الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
"ثق بربك لا بنفسك":
كنت أتأمل أوراق التعريف والدعاية لكثير من الدورات التدريبية التي تجد إقبالا متزايداً في واقع عامة الناس، لكونها تنتشر تحت مظلات نفسية أو تربوية أو إدارية، فوجدت أن القاسم المشترك بينها هو:
الوعد بإيقاد شعلة "الثقة بالنفس"
بما أسموه برمجة عصبية، أو تنويماً إيحائياً، أو طاقة بشرية أو كونية.. والهدف من ورائها هو تحرير النفس من العجز والكسل والسلبية لتنطلق إلى مضمار الحياة بفاعلية وإيجابية، وتصل إلى النجاح والتميّز والقدرات الإبداعية.
قطع علي تأملاتي صوت ابنتي تقرأ بفاتحة الكتاب: {إِيَّاكَ نَعبُدُ وإِيَّاكَ نَستَعِينُ} ، عندها سألت نفسي هل ما أحتاجه للفاعلية والإيجابية والهمة الوقادة العلية هو أن أثق بنفسي، وأستعين بذاتي وقدراتي وإمكاناتي، تأملت.. وتأملت ثم كتبت أسطري هذه بعنوان "ثق بربك لا بنفسك"
12
995
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
لذلك تجد الدعوة إلى "الثقة بالنفس" منطلق لترويج كثير من التطبيقات والتدريبات.. فكل أحد يطمع في أن يمتلكها، وكل أحد يودّ لو يغير واقع حياته عليها..
ولكن.. قف معي لحظة، وتأمل هذه النصوص:
{هَل أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئًا مَّذكُورًا} .
{يأَيٌّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الغَنِيٌّ الحَمِيدُ} .
{وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا} .
{وَلاَ تَقولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلِكَ غَدًا . إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ} .
{إِيَّاكَ نَعبُدُ وإِيَّاكَ نَستَعِينُ} .
وتفكّر معي في معاني هذه الدعوات المشروعة:
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، أبوء بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي ".
"اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، فإنك تعلم ولا أعلم ".
"اللهم لا حول ولا قوة لي إلا بِك".
"اللهم إني أبرأ من حولي وقوتي إلى حولك وقوّتك".
"اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي".
"اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك فأهلك".
"اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
ألا ترى معي -أيها القارئ الكريم- أن النفس فيها تتربى على أن تعترف بعجزها وفقرها، وتقرّ بضعفها وذلّها، ولكنها لاتقف عند حدود هذا الاعتراف فتعجز وتُحبط وتكسل، وإنما تطلب قوّتها من ربها، وتسعى وتعمل وتتذلل لمن بـ "كن" يُقدرها على ما يريد، ويُلين لها الحديد، ويعطيها فوق المزيد.
د.فوز عبد اللطيف كردي
الصفحة الأخيرة
الثقة بالنفس.. كلمات جميلة براّقة.. كلمات يرسم لها الخيال في الذهن صورة جميلة، ظلالها بهيجة.. لذلك تجد الدعوة إلى "الثقة بالنفس" منطلق لترويج كثير من التطبيقات والتدريبات.. فكل أحد يطمع في أن يمتلكها، وكل أحد يودّ لو يغير واقع حياته عليها.
ولكن.. قف معي لحظةََ!تعال معي أيها القارئ الكريم نتأمّل جمالها:
إنها صورة ذلك الإنسان الذي يمشي بخطوات ثابتة وجنان مطمئن..إنها صورة ذلك الصامد في وجه أعاصير الفتن..إنها صورة ذلك المبتسم المتفائل برغم الصعاب..إنها صورة ذلك الذي يجيد النهوض بعد أي كبوة..إنها صورة ذلك الذي يمشي نحو هدفه لا يلتفت ولا يتردد..ما أجملها من صورة!