ثقافة بدوية؟!

اللهم لك الحمد كله واليك يرجع الامر كله

الشيبان فيهم البركة تشتم من أنفاسهم تاريخ الأجداد وتقرأ في سحنات وجوههم قصص الماضي

وهذا أحد شيباننا متع الله به قصة وتاريخ تمشي على الأرض , لا يتكلم الا اذا استدعي الكلام منه

عركته الحياة وقلبته الأحداث حتى استوى وأينع ثمره فأنتج رأيا وحكمة قل أن تجديها عند غيره

كلامه لايمل يمزج القصة القديمة بأبيات شعرية بدوية عجيبة غريبة ويطرزها ببعض مايحفظ من

ديوان العرب مما تعلمه على كبر بدواعي من همته الكبيرة!!

نجالسه ونحادثه استئناسا به واستفادة فكان هذا الموضوع!:

تكلمنا عن وضع الجيل الشاب الجديد وضياعه وانسلاخه من ماض عريق لا يعارض التمدن والتحضر

ثم بحثنا عن الأسباب فقال:

نعرف نحن أيام الرعي أن كلب الراعي يتعلم!! فيعلمه صاحبه أن يهجم على فلان فيهجم ويؤمر

بتركه فيترك, هذا الكلب المعلم يعرف الشاة التي ليست لصاحبه ولا تنتمي لقطيعه فيخرجها!!

قلنا ماالمقصد؟!

قال: هؤلاء الأبناء وفلذات الأكباد أفضل مرات ومرات من الكلاب فلو جلس الوالد او الوالدة

واقتطعوا من أوقاتهم شيئا ليس بالكثير ليغرسوا في نفوسهم الأخلاق الجميلة من كرم وشجاعة

وحياء وحسن جوار وعفة ومنعة وأنفة لآتت نتاجها وأخرجت ثمارها ولكن!!

عشنا الآن أزمة في الأخلاق سببها الأول الوالدان!

ثم سقنا الحديث وجهة أخرى عن كثرة الجرائم والسطو والسرقات في المجتمع فكدنا نتفق أن السبب

الأول والمؤثر الأكبر هو الفقر والبطالة!

ورمقناه بأعيننا وهو يتابع الحديث منصتا واضعا ذقنه على ظهر كفه فانتبه انا نريد رأيه فقال:

نعم البطالة والفقر والجوع سبب لكن في المرتبة العشرين؟؟!!!!!!!!!!!!

ماذا تقول؟

قال بلهجة الواثق: السبب الأول الانحلال الخلقي والتفسخ من القيم والدليل:

أننا عشنا جوعا لم تعيشوه, وفقرا لم تدركوه, وحياة قاسية فلا يجرؤ أحدنا على سرقة أو خيانة جاره

أدركت الرياض وأسواقها القديمة فإذا أذن المؤذن نفروا الى الصلاة والبضاعة كما هي ومن يخشى

شيئا يلف عليها قماشا ويذهب الى المسجد!

فنحن نعيش أزمة خلق اذا ذهبت الأخلاق والمبادئ انهارات المجتمعات وحدث من الأفعال مالا يخطر

على البال ولم يكن بالحسبان

وياسيدات:

ألم يقل نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم(إذا لم تستحي فاصنع ماشئت)

فإذا لم تغرس المبادئ والاخلاق في النفوس فماذا سنجني؟

إذا استمر الهدم الأخلاقي الذي تمارسه وسائل الاعلام المختلفة ماذا ستكون النهاية؟؟!


اللهم احفظنا بحفظك


وسلامتكم : بنت عتيبة الموحدة!