ثقافة بدوية (4) الجار لو جار !!!!!!!!!!

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

في يوم من الأيام أغار قوم من البادية في زمن الجاهلية القريب على آخرين فأخذو ذودهم (ابلهم) وعادوا بها

فتبعهم كلب اشتد نباحه فقرب من رجل منهم وهم يسيرون على خيولهم فخف نباحه فرآه الرجل فدقق فيه

النظر فقال : هذا كلب فلان الذي جاورني قبل سنين مدة من الزمن !! والله لتردن الابل فهو كان جاري فردوها

فمدح صاحب الكلب كلبه الوفي ومنها قوله في كلبه هباس:


ومن شيمته رد لنا الذود هباس

هذا الجار عند البدوي القديم حيث عد من مفاخر الزمان اكرام الجار وحمايته والوفاء بعهده ومن المساوئ التي

لا تغفر ولا ينساها الزمن اهانة الجار والاساءة اليه

ولذا قال الصقري العنزي في قصيدة له رائعة سماها اهل البادية شيخة القصيد:

الا ومـع ذلـك لـك الله لنا كار *** عن جارنـا ماقـط نخفـي الطريفـه

نرفا خمال الجار لو هـو بنـا بـار****ونضحك حجاجـه بالعلـوم اللطيفـه


ولا نبدي الخافي لاصـار مـا صـار****وندمح خمال الجار لـو بـان حيفـه

ونرفا خماله رفيـه العـش بالغـار****ونودع له النفـس القويـه ضعيفـه

والجار له قيمـة وحشمـة واعتبـار****وجارتنـا عـن كـل عايـز عفيفـه

ما زارهن مـن يبغـي الحيـف زوار****الا ولا عنـهـن نــدس الغريـفـه

نبيـه إليـا بـدل الــدار بـديـار****وكـل بجيرانـه يـعـد الوصيـفـه


فمما تمدح به لنفسه وقومه اكرام الجار والصبر على أذاه ولو طال الزمان مع الحماية والذود عنه!!

وقد كانت هذه الثقافة ضاربة بجذورها في الجاهلية القديمة قبل مبعث نبينا صلى الله

عليه وسلم , ومما تتفاخر به القبائل , وتبز بها منافسيها, ألم يقل القديم:

وماضرنا أنا قليل وجارنا ******* عزيز وجار الأكثرين ذليل!!!!


ثم جاء الاسلام بتعاليمه الرائعة , وقيمه المتكاملة فشد على هذا الخلق

وحث عليه وكثرت الوصاية به حتى ظن نبينا انه سيورث مع الورثة لعظيم حقه

وأمر باكرامه غاية الاكرام واخبر انه دليل الايمان ففي الحديث(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره)

حتى ولو كان الاحسان اليه شيئا يسيرا الم يقل نبينا الكريم( يامعاشر المؤمنات لا يحقرن جارة لجارتها

ولو فرسن شاة) وقال لابي ذر(اذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك)

وحذر من الاساءة اليه أشد وبين انها من ضعف الايمان الكبير

( والله لايؤمن والله لايؤمن والله لايؤمن من لا يأمن جاره بوائقه)

ورتب عليه الاثم الكبير فعندما سئل نبينا الكريم عن اعظم الذنب قال ( الشرك ثم اي قال: ان تقتل ولدك خشية

ان يطعم معك قلت ثم اي قال:ان تزاني بحليلة جارك) عافانا الله واياكم


وفي هذا العصر عصر المدنية المقلق تغيرت الأحوال وتبدلت الامور فانشغل الناس

بالدنيا وبسفاسف الامور على حساب هذه الاخلاق!

فتقاطع الجيران بل بعضهم ينزل بالجوار مدة ثم يرحل ولم يتعارف مع جيرانه

انقطعت العلائق بين الجارات!!

لا يكاد الاحسان ان يصل الى الجار الا نادرا!!

بل وصل الامر الى التفنن في ايذاء الجيران ولم تعد تؤمن البوائق


نعم قد يكون بعض الجيران سيئا لكن له حق الجيرة والاحسان مع

تجنب الاساءة والحذر من ضرره ان وجد ولنا في رسولنا مع جاره اليهودي اعظم أسوة

نعوذ بالله من جار السوء الذي كان يتعوذ منه نبينا الحبيب(اللهم اني اعوذ بك من جار السوء في المدينة

فإن جار البادية يتحول) اي يرحل او ترحل عنه وتنتهي المشكلة

وقد كان الناس قديما يعتنون باختيار الجار فقالوا : الجار قبل الدار


فجارك جارك ولو جار



وسلامتكم: بنت عتيبة الموحدة!
24
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

كاندريل
كاندريل

صح لسانك


وَ ضرَب اللّهُ مَثَلاً لِّلّذِينَ ءَامَنُوا امْرَأَت فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَت رَب ابْنِ لى عِندَك بَيْتاً فى الْجَنّةِ وَ نجِّنى مِن فِرْعَوْنَ وَ عَمَلِهِ وَ نجِّنى مِنَ الْقَوْمِ الظلِمِينَ

قبل ان تطلب الدار
طلبت القرب من الله جل جلاله

tanweer
tanweer
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة على هذه التذكرة
وأهم حقوق الجار والتي غفل عنها الكثير مشاركته في أفراحه وأحزانه
فتجدنا اليوم إنشغلنا في أمور حياتنا فلا نهتم بجيراننا
بنت عتيبة الموحدة
شرفتينا ياكاندريل ونورتي
واشوقي لربي
واشوقي لربي
جزاك الله خير

كلمات بسيطة لكن وقعها كبير
بنت عتيبة الموحدة
مشكورات على المرور والتعليق


اللهم انفع به