ثقافة تااااااااااااااااااااايم (1)

الملتقى العام

مرحبا حبايبي حبيت انزل لكم مقال قرأته للكاتب حمد المانع اللي لاحظت ان كتاباته تمتعني:) يالله اتمنى لكم المتعه والفايده وراح انزل باقي مقالاته اللي تعجبني ولها فائده للجميع

هذا اذا ما المشرفات نقلو الموضوع :06: وبرد عليكم المساء





يطيب للمؤمن دائماً أن يحمد الله الذي لا يحمد على مكروه سواه، ومن المعلوم بأن دوام الحال من المحال إذ يتعرض الإنسان لظروف معينة ومواقف محددة، لم تكن بحال من الأحوال موافقة لرغبته، فقد يرغب في شيء معين، ولا يتحقق لأي سبب من الأسباب أو أن يكون عكس ما كان معتقداً ومؤملاً في حصوله، هذه الفرضية تحتم التسليم بأن الاستقرار والاستمرار على حال معينة لا يمكن تأكيده طبقاً لظروف الحياة، وملابساتها، فقد يكون فقيراً ويغنيه الله من فضله، وقد يكون غنياً ويبتليه المولى، بزوال شيء من ماله، أو ماله كله، وقد يصبح معافى ويمسي مريضاً أو العكس، ومع ذلك فإن المؤمن يلهج لسانه بالشكر والثناء لخالقه، في حين أن زوال ماله أو جزء منه قد يكون خيراً له، ودرءاً لشرور أقسى فيما لو استمر ماله معه، وقد يكون في مرضه خير من هلاكه فيما لو استمر بصحته، ومن هنا ينبع اليقين المطلق بهذه الثوابت الراسخة ويتجسد هذا اليقين من خلال التفاعل الصحيح والتعاطي السليم مع معطيات الحياة وشؤونها وشجونها.
من هذا المنطلق تسهل الصعاب، وتصغر العظائم وتهون المصائب، ذلك أنه موقن بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، في استشعار بديع بحلاوة الإيمان، ليصيب الخير في السراء والضراء في الرخاء والشدة فإن صبر وشكر فله الأجر، ودائماً تتردد في الأسماع كلمة بليغة عميقة متوارثة وستظل بإذن الله كذلك وهي كلمة (خيره) فيما لو لم يتحقق ما أراد في اتكاء صلب على قوة الإيمان وما أجملها وما أجملنا كذلك ونحن نرددها بين صغارنا، كما كان آباؤنا يرددونها في ترسيخ للقناعة بما تحقق وما لم يتحقق، فلربما لو تحقق تتمنى بأنه لم يتحقق، وعلى ضوء ما ذكر يتضح جلياً بأن الضمان في البقاء على حالة معينة ضرب من الخيال لأن المسببات التي تستدعي الاستمرار والبقاء على وتيرة واحدة قد تزول ومن ضمنها الإنسان الذي هو الآخر قد يزول في أي لحظة، ومن الأمور التي حذرنا منها ديننا الحنيف الشماتة، وهي داء عضال يتوجب محاربته والحذر من مغبته، لأنها قد تكون سبباً في انتكاسة المتشمت، فلا يلبث أن يسقط سقطة موجعة قد تكون أقسى من حالة من تشمت به، والشماتة لا تمت لأخلاق المؤمن بصلة، بل هي ترجمة لسلوك وضيع وتكريس فظيع للجهل وغياب الوعي وغطرسة توحي بانعدام التوازن الفكري والنفسي، ويترتب على هذا الاهتزاز نشوء حالة انفصام وازدواجية في القيم، تشوبها حالة من الارتباك المتواصل لمؤشر التفريق بين الخطأ والصواب، بمعزل عن صفاء القلب ونقاء السريرة، فبدلاً من أن يدعو له بجبر مصيبته وينال أجراً بذلك، يكون معول هدم يقوض ما كان يبنيه ابتغاءً لمرضاة الله حينما يمارس هذا السلوك الوضيع سواء من خلال الكلمة أو من خلال الشعور الذي يخالج النفس فحالما يتلقى الإنسان خبراً ما، فإن الخواطر تداعب الذهن بسرعة متناهية لتتشكل ملامح المشاعر المصاحبة لهذا الخبر، وفق ما يقره العقل، رهناً باطمئنان القلب أو شقائه وتعاسته، وهذا بطبيعة الحال ينسحب على رد الفعل التلقائي لأول وهلة، وهذه اللحظة بالذات مجال خصب لاستثمار مثمر حينما يكون الدعاء لمن ألمت به لائمة حاضراً وبسرعة فائقة، لكيلا تمسي فترة التأمل الوجيزة مرتعاً للهواجس السيئة وتحيل بدورها الرغبة العدوانية الجامحة وغير المتسقة مع المبادئ والأخلاق الفاضلة إلى نوع من التشفي، وغالباً ما ترتبط الشماتة والعياذ بالله بالسخرية والتهكم السافر وتنم عن نشوء خلل نفسي وفراغ روحي يدل على عزوف الفكر وإعراضه عن الابتكار والإبداع والعطاء من خلال ممارسة هذا السلوك المشين ليملأ فؤاده الفارغ من الإيمان بوابل من مقومات الخطيئة في انسلاخ كامل مع أبسط الحقوق والواجبات المترتبة على هذا الشأن، فكان لزاماً على المؤمن بأن يبادر بالدعاء، لينال بذلك، فضلاً عن أن الإنسان لا يضمن الظروف كما أسلفت فقد يقع في مثل ما وقع فيه المبتلي وفي هذه الحالة فإنه يتمنى أن يٌدعى له، لا أن يدعى عليه، فكلما كانت نيته سليمة وقلبه ينضح صفاءً ونبلاً، فإنه سينال من الآخرين مثل ما منحهم إبان محنتهم إمعاناً في تأصيل التكافل وطرق أبواب الفضيلة المشرعة لكل من أعان على الخير في القول والعمل، ويجدر التنويه في هذا السياق، بأن المشاعر والأحاسيس تخضع أيضاً لمراقبة دقيقة من مالك الملك، وإن لم تظهر إلى العيان قال تعالى"وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه"
فحري بنا أن نصفي قلوبنا، في فلترة دائمة، تنقي القلب من الشوائب وتلفظها خارجاً عدا عن ذلك فإن الشماتة تورث البغضاء والحقد والكراهية نسأل المولى أن يجنبنا سخطه وأن يسبغ علينا نعمة التراحم والتآلف والتواد، أخوة متحابين، تربط بين القلوب علاقات قوية متينة ينبري لها الإحسان، وتدثرها الرأفة والمودة بمشاعر صادقة تفيض بالحب والنبل والسماحة.






راته
3
604

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام وردالكواري
غريبه محد يبي يتثقف
انسه نقطه
انسه نقطه
الله يعطيك العافيه وجعله في ميزان اعمالك
ام وردالكواري
اشكر مرورك اسعدني