دلوعة خليفة @dloaa_khlyf
محررة برونزية
توني بلير: مُفوَّضٌ للسلامِ أم مقوِّض؟
عَيَّنتْ الأممُ المتحدةُ رئيسَ وزراءِ بريطانيا المنصرفِ توني بلير مفوَّضاً عنها للسلامِ في الشرقِ الإسلامي كهديةٍ لولائهِ الأعمى أو لقدرتهِ على تنفيذِ أهدافِ قوى البغي والعدوانِ العالمي بكلِّ براعةٍ وتمكن.
وهذا الاختيارُ ليسَ غريباً على سلوكِ وتاريخِ الأممِ المتحدةِ التي ما فتئتْ تعاونُ الأممَ القويةَ الباغيةَ على الأممِ المستضعفةِ المغلوبةِ في كلِّ شؤونها إلا ما رحمَ الله؛ لكنْ يبقى هذا الانتقاءُ غريباً غيرَ متوافقٍ معَ نظامِ الأممِ المتحدةِ المعلنِ في الدفاعِ عن الأمنِ والسلْمِ العالميين إذ كيفَ تكونُ مهمةُ السلامِ بيدِ مجرمِ حربٍ في ذاتِ المنطقةِ المكلومةِ منه ومن جنوده؟
ولبريطانيا تاريخٌ أسودٌ تجاهَ العالمِ الإسلامي ابتداءً بالمؤامراتِ ضدَّ الخلافةِ الإسلاميةِ وإسقاطِ الدولةِ العثمانيةِ ثم قسمةِ بلدانِ المسلمين واحتلالِها بحجةِ الاستعمار؛ وحينَ خرجتْ خلَّفتْ وراءَها اليهودَ والهندوسَ والمنافقين وسَلَّطَتهم على رقابِ النَّاسِ؛ وتركتْ بلاداً متخلفةً مليئةً بالمشكلاتِ العقديةِ والحدوديةِ والتنمويةِ وغيرها.
ومن التاريخِ الأسودِ لهذه الدولةِ الشيطانيةِ الاعتداء العسكري الجماعي أو الثلاثي أو الثنائي على بلدانِ المسلمين إضافةً إلى خذلان القضايا الإسلاميةِ والعربيةِ في المحافلِ الدوليةِ واحتضانِ وتكريمِ عددٍ من المنحرفين جماعاتٍ وأفراداً وليسَ آخرُهم سلمان رشدي.
وأما توني بلير – المفوَّض بالسلام- فقدْ عرفَه المسلمون والعربُ ذيلاً تابعاً للمجرمِ الإرهابي جورج بوش في أكثرِ تخبطاتهِ إضافةً إلى مساندةِ يهودِ العالمِ والطابورِ الخامسِ من المسلمين، ولا ننسى دعمَه الحربي لاحتلالِ بلدين مسلمين وتهديدِ عددٍ آخرَ عسكرياً أو أمنياً أو من خلالِ قرارات مجلس الأمن، وكذلك الهجومَ الشديدَ على المقدَّساتِ والشعائرِ الإسلاميةِ في بريطانيا إبَّانَ حكمِ هذا الأثيم.
ولقدْ تعمدتُ ألاَّ أقرأَ شيئاً عن بلير وبريطانيا ليكونَ المقالُ عفوياً بلا بحثٍ وتقصٍ معبِّراً بهِ عن شعورِ كثيرٍ من المسلمين وعددٍ لا بأسَ به من شرفاء العالمِ الذي قدْ يرددون معي: سلامٌ على " السلام " الذي يرعاهُ المجرمون.
منقول
0
362
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️