السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الولد من نعمة الله عز وجل على الناس , فبها يستمر الوجود البشري, وبها تقر العيون , وتشد الظهور!!
هذا اذا اعتني بها ووجهت وجهة صحيحة والا فهي الشقاء والعناء والارهاق.....!
وقد كانت البادية منذ زمن تعتني بالولد من حيث اختيار امه وأخواله لاعتقادهم ان الاخوال
وسيلة جذب له الى المعالي والطيب والرفعة!!
ومن حيث تنشئتهم على مكارم الاخلاق, وعوائد الشجعان, وطرائق الرجال,ولهم في ذلك حكايات وأخبار
ومما شدني من حكاياتهم فحرك المشاعر ,وأسال المحاجر قصة ذيب بن شالح بن هدلان!!!
فشالح بن هدلان من شيوخ قحطان وأعيانها وله ستة من الولد منهم ذيب والذي اعتنى بتربيته
فأنشأه على الرجولة والكرم والفروسية وتقدير الكبير ورحمة الصغير وحفظ حق الجار وله في ذلك أخبار
فكان قرة عين والده فهاهو يجني ثمرة هذه التربية حيث خرج ابنه فارسا كبيرا شهما عفيفا
بارا عظيم البر بوالده حتى رثاه ابوه وهو حي لعلمه ان الطيب لابقاء له ومن خوفه العظيم
عليه فمما قال:
ما ذكر به حي بكى حي يا ذيب واليوم أنا با بكيك لو كنت حيا
ويا ذيب يبكونك هل الفطر الشيب ان لايعتهم مثل خيل المحيا
وتبكيك قطعان عليها الكواليب وشيال حمل اللي يبون الكفيا
وتبكيك وضح علقوها دباديب ان رددت من يمة الخوف عيا
ويبكيك من صكت عليه المغاليب ان صاح با على الصوت يا هل الحميا
ومن العجيب ان الذي تسبب في قتل ذيب هو والده!! فمرة مازحه والده بقصيدة يخبره بضعفه وانه
بحاجة الى بعض الابل والكسب فقام ذيب خلسة واخذ فرسانه ليغير بهم لكن كان في هذه نهايته
فقتله بره بوالده!!
وقد رثاه ابوه بقصايد من عيون الشعر ومنها:
ياربــعنا ياللي على الفـــطر الشــيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ عز الله انه ضاع منكم وداعه
رحتوا على الطوعات مثل العياسيب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــ وجيتوا وخليتوا القلبي بضاعه
خـليــــتـوا النـادر بـدار الاجـانيــب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ وضاقت بي الافاق عقب اتساعه
تـكدرن لـي صافـيات المـشاريـب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــ وبالعون شفت الذل عقب الشجاعه
ياذيب انا بوصيك لاتـاكل الذيـب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ كم ليلة عـشـاك عـقـب المجـاعـه
كم ليلة عشاك حرش العراقـيـب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ وكم شيــخ قـوم كـزته لك اذراعـه
وهكذا كانت حياتهم عناية بأبناءهم وتنشئتهم مع الظروف القاسية التي تشيب لها الرءوس!!
لحاجتهم اليهم ورغبة في برهم
فيعقدون لهم المجالس , ويخالطونهم بالرجال الأشاوس, ويدبجون لهم النصائح في الاشعار!!
وهكذا كانت العرب قديما في جاهليتها الاولى فأخرجت أجيالا عجيبة في
فروسيتها واخلاقها ونخوتها وأنفتها وغيرتها وحفظها للعهود ولحقوق الضيف والجار!!
ثم أتى الاسلام العظيم فزاد هذا المنهج رونقا وجلالا , ونقاه من عادات الجاهلية
فخرج لنا جيل قرآني يمشي على الارض وانت تحسبينهم من اهل السماء
فربى سلفنا أولادهم على القرآن , وحلق العلم , وأسسوا عندهم أخلاق الرجولة والفروسية والكرامة
وكانوا يضربونهم على العهد والحلف والكذب وهم صغار
فكان المجتمع كله يربي : البيت والمسجد والمجتمع والاب والام والاخ والاخت.....
فساد هؤلاء الامم . وهيمنوا على الارض!!
ومافتيء الزمان يدور حتى *** تولى المجد قوم آخرونا
وأصبح لايرى في الركب قومي *** وقد كانوا أئمته سنينا
أهملت التربية والعناية بالنشئ فخسر المسلمون مقومات الصدارة
وذهبت كثير من الاخلاق والمروءات, وحل الفساد واستذلنا أراذل العباد
وفي زمننا هذا المتأخر تكاد هذه الاخلاق ان تكون ضربا من الخيال
ومارس الآباء والمدارس والمجتمع الدور الخياني العظيم في افساد الاخلاق ووأدها!!
فانظروا الى تربيتنا الا من رحم الله:
فلا الولد ينشأ على اخلاق العرب والمسلمين , ولاتعقد له الجلسات ولاينهى عن فساد
وان لبس فلبس كالبنات!! جنز وبرنيطة!!
كلامه دلع , ومشيته دلع , وقصته دلع
يحصل على مايريد بدمعة , او بنظرة كسيرة!!!
كثير منهم لايعرف امه هل هي المربية ام من ولدته او الخادمة؟؟؟؟
فتح له النت على ابوابه المردية, ويسرت له القنوات المهلكة!!
ثم يرجى منه بعد ذلك ان ينفع الوالدين, او يذود عن العرض والدين والعشيرة!!
اما البنات فعجب عجاب:
مخدومة محفولة مكفولة اما بالخادمة واما بهذه الام المسكينة التي هد حيلها المرض وأضناها التعب
لا تعرف الا مدرستها وان اتت الى المنزل فغرفتها لتهاتف صديقاتها
فلا تعرف شيئا عن المطبخ , ولا تشارك في تنظيف المنزل
همها الاول تسريحة شعرها , ولون بشرتها , وطريقة لبسها , وكيفية الادعاء امام زميلاتها!!
لم تتعنى الام ولا الاب يوما في توجيه النصائح التي كان يسديها الاولون لاولادهم لتكون منهجا
لهم في الحياة ونبراسا يمشون عليه
لم تنبه الى المخاطر المحدقة بها من كل صوب وناحية من المجتمع او من الصديقات في المدرسة
و من النت والقنوات او او او .......
والنتيجة ظاهرة للعيان لمن قلب ناظريه في المجتمع:
في الاسواق والمدارس, في الشارع وفي البيوت
في الملبس وذهاب الحياء
في ضياع الاعراض بأبخس الاثمان
في عقوق الوالدين وتحقير الكبير
في احترام الجار وحفظ حقه
في سوء الخلق في البيت والشارع والعمل
في الخيانات بأنواعها
في التجرؤ على المعاصي وأرذل الاخلاق والمجاهرة بها
في قطيعة الارحام .....
في الرضا بالذل وخسف الاعداء واحتلال الديار.......
اللهم أصلح الحال وأبدلنا خيرا منها
وسلامتكم: بنت عتيبة الموحدة!!

بنت عتيبة الموحدة @bnt_aatyb_almohd
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

لجين الشرق
•





مقارنة جميله بين تربية الحاضر والماضي
والذي يضل الفرق بينهم يتسع بسبب الاتكال
على الفضائيات في تربية الابناء التي افرزت
لنا جيل ممسوخ لاهوية له
سلمت يداك بنت عتيبة
والذي يضل الفرق بينهم يتسع بسبب الاتكال
على الفضائيات في تربية الابناء التي افرزت
لنا جيل ممسوخ لاهوية له
سلمت يداك بنت عتيبة
الصفحة الأخيرة