ينص على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .


ففلسطين كانت من بين الدول المقترحة من قبل اليهود لاختيارها كوطن لهم .. فقد كانت على القائمة العراق و جنوب أفريقيا .. إلا أن اليهود رأوا أن فلسطين ستكون عامل مؤثر قوي في جمع اليهود في شتى بقاع الأرض و ذلك لاحتوائها على أماكن مقدسة لديهم كحائط المبكى و الهيكل المزعوم .


و اليهود يقدسون العدد ( 7 ) فنجد أن أكثر التواريخ تنتهي بهذا العدد .. فالهجرة اليهودية الفعلية بدأت في نهاية عام 1947 م و النكبة العربية حدثت في عام 1976 م .


نعود لعام 1947 م ففي نهاية هذا العالم بدأت الهجرة الفعلية لليهود من كل مكان من روسيا - أمريكا - كندا - دول البلطيق - العراق - جنوب أفريقيا - تونس - دول أمريكا اللاتينية و العديد من الدول و نتج عن ذلك تشرد قرابة 3.5 مليون فلسطيني و ما يزال معظمهم - حتى الآن - يعيش في مخيمات بائسة على الحدود الأردنية أو اللبنانية و بعد النكبة العربية استولت إسرائيل على الضفة الغربية و جزيرة سيناء إلا أنهم تراجعوا عن سيناء بعد اتفاقات سلام دائم بينهم و بين جمهورية مصر العربية .


و لا يزالون حتى الآن يعثون فسادا في الأرض فقد قام اليهود في الماضي بإحراق منبر المسجد الأقصى و أصدر الكنيست الإسرائيلي قرارا يجعل المسجد الأقصى ملكا عاما للدولة العبرية و استولوا على الجدار الغربي للمسجد و سموه حائط المبكى و هدموا الحي المجاور له و هو ( حي المغاربة ) و جعلوا مكان الحي ساحة لحائط المبكى .


هذا بالإضافة إلى الحفريات و الأنفاق الموجودة تحت المسجد و التي قام بفعلها اليهود تصدع بسببها أجزاء من لمسجد و تشققت بعض الأبنية المجاورة .


و لا ننسى المجزرة التي حدثت في عام 1990 م في داخل المسجد الأقصى و التي راح ضحيتها 22 قتيلا و عدد كبير من الجرحى أثر هجوم من قبل الصهاينة على المسجد .


و لا يخفى اليهود هدفهم لإقامة الهيكل مكان المسجد الأقصى بعد هدمه و تعمل مجموعة من الأحزاب الدينية المتطرفة بتشجيع من الدولة لتحقيق هذا الحلم ، و قد أصدرت مجلة الخطوط الجوية الإسرائيلية ( العال ) صورة مزدوجة تتضمن المسجد الأقصى ثم الهيكل مكانه و على نفس مساحته و قد كشف خبير آثار فلسطيني مؤخرا عن خطة يهودية تهدف لنقل قبة الصخرة المشرفة من مكانها الحالي إلى باب الخليل تمهيدا لبناء الهيكل محلها .


و شرعت سلطات الاحتلال فعليا بإنشاء مدينة سياحية تحت المسجد الأقصى و البلدة القديمة في إطار هذا المشروع الخطير و من المقرر الانتهاء من هذه الخطة في عام 2008 م .
netjaeper
netjaeper
و الحديث عن هذا يطول فلا نستطيع إحصاء مجازر اليهود - عليهم من الله ما يستحقون - إحراق المسجد الأقصى و تحويله إسطبلات للخيول و المجزرة التي حدثت به و مجزرة قانا و شتيلا و مجزرة المسجد في الخليل و المجازر التي ارتكبت في الانتفاضة الأخيرة هذه .
لكن مع كل هذا فإن نصر الله قريب .. فالله تعالى قضى على اليهود بالذلة و الهوان و الصغار و الضعف بسبب كفرهم به و عصيانهم لأوامره و قتلهم و قذفهم الأنبياء فلقد بلغوا بل تجاوزا الحد في الطغيان .. فكتب الله عليهم سوء العذاب في الدنيا بأنواعه المختلفة من قتل و أسر و جرح و تشريد و تخويف و غيره و دل على هذا قوله تبارك و تعالى : ( و إذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ) الأعراف 167 .

فالنصر هدية من الله تعالى للأمة التي تنصر الله .. قال تعالى : ( إن تنصروا الله ينصركم و يثبت أقدامكم ) و وعد الله حقا عباده المؤمنين بأن قال : ( و كان حقا ً علينا نصر المؤمنين ) .




في النهاية .. هذا ملخص بسيط عن اليهود و عقيدتهم و فكرهم

أخذ مني هذا الموضوع يومين في الكتابة و استخلاص المعلومات من مصادرها ..

فبالإضافة إلى المصادر السابقة و التي ذكرتها في موضوع ( الدولة المهيمنة على العالم ) في الوصلة أعلاه .. استعنت بالمصادر التالية :

1- القرآن الكريم .

2- السنة النبوية .

3- كتاب تعاليم الحاخامين السرية لزهري الفاتح - دار النفائس للنشر و التوزيع .

4- كتاب الأصولية اليهودية للكاتب الأمريكي ديفيد لانداو .

5- كتاب الفكر اليهودي : أطواره و مذاهبه للدكتور حسن ظاظا - دار القلم و دار العلوم و الثقافة .


و حررت جميع هذه المقالات بخطي أنا .. و لكل من تريد أخذ نسخة من هذا الموضوع أو الإستعانة ببعض المعلومات التي وردت فيه فلها ذلك .

فما طرحت الموضوع إلا للإستفادة ..

أسأل الله لي و لكم التوفيق ..



دمتم في حفظ الله و رعايته ،،