لصحة الطفل دور رئيسي في نموه الطبيعي واكسابه مختلف القدرات (الفكرية والاجتماعية والجسمية وغيرها) التي تؤهله ليكون فردا سليما في المجتمع.
والاطفال عرضة للعديد من الامراض منها الوراثي ومنها الخلقي ومنها المكتسب.
تنتقل الامراض الوراثية من جيل الى آخر، ويتميز بعضها بقوانين معروفة في حين يبقى بعضها الاخر مجهولا.. ومهما تنوعت الامراض الوراثية فسوف تظل معالجتها ضمن اطار تخفيف اغراضها ليس الا. اما الامراض الخلقية فتنجم عن اضطراب في النمو خلال المرحلة الجنينية، تسببه عادة عوامل خارجية تتعلق بصحة الحال وقد توصل الطب الى معالجة معظم الامراض الخلقية، وان كانت الجراحة مازالت هي الغالبة في اسلوب المعالجة ولضمان نجاح المعالجة ينبغي اكتشاف هذه الامراض والبدء بمعالجتها باكرا، وذلك ضمن اطار من التعاون والتضامن المستمر بين الاهل والطبيب.
ولتعزيز دور الوالدين نلتقي استشاري الاطفال وحديثي الولادة الدكتور/ محمود مدحت حسني لالقاء الضوء على هذا الجانب من امراض الولدان للفت انتباه الاهل واعطائهم المعلومات الاساسية والضرورية لفهم الاعراض والعلامات المرضية وترشدهم الى طريقة تفاديها اذا امكن وكيفية التعامل معها ان وجدت، آملين بان يوفر لهم هذا البحث وعيا ودراية كافيين للتصرف ازاء هذه الامراض في حال تعرض اطفالهم لها.
ـ الولدان الجدد عرضة لانواع مختلفة من الامراض يأتي بعضها خلقيا، و بعضها الاخر يطرأ اثناء الولادة او ينتج عنها. وفيما يلي استعرض معكم كل نوع من هذه الامراض على حدة، متوقفين عند اشكاله واسبابه ونتائج علاجه.
اولا: التشوهات الخلقية
قد تحصل بسبب توقف جزئي او كلي في نمو الجنين، او قد تكون بعض العوامل الخارجية سببا في حدوثها ومن اهم هذه العوامل:
@ اصابة الحامل بمرض فيروسي خصوصا الحصبة الالمانية، خلال الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل.
@تعرض الحامل للاشعة السينية او الاشعاعات النووية خلال الاشهر الثلاثة الاولى من الحمل.
@تناول الحامل الادوية المسكنة والمهدئة للاعصاب او غيرها دون استشارة الطبيب، خلال الاشهر الثالثة الاولى من الحمل. غالبا ما يكتشف الطبيب التشوهات الخلقية قبل اخراج الام ووليدها من المستفى. هذه التشوهات تقسم الى قسمين، يظهر احدهما فور الولادة، في حين يرتبط ظهور الآخر بعامل الزمن. وفي كلتا الحالتين تتفاوت خطورة المرض بحسب نوعيته. فمنه الخطر الذي يسلتزم معالجة سريعة، ومنه الاقل خطرا والذي تستمر معالجته خلال سنوات.
وتنقسم التشوهات الخلقية الى تشوهات خطرة ولتشوهات اقل خطورة، فالتشوهات الخطرة هي تلك التي تعرض حياة الطفل الى الخطر اذا لم تتدارك بعمل جراحي سريع ومن اهم هذه التشوهات انسداد المريء ومن اعراضه المميزة التشردق الحاد وقياء فوري لكل ما يأخذه الرضيع، ايضا انسداد الأمعاء الذي ينتج عنه عدم القدرة على الاخراج خلال الساعة الاولى بعد الولادة فينتفخ البطن ويخرج قيء اسود ويتوقف الوليد عن الرضاعة، وهذه الحالات تستدعي جراحة سريعة لتدارك الخطر الناجم عنها. اما التشوهات الاقل خطرا فهي تلك التي تجعل من الطفل المصاب بها اما معقدا طوال حياته او غير قادر على القيام باعباء الحياة العادية في المستقبل.. من اهمها:
@خلع الورك: وهو عبارة عن خروج رأس عظم الفخذ من التجويف المخصص له في الحوض، يكون غالبا في جهة واحدة، ونادرا ما يكون في الجهتين. ويلاحظ من قبل الام بصعوبة فتح فخذي وليدها، واختلاف بسيط في طول رجلي الوليد بين الجهة المصابة والجهة الصحيحة.
نسبة الاصابة بهذا المرض تتراوح من 8 الى 20 بالالف، وهي تزيد اربع مرات عن الاناث منها عند الذكور. يتم علاج هذه الاصابة تحت الاشراف الطبي، بوسائل عدة تختلف باختلاف نوع الاصابة فمن العلاج ما هو غير جراحي. وكلما بدأت المعالجة باكرا كانت النتيجة اضمن، وقلت نسبة اللجوء الى العمل الجراحي. فهذا التشوه يتطور مع تقدم الطفل في العمر مما يضعف احتمال الشفاء الكامل في حال تأخر بدء العلاج.
حنف القدمين: تشوه في القدم يجعلها غير قادرة على الارتكاز على الارض في نقاط الارتكاز الطبيعية عند الوقوف او المشي فيبدو الطفل وكأنه يقف او يمشي على طرف قدميه الخارجي نسبة الاصابة بهذا التشوه هي واحد بالالف من كل طفل وليد ويعالج هذا الانحراف بوضع الجهد منذ الايام الاولى للحياة ولكن المعالجة قد تمتد لعدة سنوات وقد يضطر الطبيب غالبا الى اللجوء الى العمل الجراحي.
الراقيـة @alraky_7
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
*لمسة حنان*
•
جزاك الله خيرا والله يبعدها عنا يارب
الصفحة الأخيرة