توقير أهل البدع واحترامهم وخطرهم على المجتمع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اننا نرى في الاونة الاخيرة انتشار اهل البدع والضلال في مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات والتلفاز وغيرهم...
واصبح البعض بجهل يروج لهم ويحث للاستماع لهم وان ياخذ منهم ويخلي
مع ان الشرع حثنا على الابتعاد عن هؤلاء حتى لو كان بعض كلامه حقا لان القلب يزيغ عافنا الله واياكن اقران مقال الشيخ فوزان فيه توضيح لمن يحترم ويوقر اهل البدع ناهيك عن اهل الضلال .
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.


اللهم نسالك العافية والتوفيق والسداد








فتوى الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-
(السائل: ما حكم من يُوَقِّر أهل البدع ويحترمهم ويثني عليهم ...؟

الشيخ: لا يجوز تعظيم المبتدعة، والثناء عليهم، ولو كان عندهم شيء من الحق، لأنَّ مدحهم والثناء عليهم ببدعتهم، ويجعل المبتدعة في صفوف الاقتداء به .. برجالات هذه الأمة، والسلف حَذَّرونا من الثقة بالمبتدعة، ومن الثناء عليهم، ومن مجالستهم، وفي بعض أقوالهم يقولون: "من جلس إلى مبتدع فقد أعان على هدم السنة"، فالمبتدعة يجب التحذير منهم، ويجب الابتعاد عنهم، ولو كان عندهم شيء من الحق، فإن غالب الضُّلاَّل لا يخلون من شيء من الحق، ولكن ما دام عندهم ابتداع وعندهم مخالفات وعندهم أفكار سيئة لا يجوز الثناء عليهم، ولا يجوز مدحهم، ولا يجوز التغاضي عن بدعتهم، لأن في هذا ترويجًا للبدعة، وتغريرًا بأهل السنة، وبهذه الطريقة يظفر المبتدع، ويكون قادة للأمة -لا قَدَّر الله-، فالواجب التحذير منهم، وفي أئمة السنة الذين ليس عندهم ابتداع في كل عصر -ولله الحمد- فيهم الكفاية للأمة، وهم القدوة، فالواجب اتباع المستقيم على السنة، الذي ليس عنده بدعة، وأما المبتدع فالواجب التحذير منه، والتشنيع عليه، حتى يحذره الناس، وحتى ينقمع هو وأتباعه.
وأما قول: "عنده شيء من الحق"، فهذا لا يُبَرِّر الثناء عليه، لأن المَضَرَّة التي تحصل بالثناء عليه أكثر من المصلحة بما عنده من الحق، ومعلوم أن قاعدة الدين: "أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، وفي معاداة المبتدع درء مفسدة عن الأمة، حرصه على ما عنده من المصلحة المزعومة، ولو أخذنا بهذا المبدأ لن يُضَلَّل أحد، ولن يُبَدَّع أحد، لأنه ما من مبتدع إلا وعنده شيء من الحق، وعنده شيء من ، المبتدع ليس كافرًا محضًا، ولا مخالفًا للشريعة كلها، وإنما هو مبتدع في بعض الأمور أو في غالب الأمور، وخصوصًا إذا كانت .. إذا كان الابتداع في العقيدة، أو في المنهج، فإن الأمر خطير، لأن هذا يصبح قدوة، ومن حينئذ تنتشر البدعة بالأمة، وينشط المبتدعة في ترويج بدعهم.
فهذا الذي يمدح المبتدعة، ويُشَبِّه على الناس بما عندهم من الحق، هذا أحد أمرين:
- إما أنه جاهل، جاهل بأمر البدعة، وجاهل بمنهج السلف وموقفهم من المبتدعة، وهذا الجاهل لا يجوز أن يتكلم، ولا يجوز للمسلمين أن يستمعوا له.
- وإما أنه مُغْرِض، أنه يعرف خطر البدعة، ويعرف خطر المبتدعة، ولكنه مغرضٌ يريد أن يُرَوِّج للبدعة.
فعلى كل حال هذا أمر خطير، هذا أمر لا يجوز، ولا يجوز التساهل في البدعة وأهلها، مهما كان، نعم) اهـ